١ - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا
٤١٠٠
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ
الْحَلَالِ، وَلَا فِي إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنْ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا
أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ،
وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أُصِبْتَ بِهَا، أَرْغَبَ مِنْكَ
فِيهَا لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيَتْ لَكَ» (١).
قَالَ هِشَامٌ: كَانَ أَبُو
إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ يَقُولُ: مِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْأَحَادِيثِ،
كَمِثْلِ الْإِبْرِيزِ فِي الذَّهَبِ.
٤١٠١ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ
عَنْ أَبِي خَلَّادٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(١) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن واقد متروك.
أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله.
وأخرجه الترمذي (٢٤٩٤) من طريق عمرو
بن واقد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمرو بن
واقد منكر الحديث.
«إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ قَدْ
أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ،
فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ» (١).
(١) إسناده ضعيف لضعف أبي فروة -واسمه يزيد
بن سنان الرهاوي-، وأبو خلاد لا يعرف بغير هذا الحديث، ومن أثبت له الصحبة، فعمدته
هذا الحديث الضعيف، قال ابن أبي حاتم في «العلل» ٢/ ١١٥: قلت لأبي: يصح لأبي خلاد
صحبة، فقال: ليس له إسناد. أي: إسناد يعتمدُ لإثبات الصحبة. يحيى بن سعيد: سُمي في
أكثر الروايات: يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، وفي إحدى روايات البخاري: يحيى بن
سعيد الأنصاري، وفي إحدى روايات ابن أبي عاصم: يحيى بن سعيد العطار، وكلاهما وهم،
والله أعلم.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٩/ ٢٧ و٢٨، وابن أبي
عاصم في «الزهد» (٢٣١)، وفي «الآحاد والمثاني» (٢٤٤٨) و(٢٦٩٠)، والطبراني ٢٢/
(٩٧٥)، وأبو نعيم في «الحلية»١٠/ ٤٠٥، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٥٢٩) و(١٠٥٣٤)
من طرق عن الحكم بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٦/ ٦٥
قال: أُخبِرتُ عن يحيى بن سعيد، به.
وقال البخاري في «التاريخ» ٩/ ٢٨،
والبيهقي في «الشعب» (١٠٥٣٠)، والمزي في «تهذيب الكمال» ٣٣/ ٢٨٩: قال أحمد بن
إبراهيم الدورقي، عن يحيى ابن سعيد الأموي (في المطبوع من «التاريخ» زيادة: عن
عنبسة، ولم ترد في غيره، ونظنها زيادة من الناسخ أو الطابع)، عن أبي فروة، عن أبي
مريم، عن أبي خلاد.
قال البخاري: هذا أولى. كذا نقله عن
البخاري البيهقي والمزي وابن حجر في «الإصابة»، وفي المطبوع: الأول أصح!! قلنا:
وأبو مريم لا يُعرف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» ١٢/
١١٥ من طريق ابن الطباع، عن يحيى ابن سعيد، به.
وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي نعيم
في «الحلية» ٧/ ٣١٧، والبيهقي في «الشعب» (٤٩٨٥)، وإسناده ضعيف جدًا لا يفرح به.
٤١٠٢ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
أَبِي السَّفَرِ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
السَّاعِدِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي
النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ،
وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبّوكَ» (١).
٤١٠٣
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ، رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ:
نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ
عُتْبَةَ وَهُوَ طَعِينٌ، فَأَتَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ، فَبَكَى أَبُو
هَاشِمٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَيْ خَالِ، أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ،
(١) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن عمرو القرشي
متروك اتهمه بعضهم بالكذب.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في
«المواعظ» (١٣١)، وابن حبان في «روضة العقلاء» ص ١٤١، والطبراني (٥٩٧٢)، والقضاعي
في «مسند الشهاب» (٦٤٣)، وأبو نعيم في «الحلية» ٣/ ٢٥٢ - ٢٥٣ و٧/ ١٣٦، وفي «تاريخ
أصبهان» ٢/ ٢٤٤ - ٢٤٥، وابن عدي في ترجمة خالد بن عمرو من «الكامل» ٣/ ٩٠٢،
والعقيلي في ترجمته من «الضعفاء» ٢/ ١١، والحاكم ٤/ ٣١٣ من طريق خالد بن عمرو،
بهذا الإسناد. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد وضاع.
وفي الباب عن ربعي بن حراش مرسلًا
عند أبي سليمان بن زبر الدمشقي في «مسند إبراهيم بن أدهم» ص ٢٩ - ٣٠، ورجاله ثقات.
ورواه أبو نعيم في «الحلية» ٨/ ٤١ من
طريق إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن مجاهد، عن أنس. وقال: ذكر أنس في هذا الحديث
وهم، ثم رواه من طريق ابن أدهم، عن منصور، عن مجاهد مرسلًا.
وانظر «جامع العلوم والحكم» لابن رجب
٢/ ١٧٤ - ١٧٧، وفيه تعليل طرقه عن سفيان الثوري.
أَمْ عَلَى الدُّنْيَا، فَقَدْ
ذَهَبَ صَفْوُهَا؟ قَالَ: عَلَى كُلٍّ، لَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَهِدَ
إِلَيَّ عَهْدًا، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ، قَالَ: «إِنَّكَ لَعَلَّكَ
تُدْرِكُ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ
خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، فَأَدْرَكْتُ فَجَمَعْتُ (١).
٤١٠٤
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي
الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اشْتَكَى
سَلْمَانُ، فَعَادَهُ سَعْدٌ، فَرَآهُ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ
يَا أَخِي؟ أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ أَلَيْسَ، أَلَيْسَ؟ قَالَ
سَلْمَانُ: مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ اثْنَتَيْنِ، مَا أَبْكِي صبا لِلدُّنْيَا،
وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَهِدَ إِلَيّنا
عَهْدًا، فَمَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، قَالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟
قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّنا أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ
وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ، فَاتَّقِ
اللَّهَ عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ
(١) إسناده ضعيف لجهالة سمرة بن سهم. جرير:
هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
وأخرجه النسائي ٨/ ٢١٨ من طريق جرير
بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٤٩٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٦٨).
ولقوله: «إنما يكفيك من ذلك خادم
ومركب في سبيل الله» شاهد من حديث بريدة الأسلمي عند أحمد (٢٣٠٤٣)، والنسائي في
«الكبرى» (٩٧٢٦)، وإسناده حسن في الشواهد.
قوله: «يُشئِزُكَ» من أشأزه، أي:
أقلقه. قاله السندي.
إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ هَمِّكَ
إِذَا هَمَمْتَ. قَالَ ثَابِتٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا تَرَكَ إِلَّا بِضْعَةً
وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، مِنْ (١) نَفَيقَةٍ كَانَتْ عِنْدَهُ (٢).
٢
- بَابُ
الْهَمِّ بِالدُّنْيَا
٤١٠٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
سُلَيْمَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ
عِنْدِ مَرْوَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ، قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ
السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ يسَأَلَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَأَلَنَا
عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ،
وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا
كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ،
وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» (٣).
(١) في (س) و(م): مع.
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، الحسن بن أبي الربيع -وهو الحسن ابن يحيى العبدي-
وجعفر بن سليمان الضبعي صدوقان، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني (٦٠٦٩)، وأبو نجم في
«الحلية» ١/ ١٩٧ من طريق الحسن ابن أبي الربيع، بهذا الإسناد.
وله طرق عن سلمان انظرها في تخريجنا
على «مسند أحمد» (٢٣٧١١)، و«صحيح ابن حبان» (٧٠٦).
(٣)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مطولًا أحمد (٢١٥٩٠)،
والدارمي (٢٢٩)، وابن أبي عاصم في «الزهد» (١٦٣)، والطبراني (٤٨٩١)، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (١٧٣٦)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» ١/ ٣٨ - ٣٩ من طريق
شعبة، بهذا الإسناد. =
٤١٠٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ، عَنْ
الْأَسْوَدِ ابْنِ يَزِيدَ، قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ
نَبِيَّكُمْ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ
الْمَعَادِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ
فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ»
(١).
٤١٠٧
- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ -وَلَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا وقَدْ رَفَعَهُ- قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: يَا
ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ،
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» (٢).
= وأخرجه البيهقي (١٧٣٧) من طريق جهضم،
عن عمر بن سليمان، به.
وأخرجه مطولًا أيضًا الطبراني في
«الكبير» (٤٩٢٥) من طريق ليث بن أبي سليم، عن محمَّد بن وهب، عن أبيه، وفي
«الأوسط» (٧٢٧١) من طريق محمَّد بن عجلان، عن أبيه، كلاهما (وهب وعجلان) عن زيد بن
ثابت.
(١)
إسناده تالف، نهشل -وهو ابن سعيد الورداني- متهم.
وقد سلف برقم (٢٥٧) بأطول مما هنا،
وخرَّجناه هناك، وبيَّنا أن المرفوع من الحديث صحيح من حديث ابن عمر.
(٢)
إسناده محتمل للتحسين من أجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في
«الثقات»، وأبو خالد الوالبي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال أبو
حاتم: صالح الحديث.
وأخرجه الترمذي (٢٦٣٤) من طريق عمران
بن زائدة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٨٦٩٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٩٣).
٣ - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا
٤١٠٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
قَالَ:
سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا
بَنِي فِهْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مَثَلُ
الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي
الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ» (١).
٤١٠٩
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ
مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
اضْطَجَعَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ فِي جِلْدِهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي
وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كُنْتَ آذَنْتَنَا فَفَرَشْنَا لَكَ شَيْئًا
يَقِيكَ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَنَا وَالدُّنْيَا، إِنَّمَا
أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ
وَتَرَكَهَا» (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٨٥٨)، والترمذي (٢٤٧٦)
من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٠٠٨)، و«صحيح
ابن حبان» (٤٣٣٠) و(٦١٥٩).
(٢)
حديث صحيح، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله، وإن كان قد اختلط- فسماع
البصربين والكوفيين منه قديم، وأبو داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- بصري، وقد
تابع أبا داود وكيع عند أحمد (٤٢٠٨)، وجعفر بن عون عند الحاكم ٤/ ٣١٠، وهما ممن
سمع من المسعودي قبل الاختلاط. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس.
وهو في «مسند الطيالسي» (٢٧٧).
=
٤١١٠ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَمُحَمَّدٌ بن الصَّبَّاحُ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ
مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى
صَاحِبِهَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ
مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ
جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا» (١).
٤١١١
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ
بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ
الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ:
= وأخرجه الترمذي (٢٥٣٤) من طريق زيد
بن حباب، عن المسعودي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٣٧٠٩).
(١)
حديث حسن بطريقيه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف زكريا بن منظور. أبو حازم: هو
سلمة بن دينار المدني.
وأخرجه الترمذي (٢٤٧٣) من طريق عبد
الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، بهذا الإسناد. وعبد الحميد ضعيف أيضًا. وقال
الترمذي: صحيح غريب من هذا الوجه.
وله شاهد من حديث ابن عمر عند الخطيب
في «تاريخ بغداد» ٤/ ٩٢، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٤٣٩) من طريق أبي مصعب، عن
مالك، عن نافع، عن ابن عمر ورجاله ثقات، قال الخطيب: غريب جدًا من حديث مالك
..
وآخر من حديث أبي هريرة عند البزار
(٣٦٩٣)، والقضاعي (١٤٤٠) وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف.
وثالث عن رجال من أصحاب رسول الله ﷺ
عند ابن المبارك في «الزهد» (٥٠٩). وسنده ضعيف.
حَدَّثَنَا الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ
شَدَّادٍ، قَالَ: إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ أَتَى عَلَى
سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى
أَهْلِهَا؟» قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا،
-أَوْ كَمَا قَالَ- قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ
عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا» (١).
٤١١٢
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ
الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ،
عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يَقُولُ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ
مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا أَوْ
مُتَعَلِّمًا» (٢).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد
بن سعيد الهمداني، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (٢٤٧٤) من طريق مجالد
بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٠١٣).
وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد
(٣٠٤٧)، وإسناده حسن في الشواهد.
وآخر من حديث جابر عند أحمد (١٤٩٣٠)،
إسناده صحيح.
(٢)
حديث حسن. ابن ثوبان: اسمه عبد الرحمن بن ثابت.
وأخرجه الترمذي (٢٤٧٥) من طريق ابن
ثوبان، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله
عند أبي نعيم في «الحلية» ٣/ ١٥٧ و٧/ ٩١، والبيهقي في «شعب الإيمان» ٧/ ٣٤١، ورجح
أبو حاتم في «العلل» ٢/ ١٢٤ إرساله، وآخر عن أبي الدرداء عند الطبراني بإسناد قال
المنذري: لا بأس به مع أن فيه من لا يعرف.
٤١١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ
أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» (١).
٤١١٤
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ
بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي
الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ
مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ» (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٩٥٦)، والترمذي (٢٤٧٧)
من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٨٢٨٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٨٧) و(٦٨٨).
(٢)
حديث صحيح دون قوله: «وعُدَّ نفسك من أهل القبور» فهو حسن لغيره، ليث -وهو ابن أبي
سليم- وإن كان ضعيفًا- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (٢٤٨٦) و(٢٤٨٧) من
طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٤٧٦٤).
وأخرجه مطولًا دون قوله: «وعد نفسك
من أهل القبور» البخاري (٦٤١٦) من طريق الأعمش، حدثني مجاهد، عن ابن عمر.
«وعد نفسك من أهل القبور» أخرجه
الآجري في «الغرباء» (٢٠) من طريق الأعمش، عن مجاهد، به. وفي إسناده مَن لم نعرفه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد
(٨٥٢٢)، وفي إسناده علي بن زيد ابن جدعان، وهو ضعيف. =
٤ - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ
٤١١٥
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ
بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ» قُلْتُ:
بَلَى، قَالَ: رَجُلٌ ضَعِيفٌ مُسْتَضْعِفٌ، ذُو طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ،
لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ«(١).
٤١١٦
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ:
= وآخر من حديث معاذ، ذكره الهيثمي
في»المجمع«٤/ ٢١٨، وفي إسناده انقطاع.
وثالث من حديث أبي الدرداء، ذكره
الهيثمي أيضًا ٢/ ٤٠، وفي إسناده مجهول.
ورابع من حديث زيد بن أرقم عند أبي
نعيم في»الحلية«٨/ ٢٠٢ - ٢٠٣، وإسناده حسن.
وانظر شرح الحديث في»جامع العلوم
والحكم«٢/ ٣٧٦ - ٣٩٢.
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز، وباقي رجاله ثقات غير هشام
بن عمار فكان يتلقن عندما كبر، وقد توبع.
وأخرجه الطبراني في»الكبير«٢٠/
(١٥٩)، وفي»مسند الشاميين«(١١٩٢)، والبيهقي في»شعب الإيمان«(١٠٤٨٨) من طريق سويد
بن عبد العزيز، بهذا الإسناد.
وذ»هـ ابن أبي حاتم في «العلل» ٢/
١٠٦. وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا حديث خطأ، إنما يروى عن أبي إدريس كلامه فقط.
وله شاهد من حديث حارثة بن وهب،
سيأتي بعده.
وله شواهد أخرى ذكرناها في «المسند»
عند حديث عبد الله بن عمرو (٦٥٨٠).
قوله: «ذو طمرين» قال ابن الأثير في
«النهاية»: الطمر: الثوب الخَلَق، وقال المناوي في «فيض القدير» ٣/ ١٠٠: طمرين:
إزار ورداء خَلَقين.
سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ
ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ
جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ» (١).
٤١١٧
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي، مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ،
ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، غَامِضٌ فِي النَّاسِ،
(١) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه البخاري (٤٩١٨)، ومسلم
(٢٨٥٣)، والترمذي (٢٧٨٨) من طريقين عن معبد بن خالد، بهذا الإسناد. وعندهم
زيادة:»لو أقسم على الله لأبره«في وصف أهل الجنة.
وهو في»مسند أحمد«(١٨٧٢٨).
قوله:»متضعَّف«قال النووي في»شرح
مسلم«: بفتح العين وكسرها، والمشهور الفتح، ولم يذكر الأكثرون غيره، ومعناه:
يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، وأما رواية الكسر
فمعناه: متواضع متذلل خامل واضع من نفسه.
وقوله:»عتل«هو الجافي الشديد الخصومة
بالباطل، و»الجوَّاظ«هو الجَموع المَنوع، و»المستكبر«هو صاحب الكبر، وهو بطر الحق
وغمط الناس.
قال المناوي في»فيض القدير«٣/ ١٠٠:
هذا الحديث نص في تفضيل الضعيف على القوي، وقد وقع عكسه في خبر مسلم
(٢٦٦٤):»المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" فإنه نص في تفضيل القوي على
الضعيف، وأجاب النووي بأن المراد بالقوة فيه عزيمة النفس والقريحة في شؤون الآخرة،
فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على أعداء الله وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وبمدح الضعيف فمن حيث رقة القلوب ولينها واستكانتها لربها
وضراعتها إليه.
لَا يُؤْبَهُ لَهُ، كَانَ رِزْقُهُ
كَفَافًا وَصَبَرَ عَلَيْهِ، عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ
بَوَاكِيهِ» (١).
٤١١٨
- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ
الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ الْحَارِثِيِّ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «الْبَذَاذَةُ مِنْ الْإِيمَانِ»، قَالَ: الْبَذَاذَةُ: الْقَشَافَةُ،
يَعْنِي التَّقَشُّفَ (٢).
٤١١٩
- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ
(١) إسناده ضعيف جدًا، صدقة بن عبد الله
ضعيف، وأيوب بن سليمان جهله أبو حاتم الرازي والذهبي.
وأخرجه الترمذي (٢٥٠٢) من طريق عبيد
الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وعبيد
الله بن زحر ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- واهي الحديث.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢١٦٧).
قوله: «خفيف الحاذ» أي: خفيف الحال
قليل المال.
(٢)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن سويد.
وأخرجه أبو داود (٤١٦١) من طريق
محمَّد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي
أمامة. وابن إسحاق مدلس ورواه بالعنعنة.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠٠٩/ ٥٨)،
و«شرح مشكل الآثار» (١٥٣١) و(٣٠٣٦)، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه فيهما.
ومعنى قوله: «البذاذة من الإيمان»
أي: أنها من سيما أهل الإيمان، إذ معهم الزهد والتواضع، وترك التكبر، كما كان
الأنبياء صلوات الله عليهم قبلهم في مثل ذلك. قاله الطحاوي.
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ،
أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:»أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟
«قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: خِيَارُكُمْ الَّذِينَ إِذَا رُؤوا،
ذُكِرَ اللَّهُ عز وجل» (١).
٥
- بَابُ
فَضْلِ الْفُقَر
٤١٢٠
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
السَّاعِدِيّ، ِ قَالَ: مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ َرَجُلٌ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟» قَالُوا: رَأْيَكَ
(١) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر
بن حوشب، وقد اختلف عليه فيه، فروي عنه عن أسماء كما هو هنا، وروي عنه عن عبد
الرحمن بن غنم مرسلًا عند أحمد (١٧٩٩٨)، وروي عن ابن غنم عن أبي مالك الأشعري عند
الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (٢٣٣).
وأخرجه عبد بن حميد (١٥٨٠)، وأحمد
(٢٧٥٩٩) و(٢٧٦٠١)، والبخاري في «الأدب» (٣٢٣)، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق»
(٤٣٤)، والطبراني ٢٤/ (٤٢٣ - ٤٢٥)، وأبو الشيخ في «التوبيخ والتنبيه» (٢١٧)، وأبو
نعيم في «الحلية» ١/ ٦، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١١١٠٧) و(١١١٠٨) من طريق عبد
الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار
(٣٦٢٦ - كشف الأستار)، والطبري في «التفسير» ١١/ ١٣١، والطبراني (١٢٣٢٥)، وابن
صاعد في زياداته على «الزهد» لابن المبارك (٢١٨)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١/
٢٣١ من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وروي عن سعيد مرسلًا بإسناد أصح من إسناد
الموصول، أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٢١٧)، والطبري في «التفسير» ١١/ ١٣١ و١٣٢،
والدولابي في «الكنى» ١/ ١٠٦، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ٦.
وآخر من حديث عمرو بن الجموح عند
أحمد (١٥٥٤٩)، وأبي نعيم في «الحلية» ١/ ٦.
فِي هَذَا، نَقُولُ: هَذَا مِنْ
أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ، وَإِنْ شَفَعَ
أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ ﷺ،
وَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟»
قَالُوا: نَقُولُ، وَاللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مِنْ فُقَرَاءِ
الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ لَمْ يُنْكَحْ، وَإِنْ شَفَعَ لَا
يُشَفَّعْ، وَإِنْ قَالَ لَا يُسْمَعْ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَهَذَا
خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا» (١).
٤١٢١
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ
الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ» (٢).
(١) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البخاري (٥٠٩١) من طريق عبد
العزيز بن أبي حازم، بهذا الإسناد.
وهذا الحديث يجدر بأن يعنون له: خداع
الظواهر.
(٢)
إسناده ضعيف جدًا، حماد بن عيسى وموسى بن عبيدة ضعيفان، والقاسم ابن مهران مجهول،
ولا يثبت له سماع من عمران فيما قال العقيلي.
وأخرجه العقيلي في ترجمة القاسم بن
مهران من «الضعفاء» ٣/ ٤٧٤، والطبراني في «الكبير» ١٨/ (٦٠٧) و(٦٠٨)، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (١٠٥٠٩)، والرافعي في «التدوين» ١/ ١٦٤، والمزي في ترجمة القاسم من
«تهذيب الكمال» ٢٣/ ٤٥٤ من طريق موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في ترجمة محمَّد بن
الفضل بن عطية من «الكامل» ٦/ ٢١٧٣، والطبراني ١٨/ (٤٤١)، وأبو نعيم في «الحلية»
٢/ ٢٨٢ من طريق محمَّد بن الفضل، عن زيد العمي، عن محمَّد بن سيرين، عن عمران.
ومحمد بن الفضل كذاب، وزيد العمي ضعيف.
٦ - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاء ِ
٤١٢٢
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ
الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ» (١).
٤١٢٣
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ
الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ فُقَرَاءَ المسلمين أو الْمُهَاجِرِينَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ، بِمِقْدَارِ خَمْسِ مِئَةِ
سَنَةٍ» (٢).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد
بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١٣/ ٢٤٦.
وأخرجه الترمذي (٢٥١٠) و(٢٥١٢) من
طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٧٩٤٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٧٦).
وهو في «مسند أحمد» (١٠٦٥٤) من طريق
أبي صالح، و(١٠٧٣٠) من طريق شُتَير بن نهار، كلاهما عن أبي هريرة.
(٢)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد- العوفي، ومحمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (٢٥٠٨) من طريق
الأعمش، عن عطية العوفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
=
٤١٢٤ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ بَهْلُولٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
قَالَ: اشْتَكَى فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا فَضَّلَ
اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ أَغْنِيَاءَهُمْ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ،
أَلَا أُبَشِّرُكُمْ، إنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ» ثُمَّ تَلَا مُوسَى
هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧]
(١).
٧
- بَابُ
مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ
٤١٢٥
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ
أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ
الْمَقْبُرِيِّ
= وأخرجه مطولًا أبو داود (٣٦٦٦) من
طريق أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري. وهو في «مسند أحمد» (١١٦٠٤)، وفي
إسناده مجهول.
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله.
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد»
(١٤٧٧)، وابن أبي شيبة ١٣/ ٢٤٤، وعبد ابن حميد مطولًا (٧٩٧)، والمزي في ترجمة
بهلول بن مورِّق من «تهذيب الكمال» ٤/ ٢٦٤ من طريق موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (٧٦٥٥)
من طريق نافع، عن ابن عمر. وإسناده ضعيف.
وأخرجه الطبراني في «الكبير»
(١٣٢٢٣)، وفي «الأوسط» (٣٤٧٧)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٣٨١) من طريق سالم،
عن ابن عمر رفعه: «يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا». وإسناده
حسن.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَيَجْلِسُ إِلَيْهِمْ
وَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَكْنِيهِ: أَبَا
الْمَسَاكِينِ (١).
٤١٢٦
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ
الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عن عطاء
(١) صحيح من غير هذا الطريق من قول أبي
هريرة، وهذا إسناد ضعيف جدًا، إسماعيل بن إبراهيم التيمي ضعيف، وإبراهيم -وهو ابن
الفضل- المخزومي متروك الحديث. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد كيسان المدني.
وأخرجه الترمذي (٤٠٩٩) من طريق
إسماعيل بن إبراهيم التيمي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، وأبو إسحاق
المخزومي قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قِبَلِ حفظه، وله غرائب.
وأخرج البخاري (٣٧٠٨) من طريق ابن
أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: ... وكان أخيرَ الناسِ للمسكين
جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا، فيُطعمنا ما كان في بية، حتى إن كان ليُخرج لنا
العُكَّة التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعق ما فيها.
وأخرج الترمذي (٤١٠٠) عن أبي أحمد
حاتم بن سِياه المروزي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن عجلان، عن يزيد بن قسيط،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قال: كنا ندعو جعفر بن أبي طالب أبا
المساكين، فكنا إذا أتياه قرَّب إلينا ما حضر، فأتيناه يومًا فلم يجد عنده شيئًا،
فأخرج جرة من عسل، فكسرها، فجعلنا نلعق منها. وحاتم بن سياه تفرد الترمذي بالرواية
عنه، وتابعه على هذا الإسناد محمَّد بن إسحاق السِّجزي عند ابن عدي في «الكامل» ٦/
٢٢٨٤، لكنه ضعيف جدًا، وكان يسرقُ الأحاديثَ، فلا اعتبار بمتابعته.
وخالفهما أحمد بن منصور الرمادي -وهو
ثقة- فرواه البيهقي في «الشعب» (١٠٨٨٢) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن عجلان، عن
سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي
دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا،
وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ» (١).
٤١٢٧
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي
سَعْدٍ (٢) الْأَزْدِيِّ -وَكَانَ قَارِئَ الْأَزْدِ- عَنْ أَبِي الْكَنُودِ
(١) إسناده ضعيف، يزيد بن سنان -وهو أبو فروة
الرهاوي- ضعيف، وأبو المبارك مجهول، وقد اختلف على يزيد بن سنان في إسناده كما
سيأتي.
وأخرجه عبد بن حميد (١٠٠٢) عن ابن
أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٤/
١١١، والرافعي في «التدوين» ١/ ٤٧٣، وابن الجوزي في «الموضوعات» ٣/ ١٤١ من طريق
عبد الله بن سعيد الأشج، به.
وعلقه البخاري في «التاريخ» ٩/ ٧٥ عن
أبي خالد الأحمر، به.
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (١٤٢٥)
عن عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي، عن يزيد بن محمَّد بن سنان! عن أبيه، عن جده،
عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري.
وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (١٤٢٦)،
والحاكم ١/ ٣٢٢ من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي، عن أبيه، عن عطاء، به.
وخالد بن يزيد ضعيف.
وفي الباب عن أنس عند الترمذي
(٢٥٠٩)، وإسناده ضعيف.
وعن عبادة عند الطبراني في «الدعاء»
(١٤٢٧) -ومن طريقه الضياء في «المختارة» ٨/ (٣٣٢) -، والبيهقي ٧/ ١٢، وفي إسناده
عبيد (أو عبيد الله) بن زياد، ولا يُعرف.
تنبيه: ذكر الألباني هذا الحديث في
«الصحيحة» (٣٠٨) من طريق عبد بن حميد، وانتقل بصره إلى إسناد الحديث الذي قبله،
فحسَّن الحديث بإسناد غيره، ثم ادعى أن هذه الطريق مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض
لذكرها كل من تكلم على هذا الحديث كابن الجوزي وابن الملقن وابن حجر والسيوطي!!
وقد علمت أن الوهم منه.
(٢)
المثبت من (س) و(م)، وفي (ذ): أبو سعيد، وكللاهما قيل في كنيته.
عَنْ خَبَّابٍ، فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: ﴿وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: ٥٢] قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ
حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ، فَوَجَدَوا
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَعَ صُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَعَمَّارٍ وَخَبَّابٍ، قَاعِدًا فِي
نَاسٍ مِنْ الضُّعَفَاءِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ النَّبِيِّ
ﷺ حَقَرُوهُمْ، فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ وَقَالُوا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ
تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مَجْلِسًا، تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا،
فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ
هَذِهِ الْأَعْبُدِ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ، فَإِذَا
نَحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: «نَعَمْ»، قَالُوا:
فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا، قَالَ: فَدَعَا بِصَحِيفَةٍ، وَدَعَا عَلِيًّا
لِيَكْتُبَ، وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، فَنَزَلَ جِبْريلُ عليه السلام فَقَالَ:
﴿وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ
حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: ٥٢] ثُمَّ ذَكَرَ الْأَقْرَعَ بْنَ
حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، فَقَالَ: ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾ [الأنعام: ٥٣]، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى
نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: ٥٤]. قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا
رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا
أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ وَلَا تُجَالِسْ الْأَشْرَافَ ﴿تُرِيدُ
زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ
مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ يَعْنِي عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ
﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨] قَالَ: هَلَاكًا. قَالَ: أَمْرُ
عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ وَمَثَلَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. قَالَ خَبَابٌ: فَكُنَّا نَقْعُدُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ،
فَإِذَا بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى
يَقُومَ (١).
٤١٢٨
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ الْمِقْدَامِ
بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ فِينَا سِتَّةٍ: فِيَّ وَفِي ابْنِ مَسْعُودٍ وَصُهَيْبٍ وَعَمَّارٍ
وَالْمِقْدَادِ وَبِلَالٍ. قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: إِنَّا
لَا نَرْضَى أَنْ نَكُونَ أَتْبَاعًا لَهُمْ، فَاطْرُدْهُمْ عَنْكَ، قَالَ:
فَدَخَلَ قَلْبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ
(١) إسناده ضعيف، أسباط بن نصر كثير الخطأ،
ذكره الذهبي في «الميزان» فقال: وثقه ابن معين، وتوقف فيه أحمد، وضعفه أبو نعيم
وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال حرب بن إسماعيل، قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: ما
أدري وكأنه ضعفه، وقال ابن كثير في «تفسيره» ٣/ ٢٥٥: هذا حديث غريب، فإن الآية
مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهرٍ.
وأخرجه الطبري في «التفسير» ٧/ ٢٠١،
والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٣٦٧)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» - كما في «تفسير
ابن كثير» (٥/ ٢٥٣ -، والمزي في ترجمة أبي الكنود من «تهذيب الكمال» ٣٤/ ٢٣٠ من
طريق أسباط بن نصر، بهذا الإسناد. إلا أن رواية الطحاوي عن السُّديِّ عن أبي
الكنود مباشرة.
وأخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» ١/
٣٥٢ - ٣٥٣ من طريق حكيم بن زيد، عن السُّديِّ، به. وحكيم بن زيد إن كان المترجم في
«الميزان» فقد قال الأزدي: فيه نظر، وإن كان غيره فلم نعرفه.
عز وجل: ﴿وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام: ٥٢] الْآيَةَ (١).
٨
- بَابٌ
فِي الْمُكْثِرِينَ
٤١٢٩
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «وَيْلٌ لِلْمُكْثِرِينَ، إِلَّا مَنْ
قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» أَرْبَعٌ: عَنْ
يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ قُدَّامِهِ، وَمِنْ وَرَائِهِ (٢).
٤١٣٠
- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ
الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ -هُوَ سِمَاكٌ- عَنْ مَالِكِ
بْنِ مَرْثَدٍ الحنفي، عَنْ أَبِيهِ
(١) حديث صحيح، قيس بن الربيع -وإن كان
ضعيفًا لسوء حفظه في كبره- متابع.
وأخرجه مسلم (٢٤١٣)، والنسائي في
«الكبرى» (٨١٦٣) و(٨١٨٠) و(٨٢٠٧) و(٨٢٠٩) من طريقين عن المقدام بن شريح، بهذا
الإسناد.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٦٥٧٣).
(٢)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد- العوفي. محمَّد بن أبي ليلى
-وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان سيىء الحفظ- متابع.
وأخرجه عبد بن حميد (٨٨٨)، وأحمد
(١١٢٥٩)، وأبو يعلى (١٠٨٣) من طريق الأعمش، عن عطية، بهذا الإسناد. وعندهم:
«المثرون» بدل «المكثرون»، والمثرون: اسم فاعل من: أثرى، إذا كثر ماله.
ويشهد له حديث أبي ذر وحديث أبي
هريرة الإتيان بعده.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْأَكْثَرُونَ هُمْ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكَسَبَهُ مِنْ طَيِّبٍ» (١).
٤١٣١
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ،
عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْأَكْثَرُونَ هُمْ الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ
هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» ثَلَاثًا (٢).
٤١٣٢
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ
بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ
(١) حديث صحيح، مالك بن مرثد الحنفي روى عنه
اثنان ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وأبوه مرثد لم يرو عنه غير ابنه
مالك، ووثقه العجلي، وقال العقيلي: ليس بمعروف، وقال الذهبي: فيه جهالة. وقد توبعا.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٣٣٣١) من
طريق النضر بن محمَّد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا البخاري (٢٣٨٨)، ومسلم
بإثر الحديث (٩٩١) / (٣٢) و(٣٣) من طريق زيد بن وهب، عن أبي ذر رفعه: «إن الأكثرين
هم الأقلون، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا -وأشار بين بديه وعن يمينه وعن شماله-
وقليل ما هم».
وهو في «مسند أحمد» (٢١٣٤٧)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٣٢٦).
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمَّد بن عجلان، وقد توبع.
وأخرجه أحمد (٩٥٢٦) عن يحيى بن سعيد،
بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٨٠٨٥) و(١٠٧٩٥)
و(١٠٩١٨)، والبزار (٣٠٨٩ - كشف الأستار)، والحاكم ١/ ٥١٧ من طريق كميل بن زياد،
وأحمد (٩٠٧٥) من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، كلاهما عن أبي هريرة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، فَتَأْتِي
عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي قَضَاءِ
دَيْنٍ» (١).
٤١٣٣
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ
عَنْ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ
الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي
وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ،
فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ،
وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ
بِهِ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ»
(٢).
(١) حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب متابع،
وعبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة قليلًا، وقد
توبع أيضًا، وباقي رجاله ثقات. أبو سهل بن مالك: هو نافع بن مالك بن أبي عامر
الأصبحي عم الإمام مالك.
وهو في «مسند أحمد» (٩٤٢٧) عن قتيبة
بن سعيد، عن الدراوردي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٢٣٨٩) من طريق عبيد
الله بن عبد الله بن عتبة، و(٧٢٢٨) من طريق همام بن منبه، ومسلم (٩٩١) من طريق
محمَّد بن زياد، ثلاثهم عن أبي هريرة.
وانظر «مسند أحمد» (٧٤٨٤)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٢١٤) و(٦٣٥٠).
قوله: «فتأتي علي ثالثة» يعي ليلة
ثالثة.
(٢)
إسناده ضعيف، ومتنه منكر. عمرو بن غيلان فقد اختُلِفَ في صحبته، فذكره خليفة
والمستغفري في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال: له صحبة. وقال=
٤١٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، حَدَّثَنَا
سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ الْبَرَاءِ السَّلِيطِيِّ،
عَنْ نُقَادَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً، فَرَدَّهُ،
ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى رَجُلٍ آخَرَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِنَاقَةٍ،
= ابن منده: مختلف في صحبته، وقال ابن
أبي عاصم: أصحابنا وضعوه في المسند، فلم يثبت لي أن له صحبة. وذكره ابن سميع في
الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: أدرك الجاهلية، وذكره ابن حبان في أتباع
التابعين من «الثقات»، وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبة، وكذا قال المزي. وقال
الدارقطني في «السُّنن»: مجهول؛ وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب»: حديثه عند أهل
الشام ليس بالقوي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد
والمثاني» (١٦٠٧)، والطبراني في «الكبير» ١٧/ (٥٦)، وفي «مسند الشاميين» (١٤٠٦)،
والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٤٤٥) من طرق عن صدقة بن خالد، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن معاذ بن جبل عند ابن
عدي في «الكامل» ٥/ ١٧٦٩، والبيهقي في «الشعب» (١٤٧٦)، وفي إسناده عمرو بن واقد،
وهو متروك.
ولابن حبان في «صحيحه» (٢٥٩)،
والطبراني ١٨/ (٨٠٨) بسند رجاله ثقات من حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله ﷺ قال:
«اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك، فحبب إليه لقاءك، وسهل عليه قضاءَك، وأقلِلْ له
من الدنيا، ومن لم يؤمن بك، ولم يشهد أني رسولُك، فلا تُحبب إليه لقاءَك، ولا
تُسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا».
قلنا: وفي حديث أنس ما يعارض قوله:
«فأقلل ماله وولده» فقد أخرج البخاري (٦٣٣٤)، ومسلم (٦٦٠) قال: قالت أم سليم للنبي
ﷺ: أنس خادمك، قال: «اللهم أكثِز ماله وولده، وبارك له فيما أعطية».
فَلَمَّا أَبْصَرَهَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهَا، وَفِيمَنْ بَعَثَ بِهَا». قَالَ
نُقَادَةُ: فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا! قَالَ:
«وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا» ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُلِبَتْ فَدَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلَانٍ - لِلْمَانِعِ الْأَوَّلِ -
وَاجْعَلْ رِزْقَ فُلَانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ» لِلَّذِي بَعَثَ بِالنَّاقَةِ (١).
٤١٣٥
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ
الْقَطِيفَةِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ
لَمْ يَفِ» (٢).
(١) إسناده ضعيف لجهالة البراء السليطي.
عفان: هو ابن مسلم.
وأخرجه أحمد (٢٠٧٣٥)، والبخاري في
«التاريخ الكبير» ٨/ ١٢٦ - ١٢٧، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٠٦١)، وابن
قانع في «معجم الصحابة» ٣/ ١٦٦، والمزي في ترجمة البراء السليطي من «تهذيب الكمال»
٤/ ٤٢ من طرق عن غسان بن برزين، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصرًا ابن قانع ٣/ ١٦٧ من
طريق هرمز بن جُوزان، عن البراء، به.
وأخرج ابن سعد في «الطبقات» ١/ ٢٩٣
عن هشام بن محمَّد، عن أبي سفيان النخعي، عن رجل من بني أسد ثم من بني مالك بن
مالك قال: قال رسول ﷺ لنقادة ... فذكر نحو حديث نقادة. وإسناده ضعيف لإبهام الرجل
الأسدي.
(٢)
إسناده صحيح. وأبو بكر بن عياش قد توبع. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، وأبو صالح:
هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري (٢٨٨٦) من طريق أبي
بكر بن عياش، بهذا الإسناد.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٣٢١٨).
وانظر ما بعده.
٤١٣٦ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَفْوَانَ ابن سليم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النبي ﷺ
قال: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ،
تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ» (١).
٩
- بَابُ
الْقَنَاعَةِ
٤١٣٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ
الْأَعْرَجِ
(١) حديث صحيح، يعقوب بن حميد وإسحاق بن سعيد
-وهو إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصواف- ضعيفان، وقد توبعا. صفوان: هو ابن سُليم.
وأخرجه البخاري (٢٨٨٧) من طريق عبد
الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢٥٣٢) من طريق
الحسن، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: «لُعِنَ عبد الدينار، لعِنَ عبد الدرهم».
وانظر ما قبله.
قوله: «تعس عبد الدينار» أي: انكب
وعثر، ومعناه: الدعاء عليه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَعْسًا لَهُمْ﴾ أي: عثارًا
وسقوطا، وتعسا لفلان نقيض قولهم: لعًا له، فتعسًا دعاء عليه بالعثرة، ولعًا دعاء
له بالانتعاش.
وعبد الدينار: هو طالبه الحريص على
جمعه، القائم على حفظه، فكأنه لذلك خادمه وعبده.
والقطيفة: هي الثوب الذي له خمل،
والخميصة: الكساء المربع.
وإذا شيك: أي إذا دخلت فيه شوكة لم
يجد من يخرجها بالمنقاش، وهو معنى قوله: فلا انتقش، ويحتمل أن يريد: لم يقدر
الطبيب أن يخرجها، وفيه إشارة إلى الدعاء عليه بما يثبطه عن السعي والحركة، وسوغ
الدعاء عليه كونه قصر عمله على جمع الدنيا، واشتغل بها عن الذي أمر به من التشاغل
بالواجبات والمندويات. أفاده الحافظ في «الفتح» ١١/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى
غِنَى النَّفْسِ» (١).
(١) إسناده صحيح. أبو الزناد: هو عبد الله بن
ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن ابن هرمز.
وأخرجه مسلم (١٠٥١) من طريق سفيان بن
عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٤٤٦)، والترمذي
(٢٥٣٠) من طريق أبي صالح السمان، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٧٣١٦)، و«شرح
مشكل الآثار» (٦٠٥٢)، و«صحيح ابن حبان» (٦٧٩).
قال ابن بطال: معنى الحديث: ليس
حقيقةُ الغنى كثرةَ المال، لأن كثيرًا ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما
أوتي، فهو يجتهد في الازدياد، ولا يُبالي مِن أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه،
وإنما حقيقة الغنى غنى النفس، وهو مَن استغنى بما أوتي وقنع به ورضي، ولم يحرص على
الازدياد، ولا ألح في الطلب، فكأنه غني.
وقال القرطبي المحدِّث: معنى الحديث
أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه: أنه إذا استغنت نفسُه
كفِّت عن المطامع، فعزَت وعَظُمَت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح
أكثر من الغنى الذي يناله مَن يكون فقيرَ النفس لحرصه، فإنه يورطه في رذائل الأمور
وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله.
قلنا: وفي «صحيح مسلم» (٢٧٢١) من
حديث عبد الله بن مسعود قال: كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى
والعِفة والغنى»، وروى أحمد
(١٥٢٩)،
ومسلم (٢٩٦٥) من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: «إن الله يحب
العبد المتقي النقي الغني الحنفي».
قال شارح «المشكاة» ٥/ ٧٧: قال النوري رحمه
الله: المراد بالغنى غنى النفس، وهذا
هو الغنى المحبوب، لقوله ﷺ: «الغنى غنى النفس» وأشار القاضي عياض رحمه الله إلى أن
المراد به غنى المال. قال القاري: وهذا هو المناسب لعنوان الباب (يعني عنوان صاحب
المشكاة: باب استحباب المال والعمر للطاعة) وهو لا ينافي غنى النفس، فإنه ١، صل في
الغنى والفرد الأكمل في =
٤١٣٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ وَحُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُخْبِرُ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ هُدِيَ
إِلَى الْإِسْلَامِ، وَرُزِقَ الْكَفَافَ، وَقَنَعَ بِهِ» (١).
= المعنى، ويترتب عليه غنى اليد الموجب
لتحصيل الخيرات والمسرات في الدنيا، ووصول الدرجات العاليات في العُقبى.
وقال المناوي في «فيض القدير» ٢/
٢٨٩: وأشار البيضاوي وعياض والطيبي إلى أن المراد غنى المال، والمال غير محذور
لعينه، بل لكونه يعوق عن الله، فكم من غني لم يشغله غناه عن الله، وكم من فقير
شغله فقره عن الله.
قلنا: ومما يؤيد تفسير الغنى هنا
بغنى اليد قوله «:»نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح«أخرجه أحمد (١٧٧٦٣) بإسناد
صحيح. وقوله ﷺ:»إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير مِن أن تذرهم عالةً يتكففون
الناس«أخرجه البخاري (١٢٩٥)، ومسلم (١٦٢٨). وقوله ﷺ:»اليد العليا خير من اليد
السفلى«أخرجه البخاري (١٤٢٧)، ومسلم (١٠٣٤).
(١)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وقد اختُلف عليه فيه:
فرواه محمَّد بن رمح هنا، عنه، عن
عبيد الله وحميد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو.
ورواه يحيى بن إسحاق السيلحيني عند
أحمد (٦٦٠٩)، عنه، عن شرحبيل بن شريك، عن الحبلي، به.
وقد توبع ابن لهيعة على الإسناد
الثاني، ففد أخرجه مسلم (١٠٥٤)، والترمذي (٢٥٠٥) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن
شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
وهو في»مسند أحمد«(٦٥٧٢)، و»صحيح ابن
حبان" (٦٧٠).
٤١٣٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا» (١).
٤١٤٠
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَعْلَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ نُفَيْعٍ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ إِلَّا وَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَنَّهُ أُتِيَ مِنْ الدُّنْيَا قُوتًا» (٢).
(١) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح،
والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو زرعة: هو ابن عمرو البجلي.
وهو في «الزهد» لوكيع (١١٩)، ومن
طريقه أخرجه مسلم (١٠٥٥) (١٢٦)، وبإثر الحديث (٢٩٦٩) / (١٩)، والترمذي (٢٥١٨).
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (٢٩٦٩) /
(١٩)، والنسائي في «الكبرى» (١١٨٠٩) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأعمش،
بهذا الإسناد.
وقال: «كفافًا» بدل «قوتًا».
وأخرجه البخاري (٦٤٦٠)، ومسلم (١٠٥٥)
(١٢٦)، وبإثر الحديث (٢٩٦٩) / (١٨) من طريق محمَّد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن
عمارة بن القعقاع، به، بلفظ وكيع.
وهو في «مسند أحمد» (٩٧٥٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٣٤٤).
(٢)
إسناده ضعيف جدًا، نفيع -وهو ابن الحارث أبو داود الأعمى- متروك. يعلى: هو ابن
عبيد الطنافسي.
وأخرجه عبد بن حميد (١٢٣٥)، وهناد في
«الزهد» (٥٩٩)، وأحمد (١٢١٦٣) و(١٢٧١٠)، وأبو يعلى (٣٧١٣) و(٤٣٣٩) و(٤٣٤١)، وابن
حبان في «المجروحين» ٣/ ٥٦، وابن عدي في ترجمة نفيع من «الكامل» ٧/ ٢٥٢٤، وأبو
نعيم في «الحلية» =
٤١٤١ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ،
عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» (١).
= ١٠/ ٦٩، والبيهقي في «شعب الأيمان» (١٠٣٧٨)، وابن
الجوزي في «الموضوعات» ٣/ ١٣١ من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه وكيع في «الزهد» (١١٧) من
طريق إسماعيل، عن نفيع، عن أنس موقوفًا.
(١)
حسن بمجموع شواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلمة بن عبيد الله -أو ابن عبد الله-
بن محصن الأنصاري. عبد الرحمن بن أبي شميلة روى عنه اثنان، وقال ابن معين: مشهور،
وقال أبو حاتم: مشهور برواية حماد بن زيد عنه، وذكره ابن حبان في «الثقات».
وأخرجه الترمذي (٢٥٠٠) من طريق مروان
بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن
معاوية.
وفي الباب عن عمر عند الطبراني في
«الأوسط» (٨٨٧٥)، وفي إسناده أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
وعن ابن عمر عند الطبراني في
«الأوسط» (١٨٢٨)، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وعن أبي الدرداء عند ابن حبان (٦٧١)،
والطبراني في «مسند الشاميين» (٢٢)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٥٣٩)، وأبي نعيم
في «الحلية» ٢٤٩/ ٥، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٣٥٨)، وإسناده ضعيف جدًا.
وعن محمَّد الباقر مرسلًا عند السهمي
في «تاريخ جرجان» ص ٣٦٤.
قوله: «آمنا في سربه» قال المناوي في
«فيض القدير» ٦/ ٦٨: بكسر السين على الأشهر، أي: في نفسه، وروي بفتحها، أي: في
مسلكه، وقيل: بفتحتين، أي: في بيته.
وقوله: «حِيزَت» أي: جُمِعَت.
،٤١٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا
تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ». قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: «عَلَيْكُمْ» (١).
٤١٤٣
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ
(١) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو
معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو
ذكوان السمان.
وهو في «الزهد» لوكيع (١٤٥).
وأخرجه مسلم (٢٩٦٣) (٩)، والترمذي
(٢٦٨٢) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٤٩٠)، ومسلم (٢٩٦٣)
(٨) من طريق الأعرج، ومسلم (٢٩٦٣) (٨) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة،
بنحوه.
وهو في «مسند أحمد» (٧٤٤٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٧١٣).
وقوله: «فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة
الله عليكم» أي: هو حقيق بعدم الازدراء وهو افتعال من زريتُ عليه وأزريت به: إذا
تنقصته.
قال ابن بطال: هذا الحديث جامع
لمعاني الخير، لأن المرء لا يكون بحال تتعلق بالدين من عبادة ربه مجتهدًا فيها إلا
وجد من هو فوقه، فمتى طلبت نفسه اللحاق به استقصر حاله، فيكون أبدًا في زيادة
تقربه من ربه، ولا يكون على حالة خسيسة من الدنيا إلا وجد من أهلها من هو أخسُّ
حالًا منه، فإذا تفكر في ذلك، علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممن فضل عليه
بذلك من غير أمر أوجبه فيلزم نفسه الشكر فيعظم اغتباطه بذلك في معاده.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ
إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ
وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ»
(١).
١٠
- بَابُ
مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ -
٤١٤٤
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ
كُنَّا، آلَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نُوقِدُ فِيهِ بِنَارٍ، مَا هُوَ
إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ نُمَيْرٍ قَالَ: نَلْبَثُ
شَهْرًا (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٢٥٦٤) (٣٤) من طريق
كثير بن هشام، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (٢٥٦٤) (٣٣) من طريق
أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة ضمن حديث مطول.
وهو في «مسند أحمد» (٢٨٢٧) و(١٠٩٦٥)،
وأدرجه ابن حبان في «صحيحه» (٣٩٤) تحت باب ذكر الإخبار بأن على المرء تعهد قلبه
وعمله دون تعهده نفسه وماله.
(٢)
إسناده صحيح. عروة: هو ابن الزبير.
وهو في «مصنف ابن أبي شية» ١٣/ ٣٦١،
وعنه أخرجه مسلم (٢٩٧٢) (٢٦).
وأخرجه البخاري (٦٤٥٨)، ومسلم (٢٩٧٢)
(٢٦)، والترمذي (٢٦٣٨) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٢٣٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٧٢٩).
وأخرجه مطولًا البخاري (٢٥٦٧)
و(٦٤٥٩)، ومسلم (٢٩٧٢) (٢٨) من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، به، إلا أن في روايته
أنه كانت تمرُّ عليهم ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقِدَ في بيت رسول الله ﷺ نار.
وذكرت فيه نحو الرواية الآتية بعده.
وانظر ما بعده.
٤١٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ
كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ الشَّهْرُ مَا يُرَى فِي البَيْتٍ مِنْ
بُيُوتِهِ الدُّخَانُ. قُلْتُ: فَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ،
التَّمْرُ وَالْمَاءُ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ
جِيرَانُ صِدْقٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ، فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ
أَلْبَانَهَا. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَانُوا تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ (١).
٤١٤٦
- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَلْتَوِي، فِي الْيَوْمِ مِنْ الْجُوعِ، مَا
يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ (٢).
٤١٤٧
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد
بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي.
وهو في «مسند أحمد» (٢٥٤٩١) عن يزيد
بن هارون، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
الربائب: قال في «النهاية» الغنم
التي تكون في البيت، وليست بسائمة، واحدتها ربيبة بمعنى مربوبة، لأن صاحبها
يربُّها.
(٢)
إسناده حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (٢٩٧٨) عن طرلق شعبة،
بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٩) و(٣٥٣)،
و«صحيح ابن حبان» (٦٣٤٢).
قوله: «الدقل» هو رديء التمر ويابسه.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ مِرَارًا: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ».
وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ لتِسْعَ نِسْوَةٍ (١).
٤١٤٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ»
أَوْ: «مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ» (٢).
٤١٤٩
- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَكْرَمِ -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ- عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ،
قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ لَا نَقْدِرُ -
أَوْ لَا يَقْدِرُ- عَلَى طَعَامٍ (٣).
(١) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن
النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه ضمن حديث مطول البخاري
(٢٠٦٩)، والترمذي (١٢٥٨) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٣٦٠)
و(١٣٤٩٧)، و«صحيح ابن حبان» (٦٣٤٩).
(٢)
إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي ولانقطاعه، فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن
مسعود- لم يسمع من أبيه. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني.
(٣)
إسناده ضعيف، عبد الأكرم -وهو ابن أبي حنيفة الكوفي- مقبول في المتابعات، وقد
انفرد به، وأبوه مجهول.
وأخرجه الطبراني (٦٤٩٠)، والمزي في
ترجمة عبد الأكرم من «تهذيب الكمال» ١٦/ ٣٨٣ من طريق نصر بن علي الجهضمي، بهذا
الإسناد.
٤١٥٠ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بِطَعَامٍ سُخْنٍ، فَأَكَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ
قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا دَخَلَ بَطْنِي طَعَامٌ سُخْنٌ مُنْذُ كَذَا
وَكَذَا» (١).
١١
- بَابُ
ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ ﷺ -
٤١٥١
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ
ضِجَاعُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَدَمًا، حَشْوُهُ لِيفٌ (٢).
٤١٥٢
- حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ
الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ أَبِيهِ
(١) إسناده ضعيف، سويد بن سعيد عمي، فصار
يتلقن ما ليس من حديثه. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان.
وأخرجه البيهقي ٧/ ٢٨٠ من طريق سويد
بن سعيد، بهذا الإسناد.
(٢)
إسناده صحيح. أبو خالد: هو سليمان بن حيان الأزدي الأحمر.
وأخرجه البخاري (٦٤٥٦)، ومسلم
(٢٠٨٢)، وأبو داود (٤١٤٦) و(٤١٤٧)، والترمذي (١٨٥٩) و(٢٦٣٦) من طرق عنْ هشام بن
عروة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٢٠٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٣٦١).
وضجاع: ما يضطجع عليه وهو الفراش،
والليف: قشر النخل الذي يجاور السعف.
عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ أَتَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، وَهُمَا فِي خَمِيلٍ لَهُمَا -وَالْخَمِيلُ:
الْقَطِيفَةُ الْبَيْضَاءُ مِنْ الصُّوفِ- قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
جَهَّزَهُمَا بِهَا، وَوِسَادَةٍ مَحْشُوَّةٍ إِذْخِرًا، وَقِرْبَةٍ (١).
٤١٥٣
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي
سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ، قَالَ:
فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَإِذَا
الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ
نَحْوِ الصَّاعِ، وَقَرَظٍ فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ، وَإِذَا إِهَابٌ
مُعَلَّقٌ، فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ؟» فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا لِي لَا أَبْكِي؟ وَهَذَا
الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا
إِلَّا مَا أَرَى، وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ،
وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، قَالَ: «يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ،»أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا؟
«قُلْتُ: بَلَى (٢).
(١) إسناده قوي، محمَّد بن فضيل -وإن لم
يُذكر فيمن روى عن عطاء قبل الاختلاط- تابعه زائدة بن قدامة، وهو ممن روى عنه قبل
الاختلاط.
وأخرجه النسائي ٥/ ١٣٦ من طريق زائدة
بن قدامة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد«(٦٤٣)، و»صحيح ابن
حبان" (٦٩٤٧).
(٢)
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (١٤٧٩) (٣٠) من طريق عمر
بن يونس، بهذا الإسناد. =
٤١٥٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلٍ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ الْحَارِثِ
عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُهْدِيَتْ
ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَيَّ، فَمَا كَانَ فِرَاشُنَا لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ
إِلَّا مَسْكَ كَبْشٍ (١).
١٢
- بَابُ
مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ -
٤١٥٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ،
عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا يَتَحَامَلُ
حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لِأَحَدِهِمْ الْيَوْمَ مِئَةَ أَلْفٍ. قَالَ
شَقِيقٌ: كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ (٢).
= وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطول البخاري
(٢٤٦٨) و(٥١٩١)، ومسلم (١٤٧٩) (٣٤) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور،
والبخاري (٤٩١٣)، ومسلم (١٤٧٩) (٣١) من طريق عبيد بن حنين، كلاهما عن ابن عباس، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٤١٨٨).
(١)
إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني-، والحارث الأعور فيه كلام أيضًا.
عامر: هو ابن شراحيل الثعبي.
وأخرجه أبو يعلى (٤٧١)، والبزار
(٨٣٢) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد.
قال الدارقطني في «العلل» ٣/ ١٦٧:
وخالفه -يعني ابن فضيل- يحيى بن اليمان، فرواه عن مجالد عق الشعبي عن علي، ولم
يذكر الحارث، وقول يحيى بن يمان أشبه بالصواب، ويشبه أن يكون هذا من مجالد.
قوله: «مَسك كبش» أي: جِلد كبش.
(٢)
إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة،
وزائدة: هو ابن قدامة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
=
٤١٥٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، سَمِعَهُ مِنْ خَالِدِ بْنِ
عُمَيْرٍ، قَالَ:
خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ
عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ
أَشْدَاقُنَا (١).
٤١٥٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ
أَصَابَهُمْ جُوعٌ وَهُمْ سَبْعَةٌ، قَالَ: فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ ﷺ سَبْعَ
تَمَرَاتٍ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ (٢).
= وأخرجه البخاري (١٤١٦) من طريق
الأعمش، والنسائي ٥/ ٥٩ من طريق منصور، كلاهما عن شقيق، به.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٣٤٦).
والتحامل: هو تكلف الحمل على مشقة.
قال الحافظ في «الفتح»: وأشار بذلك
إلى ما كانوا عليه في عهد النبي ﷺ من قلة الشيء، وإلى ما صاروا إليه بعده من
التوسع لكثرة الفتوح، ومع ذلك، فكانوا في العهد الأول يتصدقون بما يجدون ولو جهدوا.
(١)
إسناده صحيح.
وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (٢٩٦٧) من
طريق حميد بن هلال، عن خالد ابن عمير، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٧٥٧٤)، و«صحيح
ابن حبان» (٧١٢١).
وقوله: حتى قرحت أشداقنا، أي: صار
فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته، والأشداق: جوانب الفم، واحدها
شِدق.
(٢)
إسناده صحيح، إلا أنه وقع في متنه وهم لشعبة كما سيأتي. غندر: هو محمَّد بن جعفر،
وشعبة: هو ابن الحجاج، وعباس الجريري، هو ابن فروخ، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن
مل النهدي. =
٤١٥٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ﴿لَمَّا
نَزَلَتْ: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: ٨] قَالَ الزُّبَيْرُ: وَأَيُّ نَعِيمٍ
نُسْأَلُ عَنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، قَالَ:
«أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ» (١).
= وأخرجه الترمذي (٢٦٤٢)، والنسائي في
«الكبرى» (٦٦٩٨) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٧٩٦٥).
وأخرجه البخاري (٥٤١١) و(٥٤٤١) من
طريق حماد بن زيد، عن عباس الجريري، به، بلفظ: قسم النبي ﷺ يومًا بين أصحابه
تمرًا، فأعطى كل إنسان سبع تمرات، فأعطاني سبع تمرات إحداهن حَشَفَةٌ ... وهو في
«مسند أحمد» (٨٦٣٣).
وأخرجه البخاري (٥٤٤١ م) من طريق
عاصم الأحول، عن أبي عثمان، به، بنحو رواية حماد بن زيد، إلا أنه قال: خمس تمرات.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٤٤٩٨).
ويشهد لرواية السبع حديث عبد الله بن
شقيق عن أبي هريرة عند أحمد (٨٣٠١).
(١)
إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي.
وأخرجه الترمذي (٣٦٥٠) عن ابن أبي
عمر العدني، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٠٥)، و«شرح
مشكل الآثار» (٤٦٧).
والزبير بن العوام: هو حواري رسول
الله ﷺ وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد
الستة أهل الثورى وأول من سل سيفه في سبيل الله، أسلم وهو حدث، له ست عشرة سنة.
شهِدَ بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة وإلى
المدينة. استشهد بعد انصرافه =
٤١٥٩ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِئَةٍ، نَحْمِلُ
أَزْوَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا، فَفَنِيَ أَزْوَادُنَا حَتَّى كَانَ يَكُونُ
لِلرَّجُلِ مِنَّا تَمْرَةٌ. فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَيْنَ تَقَعُ
التَّمْرَةُ مِنْ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ
فَقَدْنَاهَا، وَأَتَيْنَا الْبَحْرَ فَإِذَا نَحْنُ بِحُوتٍ قَدْ قَذَفَهُ
الْبَحْرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا (١).
= من القتال من معركة الجمل فنزل بوادي
السباع وقام يُصلي فأتاه عمرو بن جرموز فقتله سنة ست وثلاثين. وقالت زوجته عاتكة
بنت زيد ترثيه:
غَدَرَ ابنُ جُرموز بفارسِ بُهمَةٍ
... يومَ اللقاء وكان غيرَ مُعَرِّدِ
يا عَمرو لو نَبهتَه لوجدتَه ... لا
طائشًا رَعِشَ البَنانِ ولا اليدِ
ثَكِلتكَ أُمُّك إن قتلتَ لمسلمًا
... حلَّتْ عليكَ عقوبةُ المُتعمِّدِ
إن الزبيرَ لذو بلاء صادقِ ... سمحٌ
سجيتُه كريمُ المَشهدِ
كم غمرةٍ قد خاضَها لم يُثنِهِ ...
عنها طِرادُك يا ابن فَقع القرددِ
فاذهب فما ظَفِرَتْ يداكَ بمثلِه ...
فيما مضى فيما تروح وتغتدي
وقد جاء في أخباره أنه ترك من العروض
ما يساوي خمسين ألف ألف درهم، ومن العَين خمسين ألف ألف درهم رضي الله عنه.
(١)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٢٤٨٣) و(٢٩٨٣)،
ومسلم (١٩٣٥) (٢٥) و(٢١)، والترمذي (٢٦٤٣)، والنسائي ٧/ ٢٠٧ من طرق عن وهب بن
كيسان، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا بنحوه
البخاري (٤٣٦٢)، ومسلم (١٩٣٥) (١٧ - ١٩) و(٢١)، وأبو داود (٣٨٤٠)، والنسائي ٧/ ٢٠٧
و٢٠٨ و٢٠٨ - ٢٠٩.
وهو في «مسند أحمد» (١٤٢٨٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٥٢٥٩) و(٥٢٦٠).
١٣ - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ
٤١٦٠
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا،
فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقُلْتُ: خُصٌّ لَنَا وَهَى، ونَحْنُ نُصْلِحُهُ. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أُرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ» (١).
٤١٦١
- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ
أَبِي طَلْحَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «مَا
هَذِهِ؟» قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ
مَالٍ يَكُونُ هَكَذَا، فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
فَبَلَغَ الْأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ، فَوَضَعَهَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدُ،
فَلَمْ يَرَهَا، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لِمَا بَلَغَهُ
عَنْه، فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ» (٢).
(١) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن
العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، والأعمش: هو سيمان بن مهران،
وأبو السفر: هو سعيد بن يحمد.
وأخرجه أبو داود (٥٢٣٥) و(٥٢٣٦)،
والترمذي (٢٤٨٩) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٦٥٠٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٢٩٩٦) و(٢٩٩٧).
والخُصُّ: بيت يكون من قصب.
وقوله: «وهي» من وهي الحائطُ يهي،
إذا ضَعُفَ وهمَّ بالسقوط.
(٢)
إسناده ضعيف لجهالة عيسى بن عبد الأعلى. =
٤١٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بِنِ عَمْرِو بْنِ
سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ
رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَنَيْتُ بَيْتًا، يُكِنُّنِي مِنْ الْمَطَرِ
وَيُكِنُّنِي مِنْ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ خَلْقُ للَّهِ تَعَالَى (١).
٤١٦٣
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ
مُضَرِّبٍ، قَالَ:
أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ
فَقَالَ: لَقَدْ طَالَ سَقْمِي، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «لَا تَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ» لَتَمَنَّيْتُهُ، وَقَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ
لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِي التُّرَابِ، أَوْ قَالَ: فِي
الْبِنَاءِ (٢).
= وأخرجه بنحوه أبو داود (٥٢٣٧) من
طريق إبراهيم بن محمَّد بن حاطب، عن أبي طلحة، عن أنس. وإبراهيم بن محمَّد وأبو
طلحة لم يوثقهما غير ابن حبان. وانظر لزامًا «شرح مشكل الآثار» ٢/ ٤١٤ - ٤٢٠.
وهو في «مسند أحمد» (١٣٣٠١) من طريق
شريك النخعي، عن عبد الملك ابن عمير، عن أبي طلحة، عن أنس. وشريك سيئ الحفظ.
(١)
إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه البخاري (٦٣٠٢) عن أبي نعيم،
بهذا الإسناد.
(٢)
حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع. أبو إسحاق:
هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه الترمذي (٢٦٥٠) من طريق شريك،
بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٢١٠٥٤).
وأخرجه بنحوه البخاري (٥٦٧٢)، ومسلم
(٢٦٨١) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب.
وهو في «مسند أحمد» (٢١٠٥٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٢٩٩٩) و(٣٢٤٣). =
١٤ - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ
٤١٦٤
- حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ ابْنِ
هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ
تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ
بِطَانًا» (١).
٤١٦٥
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَّامِ أَبِي
شُرَحْبِيلَ،
عَنْ حَبَّةَ، وَسَوَاءٍ ابْنَيْ
خَالِدٍ، قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا،
فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا تَيْأَسَا مِنْ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ
رُؤوسُكُمَا، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ، لَيْسَ عَلَيْهِ
قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عز وجل» (٢).
= وقوله: «إن العبد ليؤجر في نفقته
...» موقوف على خباب كما بيَّنته بعض الروايات، وقد روي نحوه مرفوعًا من حديث أنس
عند الترمذي (٢٦٤٩)، وإسناده ضعيف. وقال الحافظ في «الفتح»١٠/ ١٢٩: هو محمول على
ما زاد على الحاجة.
(١)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رواية ابن وهب عن عبد الله بن لهيعة قوية، وقد توبع.
ابن هبيرة: هو عبد الله.
وهو في «مسند أحمد» (٣٧٠) من طريق
ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢٤٩٨) من طريق بكر
بن عمرو المعافري، عن ابن هبيرة، به. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في «مسند أحمد»
(٢٠٥).
(٢)
إسناده ضعيف لجهالة سلام أبي شرحبيل، فإنهم لم يذكروا في الرواة عنه غير الأعمش،
وذكره ابن حبان في «الثقات». =
٤١٦٦ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
مَنْصُورٍ، أخبرنَا أَبُو شُعَيْبٍ، صَالِحُ بْنُ رَزُيْقٍ الْعَطَّارُ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ بِكُلِّ وَادٍ شُعْبَةً،
فَمَنْ أتبع قَلْبَهُ الشُّعَبَ كُلَّهَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِأَيِّ وَادٍ
أَهْلَكَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ كَفَاهُ الشُّعَبَ (١)» (٢).
٤١٦٧
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَهُوَ
يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ» (٣).
= وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٦/ ٣٣،
وأحمد (١٥٨٥٥) و(١٥٨٥٦)، والبخاري في «التاريخ» ٣/ ٩٢، وفي «الأدب المفرد» (٤٥٣)،
وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٤٦٦)، والطبراني في «الكبير» (٣٤٧٩) و(٣٤٨٠)
و(٦٦١٠ - ٦٦١٢)، والبيهقي في «الشعب» (١٣٤٩)، وفي «الآداب» (٩٥١)، والمزي في ترجمة
حبة بن خالد من «تهذيب الكمال» ٥/ ٣٥٥ من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
قوله: «ما تهزَّزت» أي: تحرَّكت،
كناية عن الحياة.
(١)
في (م) والمطبوع: التشعب.
(٢)
إسناده ضعيف لجهالة صالح بن رزيق العطار. وقال الذهبي في «الميزان»: حديث منكر.
وقال المزي: ولا أعلم له غير هذا الحديث.
وأخرجه المزي في ترجمة صالح من
«تهذيب الكمال» ١٣/ ٤٥ من طريق أبي الحسن القطان، عن ابن ماجه، بهذا الإسناد.
(٣)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي سفيان، وهو طلحة بن نافع. أبو معاوية: هو
محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =
٤١٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ، أخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ
الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ
النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ
مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ
وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ
فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ، فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (١).
= وأخرجه مسلم (٢٨٧٧) (٨١)، وأبو داود
(٣١١٣) من طريق الأعمش؛ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٨٧٧) (٨٢) من طريق أبي
الزبير، عن جابر.
وهو في «مسند أحمد» (١٤١٢٥)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٣٦ - ٦٣٨).
قال النووي: قال العلماء: هذا تحذير
من القنوط وحثٌّ على الرجاء عند الخاتمة، وفي الحديث القدسي الصحيح: «أنا عند ظن
عبدي بي» ومعنى حسن الظن باللهِ تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، وفي حالة الصحة
يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواءً، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات
الموت، غُلِّبَ الرجاءُ أو محضه، لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح
والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحال،
فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له.
(١)
حديث حسن، وقد اختلف في هذا الإسناد على سفيان وعلى ابن عجلان.
فأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٥٣٨٢)
عن قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور، والطحاوي في «شرح المشكل» (٢٥٩) عن يونس بن
عبد الأعلى، وابن حبان (٥٧٢١) من طريق حسن بن حريث، أربعتهم عن سفيان، بهذا
الإسناد.
وأخرجه الحميدي (١١١٤) عنه، عن
محمَّد بن عجلان، عن رجل من آل ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد (٨٧٩١)، والنسائي
(١٠٣٨٤) و(١٠٣٨٥)، والطحاوي في «شرح المشكل» (٢٦٠) و(٢٦١) من طريق عبد الله بن
المبارك، عن ابن عجلان، =
١٥ - بَابُ الْحِكْمَةِ
٤١٦٩
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا
وَجَدَهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» (١).
= عن ربيعة بن عثمان المدني، عن
الأعرج، عن أبي هريرة. وقال ابن المبارك عند الطحاوي والنسائي في الموضع الثاني:
ثم سمعته من ربيعة وحفظي له من محمَّد.
وأخرجه النسائي (١٠٣٨٣) من طريق
الفضيل بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال:
الفضيل بن سليمان ليس بالقوي.
وهو في «مسند أحمد» (٨٧٩١).
وقد سلف برقم (٧٩) من طريق عبد الله
بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي
هريرة. وهذه الطريق أصح طرق الحديث، ومنها أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢٦٦٤) وقوله:
«المؤمن القوي» قال الإمام النووي: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في
أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد وأسرع خروجًا
إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر والصبر
على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم
والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها ومحافظة عليها ونحو ذلك.
(١)
إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن الفضل -وهو المخزومي- متروك.
وأخرجه الترمذي (٢٨٨٢) من طريق عبد
الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
وإبراهيم بن الفضل المخزومي ضعيف.
وفي الباب عن علي عند الديلمي في
«مسند الفردوس» ٢/ ١٠١، وفي إسناده أبو الدنيا المعمر، وهو كذاب.
وعن زيد بن أسلم مرسلًا عند القضاعي
في «مسند الشهاب» (١٤٦). وفي إسناده هشام بن سعد المدني، وهو ضعيف.
٤١٧٠ - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ
الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ
النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» (١).
٤١٧١
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ،
حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ
عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي
أَيُّوبَ
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ.
قَالَ: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ، فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ
بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأَجْمِعْ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ»
(٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٤١٢)، والترمذي
(٢٤٥٦) و(٢٤٥٧) من طريق عبد الله ابن سعيد بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٣٤٠).
قال ابن بطال: معنى الحديث أن المرء
لا يكون فارغًا حتى يكون مكفيًا صحيح البدن، فمن حصل له ذلك، فليحرص على أن لا
يُغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب
نواهيه، فمن فَرَّطَ في ذلك، فهو المغبون.
وقال الطيبي: ضرب النبي ﷺ للمكلف
مثلًا بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في
ذلك أن يتحرى فيمن يُعامله، ويلزم الصدق والحِذق لئلا يُغبن، فالصحة والفراغ رأس
المال، وينبغي أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس وعدو الدين، ليربح خيري
الدنيا والآخرة، وقريب منه قوله تعالى: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ
تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الصف: ١٠] الآيات، وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة
الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح.
(٢)
إسناده ضعيف لجهالة عثمان بن جبير، وقد اضطرب في إسناده كما سيأتي في التخريج.=
٤١٧٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ، ثُمَّ لَا
يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا يسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى
رَاعِيًا، فَقَالَ: يَا رَاعِي، أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ. قَالَ: اذْهَبْ
فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ» (١).
= وأخرجه أحمد (٢٣٤٩٨)، والطبراني
(٣٩٨٧) و(٣٩٨٨)، وأبو الشيخ في «الأمثال» (٢٢٦)، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ٣٦٢،
والبيهقي في «الزهد الكبير» (١٠٢)، والمزي في ترجمة عثمان بن جبير من «تهذيب
الكمال» ١٩/ ٣٤٧ من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وتحرف عثمان
بن جبير في مطبوع «الأمثال» إلى: عثمان بن خثيم، وتحرف في مطبوع «الحلية» إلى: عمي
بن جبير.
وأورده البخاري في «التاريخ» ٦/ ٢١٦
من طريق يزيد، عن ابن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن جده، عن أبي أيوب.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص وابن
عمر وأنس ذكرنا أحاديثهم في «مسند أحمد»، وكلها ضعيفة. وأحسن شيء في الباب حديث
سعد بن عمارة موقوفًا عليه عند البخاري في «التاريخ الكبير» ٤/ ٤٤، والطبراني في
«الكبير» (٥٤٥٩).
(١)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس ابن خالد.
وأخرجه الطيالسي (٢٥٦٣)، وأحمد
(٨٦٣٩)، وأبو يعلى (٦٣٨٨)، وأبو الشيخ في «الأمثال» (٢٩١)، وابن عدي في ترجمة علي
بن زيد من «الكامل» ٥/ ١٨٤٣، والبيهقي في «الشعب» (١٧٨٨) من طرق عن حماد بن سلمة،
بهذا الإسناد. =
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
سَلَمَةَ: حَدَّثَنَاه إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى،
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: «بِأُذُنِ خَيْرِهَا
شَاةً» (١).
١٦
- بَابٌ:
الْبَرَاءَةُ مِنْ الْكِبْرِ وَالتَّوَاضُعُ
٤١٧٣
- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ (ح)
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ
الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ» (٢).
٤١٧٤
- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ
السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ
الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي،
وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ ينَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي
جَهَنَّمَ» (٣).
(١) إسناده ضعيف كسابقه. أبو الحسن بن سلمة:
هو القطان.
(٢)
حديث صحيح، سويد بن سعيد وسعيد بن مسلمة متابعان، وباقي رجاله ثقات. الأعمش: هو
سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.
وهو مكرر الحديث (٥٩)، وسلف تخريجه
هناك.
(٣)
حديث صحيح، عطاء بن السائب- وإن كان قد اختلط- رواه عنه سفيان الثوري عند أحمد
(٧٣٨٢)، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، ومع ذلك فقد توبع. أبو الأحوص: هو سلام بن
سليم الحنفي الكوفي. =
٤١٧٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي،
وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي
النَّارِ» (١).
= وهو في «الزهد» لهناد (٨٢٥)، وعنه
أخرجه أبو داود (٤٠٩٠).
وأخرجه أبو داود أيضًا (٤٠٩٠) من
طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وحماد بن سلمة سمع من عطاء
قبل الاختلاط.
وهو في «مسند أحمد» (٧٣٨٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٢٨) و(٥٦٧١).
وأخرجه مسلم (٢٦٢٠) من طريق أبي
إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رفعاه: «العز إزاره،
والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذَّبتُه».
قال الإمام النووي في «شرح مسلم» ١٦/
١٧٣ - ١٧٤: معناه: يتخلَّق بذلك يصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر،
مصرَّح بتحريمه، وأما تسميته إزارًا ورداء فمجاز واستعارة حسنة، كما تقول العرب:
فلان شعاره الزهد، ودثاره التقوى، لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار، بل
معناه: صفته. كذا قال المازري. ومعنى الاستعارة هنا: أن الإزار والرداء يلصقان
بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له، قال: فضرب ذلك مثلًا لكون العز والكبرياء باللهِ
تعالى أحق له وألزم، واقتضاهما جلاله. ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع الرداء،
وغمر الرداء، أي: واسع العطية.
(١)
رجاله ثقات، إلا أن عطاء بن السائب اختلط. قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» ورقة
٢٦٤: ولم يعرف حال عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٥٦٧٢).
وقد صح من طريق عطاء من حديث أبي
هريرة، وهو السالف قبله.
٤١٧٦ - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا
حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ يَتَوَاضَعُ لِلَّهِ دَرَجَةً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ
دَرَجَةً، وَمَنْ يَتَكَبَّرُ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً يَضَعُهُ اللَّهُ بِهِ
دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ» (١).
٤١٧٧
- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ
شَاءَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا (٢).
(١) إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان
أبو السمح- لا سيما في روايته عن أبي الهيثم -واسمه سليمان بن عمرو-، عن أبي سعيد.
ابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه أحمد (١١٧٢٤)، وأبو يعلى
(١١٠٩)، وابن حبان (٥٦٧٨) من طريق دراج، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عمر عند أحمد (٣٠٩)،
ولفظه: «من تواضع لي هكذا -وجعل باطن كفه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض- رفعتُه
هكذا -وجعل باطن كفه إلى السماء، ورفعها نحو السماء-».
وعن أبي هريرة عند مسلم (٢٥٨٨)،
ولفظه: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
(٢)
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وقد صح بنحو هذا اللفظ كما سيأتي في
التخريج. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشعبة: هو ابن الحجاج.
وهو في «مسند أحمد» (١٣٢٥٦) عن عبد
الصمد، بهذا الإسناد. =
٤١٧٨ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ
دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَركَبُ الْحِمَارَ، وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ
وَالنَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ، عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِرَسَنٍ
مِنْ لِيفٍ، وَتَحْتَهُ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ (١).
٤١٧٩
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ
= وأخرج البخاري (٦٠٧٢) تعليقًا عن
هشيم، أخبرنا حميد الطويل، حدثنا أنس ابن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل
المدينة لتاخذ بيد رسول الله ﷺ، فتنطلق به حيث شاءت.
وأخرجه مسلم (٢٣٢٦)، وأبو داود
(٤٨١٩) من طريق ثابت، عن أنس: أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت ﷺ يا رسول الله،
إن لي إليك حاجة، فقال: «يا أم فلان، انظري أي السكَكِ شئتِ حتى أقضيَ لك حاجتك»
فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها. وهو في «مسند أحمد» (١٤٠٤٦).
(١)
إسناده ضعيف لضعف مسلم -وهو ابن كيسان- الأعور، وقد اختلف عليه فيه كما سلف بيانُه
عند الحديث (٢٢٩٦). جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي.
وأخرجه الترمذي (١٠٣٨) من طريق علي
بن مسهر، عن مسلم الأعور، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم
عن أنس، ومسلم الأعور يُضعف، وهو مسلم بن كيسان الملائي تكلِّم فيه، وقد روى عنه
شعبة وسفيان.
وقد سلف مختصرًا بإجابة دعوة المملوك
برقم (٢٢٩٦).
قوله: «بِرَسَن» هو الحبل الذي يُقاد
به البعير وغيره.
والإكاف: بكسر الهمزة وضمها، شبه
الرِّحال والأقتاب من المراكب.
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَوْحَى إِلَيَّ
أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» (١).
١٧
- بَابُ
الْحَيَاءِ
٤١٨٠
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ
مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا،
وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (٢).
٤١٨١
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
يَحْيَى، عَنْ الزُّهْرِيِّ
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات
من أجل علي بن الحسين ابن واقد ومطر -وهو ابن طهمان الوراق-، وقد توبعا. قتادة: هو
ابن دعامة السدوسي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير.
وأخرجه مسلم في المتابعات (٢٨٦٥)
(٦٤) من طريق الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. وزاد: «ولا يبغي أحد على أحد».
وأخرجه أبو داود (٤٨٩٥) من طريق
حجاج، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله ابن الشخير، عن عياض بن حمار. وهذا إسناد
صحيح، وحجاج: هو ابن حجاج الباهلي كما في «التحفة» (١١٠١٦).
وفي الباب عن أنس، وسيأتي عند المصنف
برقم (٤٢١٤).
(٢)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه البخاري (٣٥٦٢)، ومسلم (٢٣٢٠)
من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١١٦٨٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٣٠٦) و(٦٣٠٧) و(٦٣٠٨).
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» (١).
(١) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف معاوية
بن يحيى -وهو الصدفي-، وقد توبع. عيسى بن يونس: هو السبيعي، والزهري: هو محمَّد بن
مسلم.
وأخرجه أبو يعلى (٣٥٧٣)، والخرائطي
في «مكارم الأخلاق» ص ٤٩، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٥١٨)، والمروزي في «تعظيم
قدر الصلاة» (٨٦١)، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٧/ ٢٣٩ و٨/ ٤، وابن الجوزي في «العلل
المتناهية» (١١٨١) من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (١٧٥٨)،
وفي «الصغير» (١٣) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، عن عيسى بن
يونس، عن معاوية بن يحيى ومالك بن أنس، عن الزهري، به.
وأخرجه الإسماعيلي في «معجم شيوخه»
(٢٤٧)، والخطيب ٨/ ٤، والرافعي في «التدوين» ٢/ ٤٦٠ من طريق محمَّد بن عبد الرحمن
بن سهم، عن عيسى، عن مالك وحده، به.
وقال الدارقطني في «غرائب مالك»:
تفرد به ابن سهم عن عيسى بن يونس، ولم يتابع عليه، ولا يصح.
وأخرجه الباغندي في «مسند عمر بن عبد
العزيز» (٩٢)، وأبو نعيم في «الحلية» ٥/ ٣٦٣، والخطيب في «موضح أوهام الجمع
والتفريق» ٢/ ١٤٦ من طريق عباد بن كثير، عن عمر بن عبد العزيز، عن الزهري، به.
وعباد بن كثير يغلب على ظننا أنه الرملي الفلسطيني، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «مكارم
الأخلاق» (٩٨) من طريق الحسن بن علي ابن مسلم البراد الحمصي وكان من خيار
المسلمين، عن معاوية بن يحيى، عن محمَّد بن عبد العزيز، عن الزهري، به.
وفي الباب عن ابن عباس، وسيأتي بعده.
وعن يزبد بن طلحة بن ركانة مرسلًا
عند مالك في «الموطأ» ٢/ ٩٠٥. وهذا المرسل أصح ما في الباب.
٤١٨٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ
حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَإِنَّ خُلُقَ الْإِسْلَامِ
الْحَيَاءُ» (١).
٤١٨٣
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي
مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ
كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْي، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» (٢).
(١) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن محمَّد الوراق
ضعيف، وصالح بن حسان متروك.
وأخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق»
ص ٤٩، والعقيلي في ترجمة صالح ابن حسان من «الضعفاء» ٢/ ٢٠١، والطبراني (١٠٧٨٠)،
وابن عدي في ترجمة صالح من «الكامل» ١/ ١٣٦٩، وأبو نعيم في «الحلية» ٣/ ٢٢٠ من
طريقين عن صالح بن حسان، بهذا الإسناد. وقال أبو حاتم في «علل الحديث» ٢/ ٢٨٨:
حديث منكر.
(٢)
إسناده صحيح. جرير. هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (٣٤٨٣) و(٣٤٨٤)، وأبو
داود (٤٧٩٧). من طريقين عن منصور، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٧٠٩٠)، و«شرح
مشكل الآثار» (١٥٣٣ - ١٥٣٥)، و«صحيح ابن حبان» (٦٠٧).
قال الإمام الطحاوي: معنى الحديث
الحضُّ على الحياء والأمر به، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله، صنعوا ما
شاؤوا، لا أنهم أمروا في حال من الأحوال أن يصنعوا ما شاؤوا، وهذا كقول النبي
ﷺ:"من كذب على متعمدًا، فليتبوأ مقعده =
٤١٨٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُوسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ،
وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» (١).
= من النار«ليس أنه مأمور إذا كذب أن
يتبوأ لنفسه مقعدًا من النار، ولكنه إذا كذب عليه أن يتبوأ مقعده من النار.
وقال الخطابي في»معالم السُّنن«٤/
١٠٩ معنى قوله: النبوة الأولى: أن الجاء لم يزل أمره ثابتًا واستعماله واجبًا منذ
زمان النبوة الأولى، وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحث عليه، وأنه لم
ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِمَ
صوابُه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته، لم يجز عليه النسخ
والتبديل.
(١)
حديث صحيح، هشيم -وهو ابن بشير- وإن كان مدلسًا، ورواه بالعنعنة - قد صرَّح
بالتحديث عند ابن أبي شيبة في»مسنده«والمحاملي والطبراني في»الأوسط«والبيهقي
والخطيب. وقد اختلف على هشيم في تسمية الصحابي راوي الحديث كما سيأتي. منصور: هو
ابن زاذان، والحسن: هو البصري.
وأخرجه ابن أبي شيبة في»مسنده«-كما
في»مصباح الزجاجة«ورقة ٢٦٤ -، والبخاري في»الأدب المفرد«(١٣١٤)، والمحاملي
في»الأمالي«(٦٦)، وابن أبي الدنيا في»مكارم الأخلاق«(٧٢)، والطحاوي في»شرح
المشكل«(٣٢٠٦)، والقضاعي مختصرًا في»مسند الشهاب«(١٥٦)، والطبراني في»الأوسط«(٥٠٥٥)،
والحاكم ١/ ٥٢، وأبو نعيم في»الحلية«٣/ ٦٠، والبيهقي في»شعب الإيمان«(٧٧٠٨)
و(٧٧٠٩)، والخطيب في»تاريخ بغداد«٤/ ٣٣٨ و٦/ ١٩٢ من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في»الأوسط«(٦٨٠٧)،
وفي»الصغير«(١٠٩١)، والبيهقي (٧٧١٠) من طريق هشيم، به، وقرن بأبي بكرة عمران بن
حصين.
وأخرجه المروزي في»تعظيم قدر
الصلاة«(٤٤٩)، وبحشل في»تاريخ واسط«ص ١٣٩، والطبراني في»الكبير«١٨/ (٤٠٩)، وأبو
نعيم في»الحلية" ٣/ ٥٩ - ٦٠، والبيهقي (٧٧٠٩ م) من طريق هشيم، به، عن عمران
وحده. =
٤١٨٥ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ: «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ
الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ» (١).
١٨
- بَابُ
الْحِلْمِ
٤١٨٦
- حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ،
عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ
اللَّهُ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي
أَيِّ الْحُورِ شَاءَ» (٢).
= وعند أبي نعيم والبيهقي أن هشيمًا
رواه بواسط عن عمران، وببغداد عن أبي بكرة. وقال الدارقطني في «العلل» ٥/ ١٦٠:
المحفوظ عن أبي بكرة.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند
الترمذي (٢١٢٧) وإسناده حسن، وهو في «صحيح ابن حبان» (٦٥٩) بإسناد صحيح.
البذاء: هو الفحش في القول، والجفاء:
هو التباعد من الناس والغلظة عليهم وترك صلتهم وبرهم.
(١)
إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وهو في «مصنف عبد الرزاق» (٢٠١٤٥)،
ومن طريقه أخرجه الترمذي (٢٠٨٩).
وهو في «مسند أحمد» (١٢٦٨٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٥٥١).
(٢)
إسناده حسن من أجل أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- وسهل ابن معاذ بن أنس،
وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أبو داود (٤٧٧٧)، والترمذي
(٢١٤٠) و(٢٦٦١) من طريق سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٦٣٧).
٤١٨٧ - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ الْعَبْدِيِّ
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيُّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ:
«أَتَتْكُمْ وُفُودُ عَبْدِ الْقَيْسِ» وَمَا يرَى أَحَدٌ، فِبينَا نَحْنُ
كَذَلِكَ إِذْ جَاءوا، فَنَزَلُوا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَبَقِيَ
الْأَشَجُّ الْعَصَرِيُّ، فَجَاءَ بَعْدُ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَأَنَاخَ
رَاحِلَتَهُ وَوَضَعَ ثِيَابَهُ جَانِبًا، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ
يُحِبُّهُمَا اللَّهُ ورسوله: الْحِلْمَ، وَالتُّؤَدَةَ». قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَمْ شَيْءٌ حَدَثَ لِي؟ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» (١).
(١) إسناده ضعيف جدًا، عمارة -وهو ابن جوين-
العبدىِ متروك. وقد صح نحوه من طرق أخرى.
وأخرجه البخاري في «خلق أفعال
العباد» (٢٠١) من طريق يونس بن بكير، بهذا الإسناد.
وأخرج قوله: «إن فيك خصلتين ...
الحلم والتؤدة» مسلم (١٨) (٢٦) و(٢٧) من طريق قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد،
إلا أنه قال: «الحلم والأناة»، وهو في «مسند أحمد» (١١١٧٥).
وقول الأشج: «أشيء جُبِلتُ عليه ...»
يشدُّه ما أخرجه أبو داود (٥٢٢٥) من حديث زارع وكان في وفد عبد القيس ... وفيه:
قال: يا رسول الله، أنا أتخلَّق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: «بل الله جبلك
عليهما». وإسناده حسن في الشواهد، ولها شواهد غير هذا يصح بها ذكرناها في «المسند»
(١١١٧٥)، وانظر «صحيح ابن حبان» (٧٢٠٣).
وانظر ما بعده.
٤١٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا
قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِلْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ
يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمَ وَالْحَيَاءَ» (١).
٤١٨٩
- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ
جُرْعَةِ غَيْظٍ، كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ» (٢).
(١) إسناده ضعيف جدًا، العباس بن الفضل
الأنصاري متروك، لكن الحديث صحيح بلفظ: «الحلم والأناة» من طريق غيره عن قرة بن
خالد. أبو إسحاق الهروي: هو إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، وأبو جمرة: هو نصر بن
عمران الضعي.
وأخرجه مسلم (١٧) (٢٥)، والترمذي
(٢١٣٠) من طرق عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد، بلفظ: «الحلم والأناة».
وهو في «صحيح ابن حبان» (٧٢٠٤).
وانظر ما قبله.
(٢)
إسناده صحيح. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه أحمد (٦١١٤)، والطبراني في
«مكارم الأخلاق» (٥١)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٨٣٠٥) و(٨٣٠٧)، وفي «الآداب»
(١٦٥) من طريقين عن يونس ابن عبيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٦١،
والبخاري في «الأدب المفرد» (١٣١٨) من طريقين عن يونس بن عبيد، به، موقوفًا.
وأخرجه بنحوه مرسلًا البيهقي في
«الشعب» (٨٣٥٩)، وفي «الآداب» (١٦١) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن،
قال: قال رسول الله ﷺ ... فذكره.
١٩ - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ
٤١٩٠
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخبرنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا
تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا
مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ،
وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ
كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ
إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ» وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي
كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ (١).
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم
بن مهاجر، ومورق العجلي لم يسمع من أبي ذر فيما قاله أبو زرعة الرازي والدارقطني.
إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.
وأخرجه الترمذي (٢٤٦٥) من طريق
إسرائيل، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢١٥١٦).
وقوله: «والله لوددت أني شجرة تعضد»
مدرج من كلام أبي ذر كما بيَّنته رواية أحمد.
وفي باب قوله: «أطت السماء ...» عن
حكيم بن حزام عند الطحاوي في «شرح المشكل» (١١٣٤)، والطبراني (٣١٢٢)، وإسناده قوي.
وفي باب قوله: «لو تعلمون ما أعلم
...» عن أنس، وهو الآتي بعده، وعن أبي هريرة عند أحمد (٧٤٩٩)، وابن حبان (٦٧٠٦).
قوله: «أطت» قال ابن الأثير: الأطيط:
صوت الأقتاب (والقتب: صوت الرحل)، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، أي: إن كثرة ما
فيها من الملائكة أثقتها حتى أطت، وهذا مَثَلٌ وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن
ثمَّ أطيط، فإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى.
=
٤١٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا
وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» (١).
٤١٩٢
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ
يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ
أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ
لَمْ يَكُنْ بَيْنَ إِسْلَامِهِمْ وَبَيْنَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
يُعَاتِبُهُمْ اللَّهُ بِهَا إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ: ﴿وَلَا يَكُونُوا
كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ
قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: ١٦] (٢).
= وقوله: «الصعدات» هي الطرق.
و«تجأرون» الجؤار: رفع الصوت
والاستغاثة.
(١)
إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وهو في «مسند أحمد» (١٣٠٠٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٥٧٩٢) من طريق قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٤٦٢١)، ومسلم (٢٣٥٩)
(١٣٤)، والنسائي في «الكبرى» (١١٧٦٧) من طريق موسى بن أنس، ومسلم (٤٢٦)، والنسائي
٣/ ٨٣ من طريق المختار بن فلفل، كلاهما عن أنس.
(٢)
صحيح من حديث عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن مسعود، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى
بن يعقوب الزمعي. أبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه البز ار (١٤٤٣)، والطبراني
(٩٧٧٣)، والحاكم ٢/ ٤٧٩، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٧٥٠) من طريق موسى بن يعقوب
الزمعي، عن أبي حازم، أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره، أن أباه أخبره، أن عبد
الله بن مسعود أخبره ... فذكره من حديث ابن مسعود. =
٤١٩٣ - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ
تُمِيتُ الْقَلْبَ» (١).
٤١٩٤
- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ
السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ
لِي النَّبِيُّ ﷺ: «اقْرَأْ عَلَيَّ» فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَة النِّسَاءِ،
حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ
وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٤١] فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا
عَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ (٢).
= وأخرجه مسلم (٣٠٢٧) من طريق عون بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، أن ابن مسعود قال: ما كان بين إسلامنا وبين
أن عاتبنا اللهُ بهذه الآية ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ...﴾
[الحديد:
١٦].
(١)
إسناده صحيح. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد»
(٢٥٣) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢٤٥٨) من طريق أبي
طارق، عن الحسن، عن أبي هريرة.
وأبو طارق مجهول، والحسن لم يسمع من
أبي هريرة. وهو في «مسند أحمد» (٨٠٩٥).
وسيأتي برقم (٤٢١٧) من طريق واثلة بن
الأسقع عن أبي هريرة ضمن حديث مطول.
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد وَهِمَ فيه أبو الأحوص -وهو سلام بن سُليم الحنفي الكوفي-
فرواه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. ورواه غيره عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن ابن مسعود.=
٤١٩٥ - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَبَكَى
حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِخْوَانِي، لِمِثْلِ هَذَا
فَأَعِدُّوا» (١).
= وقد وهَّم أبا الأحوص في هذه الرواية
أبو حاتم في «العلل» ٢/ ٧١، وكذا الدارقطني فيه ٥/ ١٨١، والترمذي في «جامعه».
وأخرجه الترمذي (٣٢٧٢)، والنسائي في
«الكبرى» (٨٠٢٢) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هكذا روى أبو
الأحوص ...، وإنما هو إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله.
وأخرجه البخاري (٤٥٨٢)، ومسلم (٨٠٠)
(٢٤٧)، وأبو داود (٣٦٦٨)، والترمذي (٣٢٧٣) و(٣٢٧٤)، والنسائي في «الكبرى» (٨٠٢٤)
و(٨٠٢٥) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. وقال الأعمش في
أكثر الروايات: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة عن عيدة.
وأخرجه النسائي (٨٠٢٣) من طريق عاصم
بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله.
وهو في «مسند أحمد» (٣٥٥٠) و(٣٦٠٦).
(١)
إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن مالك -وهو الجوزجاني- فقد قال فيه ابن حبان: كان يخطئ
كثيرًا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال الذهبي: فيه لين. أبو رجاء
الخراساني: هو عبد الله بن واقد الهروي.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٢٦ - ٢٢٧ -
ومن طريقه البيهقي في «السُّنن» ٣/ ٣٦٩، وفي «الشعب» (١٠٥٤٧)، والمزي في ترجمة عبد
الله بن واقد من «تهذيب الكمال» -، وأحمد (١٨٦٠١)، والبخاري في «التاريخ الكبير»
١/ ٢٢٩، والروياني في «مسنده» (٤٢٢)، والطبراني في «الأوسط» (٢٥٨٨)، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (١٠٥٤٨)، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١/ ٣٤٠ - ٣٤١ من طرق عن أبي
رجاء، بهذا الإسناد.
٤١٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»
(١).
٤١٩٧
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَا: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الزُّرَقِيُّ،
عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ
عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ
اللَّهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ
عَلَى النَّارِ» (٢).
٢٠
- بَابُ
التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ
٤١٩٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي
شيبة، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَعِيدٍ (٣) الْهَمْدَانِيِّ
(١) إسناده ضعيف لضعف أبي رافع، وهو إسماعيل
بن رافع بن عويمر الأنصاري. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وقد سلف مطولًا برقم (١٣٣٧) وخرجناه
هناك.
(٢)
إسناده ضعيف لضعف حماد بن أبي حميد، واسمه محمَّد، وحماد لقب. ابن أبي فديك: هو
محمَّد بن إسماعيل.
وأخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة»
٢/ ٢٦٧، والطبراني (٩٧٩٩)، وأبو نعيم في «الحلية» ٤/ ٢٦٦، والبيهقي في «شعب
الإيمان» (٨٠٢) من طريق حماد بن أبي حميد، بهذا الإسناد.
(٣)
تحرف في (س) و(م) إلى: سَعْد.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: ٦٠]، أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ
وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: «لَا، يَا بنية أَبِي بَكْرٍ - أَوْ: لا يَا ابنة
الصِّدِّيقِ (١) - وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي،
وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ» (٢).
٤١٩٩
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي
أَبُو عَبْدِ رَبٍّ، قَالَ:
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي
سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ
كَالْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَسْفَلُهُ طَابَ أَعْلَاهُ، وَإِذَا فَسَدَ
أَسْفَلُهُ، فَسَدَ أَعْلَاهُ (٣)» (٤).
(١) قوله: «أو لا يا ابنة الصديق» من (ذ)
والمطبوع.
(٢)
إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن سعيد الهمداني لم يلقَ عائشة فيما قال أبو
حاتم ونقله عنه ابنه في «المراسيل» ص ١٢٧. وكيع: هو ابن الجراح.
وأخرجه الترمذي (٣٤٤٩) من طريق مالك
بن مغول، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٥٢٦٣).
(٣)
في (س) و(م): وإذا فسد أعلاه فسد أسفله.
(٤)
حديث حسن، عثمان بن إسماعيل الدمشقي روى عنه جمع ولا يُعرف بجرح ولا تعديل، وقد
توبع، وأبو عبد رب -ويقال: أبو عبد ربه، ويقال: أبو عبد رب العزة، واسمه عبد
الرحمن، وقيل غير ذلك- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في «الثقات». وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه عبد بن حميد (٤١٤)، وأبو يعلى
(٧٣٦٢)، وابن حبان (٣٣٩)، والطبراني في «مسند الشاميين» (٦٠٨)، والرامهرمزي في
«الأمثال» (٥٩) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. =
٤٢٠٠ - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ
الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى فِي الْعَلَانِيَةِ فَأَحْسَنَ،
وَصَلَّى فِي السِّرِّ فَأَحْسَنَ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: هَذَا عَبْدِي حَقًّا» (١).
٤٢٠١
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
= وأخرجه ابن المبارك في «الزهد»
(٥٩٦)، ومن طريقه أحمد (١٦٨٥٣)، والطبراني في «الكبير» ١٩/ (٨٦٦)، وفي «مسند
الشاميين» (٦٠٨)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١١٧٥)، وأخرجه ابن حبان (٣٩٢)، وأبو
نعيم في «الحلية» ٥/ ١٦٢ من طريق صدقة بن خالد، كلاهما (ابن المبارك وصدقة) عن عبد
الرحمن ابن يزيد بن جابر، به.
(١)
إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف ومدلس وقد رواه بالعنعنة. وقال أبو حاتم
كما في «علل» ابنه ١/ ١٨٩: هذا حديث منكر، يشبه أن يكون من حديث عباد بن كثير.
وأخرجه الرافعي في «التدوين» ٣/ ٢٦٠
من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأخرجه هناد في «الزهد» (٥٣٠) - ومن
طريقه أبو نعيم في «الحلية» ٢/ ٢٠٥ - وعبد الله بن أحمد في زوائده على «الزهد» ص
٢٣٩ من طريق وكيع، عن أبي العلاء الضحاك بن يسار، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير،
عن أخيه مطرف قال: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل:
هذا عبدي حقًا.
وأخرجه أحمد في «الزهد» ص ٣١١،
والبيهقي في «الشعب» (٦٩٥٠) من طريق ثابت، عن عقبة بن عبد الغافر -أحد التابعين-
قال: إذا عمل العبدُ عملًا في السر عمل حسنًا، ثم عمل في العلانية مثله، قال الله عز
وجل: هذا عبدي
حقًا حقًا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:»قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
ينْجِيهِ عَمَلُهُ«، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا
أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» (١).
٢١
- بَابُ
الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ
٤٢٠٢
- حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ
الشِّرْكِ، فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ
بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» (٢).
(١) حديث صحيح، شريك بن عبد الله- وإن كان
سيئ الحفظ- متابع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان.
وأخرجه مسلم (٢٨١٦) (٧٦) من طريق
الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (١٠٤٢٥).
وأخرجه أيضًا (٧٤) من طريق سهيل بن
أبي صالح، عن أبيه، به.
وأخرجه بنحوه البخاري (٥٦٧٣)
و(٦٤٦٣)، ومسلم (٢٨١٦) (٧١ - ٧٣) و(٧٥) من طرق عن أبي هريرة.
وأخرج قوله: «سَدِّدوا وقاربوا»
البخاري (٣٩) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٧٢٠٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٤٨).
(٢)
إسناده صحيح. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن عثمان.
وأخرجه مسلم (٢٩٨٥) من طريق روح بن
القاسم، عن العلاء، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٧٩٩٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٩٥).
٤٢٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قالوا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخبرنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ
عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي
فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ
فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ،
فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ» (١).
٤٢٠٤
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ
رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجَ
عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ،
فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ
الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ،
أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ
رَجُلٍ» (٢).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، زياد بن
ميناء روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن المديني في حديثه هذا
-كما في «الإصابة» لابن حجر ٧/ ١٧٧٢ -: سنده صالح.
وأخرجه الترمذي (٣٤٢٢) عن محمَّد بن
بشار وغير واحد، عن محمَّد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب لا
نعرفه إلا من حديث محمَّد بن بكر.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٨٣٨)، و«صحيح
ابن حبان» (٤٠٤) و(٧٣٤٥).
ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله.
(٢)
إسناده ضعيف لضعف ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فقد قال فيه أحمد: إنه رجل ليس
بالمعروف، وقال البخاري: كما في «علل الترمذي» ١/ ١١٣: منكر الحديث. أبو خالد
الأحمر: هو سليمان بن حيان. =
٤٢٠٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ
الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي
الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا
قَمَرًا وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ، وَشَهْوَةً
خَفِيَّةً» (١).
٤٢٠٦
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
= وأخرجه أحمد (١١٢٥٢)، وأحمد بن منيع
في «مسنده» كما في «مصباح الزجاجة» ورقة ٢٦٦، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار»
(١٧٨١)، وابن عدي في ترجمة ربيح من «الكامل» ٣/ ١٠٣٤، والحاكم ٤/ ٣٢٩، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (٦٨٣٢) من طريق كثير بن زيد، بهذا الإسناد.
(١)
إسناده ضعيف جدًا، روَّاد بن الجرَّاح اختلط فتُرك، وشيخه عامر بن عبد الله مجهول،
والحسن بن ذكوان مختلف فيه. وقد روي موقوفًا وهو الصحيح.
وأخرجه أحمد (١٧١٢٠)، والطبراني في
«الكبير» (٧١٤٤) و(٧١٤٥)، وفي «مسند الشاميين» (٢٢٣٦)، والحاكم ٤/ ٣٣٠، وأبو نعيم
في «الحلية» ١/ ٢٦٨، والبيهقي في «الشعب» (٦٨٣٠) من طريق عبد الواحد بن زيد
البصري، عن عبادة ابن نسي، بهذا الإسناد. وعبد الواحد هذا متروك.
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ١/ ٢٦٨
من طريق عطاء بن عجلان، عن خالد ابن محمود بن الربيع، عن شداد. وعطاء بن عجلان
متروك الحديث.
وأخرجه موقوفًا من قول شداد يعقوب بن
سفيان في «المعرفة والتاريخ» ١/ ٣٥٦، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ٢٦٨ و٢٦٩ - ٢٧٠.
وإسناد أبي نعيم الأول صحيح.
قوله: «شهوة خفية» فسَّرتها رواية
أحمد وغيره بأن يصبح الرجل صائمًا، فتعرض له شهوة من شهواته، فيترك صومه.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائي
يُرَائي اللَّهُ بِهِ» (١).
٤٢٠٧
- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ كُهَيْلٍ
عَنْ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ يُرَائي يُرَائي اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ
اللَّهُ بِهِ» (٢).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية
-وهو ابن سعد- العوفي، ومحمد بن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
وإن كان ضعيفًا- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (٢٥٣٩) من طريق نراس
بن يحيى الهمداني، عن عطية
العوفي، بهذا الإسناد. وهو في «مسند
أحمد» (١١٣٥٧).
ويشهد له حديث جندب الآتي بعده.
(٢)
إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري.
وأخرجه البخاري (٦٤٩٩)، ومسلم (٢٩٨٧)
من طريقين عن سلمة بن كهيل، بهذا الإسناد.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٤٥٦).
وأخرجه البخاري (٧١٥٢) من طريق طريف
أبي تميمة، عن جندب رفعه: «من سمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، ومن شاقَّ شاقَّ
الله عليه يوم القيامة».
قوله: «من يرائي يرائي الله به» قال
الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» ١١/ ٣٣٦: قد ثبتت الياء في آخر كل منهما، أما
الأولى فللإشباع، وأما الثانية فكذلك، أو المدير: فإنه يرائي به الله.
ومعنى قوله: «من يرائي يرائي الله
به» أي: يطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه.
ومعنى قوله: «من يسمع» يعني من يعمل
عملًا على غير إخلاص يقصد أن يراه الناس ويسمعوه، «يسمع الله به» يعني يجازيه على
ذلك بأن يفضحه، فيبدو عليه ما كان يُسره من ذلك. =
٢٢ - بَابُ الْحَسَدِ
٤٢٠٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ
آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ
آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» (١).
= وقيل: معنى «سمع الله به»: شهره أو
ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في ذلك في الدنيا أو في القيامة بما ينطوي من
خبث السريرة، ورواية البخاري (٧١٥٢) منبئة بوقوع ذلك في الآخرة، ولفظها «من
سَمَّعَ سَمَّعَ الله به يوم القيامة» وهو المعممد كما قال الحافظ في «الفتح».
(١)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٧٣)، ومسلم (٨١٦)،
والنسائي في «الكبرى» (٥٨٠٩) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦٥١)، و«شرح
مشكل الآثار» (٤٥٨)، و«صحيح ابن حبان» (٩٠).
قال الإمام الخطابي في شرح البخاري
١/ ١٩٥ - ١٩٦: الحسد ها هنا معناه شدة الحرص والرغبة، كنى بالحسد عنهما، لأنهما
سببه، والداعي إليه، ولهذا سماه البخاري اغتباطًا.
وقال صاحب «الفتح»: الحسد تمني زوال
النعمة عن المُنعَم عليه، وصاحبه مذموم إذا عَمِلَ بمقتضى ذلك من تصميم أو قول أو
فعل، وينبغي لمن خطر له ذلك أن يكرهه كما يكره ما وضع في طبعه من حب المنهيات،
وأما الحسد المذكور في الحديث، فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازًا، وهي أن
يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة،
فإن كان في الطاعة، فهو محمود ومنه ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ
فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: ٢٦] وإن كان في المعصية، فهو مذموم، ومنه «ولا
تنافسوا» وإن كان في الجائزات فهو مباح.
٤٢٠٩ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ
الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ
آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»
(١).
٤٢١٠
- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْحَمَّالُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ: «الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ،
وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ،
وَالصَّلَاةُ نُورُ الْمُؤْمِنِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ» (٢).
(١) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة،
والزهري: هو محمَّد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه البخاري (٥٠٢٥) و(٧٥٢٩)،
ومسلم (٨١٥)، والترمذي (٢٠٤٩)، والنسائي في «الكبرى» (٨٠١٨) من طرق عن الزهري،
بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٤٥٥٠)، و«شرح
مشكل الآثار» (٤٥٩)، و«صحيح ابن حبان» (١٢٥) و(١٢٦).
(٢)
إسناده ضعيف جدًا، عيسى بن أبي عيسى الحفاظ متروك. لكن لمعظمه ما يشهد له مفرقًا.
ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل.
وأخرجه أبو يعلى (٣٦٥٥) و(٣٦٥٦)،
وابن عدي في ترجمة عيسى من «الكامل» ٥/ ١٨٨٧، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٥٤٩)،
والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» ١/ ١٤٦ من طريقين عن عيسى الحفاظ، بهذا
الإسناد. ورواية أبي يعلى الأولى مختصرة بقوله: «الصلاة نور المؤمن»، ورواية
القضاعي مختصرة بقطعة الحسد. =
٢٣ - بَابُ الْبَغْيِ
٤٢١١
- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخبَرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ
عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ
الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنْ
الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» (١).
= وأخرجه ابن عدي في «ترجمة واقد بن
سلامة من»الكامل«٧/ ٢٥٥٤، وابن عبد البر في»التمهيد«٦/ ١٢٣ - ١٢٤ من طريقين عن
يزيد الرقاشي، عن أنس. ويزيد ضعيف. ورواية ابن عبد البر مختصرة بقطعة الحسد.
وأخرج قطعة الحسد منه الخطيب
في»التاريخ«٢/ ٢٢٧ من طريق قتادة، عن أنس. وإسناده ضعيف.
وأخرج قوله:»الحسد يطفئ نور
الحسنات«أبو داود (٤٩٠٤) من طريق سهل ابن أبي أمامة، عن أنس. وإسناده حسن في
المتابعات والشواهد.
وفي باب قوله:»الحسد يأكل الحسنات«عن
أبي هريرة عند أبي داود (٤٩٠٣)، وفي إسناده مَن لا يُعرف.
وعن ابن عمر عند القضاعي في»مسند
الشهاب«(١٠٤٨)، وذكره الذهبي في»الميزان«٣/ ٢٢٢، وقال: باطل بهذا الإسناد.
ولقوله:»الصدقة تطفئ الخطيئة«شاهد من
حديث معاذ، وقد سلف عند المصنف برقم (٣٩٧٣).
وآخر من حديث جابر عند الترمذي
(٦١٨)، وهو حديث صحيح.
ولقوله:»الصلاة نور المؤمن«شاهد من
حديث أبي مالك الأشعري عند مسلم (٢٢٣).
ولقوله:»الصيام جنة من النار"
شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (١٨٩٤)، ومسلم (١١٥١) (١٦٢).
(١)
إسناده صحيح. ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وعبد الرحمن: هو ابن جوشن الغطفاني.
=
٤٢١٢ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ
بِنْتِ طَلْحَةَ
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا
الْبِرُّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ
وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ» (١).
٤٢١٣
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ
الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «حَسْبُ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ
الْمُسْلِمَ» (٢).
= وهو في «الزهد» لابن المبارك (٧٢٤).
وأخرجه أبو داود (٤٩٠٢)، والترمذي
(٢٦٧٩) وصححه من طريق ابن عُلية، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٠٣٧٤)، و«شرح
مشكل الآثار» (٥٩٩٨) و(٥٩٩٩)، و«صحيح ابن حبان» (٤٥٥) و(٤٥٦).
(١)
إسناده ضعيف جدًا، صالح بن موسى الطلحي متروك.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده»
(١٧٧٧) و(١٨١٢)، وأبو يعلى (٤٥١٢)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٥٩٩٧)، وابن
عدي في ترجمة صالح من «الكامل» ٤/ ١٣٨٧، والطبراني في «الأوسط» (٩٣٨٣)، والخرائطي
في «مكارم الأخلاق» (٢٦٩)، والمزي في ترجمة صالح من «تهذيب الكمال» ١٣/ ٩٨ - ٩٩،
والذهبي في ترجمته من «ميزان الاعتدال» ٢/ ٣٠٢ من طرق عن صالح بن موسى، بهذا
الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة عند البيهقي
١٠/ ٣٥ وقال: الحديث مشهور بالإرسال.
وعن مكحول مرسلًا عند ابن راهويه في
«مسنده» ٥/ ٢٧٠ - ٢٧١.
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر روى عنه جمع، وذكره
ابن حبان في «الثقات». ويعقوب بن حميد -وإن كان ضعيفًا- قد توبع.
=
٤٢١٤ - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَوْحَى إِلَيَّ: أَنْ
تَوَاضَعُوا، وَلَا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ» (١).
٢٤
- بَابُ
الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى
٤٢١٥
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ،
وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ
عَنْ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ،
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: قَالَ النبي ﷺ: «لَا يَبْلُغُ
الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ
حَذَرًا لِمَا بِهِ الْبَأْسُ» (٢).
= وأخرجه مسلم (٢٥٦٤) من طريقين عن أبي
سعيد، بهذا الإسناد. وليس لأبي سعيد هذا في «صحيح مسلم» سوى هذا الحديث.
وهو في «مسند أحمد» (٧٧٢٧).
وأخرجه أبو داود (٤٨٨٢)، والترمذي
(٢٠٤٠)، وحسَّنه من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل هشام بن سعد.
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سنان بن سعد، ويقال: سعد ابن سنان.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد»
(٤٢٦) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث عياض بن حمار، وقد
سلف عند المصنف برقم (٤١٧٩). وهو حديث صحيح.
وآخر من حديث أبي هريرة عند إسحاق بن
راهويه في «مسنده» (٤٠٥). وفي إسناده انقطاع.
(٢)
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن يزيد، وهو الدمشقي. أبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل.
=
٤٢١٦ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا
مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ
مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ». قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ
نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا
إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» (١).
٤٢١٧
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ،
عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ
النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ
= وأخرجه الترمذي (٢٦١٩) من طريق هاشم
بن القاسم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
(١)
حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وذكره ابن أبي حاتم في»علل
الحديث«٢/ ١٢٧ ونقل عن أبيه قال: هذا حديث صحيح حسن، وزيد محله الصدق، وكان يرى
رأي القدر.
وأخرجه بأطول مما هنا يعقوب بن سفيان
في»المعرفة والتاريخ«٢/ ٥٢٣ - ٥٢٤ عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عساكر في»تاريخ دمشق«٥٩/
٤٥١ من طريق أبي بكر الخرائطي، عن العباس بن عبد الله الترقفي، عن محمَّد بن
المبارك الصوري، عن يحيى بن حمزة، به. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الطبراني في»مسند
الشاميين«(١٢١٨)، وعنه أبو نعيم في»الحلية«١/ ١٨٣ من طريق القاسم بن موسى، عن زيد
بن واقد، به. والقاسم بن موسى ذكره ابن حبان في»الثقات" ٩/ ١٦.
مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ
مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ
الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» (١).
٤٢١٨
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ الْمَاضِي
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا
حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ» (٢).
(١) حديث حسن، والنهي عن الضحك منه صحيح،
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا رجاء -واسمه محرز بن عبد الله- ومكحول موصوفان
بالتدليس، وقد روياه بالعنعنة.
وأخرجه هناد في «الزهد» (١٠٣١)
و(١١٤٨)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٢٥٢)، وأبو يعلى (٥٨٦٥)، والخرائطي في
«مكارم الأخلاق» ٣٩، وأبو نعيم في «الحلية» ١٠/ ٣٦٥، وفي «تاريخ أصبهان» ٢/ ٣٠٢،
والبيهقي في «الزهد» (٨١٨)، والمزي في ترجمة محرز من «تهذيب الكمال» ٢٧/ ٢٧٩ من
طريق أبي رجاء محرز ابن عبد الله، بهذا الإسناد. وسقط مكحول من إسناد هناد وأبي
يعلى، واقتصر هناد في الموضع الثاني والبخاري على قطعة الضحك، ولم يذكرها أبو يعلى
والخرائطي.
وأخرجه بنحوه أحمد (٨٠٩٥)، والترمذي
(٢٤٥٨)، وأبو يعلى (٦٢٤٠) من طريق الحسن، عن أبي هريرة. والحسن لم يسمع من أبي
هريرة. وفي إسناده مجهول.
وأخرجه كذلك الطبراني في «الصغير»
(١٠٥٧) من طريق هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقال الهيثمي في
«المجمع» ١٠/ ٢٩٦: فيه من لم أعرفهم.
وقد سلف النهي عن كثرة الضحك بإسناد
صحيح برقم (٤١٩٣).
(٢)
إسناده ضعيف، الماضي بن محمَّد ضعيف، وعلي بن سليمان والقاسم بن محمَّد مجهولان.
أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله. =
٤٢١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ
الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ
أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْحَسَبُ الْمَالُ، وَالْكَرَمُ التَّقْوَى» (١).
٤٢٢٠
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ابْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيْبِ بْنِ
نُقيْرٍ
= وأخرجه ضمن حديث مطول ابن حبان في
«صحيحه» (٣٦١)، والطبراني (١٦٥١)، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ١٦٦ - ١٦٨، والقضاعي
في «مسند الشهاب» (٨٣٧) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن
جده، عن أبي إدريس الخولاني، به. وإبراهيم بن هشام متهم بالكذب.
وأخرجه كذلك ابن عدي في «الكامل» ٧/
٢٦٩٩، والبيهقي في «سننه» ٩/ ٤، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ١٦٨ من طريق يحيى بن
سعيد القرشي السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. وقال ابن
عدي: حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج. وقال ابن حبان في يحيى بن سعيد إنه
يروي عن ابن جريج المقلوبات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد.
(١)
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، في رواية سلام بن أبي مطيع عن قتادة ضعف، والحسن -وهو
ابن أبي الحسن البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة.
وأخرجه الترمذي (٣٥٥٥) من طريق يونس
بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو في «مسند أحمد» (٢٠١٠٢).
وفي الباب عن بريدة بن الحُصيب عند
أحمد (٢٢٩٩٠)، والنسائي ٦/ ٦٤، ولفظه: «إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه
المالُ»، وإسناده قوي.
وعن أبي هريرة عند أحمد (٨٧٧٤)،
ولفظه: «كرمُ الرجل دينُه، ومروءته عقله، وحَسَبُه خُلُقُه»، وإسناده ضعيف.
قوله: «الحَسَب» هو الفضل الدنيوي
المعتَبَر بين الناس، و«الكرم» هو الفضل المعتَبَر عند الله، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]. قاله السندي.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً - وَقَالَ عُثْمَانُ: آيَةً -
لَوْ أَخَذَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بِهَا، لَكَفَتْهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾
[الطلاق:
٢] (١).
٢٥
- بَابُ
الثَّنَاءِ الْحَسَنِ
٤٢٢١
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ
الْجُمَحِيُّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالنَّبَاوَةِ أَوْ الْبَنَاوَةِ - قَالَ: وَالنَّبَاوَةُ:
مِنْ الطَّائِفِ - قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ» قَالُوا: بِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِالثَّنَاءِ
الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ بَعْضُكُمْ عَلَى
بَعْضٍ» (٢).
(١) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا السليل لم
يدرك أبا ذر.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١١٥٣٩)
من طريق المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢١٥٥١).
(٢)
صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو بكر بن أبي زهير الثقفي روى عنه اثنان،
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وباقي رجاله ثقات. وقال الحافظ ابن حجر في «الإصابة»
١٤٧/ ١١: سنده حسن غريب.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١٤/ ٥١٠،
وعنه أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٦٠١).
وأخرجه عبد بن حميد (٤٤٢)، وأحمد
(١٥٤٣٩)، والفاكهي في «أخبار مكة» (٢٩٠٨)، وابن أبي عاصم (١٦٠٢)، والطحاوي في «شرح
مشكل الآثار» (٣٣٠٦) و(٣٣٠٧)، وابن حبان (٧٣٨٤)، والطبراني في «الكبير» ٢٠/ (٣٨٢)،
والحاكم ١/ ١٢٠ و٤/ ٤٣٦، والبيهقي ١/ ١٢٣٠ من طرق عن نافع بن عمر، بهذا الإسناد.
=
٤٢٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ
شَدَّادٍ
عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي أَنْ
أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ أَنِّي قَدْ أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ أَنِّي قَدْ
أَسَأْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: إنك قَدْ
أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ
أَسَأْتَ» (١).
٤٢٢٣
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا
أَسَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: أن قَدْ
أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ،
فَقَدْ أَسَأْتَ» (٢).
= وفي الباب عن أنس عند البخاري
(١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩)، ولفظ البخاري: «هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا
أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
(١)
رجاله ثقات غير كلثوم الخزاعي -وهو ابن علقمة- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في
«الثقات»، وهو تابعي لا صحبة له، فهو حسن الحديث، والحديث مرسل. أبو معاوية: هو
محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان ابن مهران.
وأخرجه البيهقي ١٠/ ١٢٥ من طريق أبي
معاوية، بهذا الإسناد.
ويشهد له ما بعده.
(٢)
إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن
سلمة. =
٤٢٢٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي ثُبَيْتٍ، عَنْ أَبِي
الْجَوْزَاءِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ
النَّاسِ خَيْرًا، وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ
مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ شَرًّا، وَهُوَ يَسْمَعُ» (١).
٤٢٢٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ
ﷺ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ لِلَّهِ، فَيُحِبُّهُ
النَّاسُ عَلَيْهِ! قَالَ: «ذَلِكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» (٢).
= وهو في «مصنف عبد الرزاق» (١٩٧٤٩)،
ومن طريقه أخرجه أحمد (٣٨٠٨)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» ص٤٢، والشاشي (٤٨٣)،
وابن حبان (٥٢٥) و(٥٢٦)، والطبراني في «الكبير» (١٥٤٣٣)، وأبو نعيم في «الحلية» ٥/
٤٣، والبيهقي ١٠/ ١٢٥، والبغوي في «شرح السنة» (٣٤٩٠).
وأخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق»
ص ٤٢ من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود.
(١)
إسناده ضعيف لضعف أبي هلال -وهو محمَّد بن سليم الراسبي- وباقي رجاله ثقات. أبو
الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي.
وأخرجه الطبراني (١٢٧٨٧)، وأبو نعيم
في «الحلية» ٣/ ٨٠، والبيهقي في «الزهد الكبير» (٨٠٨)، والمزي في «تهذيب الكمال»
٢٠/ ١٩٢ من طريق مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي
الجوزاء، لم يرفعه ولم يسنده إلا مسلم عن أبي هلال.
وفي الباب عن أنس عند البخاري في
«التاريخ الكبير» ٢/ ٩٣، والبيهقي في «الزهد الكبير» (٨٠٩ - ٨١١)، وقد روي موصولًا
ومرسلًا.
(٢)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك ابن حبيب
البصري. =
٤٢٢٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو سِنَانٍ
الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيُطَّلَعُ عَلَيْهِ،
فَيُعْجِبُنِي؟ قَالَ: «لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ، وَأَجْرُ
الْعَلَانِيَةِ» (١).
٢٦
- بَابُ
النِّيَّةِ
٤٢٢٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح)
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَا: أَخبَرنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ
بْنَ وَقَّاصٍ
أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقُولُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى،
فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى
اللَّهِ وَإِلَى
= وأخرجه مسلم (٢٦٤٢) من طريقين عن أبي
عمران الجوني، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد«(٢١٤٠٠)، و»صحيح
ابن حبان«(٣٦٦).
(١)
رجاله ثقات إلا أن سعيد بن سنان الشيباني له بعض الأوهام، وقد خالفه الأعمش
والثوري، فروياه عن حبيب عن أبي صالح مرسلًا.
وهو في»مسند أبي داود
الطيالسي«(٢٤٣٥)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (٢٥٤٢)، وقال: حديث غريب، وقد روى
الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي ﷺ مرسلًا.
وهو في»صحيح ابن حبان«(٣٧٥).
ورواية الأعمش المرسلة أوردها
البخاري في»التاريخ الكبير«٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨، وتابعه عليه مرسلًا سفيان الثوري عند
البخاري أيضًا ٢/ ٢٢٨، والمرسل هو المحفوظ عن سفيان فيما قال أبو نعيم
في»الحلية" ٨/ ٢٥٠.
رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ
هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ
إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» (١).
٤٢٢٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
عَنْ أَبِي كَبْشَةَ
الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ
يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ
اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ
هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ
عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ
لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي
مِثْلُ ما لهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ» (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧)،
وأبو داود (٢٢٠١)، والترمذي (١٧٤٢)، والنسائي ١/ ٥٨ و٦/ ١٥٨ و٧/ ١٣ من طرق عن يحيى
بن سعيد، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٦٨)، و«شرح
مشكل الآثار» (٥١٠٧ - ٥١١٤)، و«صحيح ابن حبان» (٣٨٨) و(٣٨٩).
(٢)
حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن سالمًا لم يسمع من أبي كبشة فيما
قال الحافظ في «النكت الظراف» (١٢١٤٦)، وقد وقع تصريحه بالسماع من أبي كبشة عند
أحمد (١٨٠٢٧)، لكنه غير محفوظ بما قال الحافظ. وسيأتي بعده بذكر واسطة بينهما.
وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وهو في «الزهد» لوكيع (٢٤٠)، ومن
طريقه أخرجه أحمد (١٨٠٢٤). =
٤٢٢٨ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
النَّبِيِّ، نَحْوَهُ (١).
= وهو في «شرح مشكل الآثار» (٢٦٣) من
طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢٤٧٨) من طريق يونس
بن خباب، عن سعيد الطائي، عن أبي البختري، عن أبي كبشة الأنماري. ورجاله ثقات غير
يونس بن خباب فمختلف فيه، ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان وابن معين في
أكثر الروايات عنه، ووثقه عثمان بن أبي شيبة والساجي وابن معين في رواية، وصحح له
الترمذي هذا الحديث.
وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في
«المسند». وانظر ما بعده.
(١)
حديث حسن بطرقه، وهذان إسنادان رجالهما ثقات غير ابن أبي كبشة، فقد قال ابن
المديني فيما رواه عنه البيهقي ٤/ ١٨٩: ابن أبي كبشة هذا معروف، وهو محمَّد ابن
أبي كبشة. قلنا: ومحمد هذا ذكره البخاري في «التاريخ» ١/ ١٧٦ باسم: محمَّد بن عمر
بن سعد، وذكر له راويًا آخر غير سالم هو إسماعيل بن أوسط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا
تعديلًا. وذكره ابن حبان في «الثقات» ٥/ ٣٧٢ - ٣٧٣، وقال: قدم الكوفة فكتب عنه
ختناه إسماعيل بن أوسط وسالم بن أبي الجعد. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن
المعتمر، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ومفضل: هو ابن مهلهل.
وأخرجه الطبراني في «الكبير» ٢٢/
(٨٦٥)، والبيهقي ٤/ ١٨٩ من طريق معمر ابن راشد، وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٦/
٧٩ - ٨٠ من طريق مفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (١٨٠٢٦)، والطبراني ٢٢/
(٨٦١) و(٨٦٢)، والخطيب ٧٩/ ٦ - ٨٠ من طريق سفيان الثوري، والطبراني ٢٢/ (٨٦٣) من
طريق مسعر بن كدام، و(٨٦٤) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن سالم، عن
أبي كبشة، بإسقاط ابن أبي كبشة.
وانظر ما قبله.
٤٢٢٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ
شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» (١).
٤٢٣٠
- حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
أَخبرنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» (٢).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو
ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف.
وأخرجه أحمد (٩٠٩٠)، وأبو يعلى
(٦٢٤٧) من طريق شريك، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند
البخاري (٧١٠٨)، ومسلم (٢٨٧٩)، ولفظه: «إذا أراد الله بقوم عذابًا أصاب العذابُ
مَن كان فيهم، ثم بُعِثوا على أعمالهم».
وعن جابر عند مسلم (٢٨٧٨)، ولفظه:
«يُبعَث كل عبد على ما مات عليه»، وسيأتي بنحوه بعده.
وعن عائشة عند مسلم (٢٨٨٤)، وفيه:
«يبعثهم الله على نياتهم».
(٢)
صحيح بنحو هذا اللفظ من حديث جابر، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله
النخعي-، وقد توبع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع.
وأخرجه مسلم (٢٨٧٨) من طريقين عن
الأعمش، بهذا الإسناد، بلفظ: «يُبعَثُ كل عبد على ما مات عليه».
وهو في «مسند أحمد» (١٤٣٧٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٧٣١٩).
وللفظ شريك شاهد من حديث عائشة
ذكرناه في تخريج الحديث السالف قبله.
٢٧ - بَابُ الْأَمَلِ وَالْأَجَلِ
٤٢٣١
- حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ
خَلَفٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ
الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ
الْمُرَبَّعِ، وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ
الْمُرَبَّعِ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنْ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، فَقَالَ:»أَتَدْرُونَ
مَا هَذَا؟ «قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ
الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ
تَنْهَشُهُ - أَوْ تَنْهَسُهُ - مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا،
أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الْأَجَلُ الْمُحِيطُ، وَالْخَطُّ
الْخَارِجُ الْأَمَلُ» (١).
٤٢٣٢
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ عِنْدَ
قَفَاهُ». وَبَسَطَ يَدَهُ أَمَامَهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَثَمَّ أَمَلُهُ» (٢).
(١) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه البخاري (٦٤١٧)، والترمذي
(٢٦٢٢)، والنسائي في «الكبرى» (١١٧٦٤) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦٥٢).
(٢)
إسناده صحيح. =
٤٢٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ
الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ» (١).
٤٢٣٤
- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ
الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى
الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ» (٢).
= وأخرجه الترمذي (٢٤٨٨)، والنسائي في
«الكبرى» (١١٧٦٣) من طريق حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٢٣٨)، و«صحيح ابن حبان» (٢٩٩٨).
وأخرجه البخاري (٦٤١٨)، والنسائي
(١١٧٦٢) من طريق همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط
النبي ﷺ خطوطًا فقال: «هذا الأمل وهذا الأجل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقربُ».
(١)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٤٢٠)، ومسلم (١٠٤٦)
(١١٤) من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (١٠٤٦) (١١٣) من طريق عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج، والترمذي (٢٤٩٢) من طريق أبي صالح السمان، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٨٦٩٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٢١٩).
(٢)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.
وأخرجه مسلم (١٠٤٧) (١١٥)، والترمذي
(٢٤٩٣) و(٢٦٢٣) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٤٢١)، ومسلم (١٠٤٧)
(١١٥) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (١٠٤٧) (١١٥) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة،
به.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٩٩٨)، و«صحيح
ابن حبان» (٢٣٣٩).
٤٢٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ
لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا
التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» (١).
٤٢٣٦
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى
السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو يعلى (٦٥٧٣) و(٦٦١١) من
طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد متروك.
وفي الباب عن أنس عند البخاري
(٦٤٣٩)، ومسلم (١٠٤٨).
وعن ابن عباس عند البخاري (٦٤٣٦)
و(٦٤٣٧)، ومسلم (١٠٤٩).
وعن ابن الزبير عند البخاري (٦٤٣٨).
(٢)
إسناده حسن، الحسن بن عرفة ومحمد بن عمرو صدوقان، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو
ابن عبد الرحمن بن عوف. وحسَّنه الحافظ ابن حجر في «الفتح» ١١/ ٢٤٠.
وأخرجه الترمذي (٣٨٦٤) عن الحسن بن
عرفة، بهذا الإسناد وقال: حديث حسن غريب وهو في «صحيح ابن حبان» (٢٩٨٠).
وأخرجه الترمذي أيضًا (٢٤٨٤) من طريق
كامل بن العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: «عمر أمتي من ستين سنة إلى
سبعين سنة». وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة.
٢٨ - بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى
الْعَمَلِ
٤٢٣٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ ﷺ مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ
جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي
يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (١).
٤٢٣٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ
عِنْدِي امْرَأَةٌ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟»
قُلْتُ: فُلَانَةُ، لَا تَنَامُ -تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا (٢) - فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ
حَتَّى تَمَلُّوا» قَالَتْ: وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ
عَلَيْهِ صَاحِبُهُ (٣).
(١) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (١٢٢٥)
وخرَّجناه هناك.
(٢)
في (ذ) و(م): صلاحها.
(٣)
إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الكوفي.
وأخرجه البخاري (٤٣)، ومسلم (٧٨٥)
(٢٢١)، والنسائي ٣/ ٢١٨ و٨/ ١٢٣ من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في «مسند
أحمد» (٢٤١٨٩)، و«صحيح ابن حبان» (٢٥٨٦).
وأخرجه بنحوه مسلم (٧٨٥) (٢٢٠) من
طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة، به.
وأخرج قوله: «عليكم بما تطيقون ...»
البخاري (٥٨٦١)، ومسلم (٧٨٢) (٢١٥)، وأبو داود (١٣٦٨)، والنسائي ٢/ ٦٨ - ٦٩ من
طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. =
٤٢٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ
التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ الْعَيْنِ فَقُمْتُ
إِلَى أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا
فِيهِ فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ! فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَذَهَبَ حَنْظَلَةُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ
فَقَالَ: «يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي
لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ -أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ- يَا
حَنْظَلَةُ، سَاعَةً وَسَاعَةً» (١).
= وأخرج قولها: «كان أحب الدين إليه
الذي يدوم عليه صاحبه» مسلم (٧٨٣) (٢١٧) من طريق علقمة، و(٧٨٢) (٢١٦) من طريق أبي
سلمة، و(٧٨٣) (٢١٨) من طريق القاسم بن محمَّد، والترمذي (٣٠٧٣) من طريق أبي صالح،
أربعتهم عن عائشة، بلفظ «العمل» بدل «الدين»، وزاد بعضهم: «وإن قل»، وألفاظهم
متقاربة، وفي رواية أبي سلمة والقاسم رَفعُه إلى النبي ﷺ -من قوله.
قال البغوي في «شرح السنة» ٤/ ٤٩
تعليقًا على قوله: «لا يمل حتى تملوا» معناه لا يملُّ الله وإن مللتم، لأن الملال
(وهو استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته) عليه لا يجوز.
وقيل: معناه: إن الله لا يقطع عنكم
فضله حتى تملوا سؤاله.
وقيل: معناه لا يترك الله الثواب
والجزاء ما لم تملوا من العمل، ومعنى الملال: الترك، وأن من مل شيئًا تركه وأعرض
عنه فكنى بالملال عن الترك، لأنه سبب الترك. وقال الإسماعيلي وجماعة من المحققين:
إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازًا.
قال القرطبي المحدث: ووجه مجازه أنه
تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل ملالًا، عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية
الشيء باسم سببه.
(١)
إسناده صحيح، رواية سفيان -وهو ابن سعيد الثوري- عن الجريري -وهو سعيد بن إياس-
قبل الاختلاط. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. =
٤٢٤٠ - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ
خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ» (١).
٤٢٤١
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ
جَارِيَةَ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى
نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَجَدَ الرَّجُلَ
يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ، فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عليكم بالقصد - ثَلَاثًا - فَإِنَّ اللَّهَ لَا
يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» (٢).
= وأخرجه مسلم (٢٧٥٠)، والترمذي (٢٦٨٣)
من طريقين عن الجريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٢٦٢٠) من طريق يزيد
بن عبد الله بن الشخير، عن حنظلة بنحوه.
وهو في «مسند أحمد» (١٧٦٠٩).
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله.
وهو في «مسند أحمد» (٨٦٠٠) من طريق
ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وأخرج قوله: «اكلفوا من العمل ما
تطيقون، البخاري (١٩٦٦) من طريق همام، ومسلم (١١٠٣) (٥٨) من طريق أبي زرعة
والأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
ولقوله:»إن خير العمل أدومه وإن
قل" شاهد من حديث عائشة في الصحيحين، وقد سلف برقم (٤٢٣٨).
(٢)
إسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية، والمرفوع منه صحيح بشواهده منها حديث عائشة
السالف برقم (٤٢٣٨)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (٤٢٤٠). =
٢٩ - بَابُ ذِكْرِ الذنوب
٤٢٤٢
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ
شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ
لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ
بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ» (١).
٤٢٤٣
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ
بْنِ بَانَكَ، قال: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي
النبي ﷺ: «إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ
طَالِبًا» (٢).
= وأخرجه أبو يعلى (١٧٩٦)، وابن حبان
(٣٥٧)، والمزي في ترجمة عيسى بن جارية من «تهذيب الكمال» ٢٢/ ٥٩٠ من طريق يعقوب بن
عبد الله، بهذا الإسناد.
(١)
إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن
سلمة أبو وائل.
وأخرجه البخاري (٦٩٢١)، ومسلم (١٢٠)
من طريقين عن أبي وائل شقيق بن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٣٥٩٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٩٦).
والمراد بالإساءة في هذا الحديث
الكفر كما بيَّنه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» ١٢/ ٢٦٦.
(٢)
حديث قوي، خالد بن مخلد حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع هنا، وعوف بن
الحارث -وهو ابن الطفيل بن سخبرة- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وأخرج
له البخاري في «صحيحه» حديثًا واحدًا في الأدب. =
٤٢٤٤ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ
سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ،
فَإِنْ
= وأخرجه النسائي في»الكبرى«(١١٨١١) من
طريق أبي عامر العقدي، عن سعيد بن مسلم بن بانك، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد«(٢٤٤١٥)، و»شرح
مشكل الآثار«(٤٠٠٦) و(٤٠٠٧)، و»صحيح ابن حبان«(٥٥٦٨).
وفي الباب عن سهل بن سعد عند أحمد
(٢٢٨٠٨) بإسناد صحيح بلفظ:»إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإن مثل مُحَقَّرات الذنوب
كقوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحَقراتِ
الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه«.
وعن ابن مسعود عنده أيضًا (٣٨١٨)
بسند حسن في الشواهد أن رسول الله ﷺ قال:»إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن
علي الرجل حتى يهلكنه" وإن رسول الله ﷺ ضرب لهن مثلًا: كمثل قوم نزلوا أرض
فلاةِ، فحضر صنيع القوم (طعامهم)، فجعل الرجل ينطلق، فيجيءُ بالعود والرجل بجيء
بالعود حتى جمعوا سوادًا، فاججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها.
المحقَّرات: بفتح القاف المشددة
الصغائر: ونقل المناوي عن العلائي: أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر
ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها، فإن في إهمالها إهلاكه، بل ربما تغلب
الغفلة على الإنسان، فيفرح بالصغيرة، ويتبجح بها، ويَعدُّ التمكنَ منها نعمةً
غافلًا عن كونها وإن صغرت سببًا للشقاوة حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه لشدة
فرحه بمقارفته فيقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه، ويقول المناظر: أما رأيتني كيف
فضحته وذكرت مساوئه حتى أخجلته، وكيف استخففت به وحقرته، ويقول التاجر: أما رأيت
كيف روجت عليه الزائف، وكيف خدعته وغبنته، وذلك وأمثاله من المهلكات.
زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ
الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: ١٤]» (١).
٤٢٤٥
- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ
الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ،
عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ
عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ
أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا
اللَّهُ عز وجل هَبَاءً مَنْثُورًا» قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا
نَعْلَمُ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ،
وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا
خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» (٢).
(١) حديث قوي، هشام بن عمار متابع، ومحمد بن
عجلان صدوق قوي الحديث. وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (٣٦٢٤)، والنسائي في
«الكبرى» (١٠١٧٩) و(١١٩٥٤) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٧٩٥٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٩٣٥).
قال صاحب «النهاية»: أصل الرين الطبع
والتغطية والختم، ومنه قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: ١٤] قال الفراء في «معاني القرآن» ٣/ ٢٤٦: كثرت
المعاصي والذنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها.
(٢)
إسناده حسن من أجل عقبة بن علقمة بن حديج. أبو عامر الألهاني: هو عبد الله بن غابر.
وأخرجه الروياني في «مسنده» (٦٥١)،
والطبراني في «الأوسط» (٤٦٣٢)، وفي «الصغير» (٦٦٢)، وفي «مسند الشاميين» (٦٨٠)،
والمزي في ترجمة عبد الله بن غابر من «تهذيب الكمال» ١٥/ ٤٨٨ من طريقين عن علقمة
بن حديج، بهذا الإسناد.
٤٢٤٦ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «التَّقْوَى
وَحُسْنُ الْخُلُقِ»، وَسُئِلَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ:
«الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ، وَالْفَرْجُ» (١).
٣٠
- بَابُ
ذِكْرِ التَّوْبَةِ
٤٢٤٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ،
عَنْ الْأَعْرَجِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْهُ
بِضَالَّتِهِ، إِذَا وَجَدَهَا» (٢).
(١) إسناده حسن، عم عبد الله بن إدريس -واسمه
داود بن يزيد الأودي، وإن كان ضعيفًا- قد تابعه في الإسناد نفسه آخره إدريس بن
يزيد، وجد عبد الله بن إدريس -واسمه يزيد بن عبد الرحمن الأودي- روى عنه ثلاثة،
ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات»، ولم يُجرح.
وأخرجه الترمذي (٢١٢٢) من طريق عبد
الله بن إدريس، عن أبيه وحده، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٧٩٥٧)، و«شرح
مشكل الآثار» (٤٤٢٩)، و«صحيح ابن حبان» (٤٧٦).
وأخرج الترمذي (٢٥٧٣) من طريق أبي
حازم، عن أبي هريرة رفعه: «من وقاه الله شر ما بَيْن لَحييه، وشر ما بين رجليه،
دخل الجنة»، وصححه ابن حبان (٥٧٠٣).
وقوله: لَحييه: هو بفتح اللام وسكون
الحاء: العظمان في جانبي الفم، والمراد بما بينهما: اللسان وما يتأتى به النطق.
(٢)
إسناده صحيح، شبابة: هو ابن سوار، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري.
=
٤٢٤٨ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ كَاسِبٍ الْمَدِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمْ السَّمَاءَ،
ثُمَّ تُبْتُمْ لَتَابَ الله عَلَيْكُمْ» (١).
٤٢٤٩
- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ
رَاحِلَتَهُ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ، فَالْتَمَسَهَا، حَتَّى إِذَا أَعْيَا
= وأخرجه مسلم بإثر الحديث (٢٧٤٣) /
(٢)، والترمذي (٣٨٤٩) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم بإثر الحديث (٢٧٤٣) /
(١) من طريق أبي صالح، و(٢) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في»مسند أحمد«(٨١٩٢)، و»صحيح ابن
حبان«(٦٢١).
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل يعقوب بن حميد ابن كاسب. أبو
معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير.
وله شاهد من حديث أبي ذر، سلف عند
المصنف برقم (٣٨٢١)، ولفظه:»ومَن لقيني بقراب الأرض خطيئة، ثم لا يشرك بي شيئًا،
لقيتُه بمثلها مغفرة«، وإسناده صحيح.
وآخر من حديث أنس عند أحمد (١٣٤٩٣)،
والترمذي (٣٨٥٢)، ولفظ أحمد:»والذي نفسي بيده، لو خَطِئتم حتى تملا خطاياكم ما بين
السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم«، ولفظ الترمذي:»يا ابن آدم، لو بلغت
ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب
الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" وإسنادهما حسن
في الشواهد.
تَسَجَّى بِثَوْبِهِ، فَبَيْنَا هُوَ
كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حَيْثُ فَقَدَهَا، فَكَشَفَ الثَّوْبَ
عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ» (١).
٤٢٥٠
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ،
حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» (٢).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان
بن وكيع وعطية -وهو ابن سعد العوفي- وسفيان قد توبع.
وأخرجه أحمد (١١٧٩١)، وأبو يعلى
(١٣٥٢)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» ٢/ ٢١٨ من طريقين عن عطية، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة، وهو
السالف برقم (٢٤٤٧). وانظر بقية شواهده عند حديث ابن مسعود في «المسند» (٣٦٢٧).
(٢)
حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن وهيب ابن خالد تغير
بأخرة، وأبو عبيدة لم يسمع من أببه ابن مسعود.
وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في
«الفتح» ١٣/ ٤٧١، قال السخاوي في «المقاصد» ص ١٥٢: يعني لشواهده. معمر: هو ابن
راشد، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري.
وأخرجه الدارقطني في «العلل» ٥/ ٢٩٧،
والسهمي في «تاريخ جرجان» (٦٧٤)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٠٨)، والبيهقي ١٠/
١٥٤، والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» ١/ ٢٥٨ من طريق محمَّد بن عبد الله
الرقاشي، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: وغيره (يعني الرقاشي) لا يرفعه. وقال
الخطب: تفرد بروايته محمَّد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعًا،
ولم يتابع عليه. قلنا: يل تابعه عليه معلى بن أسد -وهو ثقة- فرواه عن وهيب به
مرفوعًا، =
٤٢٥١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»
(١).
= أخرجه من طريقه الطبراني (١٠٢٨١)،
وأبو نعيم في «الحلية» ٤/ ٢١٠، وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الكريم، لم يصله
عن معمر إلا وهيب.
وأخرجه البيهقي ١٠/ ١٥٤، والخطيب في
«موضح الأوهام» ١/ ٢٥٧ من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن
زياد بن أبي مريم، عن ابن مسعود موقوفًا. وهو منقطع بين زياد بن أبي مريم وبين ابن
مسعود.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند
البيهقي في «السُّنن» ١٠/ ١٥٤، وفي «الشعب» (٧١٧٨). وقال البيهقي: هذا إسناد فيه
ضعف. وقال السخاوي: سنده ضعيف، فيه مَن لا يُعرف، وروي موقوفًا، قال المنذري:
ولعله أشبه، بل هو الراجح.
وآخر من حديث أبي سعد الأنصاري عند
الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» - كما في «الإصابة» لابن حجر ٧/ ١٧٤ -، وأبي
نعيم في «الحلية» ١٠/ ٣٩٨، وإسناده ضعيف.
وثالث لا يفرح به من حديث أبي عتبة
الخولاني عند البيهقي ١٠/ ١٥٤، وفي إسناده عثمان بن عبد الله الشامي، يروي
الموضوعات عن الثقات كما في «الميزان» ٣/ ٤١.
وقد صح عن الشعبي من قوله عند ابن
الجعد في «مسنده» (١٧٥٦)، وأبي نعيم في «الحلية» ٤/ ٢١٨، والبيهقي في «الشعب»
(٧١٩٦)، غير أن رواية أبي نعيم: «عن الشعبي: كان يقال: التائب
...».
(١)
حسن إن شاء الله، رجاله ثقات غيرَ علي بن مسعدة، وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود
الطيالسي، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه البخاري وأبو
داود والنسائي، وممن ضعف الحديث به الذهبي والزين العراقي، وصححه الحاكم ٤/ ٢٤٤،
وابن القطان في «الوهم والإيهام» ٥/ ٤١٤. =
٤٢٥٢ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ، ابْنِ مَعْقِلٍ قَالَ:
دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ»
فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ»؟
قَالَ: نَعَمْ (١)
٤٢٥٣
- حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ
الرَّمْلِيُّ، أَخبَرنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
= وأخرجه الترمذي (٢٦٦٧) عن أحمد بن
منيع، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٣٠٤٩).
(١)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي
والدارقطني، وذكره ابن حبان في «الثقات». وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه،
وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديثَ عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم
كما في هذه الرواية، منهم سفيان الثوري وابن عيينة وخصيف ابن عبد الرحمن. وخالفهم
جماعة رووه عن عبد الكريم فقالوا: زياد بن الجراح. وقد بسط هذه المسألة ابن أبي
حاتم في «العلل» ٢/ ١٠١ - ١٠٢، والدارقطني في «العلل» ٥/ ١٩٣، والمزي في «تهذيب
الكمال» ٩/ ٥١١ - ٥١٤، وابن حجر في «تهذيبه» ٣/ ٣٨٤ - ٣٨٥، ورجح ابن أبي حاتم
والحافظ أنه زياد بن الجراح. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح
لأنه ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وابن معقل: هو عبد الله، وهام بن عمار متابع.
وأخرجه الحميدي (١٠٥)، وابن أبي شيبة
٩/ ٣٦١، وأحمد (٣٥٦٨)، وأبو يعلى (٤٩٦٩) و(٥١٢٩)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار»
(١٤٦٥)، والحاكم ٤/ ٢٤٣، والبيهقي ١٠/ ١٥٤ من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وانظر تمام تخريجه والكلام عليه
«مسند أحمد» و«شرح مشكل الآثار» و«صحيح ابن حبان» (٦١٢) و(٦١٤).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو (١)،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ
مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» (٢).
٤٢٥٤
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا
أَبُو عُثْمَانَ
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا
أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَجَعَلَ
يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز
وجل: ﴿وَأَقِمْ
الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤]. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَلِي هَذِهِ؟ فَقَالَ: «هِيَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي» (٣).
(١) كذا وقع في الأصول الخطية والمطبوع، وهو
وهم نبه عليه المزي في «تحفة الأشراف» (٦٦٧٤)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»٥/
١٦١، والصواب: عبد الله بن عمر، كما في مصادر التخريج.
(٢)
إسناده حسن من أجل ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي- والوليد
بن مسلم -وإن كان مدلسًا ورواه بالعنعنة- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (٣٨٤٧) و(٣٨٤٨) من
طريقين عن ابن ثوبان، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٦١٦٠)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٢٨).
قوله: «ما لم يغرغر» قال ابن الأثير:
أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريضُ،
والغرغرة: أن يجعلَ المشروبَ في الفم، ويُرَدَّدُ إلى أصل الحلق ولا يُبلع.
(٣)
إسناده صحيح. المعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن
بن مل النهدي.
وقد سلف برقم (١٣٩٨)، وخُرِّجَ هناك.
٤٢٥٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا
مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ
عَجِيبَيْنِ؟ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ
أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي،
ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ
رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ
ذَلِكَ، فَقَالَ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ
لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ - أَوْ مَخَافَتُكَ -
يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بذَلِكَ» (١).
(١) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد،
والزهري: هو محمَّد بن مسلم.
وهو في «مصنف عبد الرزاق» (٢٠٥٤٨)،
ومن طريقه أخرجه مسلم (٢٧٥٦) (٢٥).
وأخرجه البخاري (٣٤٨١)، ومسلم (٢٧٥٦)
(٢٦)، والنسائي ٤/ ١١٢ من طريق الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٧٥٠٦)، ومسلم (٢٧٥٦)
(٢٤)، والنسائي في «الكبرى» (١١٨٢٥) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٧٦٤٧)، و«شرح
مشكل الآثار» (٥٦١) و(٥٦٢).
قوله: «ليِّن قدر الله علي» قال
الحافظ في «الفتح» ٦/ ٥٢٣: قال الخطابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يُغفَر له وهو
منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟
والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما
جهل، فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يُعاد فلا يُعذَّب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه
إنما فعل ذلك من خشية الله.
وقال السندي في حاشيته على «المسند»:
لا يلزم أنه نفى القدرة، فصار بذلك كافرًا، فكيف يُغفر له؟ وذلك لأنه ما نفى
القدرة على ممكن، وإنما فرض غيرَ المستحيل -وهو إعادته بعد الحرق والسحق والذر في
الريح في البحر- مستحيلًا فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر
هو الأول دون الثاني.
٤٢٥٦ - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا
هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ
حَتَّى مَاتَتْ».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: لِئَلَّا
يَتَّكِلَ رَجُلٌ، وَلَا يَيْأسَ رَجُلٌ (١).
٤٢٥٧
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ
الثَّقَفِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ
مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَسَلُونِي الْمَغْفِرَةَ فَأَغْفِرَ لَكُمْ،
وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي
بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلُونِي
الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي
أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،
وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَتْقَى عَبْدٍ
مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي جَنَاح
(١) إسناده صحيح.
وهو في»مصنف عبد الرزاق«(٢٠٥٤٩)، ومن
طريقه أخرجه مسلم (٢٢٤٣) (١٥٢) و(٢٦١٩) وبإثر الحديث (٢٧٥٦) (٢٥).
وهو في»مسند أحمد«(٧٦٤٨)، و»صحيح ابن
حبان" (٥٦٢١).
وأخرجه البخاري (٣٣١٨)، ومسلم بإثر
الحديث (٢٦١٨) (١٣٤) من طريق سعيد المقبري، ومسلم (٢٢٤٣) (١٥٢) من طريق عروة بن
الزبير، و(٢٦١٩) (١٣٥) من طريق همام، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
بَعُوضَةٍ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا
فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَشْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَنْقُصْ مِنْ مُلْكِي
جَنَاحُ بَعُوضَةٍ،
وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ
وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ
اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ - مَا
نَقَصَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِشَفَةِ
الْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهَا إِبْرَةً ثُمَّ نَزَعَهَا، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ
مَاجِدٌ، عَطَائِي كَلَامٌ، إِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ:
كُنْ، فَيَكُونُ» (١).
٣١
- بَابُ
ذِكْرِ الْمَوْتِ وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ
٤٢٥٨
- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ
غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادمِ اللَّذَّاتِ» يَعْنِي الْمَوْتَ (٢).
(١) حديث صحيح، وهدْا إسناد ضعيف لضعف شهر بن
حوشب، وقد توبع.
وأخرجه الترمذي (٢٦٦٣) من طريق ليث
بن أبي سليم، عن شهر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٥٧٧) من طريق أبي
إدريس الخولاني وأبي أسماء الرحبي، كلاهما عن أبي ذر بنحوه وزاد فيه بعد قوله:
«فغمس فيها إبرة ثم نزعها»: يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم
إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه«.
وهو في»مسند أحمد«(٢١٥٤٠)، و، صحيح
ابن حبان» (٦١٩).
(٢)
إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وباقي رجاله ثقات. أبو
سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وأخرجه الترمذي (٢٤٦٠)، والنسائي ٤/
٤ من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٧٩٢٥)، و«صحيح
ابن حبان» (٢٩٩٢ - ٢٩٩٥).
٤٢٥٩ - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ
بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ
عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ
أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟
قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ
اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ» (١).
(١) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، نافع بن عبد
الله وفروة بن قيس مجهولان. وفي سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر خلاف، فقد قال
أحمد وابن معين: إنه لم يسمع منه، وإنما رآه رؤية. إلا أنه صرَّح بسماعه منه في
هذا الحديث عند الحاكم والطبراني بإسناد حسن، وصرح بسماعه منه أيضًا في غير هذا
الحديث عند الطبراني (١٣٥٧٨) و(١٣٦٠٥) و(١٣٦١٥)، إلا أن أسانيد الطبراني ضعيفة.
وقد توبع بإسناد حسن في الشواهد والمتابعات كما سيأتي.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (٤٦٧١)،
وفي «مسند الشاميين» (١٥٥٩)، والحاكم ٤/ ٥٤٠ من طريق حفص بن غيلان، وأبو نعيم في
«الحلية» ١/ ٣١٣ من طريق العلاء بن عتبة، كلاهما عن عطاء، بهذا الإسناد. وكلا
الإسنادين حسن. فقد صرَّح عطاء بسماعه من ابن عمر في رواية ابن غيلان.
وأخرجه ابن عدي في «الكامل» ٣/ ١٢٤٧،
وابن حبان في «المجروحين» ٢/ ٦٧، والبيهقي في «الزهد الكبير» (٤٥٣)، وفي «الشعب»
(١٠٥٥٠) من طريق عبيد الله ابن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه، عن مالك بن أنس، عن
عمه أبي سهيل بن مالك، عن عطاء، به. وعبيد الله بن سعيد قال ابن حبان: يروي عن
أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد.
وأخرجه البيهقي في «الشعب» (٧٩٩٣) من
طريق جعفر بن أحمد بن علي المعافري، عن سعيد بن كثير، به. وجعفر بن أحمد هذا متهم
كما في «الميزان». =
٤٢٦٠ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ
أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ،
وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا،
ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ» (١).
٤٢٦١
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ
ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ:
أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي.
= وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٨/ ٣٣٣
من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبيه، عن عطاء، به. وخالد بن يزيد
ضعيف.
وأخرجه الطبراني في «الكبير»
(١٣٥٣٦)، وفي «الأوسط» (٦٤٨٨)، وفي «الصغير» (١٠٠٨)، وابن أبي الدنيا في «مكارم
الأخلاق» (٣) من طريق مالك بن مغول، عن المعلى الكندي، عن مجاهد، عن عطاء، به.
وهذا إسناد حسن في المتابعات، المعلى الكندي ترجمه البخاري في «التاريخ» ٧/ ٣٩٤،
وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٨/ ٣٣٠، وذكرا أن الأعمش يروي عنه، وأثنى عليه
الأعمش خيرًا كما في «المعرفة والتاريخ» ليعقوب بن سفيان ٣/ ٢٢٤، وروى عنه أيضًا
مالك ابن مغول هنا، وذكره ابن حبان في «الثقات» ٧/ ٤٩٢.
(١)
إسناده ضعيف لضعف ابن أبي مريم -وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم-.
وأخرجه الترمذي (٢٦٢٧) من طريقين عن
أبي بكر ابن أبي مريم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديثٌ حسن!
وهو في: مسند أحمد" (١٧١٢٣).
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا
يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ، إِلَّا أَعْطَاهُ
اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» (١).
٤٢٦٢
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ
الرَّجُلُ صَالِحًا، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ
فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ
وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ،
ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟
فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ
فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ،
وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى
بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عز وجل. وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ
قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ
الْخَبِيثِ،
(١) إسناده ضعيف، لضعف سيار -وهو ابنُ حاتم
العنزي البصري-، وقد خالفه عبدُ السلام بن مطهر -وهو ثقة- فرواه مرسلًا، وهو
الصواب. جعفر: هو ابن سليمان الضبعي، وثابت: هو ابن أسلم الباني.
وأخرجه الترمذي (١٠٠٤)، والنسائي
في»الكبرى«(١٠٨٣٤) من طريق سيار ابن حاتم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث
غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي ﷺ مرسلًا.
قلنا: أخرج المرسل أبو حاتم
في»العلل«٢/ ١٠٥، والبغوي في»شرح السنة" (١٤٥٦) من طريق عبد السلام بن مطهر،
عن جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: مرض رجل ... فذكره مرسلًا. قال أبو حاتم: وهو
أشبه.
اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وَأَبْشِرِي
بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ
لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا
يُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا
مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي
ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا لَا تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيُرْسَلُ بِهَا
مِنْ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ» (١).
٤٢٦٣
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ
الْجَحْدَرِيُّ وَعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عَبِيدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أَوْثَبَتْهُ
إِلَيْهَا الْحَاجَةُ، فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، قَبَضَهُ اللَّهُ
سُبْحَانَهُ، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَبِّ، هَذَا مَا
اسْتَوْدَعْتَنِي» (٢).
(١) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار
المدائني، وابن أبي ذئب: هو محمَّد ابن عبد الرحمن.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١١٣٧٨)
و(١١٩٢٥) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٨٧٦٩).
وأخرجه بنحوه مسلم (٢٨٧٢) من طريق
عبد الله بن شقيق، والنسائي ٤/ ٨ - ٩ من طريق قسامة بن زهير، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٣٠١٣) و(٣٠١٤).
(٢)
رجاله ثقات غير أحمد بن ثابت الجحدري فصدوق، إلا أنه اختلف على إسماعيل بن أبي
خالد في رفعه ووقفه كما سيأتي. عمر بن علي: هو ابن عطاء المقدَّمي البصري.
وأخرجه الحاكم ١/ ٤١، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (٩٨٨٩) من طريق عمر ابن علي المقدَّمي، بهذا الإسناد.
=
٤٢٦٤ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ
أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ،
وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» فَقِيلَ له: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللَّهِ فِي كَرَاهِيَةِ الْمَوْتِ، فَكُلُّنَا
يَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِذَا بُشِّرَ
بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ
لِقَاءَهُ، وَإِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، فكَرِهَ
اللَّهُ لِقَاءَهُ«(١).
= وأخرجه الطبراني (١٠٤٠٣) من طريق عبد
الرحمن بن مهدي، عن هشيم بن بشير، والحاكم ١/ ٤١ من طريق محمَّد بن خالد الوهبي،
كلاهما عن إسماعيل، به. ورواية هشيم مختصرة.
وقال أبو حاتم -كما في»علل الحديث«١/
٣٦٢ لابنه-: الكوفيون لا يرفعونه. وقال الدارقطني في»العلل«٥/ ٢٣٩: وغيرُ ابن مهدي
يرويه عن هشيم ولا يرفعه، وكذلك رواه ابنُ عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا،
وهو الصواب.
ثم أخرجه الدارقطني من طريق يحيى
القطان، عن إسماعيل، عن قيس، عن ابن مسعود موقوفًا.
ولقوله:»إذا كان أجل أحدكم بأرضِ،
أَوْثَبَتْهُ إليها الحاجةُ«شاهد من حديث أبي عزة عند الترمذي (٢٢٨٧)، وإسناده
صحيح.
وآخر عن مطر بن عكامس عند الترمذي
(٢٢٨٥)، وهو في»مسند أحمد" (٢١٩٨٣)، وذكرنا هناك بقية شواهده.
(١)
إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة،
وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه البخاري (٦٥٠٧) تعليقًا،
ومسلم (٢٦٨٤) (١٥)، والترمذي (١٠٩٠)، والنسائي ٤/ ١٠ من طرق عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٦٨٤) (١٦) من طريق
شريح بن هانئ، عن عائشة. =
٤٢٦٥ - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى
الليثي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ صُهَيْبٍ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ
كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا الْمَوْتَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا
كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا
لِي» (١).
= وهو في «مسند أحمد» (٢٤١٧٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٠١٠).
وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت
عند البخاري (٦٥٠٧).
قال الحافظ في «الفتح» ١١/ ٣٥٨: قال
العلماء: محبة الله لعبده إرادته الخير له، وهدايته إليه، وإنعامه عليه، وكراهته
له على الضد من ذلك.
وقال ابن الأثير في «النهاية»:
المراد بلقاء الله هنا المصير إلى الدار الآخرة، وطلب ما عند الله، وليس الغرض به
الموت، لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها، أحب لقاء الله، ومن آثرها وركن
إليها، كرِهَ لقاء الله، لأنه إنما يَصِلُ إليه بالموت.
وقد سبقه إلى تأويل لقاء الله بغير
الموت الأمام أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال: ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته،
لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها،
وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة، قال: ومما يُبين ذلك أن الله عاب قومًا
بحب الحياة، فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا
بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا﴾ [يونس: ٧].
(١)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٣٥١)، ومسلم (٢٦٨٠)
(١٠)، وأبو داود (٣١٠٨)، والترمذي (٩٩٣)، والنسائي ٤/ ٣ من طريقين عن عبد العزيز
بن صهيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٥٦٧١) و(٧٢٣٣)،
ومسلم (٢٦٨٠) (١٠) و(١١)، وأبو داود (٣١٠٩)، والنسائي ٤/ ٣ من طرق عن أنس.
وهو في «مسند أحمد» (١١٩٧٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٩٦٨) و(٩٦٩) و(٢٩٦٦) و(٣٠٠١). =
٣٢ - بَابُ ذِكْرِ الْقَبْرِ وَالْبِلَى
٤٢٦٦
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْإِنْسَانِ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا
عَظْم وَاحِد، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» (١).
٤٢٦٧
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ:
كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا
وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بكى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ
الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟! قَالَ: إِنَّ
= وقوله: لا يتمنى. كذا بإثبات الألف،
وهي رواية للنسائي، والجادة حذفها، ليكون دلك علامة جزمه، ويمكن تخريج ما هنا أن
تكون إثبات الألف للإشباع، فهو على حد قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ
وَيَصْبِرْ﴾ [يوسف: ٩٠]
فمن قرأ بإثبات الياء، وهي قراءةُ
ابن كثير كما في «حجة القراءات» ص ٣٦٤ ورواية «الصحيحين» وغيرهما: «لا يتمنين» وهو
الوجه.
(١)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران،
وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه البخاري (٤٨١٤)، ومسلم (٢٩٥٥)
(١٤١) من طريق الأعمثس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٩٥٥) (١٤٢)، وأبو داود
(٤٧٤٣)، والنسائي ٤/ ١١١ - ١١٢ من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (٢٩٥٥)
(١٤٣) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٨١٨٠) و(٨٢٨٣)،
و«شرح مشكل الآثار» (٢٢٨٨ - ٢٢٩٤)، و«صحيح ابن حبان» (٣١٣٨) و(٣١٣٩).
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ
الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ
أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ»
قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ
أَفْظَعُ مِنْهُ» (١).
٤٢٦٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ
لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الْإِسْلَامِ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا
هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، جَاءَنَا
بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ
رَأَيْتَ اللَّهَ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ.
فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قبل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا
بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ
فرجة قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ
لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ
مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي
قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لَا
أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ
(١) إسناده حسن، هانئ مولى عثمان صدوق، وباقي
رجاله ثقات. محمَّد بن إسحاق: هو الصغاني، وهام بن يوسف وعبد الله بن بحير: هما
الصنعانيان.
وأخرجه الترمذي (٢٤٦١) عن هناد، عن
ابن معين، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وهو في»مسند أحمد" (٤٥٤).
النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا
فَقُلْتُهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا
وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ، ثُمَّ
يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إلى النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا
بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ
مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» (١).
٤٢٦٩
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ
الثَّابِتِ﴾. قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟
(١) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار
المدائني، وابن أبي ذئب: هو محمَّد ابن عبد الرحمن.
وأخرجه البيهقي في «إثبات عذاب
القبر» (٣٠) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (٢٥٠٨٩)، وابنه عبد الله
في «السنة» (١٤٤٨) من طريق يزيد ابن هارون، وإسحاق بن راهويه (١١٧٠) من طريق روح
بن عبادة، والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» (٢٩)، وابن منده في «الإيمان» (١٠٦٧) من
طريق يحيى بن أبي بكير، والبيهقي (٢٩) من طريق شبابة بن سوار، أربعتهم عن ابن أبي
ذئب، عن محمَّد ابن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة. والظاهر أن لمحمد بن عمرو
ابن عطاء إسنادين لهذا الحديث، فكان يرويه أحيانًا من حديث أبي هريرة، وأحيانًا
أخرى من حديث عائشة.
وأصل حديث أبي هريرة عند الترمذي
(١٠٩٤) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقوله: «ولا مشعوف» قال في
«النهاية»: الشعف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.
فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ،
وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧] (١).
٤٢٧٠
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ
ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ
حَتَّى تُبْعَثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٢).
(١) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج.
وأخرجه مسلم (٢٨٧١) (٧٣)، والنسائي
٤/ ١٠١ - ١٠٢ عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (١٣٦٩)
و(٤٦٩٩)، وأبو داود (٤٧٥٠)، والترمذي (٣٣٨٥) من طريقين عن شعبة، به.
وأخرجه كذلك مسلم (٢٨٧١) (٧٤)،
والنسائي ٤/ ١٠١ من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن
البراء.
وهو في «مسند أحمد» (١٨٤٨٢)
و(١٨٥٧٥)، و«صحيح ابن حبان» (٢٠٦).
(٢)
إسناده صحيح.
وأخرجه الترمذي (١٠٩٥)، والنسائي ٤/
١٠٧ من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (١٣٧٩) و(٣٢٤٠)
و(٦٥١٥)، ومسلم (٢٨٦٦) (٦٥) والنساثى ٤/ ١٠٦ - ١٠٧ و١٠٧ - ١٠٨ من طرق عن نافع، به.
وأخرجه مسلم (٢٨٦٦) (٦٦) من طريق
سالم، عن ابن عمر.
وهو في «مسند أحمد» (٤٦٥٨)، و«صحيح
ابن حبان» (٣١٣٠).
٤٢٧١ - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
أَخبَرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ
كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ
أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ
فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ» (١).
٤٢٧٢
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ
الْأُبُلِّيُّ، أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ،
قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ له (٢) الشَّمْسُ عِنْدَ
غُرُوبِهَا، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي» (٣).
(١) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع، وباقي
رجاله ثقات. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري.
وهو في «موطأ مالك» ١/ ٢٤٠، ومن
طريقه أخرجه النسائي ٤/ ١٠٨.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٧٧٨)، و«صحيح
ابن حبان» (٤٦٥٧).
وأخرجه الترمذي (١٧٣٥) من طريق سفيان
بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: «أرواح
الشهداء» وهي لفظة انفرد بها ابن عيينة، ورواه غيره بلفظ «المسلم» أو «المؤمن».
وقد سلف مطولًا بقصة برقم (١٤٤٩)
وتكلمنا على هذه الرواية هناك.
(٢)
سقطت «له» من المطبوع.
(٣)
إسناده حسن كما قال البوصيري في «الزوائد»، إسماعيل بن حفص الأبلي روى عنه جمع
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، ورواية الأعمش
-وهو سليمان بن مهران- عن أبي سفيان- واسمه طلحة بن نافع- قوية.
وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة»
(٨٦٧)، وابن حبان (٣١١٦) من طريق إسماعيل بن حفص، بهذا الإسناد.
٣٣ - بَابُ ذِكْرِ الْبَعْثِ
٤٢٧٣
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ صَاحِبَيْ الصُّورِ بِأَيْدِيهِمَا - أَوْ فِي
أَيْدِيهِمَا - قَرْنَانِ يُلَاحِظَانِ النَّظَرَ مَتَى يُؤْمَرَانِ» (١).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو
ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، على كلام فيه أيضًا، وقد اختلف عليه في لفظه،
فرواه عنه عباد بن العوام كما هنا، ورواه حفص بن غياث عنه به بلفظ: «كيف أنعم
وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنا ظهره، وجحظ بعينيه» قالوا: ما نقول يا رسول
الله؟ قال: «قولوا: حسبنا الله، توكلنا على الله» وهذا اللفظ هو المحفوظ عن عطية،
وعطية -وهو ابن سعد العوفي- قد توبع.
وأخرجه الترمذي (٢٦٠٠) و(٣٥٢٤) من
طريقين عن عطية عن أبي سعيد بلفظ حفص المذكور آنفا.
وهو في «مسند أحمد» (١١٥٣٩)
و(١١٦٩٦)، و«شرح مشكل الآثار» (٥٣٤٥) و(٥٣٤٦).
وقد تابع عطية عليه بهذا اللفظ
المحفوظ أبو صالح -واسمه ذكوان السمَّان- عند الطحاوي في «شرح المشكل» (٥٣٤٢)
و(٥٣٤٣)، وابن حبان (٣٢٨). وإسناده صحيح.
أما لفظ ابن ماجه فقد أخرجه البزار
(٣٤٢٤ - كشف الأستار)، والحاكم ٤/ ٥٥٩ من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن
عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وقال الحاكم: تفرد به خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم.
قلنا: وخارجة متروك.
والمشهور أن صاحب الصور واحد وهو
إسرافيل عليه السلام لا اثنان، وقد ذكر الحافظ في «الفتح» ١١/ ٣٦٨ الأحاديث في
ذلك، ثم قال: وجاء أن الذي ينفخ غيره ... فإن ثبت حُمِلَ على أنهما جميعًا ينفخان.
وذكر هناك تلك الأحاديث، وأسانيدها ضعاف، والصحيح منها موقوف، وما ذكره عن «مسند
أحمد» من حديث =
. . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . .
= أبي مرية (وتصحفت في المطبوع إلى:
هريرة) أو عبد الله بن عمرو على الشك وقال فيه: رجاله ثقات، لا يصح كما هو مبين في
«المسند» (٦٨٠٤).
وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك
بلفظ: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنا ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه
كوكبان دُرِّيان لم يَطرِف قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك» أخرجه الخطيب في «تاريخه»
١٥٣/ ٥ من طريق أحمد ابن محمَّد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي،
حدثنا أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن
قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ ... فذكره.
ورجاله ثقات غير أحمد بن منصور
الخصيب، فلم يذكر فيه الخطيب جرحًا ولا تعديلًا، ومع ذلك فقد أدرجه الضياء المقدسي
في «المختارة» برقم (٢٥٦٧).
وآخر من حديث جابر عند أبي نعيم في
«الحلية» ٣/ ١٨٩، وسنده حسن في الشواهد، ولفظه: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه
وحنا جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ» قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟
قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل».
تنبيه: جاء في «سلسلة الأحاديث
الصحيحة» للألباني ٣/ ٤٨٩ في الاستدراكات ما نصه: تنبيه: قال ابن جرير الطبري:
تظاهرت الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن إسرافيل قد التقم الصور وحنا جبهته
ينتظر متى يُؤمَرُ فينفخ» نقله عنه الحافظُ ابنُ كثير في «تفسيره» ٢/ ١٧٢، وأتبعه
بقوله: رواه مسلم في «صحيحه»، وهذا وهم محض. ثم تكلم في حق مُختصِرِه كلامًا لا
يليق بأهل العلم أن يتفوهوا بمثله. وكان ينبغي على الشيخ -وهو الذي يصفه المفتونون
به بحافظ العصر! - أن يتأكد هل قال ابن كثير: رواه مسلم، أم هذا مما أقحمه النساخ،
إنه لو كان يتعاطى صناعة التحقيق، لرجع إلى الطبعة المحققة المتقنة من «تفسير ابن
كثير»، فإنه لن يجد هذا العزو، انظر الجزء الثالث ص ٢٧٦ من طبعة الشعب، فقد ذكر
المحققون الثلاثة أن عزو الحديث إلى مسلم قد ورد في الطبعات السابقة على حين خلت
منه مخطوطة الأزهر التي اعتمدوا عليها، وهي نسخة نفيسة متقنة. ولو رجع أيضًا إلى
نهاية ابن كثير =
٤٢٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى
الْبَشَرِ، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَدَهُ فَلَطَمَهُ، قَالَ: تَقُولُ
هَذَا وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ:
قَالَ اللَّهُ عز وجل: ﴿وَنُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ
شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨] فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ
رَأْسَهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ،
فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ عز
وجل، وَمَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ» (١).
= ١/ ٢٦٧
- ٢٦٨ لرأى أن
الحافظ ابن كثير قد سرد أحاديث الصور، ونسبها إلى أحمد والترمذي وابن ماجه وابن
أبي الدنيا، ولم يذكر في واحد منها أنه رواه مسلم، لو أنه فعل ذلك لجزم بأن هذه
الزيادة مقحمة على نص ابن كثير. وربما يكون عذره أنه لا يتعاطى صناعةَ التحقيق،
وقد أقر على نفسه بذلك في مقدمة «صحيح الترغيب والترهيب» ١/ ١٥ مسوغًا لنفسه
التنصُّل من الأخطاء والتحريفات التي تقع له في منقولاته فقال: لست أتحمل مسؤولية
ما قد يكون في بعض الأصول والمصادر التي أُقرِّبها وأُميز أحاديثها من الأخطاء،
لأن العناية بها وتصويبها أمرٌ آخر له أهله. ونحن نقبل منه هذا العذر، لكن لا
ينبغي له أن يرتب على هذه الأخطاء مذمَّة الآخرين والاساءة إليهم.
(١)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١١/ ٤٥٥.
وأخرجه الترمذي (٣٥٢٦) من طريق عبدة
بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. =
٤٢٧٥ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي
حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «يَأْخُذُ
الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ -وَقَبَضَ يَدَهُ، فَجَعَلَ
يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمَلِكُ،
أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟» قَالَ: وَيَتَمَايَلُ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ
يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ
هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ (١)
٤٢٧٦
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَاتِمِ ابْنِ أَبِي
صَغِيرَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «عُرَاةً
حُفَاةً». قُلْتُ: وَالنِّسَاءُ؟ قَالَ: «وَالنِّسَاءُ» قُلْتُ:
= وأخرجه البخاري (٣٤٠٨)، ومسلم (٢٣٧٣)
(١٦١) من طريق الزهري، عن أبرب سلمة وسجد بن المسيب، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (٢٤١١)، ومسلم (٢٣٧٣)
(١٦٠)، وأبو داود (٤٦٧١)، والنسائي في «الكبرى» (٧٧١٠) و(١١٣٩٣) من طريق الزهري،
عن أبي سلمة والأعرج، عن أبي هريرة. وليس فيه عند النسائي قصة اليهودي.
وأخرجه مختصرًا البخاري (٣٤١٤)،
ومسلم (٢٣٧٣) (١٥٩)، والنسائي في «الكبرى» (١١٣٩٤) من طريق الأعرج وحده، والبخاري
(٤٨١٣) من طريق الشعبي، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٥٧٨٦) و(٩٨٢٢)،
و«شرح مشكل الآثار» (٥٣٥٠).
(١)
إسناده صحيح. وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (١٩٨) وخرَّجناه هناك.
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا
يُسْتَحْيَا؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ أَهَمُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ» (١).
٤٢٧٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ
عَرَضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ،
(١) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان
بن حيان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه البخاري (٦٥٢٧)، ومسلم (٢٨٥٩)
(٥٦)، والنسائي ٤/ ١١٤ - ١١٥ من طريق حاتم بن أبي صغيرة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي ٤/ ١١٤ من طريق عروة،
عن عائشة.
وهو في»مسند أحمد«(٢٤٢٦٥) و(٢٤٥٨٨).
وقوله:»الأمر أهم من أن ينظر بعضهم
إلى بعض«في رواية البخاري: قال:»الأمر أشد من أن يهمهم ذلك«قال الحافظ: هو بضم
أوله وكسر الهاء من الرباعي، يقال: أهمه الأمر، وجوز ابن التين فتح أوله وضم
ثانيه، من: همه الشيءُ: إذا آذاه والأول أولى.
ووقع في رواية يحيى بن سعيد عن حاتم
عند مسلم: قال:»يا عائش الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض«وللنسائي والحاكم من
طريق الزهري عن عائشة قلت: يا رسول الله فكيف بالعورات قال: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس: ٣٧]» وللترمذي، والحاكم من طريق عمان بن
عبد الرحمن القرظي قرأت عائشة ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا
خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [الأنعام: ٩٤] فقالت: واسوأتاه الرجال والنساء يحشرون جميعًا
ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، فقال: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ ...﴾ الآية وزاد: «لا ينظر
الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، مشغل بعضهم عن بعض».
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ
ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي، فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ، وَآخِذٌ
بِشِمَالِهِ» (١).
٤٢٧٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ
ﷺ، ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٦] قَالَ: «يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي
رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ» (٢).
(١) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو
البصري- لم يسمع من أبي موسى فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة كما في «المراسيل» ص ٣٩
- ٤٠، وعلي ابن الله وريني كما في «جامع التحصيل» ص ١٩٥. وقد اختلف على علي بن علي
بن رفاعة في إسناده وفي رفعه ووقفه، كما هو مبين في «المسند» (١٩٧١٥).
وهو في «الزهد» لوكيع (٣٦٦).
وأخرجه الترمذي (٢٥٩٤) عن أبي كريب،
عن وكيع، عن علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال: ولا يصح هذا
الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي بن علي، وهو
الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ. ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن
لم يسمع من أبي موسى.
وهو في «مسند أحمد» (١٩٧١٥)، وفيه
تمام الكلام عليه.
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان-. ابن عون:
هو عبد الله.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١٣/ ٢٣٣.
وأخرجه البخاري (٦٥٣١)، ومسلم
(٢٨٦٢)، والترمذي (٢٥٩٠) و(٣٦٢٦)، والنسائي في «الكبرى» (١١٥٩٣) من طريق ابن عون،
بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٤٩٣٨)، ومسلم
(٢٨٦٢)، والترمذي (٢٥٨٩) و(٣٦٢٥)، والنسائي (١١٥٩٢) من طرق عن نافع، به.
=
٤٢٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عن قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
وَالسَّمَاوَاتُ﴾ [إبراهيم: ٤٨] فَأَيْنَ يكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:
«عَلَى الصِّرَاطِ» (١).
٤٢٨٠
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي
شيبة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، حَدَّثَنِي
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ
الْعُتْوَارِيِّ أَحَدِ بَنِي لَيْثٍ- قَالَ: وَكَانَ فِي حَجْرِ أَبِي سَعِيدٍ-
قَالَ:
سَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ
- يَقُولُ: سمعت رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ
ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ عَلَى حَسَكٍ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ
النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوجٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ، وَمُحْتَبَسٌ بِهِ،
وَمَنْكُوسٌ فِيهَا» (٢).
= وهو في «مسند أحمد» (٤٦١٣) و(٦٠٧٥)،
و«صحيح ابن حبان» (٧٣٣١) و(٧٣٣٢).
(١)
إسناده صحيح. داود: هو ابن أبي هند، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن
الأجدع الهمداني.
وأخرجه مسلم (٢٧٩١)، والترمذي (٣٣٨٦)
و(٣٥٢٣) من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠٦٩)، و«صحيح
ابن حبان» (٣٣١) و(٧٣٨٠).
(٢)
إسناد حسن، محمَّد بن إسحاق صدوق وقد صرَّح بالتحديث، وعبيد الله ابن المغيرة روى
عنه جمع، ووثقه العجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في
«الثقات».
وهو مطولًا في «مصنف ابن أبي شيبة»
١٣/ ١٧٦ - ١٧٧.
وأخرجه أحمد (١١٠٨١) من طريق محمَّد
بن إسحاق، بهذا الإسناد. =
٤٢٨١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ،
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ
عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ - إِنْ شَاءَ
اللَّهُ تَعَالَى - مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ» قَالَتْ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٧١]، قَالَ: «أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ:
﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]» (١).
= وأخرجه بنحوه البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم
(١٨٣) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وهو في «مسند أحمد» (١١١٢٧)، و«صحيح ابن
حبان» (٧٣٧٧).
وقوله: «مخدوج» هكذا في أصولنا
الخطية بالخاء المعجمة وفي آخره جيم. ورواه الباقون «مخدوش» بالشين، والمخدوش:
الممزق، وقوله: ومنكوس فيها، أي: في جهنم، ولغير ابن ماجه: ومكدوس وهو المصروع.
فالأقسام ثلاثة: ناج بلا خدش، وهالك
من أول وهلة، ومتوسط بينهما يصاب ثم ينجو.
(١)
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي سفيان -واسمه طلحة ابن نافع- فإنه وإن
أخرج له الشيخان فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة، وقد اختلف على الأعمش في هذا
الإسناد.
فروي عنه من حديث حفصة هنا، وهو في
«مسند أحمد» (٢٦٤٤٠).
وروي عنه من حديث أم مبشر أنها سمعت
رسول الله ﷺ في بيت حفصة ...، وهو في «مسند أحمد» (٢٧٠٤٢) و(٢٧٠٤٥)، وفي «صحيح ابن
حبان» (٤٨٠٠).
وروي عنه من حديث جابر، وهو في «مسند
أحمد» (١٥٢٦٢).
وأخرجه مسلم (٢٤٩٦) من طريق ابن
جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها
سمعت النبي ﷺ يقول عند حفصة ...
وأخرج أبو داود (٤٦٥٣)، والترمذي
(٤١٩٧)، والنسائي في «الكبرى» (١١٤٤٤) من طريق أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا: «لا
يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة».
٣٤ - بَابُ صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ -
٤٢٨٢
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ،
سِيمَا أُمَّتِي، لَيْسَ لِأَحَدٍ غَيْرِهَا» (١).
٤٢٨٣
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا
رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا
ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ
الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ
الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ
(١) إسناده صحيح. أبو مالك الأشجعي: هو سعد
بن طارق، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار.
وهو في»مصنف ابن أبي شيبة«١/ ٦.
وأخرجه مسلم (٢٤٧) (٣٦) و(٣٧) من
طريق أبي مالك الأشعري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (١٣٦)، ومسلم (٢٤٦)
(٣٤) و(٣٥) من طريق نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة.
وهو في»مسند أحمد«(٨٤١٣) و(٨٨٤٠)،
و»صحيح ابن حبان" (١٠٤٩) و(٧٢٤٣).
وانظر ما سيأتي برقم (٤٣٠٦).
الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ
الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ»
(١).
٤٢٨٤
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَجِيءُ النَّبِيُّ يوم القيامة ومعه الرجل، ويجيء النَّبِيُّ
(٢) وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ،
وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟
فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟
فَيَقُولُونَ: لَا، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ
وَأُمَّتُهُ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا؟
فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ:
أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَصَدَّقْنَاهُ،
قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾
قال: عدلا ً ﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدً﴾
[البقرة: ١٤٣]» (٣).
(١) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو
إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه البخاري (٦٥٢٨) و(٦٦٤٢)،
ومسلم (٢٢١)، والترمذي (٢٧٢٣) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٣٦٦١) و(٤١٦٦)،
و«شرح مشكل الآثار» (٣٦٠ - ٣٦٤)، و«صحيح ابن حبان» (٧٢٤٥) و(٧٤٥٨).
(٢)
قوله: "يوم القيامة ومعه الرجل ويجيء النبي ﷺ سقط من النسخ المطبوعة.
(٣)
إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم
الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
=
٤٢٨٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ
عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ:
صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي
الْجَنَّةِ، وَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءوا أَنْتُمْ وَمَنْ
صَلَحَ مِنْ ذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عز
وجل أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابِ»
(١).
٤٢٨٦
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
الْأَلْهَانِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «وَعَدَنِي رَبِّي
سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، لَا
حِسَابَ
= وأخرجه بنحوه البخاري (٣٣٣٩)،
والترمذي (٣١٩٨) و(٣١٩٩) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في»مسند أحمد«(١١٢٨٣) و(١١٥٥٨)،
و»صحيح ابن حبان«(٦٤٧٧).
(١)
حديث صحيح، محمَّد بن مصعب -وإن كان ضعيفًا- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. الأوزاعي:
هو عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه أحمد (١٦٢١٦)، وابن حبان
(٢١٢)، والطبراني (٤٥٥٦)، والبيهقي في»شعب الإيمان«(٤٠٤) من طرق عن الأوزاعي، بهذا
الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (١٢٩١)، وأحمد
(١٦٢١٥)، والبزار (٣٥٤٥ - كشف الأستار)، والطبراني (٤٥٥٧) و(٤٥٥٨)، وأبو نعيم
في»الحلية"٦/ ٢٨٦ من طرق عن يحيى، به.
عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، مَعَ
كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عز
وجل» (١).
٤٢٨٧
- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَا:
حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ
حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً، نَحْنُ آخِرُهَا
وَخَيْرُهَا» (٢).
٤٢٨٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ
بْنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ
حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّكُمْ وَفَّيْتُمْ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ
خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ» (٣).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن عمار
متابع، وإسماعيل بن عياش صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه الترمذي (٢٦٠٦) عن الحسن بن
عرفة، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٢٢٣٠٣).
وهو في «مسند أحمد» (٢٢١٥٦)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٤٥٧) و(٧٢٤٦) من طريق صفوان بن عمرو، عن سُليم بن عامر الخبائري وأبي
اليمان الهوزني، عن أبي أمامة. وهذا إسناد قوي.
(٢)
إسناده حسن، حكيم -وهو ابن معاوية بن حيدة القشيري- صدوق حسن الحديث. ابن شوذب: هو
عبد الله.
وأخرجه الترمذي (٣٢٤٦) من طريق معمر،
عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.
وهو في «مسند أحمد» (٢٠٠١١) و(٢٠٠٢٥).
وانظر ما بعده.
(٣)
إسناده حسن كسابقه. وانظر تخريجه فيما قبله.
٤٢٨٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْبَهَانِيُّ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
بُرَيْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ
قَالَ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ
الْأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ» (١).
٤٢٩٠
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، يُقَالُ:
أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ
الْأَوَّلُونَ» (٢).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد
الله الجوهري وحسين بن حفص الأصبهاني، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن سعيد
الثوري.
وأخرجه الترمذي (٢٧٢٢) من طريق محارب
بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن، وقد روي هذا الحديث عن علقمة
بن مرثد، عن سليمان ابن بريدة، عن النبي ﷺ مرسلًا. ومنهم مَن قال: عن سليمان بن
بريدة، عن أبيه.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٩٤٠)، و«شرح
مشكل الآثار» (٣٦٦)، و«صحيح ابن حبان» (٧٤٥٩) و(٧٤٦٠).
(٢)
رجاله ثقات، إلا أنه اختلف فيه على حماد بن سلمة كما سيأتي في التخريج. أبو سلمة:
هو موسى بن إسماعيل التبوذكي، وحماد بن سلمة روى عن الجريري قبل الاختلاط، وأبو
نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة.
وأخرجه الطيالسي (٢٧١١)، وأخرجه أحمد
(٢٥٤٦) من طريق عفان بن مسلم، و(٢٦٩٢) من طريق حسن بن موسى الأشيب، والمروزي في
«تعظيم قدر الصلاة» (٢٦٦) من طريق عمرو بن عاصم، وأبو يعلى (٢٣٢٨)، والبيهقي في
«دلائل النبوة» ٥/ ٤٨١ - ٤٨٢ من طريق هدبة بن خالد، خمستهم عن حماد بن سلمة، عن
علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن ابن عباس. وعلي بن زيد ضعيف.
=
٤٢٩١ - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ
الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أُذِنَ
لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فِي السُّجُودِ، فَيَسْجُدُونَ لَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ يُقَالُ:
ارْفَعُوا رُؤوسَكُمْ، قَدْ جَعَلْنَا عِدَّتَكُمْ فِدَاءَكُمْ مِنْ النَّارِ» (١).
٤٢٩٢
- حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ
الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ، عَذَابُهَا
بِأَيْدِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْ
الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَيُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ
النَّارِ» (٢).
= وأخرجه أحمد (٢٦٩٣) عن حسن الأشيب،
والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (٢٦٥) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن حماد بن
سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس.
ولقوله: «نحن الآخرون الأولون» شاهد
من حديث أبي هريرة عند البخاري (٢٣٨) و(٨٧٦)، ومسلم (٨٥٥) ولفظه عند مسلم «نحن
الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من
قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا
يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له (قال يوم الجمعة) فاليوم لنا وغدًا لليهود،
وبعد غدٍ للنصارى».
وآخر من حديث حذيفة عند مسلم (٨٥٦).
(١)
إسناده ضعيف جدًا، جبارة بن المغلس ضعيف، وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك. أبو
بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري.
وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (٢٧٦٧)
من طرق عن أبي بردة، عن أبيه رفعه: «إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل
مسلم يهوديا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار». وهو في «مسند أحمد» (١٩٦٧٠).
(٢)
إسناده ضعيف، جبارة بن المغلس وكثير بن سُليم ضعيفان.=
٣٥ - بَابُ مَا يُرْجَى مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
٤٢٩٣
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ
عَطَاءٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، قَسَمَ مِنْهَا رَحْمَةً
بَيْنَ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، فَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ،
وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ
رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١).
٤٢٩٤
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِح
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَلَقَ اللَّهُ عز وجل يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً، فَبِهَا
تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْبَهَائِمُ بَعْضُهَا عَلَى
= وفي الباب عن أنس عند أحمد (١٩٦٥٨)،
وإسناده ضعيف. وقد ذكرنا لفظه الصحيح فيما قبله.
(١)
إسناده صحيح. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح.
وأخرجه مسلم (٢٧٥٢) (١٩) من طريق عبد
الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٧٥٢) (١٨)، والترمذي
(٣٨٥٣) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، والبخاري (٦٠٠٠)، ومسلم (٢٧٥٢)
(١٧) من طريق سعيد ابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
وهو في»مسند أحمد«(٩٦٠٩)، و»صحيح ابن
حبان" (٦١٤٧).
بَعْضٍ، وَالطَّيْرُ، وَأَخَّرَ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا اللَّهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ» (١).
٤٢٩٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا
أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ
بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي» (٢).
٤٢٩٦
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:
مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، هَلْ
تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ؟» قال: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ
اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ»
(٣).
(١) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن
العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد اين خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران،
وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه بنحوه أحمد (١١٥٣٠)، وأبو
يعلى (١٠٩٨) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
(٢)
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. ولفظة «بيده» في هذا الحديث شاذة، وقد بينا ذلك في
التعليق على «المسند» (٩٥٩٧).
وقد سلف برقم (١٨٩)، وخرَّجناه هناك.
(٣)
إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري.
وهو في «مسند أحمد» (٢٢٠٠٦) من طريق
شعبة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. =
٤٢٩٧ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى
الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالَ: «مَنْ
الْقَوْمُ» فَقَالُوا: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ، وَامْرَأَةٌ تَحْصِبُ تَنُّورَهَا،
وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَ وَهَجُ التَّنُّورِ، تَنَحَّتْ بِهِ،
فَأَتَتْ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ؟
قَالَ: «بَلَى» قَالَتْ: أَوَلَيْسَ اللَّهُ أَرْحَم بِعِبَادِهِ مِنْ الْأُمِّ
بِوَلَدِهَا؟ قَالَ: «بَلَى» قَالَتْ: فَإِنَّ الْأُمَّ لَا تُلْقِي وَلَدَهَا فِي
النَّارِ. فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَبْكِي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا
فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الْمَارِدَ
الْمُتَمَرِّدَ الَّذِي يَتَمَرَّدُ عَلَى اللَّهِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» (١).
٤٢٩٨
- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
= وأخرجه البخاري (٢٨٥٦)، ومسلم (٣٠)
(٤٩)، وأبو داود (٢٥٥٩)، والترمذي (٢٨٣٤)، والنسائي في «الكبرى» (٥٨٤٦) من طريق
عمرو بن ميمون، والبخاري (٦٢٦٧)، ومسلم (٣٠) (٤٨) من طريق أنس بن مالك، والبخاري
(٧٣٧٣)، ومسلم (٣٠) (٥٥) من طريق الأسود بن هلال، ثلاثتهم عن معاذ بن. جبل.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٢١٠) و(٣٦٢).
(١)
موضوع، إسماعيل بن يحيى الشيباني متهم بالكذب، وعبد الله بن عمر بن حفص ضعيف.
وأخرجه العقيلي في ترجمة إسماعيل بن
يحيى من «الضغفاء» ١/ ٩٦ من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا شَقِيٌّ» قِيلَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَمَنْ الشَّقِيُّ؟ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ بِطَاعَةٍ،
وَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَعْصِيَةً» (١).
٤٢٩٩
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَرَأَ - أَوْ تَلَا - هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿هُوَ أَهْلُ
التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] فَقَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل:
أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلَا
يُجْعَلْ مَعِي إِلَهٌ آخَرُ، فَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ،
فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ» (٢).
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ،
حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ رَبُّكُمْ: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلَا
يُشْرَكَ بِي غَيْرِي، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنْ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي أَنْ
أَغْفِرَ لَهُ» (٣).
(١) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، واسمه عبد
الله.
وأخرجه أحمد (٨٥٩٤) من طريق ابن
لهيعة، بهذا الإسناد.
(٢)
إسناده ضعيف لضعف سهيل بن عبد الله القُطَعي.
وأخرجه الترمذي (٣٦١٧)، والنسائي في
«الكبرى» (١١٥٦٦) من طريق سهيل ابن عبد الله القطعي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي:
هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد بهذا الحديث عن ثابت.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٤٤٢).
(٣)
إسناده ضعيف كسابقه.
٤٣٠٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ
يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ علَيه تِسْعَةٌ
وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عز
وجل: هَلْ
تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ
كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ [فيقول: لا، يا رب] (١)، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عذر،
ألِكَ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ
لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ
لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ
الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ.
فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ
السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ» (٢).
(١) ما بين الحاصرتين ليسى في أصولنا الخطية،
واستدركناه من مصادر التخريج.
(٢)
إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وابن أبي مريم: هو سعيد ابن الحكم،
والليث: هو ابن سعد، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
وأخرجه الترمذي (٢٨٢٩) و(٢٨٣٠) من
طريقين عن عامر بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٦٩٩٤)، و«صحجح
ابن حبان» (٢٢٥).
السجلات جمع سِجل: الكتاب الكبير،
والبطاقة: الورقة، وطاشت، أي: خفت من الطيش وهو الخفة.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى:
الْبِطَاقَةُ الرُّقْعَةُ، وَأَهْلُ مِصْرَ يَقُولُونَ لِلرُّقْعَةِ: بِطَاقَةً.
٣٦
- بَابُ
ذِكْرِ الْحَوْضِ
٤٣٠١
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا
عَطِيَّةُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ
الْمَقْدِسِ، أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَإِنِّي
لَأَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١).
٤٣٠٢
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ سَعْدِ بْنِ
طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ من عَدَنَ، وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَلَهُوَ أَشَدُّ
بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْإِبِلَ
الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ» قِيلَ:
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية،
وهو ابن سعد العوفي. زكريا: هو ابن أبي زائدة.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١١/ ٤٥٣
و١٣/ ١٤٦، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (٩٠٤)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٧٢٣)،
وأبو يعلى (١٠٢٨).
ويشهد للقطعة الأولى منه أحاديث
الباب الآتية بعده.
ويشهد لقوله: «إني لأكثرُ الأنبياء
تبعًا يومَ القيامة» حديث أنس عند مسلم (١٩٦).
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وتَعْرِفُنَا؟
قَالَ: «نَعَمْ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ،
لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ» (١).
٤٣٠٣
- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ
الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، نُبِّئْتُ
عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ
قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ،
فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلَّامٍ
فِي مَرْكَبِكَ. قَالَ: أَجَلْ -وَاللَّهِ- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ:
وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي
أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الْحَوْضِ،
فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ
مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ حَوْضِي مَا
بَيْنَ عَدَنَ إِلَى أَيْلَةَ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنْ
الْعَسَلِ، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ
شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ
فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الدُّنْسُ ثِيَابًا، وَالشُّعْثُ رُؤوسًا، الَّذِينَ
لَا يَنْكِحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ، وَلَا يُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ». قَالَ:
فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ
الْمُنَعَّمَاتِ، وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ، لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ
ثَوْبِي الَّذِي يلي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ، وَلَا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى
يَشْعَثَ (٢).
(١) إسناده صحيح. ربعي: هو ابن حراش.
وأخرجه مسلم (٢٤٨) عن عثمان بن أبي
شيبة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٣٣١٧)، و«صحيح
ابن حبان» (٧٢٤١).
(٢)
صحيح دون قوله: «أول مَن يرده علي فقراء المهاجرين» إلى آخر الحديث، وهذا إسناد
ضعيف لانقطاعه بين العباس بن سالم الدمشقي وأبي سلام الحبشي، =
٤٣٠٤ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ
وَالْمَدِينَةِ، أَوْ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ» (١).
٤٣٠٥
- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ
مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ
نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «يُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ
نُجُومِ السَّمَاءِ» (٢).
= لكنه قد توبع. ورواية أبي سلام
الحبشي -واسمه ممطور- عن ثوبان منقطعة فيما قال ابن معين وأحمد وابن المديني وأبو
حاتم، وتصريحه منه بالسماع لا يصح.
وأخرجه الترمذي (٢٦١٢) من طريق
محمَّد بن المهاجر، عن العباس، عن أبي سلام الحبشي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث
غريب من هذا الوجه. وهو في «مسند أحمد» (٢٢٣٦٧).
وأخرجه مسلم (٢٣٠١) من طريق سالم بن
أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان بنحوه دون «أول مَن يرده ...». وهو في
«مسند أحمد» (٢٢٤٠٩)، و«صحيح ابن حبان» (٦٤٥٦).
(١)
إسناده صحيح. نصر بن علي: هو ابن نصر الجهضمي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله
الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.
وأخرجه مسلم (٢٣٠٣) (٤١) و(٤٢) من
طرق عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٥٨٠)، ومسلم (٢٣٠٣)
(٣٩) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أنس.
وهو في «مسند أحمد» (١٢٣٦٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٤٥١). وعثمان: مفتوحة العين، مشددة الميم: مدينة قديمة بالشام من أرض
البلقاء قاله في «النهاية» وهي اليوم عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية أدام الله
أمنها وحفظها من كل مكروه وسائرَ بلاد المسلمين. وانظر تعليفنا على «المسند».
(٢)
إسناده صحيح. خالد بن الحارث روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
=
٤٣٠٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ: أَنَّهُ أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ،
فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ
اللَّهُ تَعَالَى بِكُمْ لَاحِقُونَ» ثُمَّ قَالَ: «وَدِدْنَا أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا
إِخْوَانَنَا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ:
«أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِ، وَأَنَا
فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ
لَمْ يَأْتِ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ
غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُهَا؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ» قَالَ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى
الْحَوْضِ» ثُمَّ قَالَ: «لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ
الْبَعِيرُ الضَّالُّ، فَأُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمُّوا، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ
قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، وَلَمْ يَزَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. فَأَقُولُ:
أَلَا سُحْقًا سُحْقًا» (١).
= وأخرجه مسلم (٢٣٠٣) (٤٣) من طريقين
عن قتادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (٢٣٠٣) (٣٩)، والترمذي
(٢٦١٠) من طريق الزهري، عن أنس.
وهو في «مسند أحمد» (١٣٣٥٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٤٥٩).
(١)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرَقي مولاهم.
وأخرجه مسلم (٢٤٩) من طرق عن العلاء
بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (٧٩٩٣)، و«صحيح ابن حبان» (١٠٤٦).
وأخرجه دون القطعة الأخيرة منه
«ليذادن رجال ...» النسائي ١/ ٩٣ - ٩٥ من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به.
=
٣٧ - بَابُ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ
٤٣٠٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ
نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، فَهِيَ
نَائِلَةٌ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا» (١).
= وأخرجه بنحوه مسلم (٢٤٧) من طريق أبي
حازم، عن أبي هريرة. وقد سلف من هذه الطريق مختصرًا بالإتيان محجلين من أثر الوضوء
عند المصنف برقم (٤٢٨٢)، وخرَّجنا هذه القطعة هناك.
وأخرجه مختصرًا بالسلام على الأموات
أبو داود (٣٢٣٧) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به.
وأخرجه مختصرًا بذود رجال عن الحوض
البخاري (٢٣٦٧)، ومسلم (٢٣٠٢) من طريق محمَّد بن زياد، والبخاري (٦٥٨٥) تعليقًا من
طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة.
الفرط: بفتح الفاء والراء: الذي
يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء.
وقوله: «خيل دُهم بُهم». الدُّهم جمع
أدهم: وهو الأسود، والبُهم جمع بهيم: وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه. وقوله:
«غرًا محجلين» أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأوجه والأقدام، استعار أثر
الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه
ورجليه. ليذادن: ليطردن. سحقًا سحقًا: بُعدًا بعدًا.
(١)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران،
وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه مسلم (١٩٩) (٣٣٨)، والترمذي
(٣٩١٩) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =
٤٣٠٨ - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى
وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ،
قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخبَرنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ
مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا
أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ» (١).
٤٣٠٩
- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
= وأخرجه البخاري (٦٣٠٤) و(٧٤٧٤)،
ومسلم (١٩٨) و(١٩٩) من طرق عن أبي هريرة.
وهو في «مسند أحمد» (٧٧١٤) و(٩٥٠٤)،
و«صحيح ابن حبان» (٦٤٦١).
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان. أبو نضرة: هو المنذر بن
مالك بن قِطْعة.
وأخرجه الترمذي مطولًا بذكر قصة
الشفاعة برقم (٣٤١٥)، ومختصرًا (٣٩٤٢) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد،
بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي بهذا الإسناد عن أبي نضرة، عن
ابن عباس، عن النبي ﷺ. قلنا: حديث ابن عباس أخرجه أحمد (٢٥٤٦).
وحديث ابن ماجه في «مسند أحمد»
(١٠٩٨٧).
وله دون القطعة الأخيرة منه شاهد من
حديث أبي هريرة عند مسلم (٢٢٧٨)، وأخرج البخاري (٤٧١٢) منه قوله: «أنا سيد ولد آدم».
وآخر من حديث واثلة بن الأسقع عند
ابن حبان (٦٢٤٢) و(٦٤٧٥)، وإسناده صحيح.
ولقوله: «ولواء الحمد بيدي يوم
القيامة» شاهد من حديث أنس عند أحمد (١٢٤٦٩)، والترمذي (٣٩٣٧)، وإسناده جيد.
وآخر من حديث عبد الله بن سلام عند
ابن حبان (٦٤٧٨)، وإسناده ضعيف.
وثالث من حديث عبادة بن الصامت عند
الحاكم ١/ ٣٠، وإسناده ضعيف ومنقطع.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ، الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَلَا
يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ نَارٌ
بِذُنُوبِهِمْ أَوْ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَتْهُمْ إِمَاتَةً، حَتَّى إِذَا كَانُوا
فَحْمًا أُذِنَ لَهُمْ فِي الشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ،
فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ. فَقِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا
عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ».
قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ كَانَ فِي
الْبَادِيَةِ (١).
٤٣١٠
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ
الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي» (٢).
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (١٨٥) من طريقين عن سعيد
بن يزيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (٢٢)، ومسلم
(١٨٤) من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، ومسلم (١٨٣) من طريق عطاء بن يسار،
كلاهما عن أبي سعيد.
وهو في «مسند أحمد» (١١٠٧٧)، و«صحيح
ابن حبان» (١٨٢) و(١٨٤).
(٢)
حديث صحيح، زهير بن محمَّد -وهو التميمي العنبري، وإن كانت رواية أهل الشام عنه
ضعيفة، والوليد بن مسلم شامي- قد توبع. محمَّد: هو ابن علي بن الحسين الباقر.
وأخرجه الترمذي (٢٦٠٥) من طريق
محمَّد بن ثابت البُناني، عن جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وزاد: قال محمَّد بن
علي: قال لي جابر: يا محمَّد، مَن لم يكن من أهل الكبائر، فما له وللشفاعة.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٦٤٦٧).
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند
أبي داود (٤٧٣٩)، والترمذي (٢٦٠٤). وهو في «مسند أحمد» (١٣٢٢٣)، و«صحيح ابن حبان»
(٦٤٦٨).
٤٣١١ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَسَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ
نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ
يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا
أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ؟ (١) لَا، وَلَكِنَّهَا
لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ» (٢).
(١) هكذا في (س) و(ذ)، وهو المشهور فيه فيما
قال السندي في حاشيته على «المسند»، اسم فاعل من التقوى، وليس المعنى أن الشفاعة
لا نصيب لهم فيها، وإنما المعنى أنها غير مخصوصة بهم. وفي (م) ونسخة على هامش (ص):
«للمُنَقَّين»، وهي رواية أحمد«اسم مفعول من التنقية، أي: للمتطهرين من الذنوب.
قال السندي: قيل: هو الأنسب في مقابلة قوله:»للمتلوثين«، فإن التلوث التلطخ
بالأقذار، تشبيها للذنوب بها.
(٢)
إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف على زياد بن خيثمة في هذا الإسناد: فرواه عنه أبو
بدر السكوني -واسمه شجاع بن الوليد- واختُلف عليه في وصله وارساله، فرواه عنه
إسماعيل بن أسد بهذا الإسناد موصولًا من حديث أبي موسى. ورواه بعضهم عنه عن زياد،
عن نعيم، عن ربعي، قال: أحسبه عن أبي موسى، ورواه غير واحد عنه عن زياد، عن نعيم،
عن ربعي مرسلًا: ذكر ذلك الدارقطني في»العلل«٧/ ٢٢٦.
ورواه معمر بن سليمان الرقي عند أحمد
(٥٤٥٢)، وابن أبي عاصم في»السنة«(٧٩١) عن زياد بن خيثمة، عن علي بن النعمان بن
قُرَاد، عن رجل، عن ابن عمر. وعلي بن النعمان مجهول.
ورواه عبد السلام بن حرب عند البيهقي
في»الاعتقاد«ص ١٣٣ - ١٣٤ عن زياد، عن نعمان بن قراد، [عن نافع،] عن ابن عمر. وقال
الدارقطني في»العلل«٤/ الورقة ٥٤: ولا يصح فيه نافع. وما بين الحاصرتين سقط من
مطبوع»الاعتقاد«واستدركناه من»علل الدارقطني" والنعمان مجهول أيضًا.
=
٤٣١٢ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُلْهَمُونَ - أَوْ يَهُمُّونَ، شَكَّ سَعِيدٌ - فَيَقُولُونَ: لَوْ تَشَفَّعْنَا
إِلَى رَبِّنَا فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ:
أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ
مَلَائِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ يُرِحْنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا،
فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ وَيَشْكُو إِلَيْهِمْ ذَنْبَهُ الَّذِي
أَصَابَ، فَيَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ
رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ:
لَسْتُ هُنَاكُمْ- وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ،
وَيَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ- وَلَكِنْ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيمَ،
فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا
كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ. فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ
= وقال الدارقطني بعد إيراد هذه
الاختلافات في»العلل«٧/ ٢٢٦: ليس فيها شيء يصح. وقال فيه ٤/ الورقة ٥٤: الحديث
مضطرب جدًا. ومع هذا صححه البوصيري في»مصباح الزجاجة" ورقة ٢٧٣.
وقد صحت القطعة الأولى منه التي فيها
التخيير بين الشفاعة وبين دخول نصف الأمة الجنة من حديث أبي موسى نفسه في سياق آخر
عند أحمد (١٩٦١٨)، وإسناده حسن.
ومن حديث أبي موسى ومعاذ عند أحمد
(٢٢٠٢٥)، وإسناده حسن أيضًا.
ولها شاهد من حديث عوف بن مالك عند
أحمد (٢٤٠٠٢)، والترمذي (٢٦٠٩)، وابن حبان (٢١١)، وفيه ذكر أبي موسى ومعاذ في
القصة عند أحمد. وإسناده صحيح. وسيأتي برقم (٤٣١٧).
وللقطعة الثانية منه انظر حديث جابر
السالف قبله.
هُنَاكُمْ- وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ
النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْسِ- وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى، عَبْدَ اللَّهِ
وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ.
فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ
هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.
قَالَ: فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ«.
قَالَ: فَذَكَرَ هَذَا الْحَرْفَ
عَنْ الْحَسَنِ (١): قَالَ:»فَأَمْشِي بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، قَالَ: «فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي
فَيُأذَنُ لِي، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ،
وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ،
ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ
الثَّانِيَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ،
وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ،
ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ
الثَّالِثَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ
تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ
يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ،
ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ
حَبَسَهُ الْقُرْآنُ».
قَالَ: يَقُولُ قَتَادَةُ عَلَى إثرِ
هَذَا الْحَدِيثِ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: «يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
(١) الحسن هذا: هو البصري، وقد روى الحسن هذا
الحديث عن أنس كما
ذكر معبد بن هلال في آخر حديثه
في»الصحيحين"، وسيأتي ذكر روايته في التخريج.
وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ
النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ» (١).
٤٣١٣
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلَّاقِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ:
الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاءُ، ثُمَّ الشُّهَدَاءُ» (٢).
(١) إسناده صحيح. خالد بن الحارث روى عن سعيد
-وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط.
وأخرجه البخاري (٤٤٧٦)، ومسلم (١٩٣)
(٣٢٣) و(٣٢٥)، والنسائي في «الكبرى» (١١١٧٩) من طرق عن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (٤٤)
و(٤٤٧٦) و(٦٥٦٥) و(٧٤١٠) و(٧٤٤٠) و(٧٥١٦)، ومسلم (١٩٣)، والترمذي (٢٧٧٦)، والنسائي
في «الكبرى» (١٠٩١٧) و(١١٣٦٩) من طرق عن قتادة، به.
وأخرجه البخاري (٧٥١٠)، ومسلم (١٩٣)
(٣٢٦)، والنسائي في «الكبرى» (١١٠٦٦) من طريق معبد بن هلال العنزي، والبخاري
(٧٥٠٩) مختصرًا من طريق حميد الطويل، كلاهما عن أنس.
وهو في «مسند أحمد» (١٢١٥٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٦٤٦٤) و(٧٤٨٤).
قوله: «لست هُناكم» أي: لست أهلًا
لذلك.
وقوله: «بين السماطين» أي: بين صفين
من الناس.
وقوله: «فيَحُدُّ لي حدًا» كأن
يُقال: أَدخِل الجنة مَن عمل كذا وكذا.
وقوله: «إلا مَن حبسه القرآن» أي:
وجب عليه الخلود، وهم الكفار.
(٢)
إسناده تالف بمرة، عنبسة بن عبد الرحمن متروك، واتهمه أبو حاتم بالوضع، وعلاق بن
مسلم مجهول لم يرو عنه إلا عنبسة. =
٤٣١٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ
وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرَ فَخْرٍ» (١).
٤٣١٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (٢)، عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ
= وأخرجه البزار (٣٧٢)، والعقيلي في
ترجمة عنبسة من «الضعفاء» ٣/ ٣٦٧، وابن عدي في ترجمته من «الكامل» ٥/ ١٩٠١، وأبو
يعلى في «مسنده الكبير» -كما في «مصباح الزجاجة» ورقة ٢٧٣ -، والخطيب في «تاريخ
بغداد» ١١/ ١٧٧، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم»، والمزي في «تهذيب الكمال»
٢٢/ ٥٥١ من طريقين عن عنبسة، بهذا الإسناد. زاد البزار: «ثم المؤذنون».
وفي حديث أبي سعيد الخدري عند
البخاري (٧٤٣٩) ومسلم (١٨٣): «فيَشفَعُ النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول
الجبار: بقيت شفاعتي ...» ولفظ مسلم: «فيقول الله: شَفَعَتِ الملائكةُ وشَفَعَ
النبيون، وشَفَعَ المؤمنون ولم يبقَ إلا أرحم الراحمين ...» وانظر «المسند» (١١٨٩٨).
(١)
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمَّد بن
عقيل.
وأخرجه الترمذي (٣٩٤١) من طريق عبد
الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وهو في «مسند أحمد» (٢١٢٤٥).
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري
سلف عند المصنف برقم (٤٣٠٨) وذكرنا هناك بعض شواهده، وانظر تتمة شواهده في «مسند
أحمد» عند حديث أبي هريرة (٩٦٢٣)، وعند حديث أبي بن كعب هذا (٢١٢٤٥).
(٢)
في (س) و(ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: الحسين بن ذكوان، والمثبت من (م)،
وهو الموافق لي «تحفة الأشراف» ومصادر التخريج. =
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِي
يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ» (١).
٤٣١٦
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الْجَدْعَاءِ (٢)، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَيَدْخُلَنَّ
الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ»
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِوَاكَ؟ قَالَ: «سِوَايَ». قُلْتُ: أَنْتَ
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ (٣).
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن
بن ذكوان -وهو أبو سلمة البصري- فقد ضعفه جمهور النقاد، ولم يخرج له البخاري في
«صحيحه» سوى هذا الحديث. أبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان.
وأخرجه البخاري (٦٥٦٦)، وأبو داود
(٤٧٤٥)، والترمذي (٢٧٨٣) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٩٨٩٧) وفيه
تمام تخريجه.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله
عند البخاري (٦٥٥٨)، ومسلم (١٩١). وهو في «المسند» (١٤٣١٢)، وانظر تتمة شواهده فيه.
(٢)
هكذا في الأصول الخطية بالدال المهملة، وهكذا جاء في «تهذيب الكمال» للمزي ١٤/
٣٥٩، و«الإصابة» لابن حجر ٤/ ٣٧، وكذا قيده صاحب «خلاصة التذهيب»، أما الحافظ ابن
حجر فضبطه في «التقريب» بالذال المعجمة!
(٣)
إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وخالد: هو ابن مهران
الحذاء.
وأخرجه الترمذي (٢٦٠٧) من طريق
إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٥٨٥٧)
و(١٥٨٥٨)، و«صحيح ابن حبان» (٧٣٧٦).
٤٣١٧ - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ
سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ
الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:»أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي
رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟ «قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:»فَإِنَّهُ
خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ«فَاخْتَرْتُ
الشَّفَاعَةَ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ
أَهْلِهَا، قَالَ: «هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» (١).
٣٨
- بَابُ
صِفَةِ النَّارِ
٤٣١٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَعْلَى، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا
مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا
انْتَفَعْتُمْ بِهَا، وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عز وجل أَنْ لَا يُعِيدَهَا
فِيهَا» (٢).
(١) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي
رجاله ثقات. صدقة بن خالد: هو الأموي الدمشقي، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد
بن جابر الشامي.
وأخرجه الترمذي (٢٦٠٩) من طريق أبي
المليح، عن عوف بن مالك.
وهو في «مسند أحمد» (٢٤٠٠٢)، و«صحيح
ابن حبان» (٢١١).
وانظر حديث أبي موسى السالف برقم
(٤٣١١).
(٢)
إسناده ضعيف جدًا، نفيع أبو داود -وهو ابن الحارث الأعمى- متروك. ويغني عنه حديث
أبي هريرة الآتي في التخريج.
وأخرجه هناد في «الزهد» (٢٣٤) عن
عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد موقوفًا على أنس. وقال
مُحقًقه نظرًا لرواية ابن ماجه المرفوعة: كذا في النسختين ... وأخشى أنه سقط منه:
«قال رسول الله ﷺ». قلنا: يؤيد أنه =
٤٣١٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ،
أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ: نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ،
وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْبَرْدِ مِنْ
زَمْهَرِيرِهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا» (١).
= موقوف عند هناد قول ابن رجب في
«التخويف من النار» ص٤٠ بعد تخريج المرفوع من «سنن ابن ماجه»: وقد روي موقوفًا على
أنس.
وأخرجه مرفوعًا الحاكم ٤/ ٥٩٣ من
طريق بكر بن بكر، عن حسين بن فرقد، عن الحسن، عن أنس. وقال: صحيح الإسناد ولم
يخرجاه بهذه السياقة. وتعقبه الذهبي فقال: حسنٌ: واهٍ، وبكر: قال النسائي: ليس
بثقة.
وأخرجه مرفوعًا أيضًا البزار (٣٤٨٩ -
كشف الأستار) عن أحمد بن مالك القشيري، عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري،
عن أنس. وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ١٠/ ٣٨٨: رجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم.
وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه أحمد
(٧٣٢٧)، والحميدي (١١٢٩)، وابن حبان (٧٤٦٣) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي
الزناد، عن الأعرج، عنه مرفوعًا. وأصله عند البخاري (٣٢٦٥)، ومسلم (٢٨٤٣) من
طريقين عن أبي الزناد، به دون إطفائها بالنار مرتين.
وعن ابن مسعود موقوفًا عليه عند هناد
في «الزهد» (٢٣٥)، وابن عبد البر في «التمهيد» ١٨/ ١٦٢ - ١٦٣. ورجاله ثقات.
وعن ابن عباس عند ابن عبد البر ١٨/
١٦٣ معلقًا، إلا أنه قال: «سبع مرات» بدل «مرتين».
(١)
إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١٣/ ١٥٨.
=
٤٣٢٠ - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: أُوقِدَتْ النَّارُ أَلْفَ سَنَةٍ فَابْيَضَّتْ، ثُمَّ
أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ فَاحْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ
فَاسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ» (١).
٤٣٢١
- حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ
الدُّنْيَا مِنْ الْكُفَّارِ، فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً،
= وأخرجه الترمذي (٢٧٢٥) من طريق
الأعمش، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٥٣٧)، ومسلم (٦١٧)،
والنسائي في»الكبرى«(١١٥٧٦) من طرق عن أبي هريرة.
وهو في»مسند أحمد«(٧٢٤٧)، و»صحيح ابن
حبان«(٧٤٦٦).
(١)
إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه.
عاصم: هو ابن أبي النجود الكوفي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الترمذي (٢٧٧٣) عن عباس بن
محمَّد الدوري، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (٢٧٧٤) من طريق عبد
الله بن المبارك، عن شريك، عن عاصم، عن أبي صالح أو رجل آخر، عن أبي هريرة
موقوفًا. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح، ولا أعلم أحدًا رفعه غير
يحيى بن أبي بكير عن شريك. وكذا صحيح وقفه الدارقطني كما في»التخويف من النار«لابن
رجب ص ٦٦.
وفي الباب عن أنس بن مالك عند
البيهقي في»الشعب" (٧٩٩)، وفي إسناده الكديمي -وهو محمَّد بن يونس بن موسي
البصري- متروك الحديث، اتهمه غير واحد من النقاد.
فَيُغْمَسُ فِيهَا، ثُمَّ يخرج، ثم
يُقَالُ لَهُ: أَيْ فُلَانُ، هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، مَا
أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ،
وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ
ضُرًّا وَبَلَاءً، فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُغْمَسُ
فِيهَا غَمْسَةً، فَيُقَالُ لَهُ: أَيْ فُلَان، هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ
بَلَاءٌ؟ فَيَقُولُ: مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ وَلَا بَلَاءٌ» (١).
٤٣٢٢
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ
الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أنه قَالَ: «إِنَّ الْكَافِرَ لَيَعْظُمُ حَتَّى إِنَّ ضِرْسَهُ
لَأَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَفَضِيلَةُ جَسَدِهِ عَلَى ضِرْسِهِ، كَفَضِيلَةِ جَسَدِ
أَحَدِكُمْ عَلَى ضِرْسِهِ» (٢).
(١) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات
والشواهد، محمَّد بن إسحاق صدوق مدلس ورواه بالعنعنة، وقد توبع.
وأخرجه مسلم (٢٨٠٧) من طريق حماد بن
سلمة، عن ثابت البناني، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (١٣١١٢).
(٢)
صحيح لغيره إلى قوله: «لأعظم من أحد»، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد
العوفي.
وأخرج أحمد (١١٢٣٢) من طريق ابن
لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: «كل ضرس مثل أُحُد».
وفي رواية دراج عن أبي الهيثم ضعف.
ولقوله: «إن الكافر ليعظم حتى إن
ضرسه لأعظم من أحد» شاهد من حديث زيد بن أرقم عند أحمد (١٩٢٦٦)، وابن أبي شيبة ١٣/
١٦٤. وإسناده صحيح.
ومن حديث أبي هريرة عند مسلم (٢٨٥١)،
والترمذي (٢٧٥٧) و(٢٧٥٨) و(٢٧٦٠)، ولفظ مسلم: «ضرس الكافر-أو ناب الكافر- مثل أحد».
٤٣٢٣ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بُرْدَةَ ذَاتَ
لَيْلَةٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ، فَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ
لَيْلَتَئِذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ
يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا» (١).
٤٣٢٤
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ،
عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ
(١) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن قيس،
وباقي رجاله ثقات.
وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ٣/ ٣٥٢ -
٣٥٣.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير»
٢/ ٢٦١، وأحمد (١٧٨٥٨)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١٠٥٥) و(١٠٥٦)،
والطبراني (٣٣٥٩) و(٣٣٦٣ - ٣٣٦٦)، والحاكم ١/ ٧١ من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا
الإسناد.
وأخرجه بزيادة في أوله أحمد (١٧٨٥٩)،
وعبد بن حميد (٤٤٣)، وأبو يعلى (١٥٨١)، وابن خزيمة في «التوحيد» ص ٣١٣ و٣١٣ - ٣١٤،
وابن قانع في «معجم الصحابة» ١/ ١٨٤، والطبراني (٣٣٦٠ - ٣٣٦٢)، والحاكم ١/ ٧١ و٤/
٥٩٣ من طرق عن داود بن أبي هند، به. ولم يذكر أبو يعلى قوله: «وإن من أمتي من يعظم
للنار حتى يكون أحد زواياها».
ويشهد لقوله: «إن من أمتي من يدخل
الجنة بشفاعته أكثر من مضر» حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (١١١٤٨)، وفيه: «إن
الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس»، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند أحمد (٢٢٢١٥)،
وإسناده حسن في الشواهد.
وانظر تتمة شواهده في «المسند»
(١١١٤٨).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ،
فَيَبْكُونَ حَتَّى تنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يَصِيرَ
فِي وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الْأُخْدُودِ، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيه السُّفُنُ لَجَرَتْ»
(١).
٤٣٢٥
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد
-وهو ابن أبان- الرقاشي، وقد توبع. الأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٥٦،
والمحاملي في «الأمالي» (٩)، وابن عدي في ترجمة عبد الله بن بشر من «الكامل» ٤/
١٥٥٩ من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري،
أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٥٦، وأبو نعيم في «الحلية» ١/ ٢٦١ من طريق يزيد بن هارون،
عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه الحاكم ٤/ ٦٠٥ من طريق أبي
النعمان محمَّد بن الفضل، عن سلام ابن مسكين قال: حدَّث أبو بردة عن عبد الله بن
قيس (يعني أبا موسى) ... فذكره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
واقتصر الشيخ الألباني في «الصحيحة»
(١٦٧٩) في تخريج حديث أبي موسى هذا على طريق الحاكم، وقال معقبًا على قول الحاكم:
«صحيح الإسناد»، قال: وحقه أن يزيد قوله: «على شرط الشيخين»، فإن رجاله كلهم من
رجالهما، لكن أبا النعمان هذا -ويلقب بعارم- كان اختلط، ولا أدري أحدَّث به قبل
الاختلاط أم بعده. قلنا: أما اختلاط عارم فقد قال الدارقطني: تغير بأخرة، وما ظهر
له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة. وأقره الذهبي في «الميزان»، فإعلال الحديث به
ليس بجيد، ثم فات الألباني التنبيه على الانقطاع بين سلام بن مسكين وبين أبي بردة،
فإن بينهما قتادة كما في رواية ابن أبي شيبة وأبي نعيم، وليس لسلام بن مسكين رواية
عن أبي بردة لا في الصحيحين ولا في كتب السُّنن، فالقول بأن الإسناد على شرط
الشيخين فيه ما فيه.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَرَأَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] «وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ
الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا
مَعِيشَتَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرُهُ؟» (١).
٤٣٢٦
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ
الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ،
حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ» (٢).
٤٣٢٧
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ
(١) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن
إبراهيم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، ومجاهد: هو ابن جبر
المكي.
وأخرجه الترمذي (٢٧٦٧)، والنسائي في
«الكبرى» (١١٠٥٤) من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٢٧٣٥)، و«صحيح
ابن حبان» (٧٤٧٠).
قوله: «قطرت» على بناء الفاعل أو
المفعول، لأنه يجيء لازمًا ومتعديًا. قاله السندي.
(٢)
حديث صحيح، يعقوب بن محمَّد الزهري -وإن كان ضعيفًا- قد توبع.
وأخرجه البخاري (٧٤٣٧)، ومسلم (١٨٢)
(٢٩٩) من طريقين عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٨٠٦) و(٦٥٧٣)، ومسلم
(١٨٢) (٣٠٠)، والنسائي ٢/ ٢٢٩ من طرق عن الزهري، به.
وهو في «مسند أحمد» (٧٧١٧) و(٧٩٢٧)،
و«صحيح ابن حبان» (٧٤٢٩).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ عَلَى
الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ
وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ:
يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا
مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟
قَالُوا: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى
الصِّرَاطِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ،
لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا» (١).
٣٩
- بَابُ
صِفَةِ الْجَنَّةِ
٤٣٢٨
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ
الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى
قَلْبِ بَشَرٍ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَمِنْ بَلْهَ مَا قَدْ أَطْلَعَكُمْ
اللَّهُ عَلَيْهِ، اقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧].
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد
بت عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وهو في «مسند أحمد» (٧٥٤٦) و(٨٩٠٦)،
و«صحيح ابن حبان» (٧٤٥٠) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطول الترمذي
(٢٧٣٤) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٥٤٥) من طريق أبي
الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ولفظه: «يُقال لأهلِ الجنة: خلودٌ لا موت، ولأهل
النار: خلود لا موت».
قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ
يَقْرَؤُهَا: مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ (١).
(١) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن
خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وهو في «مصف ابن أبي شيبة، ١٣/ ١٠٩،
وعنه أخرجه مسلم (٢٨٢٤) (٤).
وأخرجه البخاري (٤٧٨٠) من طريق حماد
بن أسامة، ومسلم (٢٨٢٤) (٤)
من طريق ابن نمير، كلاهما عن الأعمش،
بهذا الإسناد. وجاء قوله:»من بله ما قد أطلعكم الله عليه«مرفوعًا عندهما مع
الحديث، وكذا جاء في مطبوع»المصنف«مرفوعًا إلا أنه فيه مفصول عن الحديث هكذا:»...
قلب بشر. قال أبو هريرة: قال رسول الله ﷺ: ومن بله ... «وزيادة»قال رسول الله«هذه
خطأ مطبعي فيما يظهر، فقد أخرجه ابن ماجه هنا، وهناد في»الزهد«(١) عن ابن أبي شيبة
دونها. فهو المحفوظ عن أبي معاوية، على أنه قد صح رفعها من طريق غيره عن الأعمش،
ومن طريق غير أبي صالح عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (٣٢٤٤) و(٤٧٧٩)،
ومسلم (٢٨٢٤) (٢) و(٣)، والترمذي (٣٤٧٤) من طريق الأعرج، والبخاري (٧٤٩٨) من طريق
همام، والترمذي (٣٥٧٦)، والنسائي في»الكبرى«(١١٠١٩) من طريق أبي سلمة، ثلاثتهم عن
أبي هريرة.
وقراءة أبي هريرة:»قُرَّات«ليست في
مصادر التخريج سوى»مصنف ابن أبي شيبة«، وقد علقها البخاري في»صحيحه«، بإثر الحديث
(٤٧٧٩) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
قوله:»من بَلْه«قال الحافظ ابن حجر
في»الفتح«٨/ ٥١٦: قال الخطابي: كأنه يقول: دع ما أَطلعتُم، فإنه سهل في جنب ما
ادخر لهم. قلت (القائل ابن حجر): وهذا لائق بشرح»بله«بغير تقدم»مِن«عليها، وأما
إذا تقدمت»مِن«عليها، فقد قيل: هي بمعنى»كيف«، ويقال: بمعنى»أجل«، ويقال:
بمعنى»غير«أو»سوى«، وقيل: بمعنى»فضل«.
وقال ابن مالك: المعروف»بله"
اسم فعل بمعنى اترك ناصبًا لما يليها بمقتضى المفعولية، واستعماله مصدراَ بمعنى
الترك مضافا إلى ما يليه، والفتحة في الأولى بنائية وفي الثانية إعرابية، وهو مصدر
مهمل الفعل ممنوع من الصرف.
٤٣٢٩ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: لَشِبْرٌ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الْأَرْضِ وَمَا
عَلَيْهَا (١) «(٢).
٤٣٣٠
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا» (٣).
٤٣٣١
- حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ
(١) أُقحم في المطبوع بعد هذا: الدنيا وما
فيها!!
(٢)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، وعطية
-وهو ابن سعد العوفي- ضعيف. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير.
ويشهد له حديث سهل بن سعد الآتي بعده.
وحديث أبي هريرة عند البخاري (٢٧٩٣)،
ولفظه: «لقابُ قوسٍ في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب».
وحديث أنس بن مالك عند البخاري
(٦٥٦٨)، ولفظه قريب من لفظ حديث أبي هريرة.
(٣)
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن عمار كان يتلقن، وزكريا ابن منظور ضعيف. أبو
حازم: هو سلمة بن دينار.
وأخرجه الترمذي (١٧٤٤) من طريق عطاف
بن خالد، عن أبي حازم، بهذا الإسناد. وهو في «مسند أحمد» (١٥٥٦٩)، وعطاف بن خالد
صدوق حسن الحديث.
وأخرجه أحمد (١٥٥٦٣) من طريق عمر بن
علي المقدَّمي، حدثنا أبو حازم، به. وإسناده صحيح.
أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «الْجَنَّةُ مِئةُ دَرَجَةٍ، كُلُّ دَرَجَةٍ
مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ أَعْلَاهَا الْفِرْدَوْسُ،
وَإِنَّ أَوْسَطَهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ،
مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَسَلُوهُ
الْفِرْدَوْسَ» (١).
٤٣٣٢
- حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ
الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ: «أَلَا مُشَمِّرٌ
لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ- وَرَبِّ
(١) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات -غير سويد
بن سعيد فكان يتلقن، وقد توبع- إلا أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يدرك معاذ بن جبل،
وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم وعلى عطاء بن يسار.
فأخرجه الترمذي (٢٧٥١) من طريق عبد
العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في»مسند
أحمد«(٢٢٠٨٧)، وقال الترمذي: هكذا روي هذا الحديث عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم،
عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل. وهذا عندي أصح من حديث همام، عن زيد بن أسلم، عن
عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت. وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل.
ثم أخرجه الترمذي (٢٧٠٢) و(٢٧٠٣) من
طريق همام، عن زيد، عن عطاء، عن عبادة. وهو في»مسند أحمد«(٢٢٦٩٥).
وروي أيضًا من حديث أبي هريرة، أخرجه
الترمذي (٢٧٠٠) من طريق محمَّد ابن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهو في»مسند
أحمد«(٧٩٢٣).
ولقوله:»الجنة مئة درجة، كل درجة
منها ما بين السماء والأرض" شاهد من حديث أبي الدرداء عند النسائي ٦/ ٢٠،
وإسناده جيد.
وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند
الترمذي (٢٧٠٤)، وإسناده ضعيف.
الْكَعْبَةِ- نُورٌ يَتَلَأْلَأُ،
وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ
كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي
مَقَامٍ أَبَدٍ، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ، فِي دُارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ
بَهِيَّةٍ»
قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ
لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ثُمَّ ذَكَرَ
الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ (١).
٤٣٣٣
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ،
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
(١) إسناده ضعيف لجهالة الضحاك المعافري، فقد
تفرد بالرواية عنه محمَّد بن مهاجر، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وذكره ابن حبان في
«الثقات»، وجهله الذهبي. وليس له في «سنن ابن ماجه» غير هذا الحديث، ولا يُعرف إلا
به.
وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير»
٤/ ٣٣٦، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» ١/ ٣٠٤، وابن حبان (٧٣٨١)، والبيهقي في
«البعث» (٣٩١)، وفي «الأسماء والصفات» ص١٧٠، وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٢٤) من
طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني (٣٨٨)، والرامهرمزي
في «الأمثال» ص ١٤٥، وأبو الشيخ في «العظمة» (٦٠١)، وأبو نعيم (٢٤) و(٢٥) من طرق
عن الوليد بن مسلم، عن محمَّد بن مهاجر، عن سليمان بن موسى، به. بإسقاط الضحاك.
وهذا من تدليس الوليد بن مسلم تدليسَ التسوية.
وأخرجه ابن أبي داود في «البعث»
(٧٢)، وأبو الشيخ (٦٠٢)، وأبو نعيم (٢٤)، والبغوي في «شرح السنة» (٤٣٨٦) من طريق
عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، عن محمَّد بن مهاجر، عن الضحاك، به.
قوله: «لاخطر لها» أي: لا مثل لها.
وقوله: «نهر مُطَّرد» أي: جارٍ، من
اطَّرد الشيء: إذا تبع بعضُه بعضًا وجرى.
وقوله: «في حَبْرة» هي النعمة وسعة
العيش.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى ضَوْءِ أَشَدِّ
كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ
وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمْ
الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ، أَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ،
أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ عليه
السلام سِتُّونَ ذِرَاعًا» (١).
٤٣٣٣م-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ
فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ (٢).
(١) إسناده صحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن
جرير البجلي.
وأخرجه البخاري (٣٣٢٧)، ومسلم (٢٨٣٤)
(١٥) من طريقين عن عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٧٤٣٧).
وانظر ما بعده.
وقوله: «مجامرهم الألوة». المجامر
جمع مجمرة وهي المبخرة، سميت مجمرة، لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها
من البخور، والألوة -بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وتشديد الواو-: العود الذي يُبخر
به.
قال الإمام النووي في «شرح مسلم» ١٧/
١٧٣: مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون يتنعمون
بذلك وبغيره من ملاذ وأنواع نعيمها تنعما دائمًا لا آخر له ولا انقطاع أبدًا، وأن
تنعمهم بذلك على هيئة تنعم أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة
التي لا يشارك نعيم الدنيا إلا في التسمية وأصل الهيئة، وإلا فإنهم لا يبولون ولا
يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبصقون وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذه الأحاديث التي
ذكرها مسلم وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبدًا.
(٢)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران،
وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =
٤٣٣٤ - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ
الْأَعْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ
مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ،
مَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ،
وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ الثَّلْجِ» (١).
٤٣٣٥
- حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ
= وهو في «مصنف ابن أبي شيبة» ١٣/ ١٠٩
- ١١٠ و١٤/ ١٣٠، وعنه أخرجه مسلم (٢٨٣٤) (١٦).
وأخرجه مسلم (٢٨٣٤) (١٦) عن أبي
كريب، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وهو في «مسند أحمد» (٧٤٣٥). وانظر ما
قبله.
قوله: «على خُلُق رجل واحد» ذكر
الإمام مسلم بإثر الحديث ما نصه: قال ابن أبي شيبة: «على خُلُق رجل»، وقال أبو
كريب: «على خَلْق رجل». وقال النووي في «شرحه» ١٧/ ١٧٢: كلاهما صحيح، وقد اختلف
فيه رواة «صحيح البخاري»، ويُرَجَّح الضم بقوله في الحديث الآخر: «لا اختلاف بينهم
ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد»، وقد يُرجح الفتح بقوله ﷺ في تمام الحديث: «على صورة
أبيهم آدم أو على طوله».
(١)
حديث صحيح، عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط- رواه عنه حماد ابن زيد كما سيأتي،
وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
وأخرجه الترمذي (٣٦٥٥) من طريق
محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح.
وهو في «مسند أحمد» (٥٩١٣) من طريق
حماد بن زيد، عن عطاء، به.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي
ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لَا يَقْطَعُهَا». وَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَظِلٍّ
مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة:
٣٠] (١).
٤٣٣٦
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ
عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ
أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ،
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي
سُوقِ الْجَنَّةِ. قَالَ سَعِيدٌ: أَوَفِيهَا سُوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَخْبَرَنِي
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قال: «إنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا، نَزَلُوا
فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ، فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا،
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد
الرحمن بن عثمان، وهو أبو بحر البكراوي، وقد توبع. أبو عمر الضرير: هو حفص بن عمر.
وأخرجه ضمن حديث طويل الترمذي
(٣٥٧٦)، والنسائي في»الكبرى«(١١٠١٩) من طرق عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال
الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في»مسند أحمد«(٩٦٥٠).
وأخرجه البخاري (٣٢٥٢) و(٤٨٨١)،
ومسلم (٢٨٢٦)، والترمذي (٢٦٩٤) من طرق عن أبي هريرة.
وهو في»مسند أحمد«(٧٤٩٨)، و»شرح مشكل
الآثار«(٥٨٤٨)، و»صحيح ابن حبان«(٧٤١١) و(٧٤١٢).
وقوله:»واقرؤوا إن شئتم ... «مدرج من
كلام أبي هريرة كما بينته بعضُ الروايات.
وقال الطبري في»جامع البيان"
٢٧/ ١٨٢ في تفسير ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠]: وهم في ظل دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه، وكل ما لا
انقطاع له، فإنه ممدود، قال لبيد:
غَلبَ البقاءَ وكُنْتَ غيرَ
مُغَلَّبِ ... دهرٌ طويل دائم ممدُودُ
فَيَزُورُونَ اللَّهَ عز وجل،
فيُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ، وَيَتَبَدَّى لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ
الْجَنَّةِ، فَتُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ،
وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ
ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ- وَمَا فِيهِمْ
دَنِيءٌ- عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ، مَا يُرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ
الْكَرَاسِيِّ أَفْضَل مِنْهُمْ مَجْلِسًا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، هَلْ تَتَمَارَوْنَ فِي
رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قُلْنَا: لَا. قَالَ:
«كَذَلِكَ لَا تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ عز وجل، وَلَا يَبْقَى فِي
ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلَّا حَاضَرَهُ اللَّهُ عز وجل مُحَاضَرَةً، حَتَّى
إِنَّهُ يَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ: أَلَا تَذْكُرُ يَا فُلَانُ يَوْمَ عَمِلْتَ
كَذَا وَكَذَا؟ - يُذَكِّرُهُ بَعْضَ غَدَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا- فَيَقُولُ: يَا
رَبِّ، أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ
مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ
فَوْقِهِمْ، فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا
قَطُّ، ثُمَّ يَقُولُ: قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنْ الْكَرَامَةِ،
فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ. قَالَ: فَنَأْتِي سُوقًا قَدْ حُفَّتْ بِهِ
الْمَلَائِكَةُ، فِيهِ مَا لَمْ تَنْظُرْ الْعُيُونُ إِلَى مِثْلِهِ، وَلَمْ
تَسْمَعْ الْآذَانُ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ. قَالَ: فَيُحْمَلُ لَنَا
مَا اشْتَهَيْنَا، لَيْسَ يُبَاعُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يُشْتَرَى، وَفِي ذَلِكَ
السُّوقِ يَلْقَى أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو
الْمَنْزِلَةِ الْمُرْتَفِعَةِ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ دُونَهُ -وَمَا فِيهِمْ
دَنِيءٌ-، فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى عَلَيْهِ مِنْ اللِّبَاسِ، فَمَا يَنْقَضِي آخِرُ
حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَمَثَّلَ عَلَيْهِ أَحْسَنُ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا».
قَالَ: «ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى
مَنَازِلِنَا، فَتتَلْقَانَا أَزْوَاجُنَا، فَيَقُلْنَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا،
لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنْ الْجَمَالِ وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مِمَّا
فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ، فَنَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ
عز وجل، وَيَحِقُّنَا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْنَا» (١).
٤٣٣٧
- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ
الْأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، إِلَّا
زَوَّجَهُ اللَّهُ عز وجل ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً: ثِنْتَيْنِ مِنْ
الْحُورِ الْعِينِ، وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، مَا
مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلَّا وَلَهَا قُبُلٌ شَهِيٌّ، وَلَهُ ذَكَرٌ لَا يَنْثَنِي»
(٢).
(١) إسناده ضعيف، هشام بن عمار كبر فصار
يتلقن، وقد انفرد به، وعبد الحميد ابن حبيب بن أبي العشرين مختلف فيه، وثقه أحمد
وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني، وقال البخاري: ربما يُخالف في حديثه، وقال
النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يعرف بغير حديث لا يرويه غيره، وهو ممن يكتب
حديثه، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، فمثله لا يحتمل مثل هذا الحديث.
وأخرجه الترمذي (٢٧٢٥) عن البخاري،
عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وهو في «صحيح ابن حبان» (٧٤٣٨).
وأخرج مسلم في «صحيحه» برقم (٢٨٣٣)
من حديث أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «إن فيْ الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة،
فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى
أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسنًا
وجمالًا فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا».
(٢)
إسناده ضعيف جدًا، خالد بن يزيد بن أبي مالك ضعيف واتهمه بعض النقاد.
=
قَالَ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ: مِنْ
مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، يَعْنِي رِجَالًا دَخَلُوا النَّارَ، فَوَرِثَ
أَهْلُ الْجَنَّةِ نِسَاءَهُمْ، كَمَا وُرِثَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
٤٣٣٨
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ،
عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي
الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وسنه فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا
يَشْتَهِي» (١).
٤٣٣٩
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ
= وأخرجه ابن عدي في ترجمة خالد من
«الكامل» ٣/ ٨٨٤ من طريق هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد.
(١)
إسناده حسن، عامر الأحول -وإن أخرج له مسلم- مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو حاتم،
وضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. وباقي رجاله ثقات.
هشام: هو ابن أبي عبد الله
الدستوائي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو.
وأخرجه الترمذي (٢٧٤٢) عن محمَّد بن
بشار، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وقال ابن القيم في «حادي الأرواح» ص
٣١٢: إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح، فرجاله محتج بهم فيه، ولكنه غريب جدًا.
وهو في «مسند أحمد» (١١٥٦٣)، و«صحيح
ابن حبان» (٧٤٠٤).
وقال الترمذي بإثر الحديث: اختلف أهل
العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، وهكذا روي عن طاووس ومجاهد
وإبراهيم النخعي. وقال محمَّد -يعني البخاري-: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي
ﷺ: إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي، ولكن لا يشتهي.
قال محمَّد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي عن النبي ﷺ قال: «إن أهل الجنة لا يكون
لهم فيها ولد». قلنا: حديث أبي رزين أخرجه أحمد (١٦٢٠٦)، وإسناده ضعيف.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ
خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إلى الْجَنَّةَ، رَجُلٌ
يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا، فَيُقَالُ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُل الْجَنَّةَ،
فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا
رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ،
فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا
رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ
الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وجدتهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ
الْجَنَّةَ؛ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا - أَوْ:
إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي -
أَوْ: تَضْحَكُ بِي - وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟». قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. فَكَانَ يُقَالُ: هَذَا أَدْنَى
أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا (١).
٤٣٤٠
- حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ
السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بريدَ بْنِ
أَبِي مَرْيَمَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ سَأَلَ الله
(١) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد
الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن
عمرو السلماني.
وأخرجه البخاري (٦٥٧١) و(٧٥١١)،
ومسلم (١٨٦) من طريق منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١٨٧)، والترمذي (٢٧٧٨)
من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به.
وهو في»مسند أحمد«(٣٥٩٥) و(٤٣٩١)،
و»صحيح ابن حبان" (٧٤٢٧) و(٧٤٣١) و(٧٤٧٥).
الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنْ
النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ»
(١).
٤٣٤١
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ: مَنْزِلٌ
فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ،
وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ» فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل:
﴿أُولَئِكَ
هُمْ الْوَارِثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠] (٢).
(١) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن
سليم الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وهو في «الزهد» لهناد (١٧٣)، وعنه
أخرجه الترمذي (٢٧٤٥).
وأخرجه النسائي ٨/ ٢٧٩ عن قتيبة بن
سعيد، عن أبي الأحوص، به.
وهو في «مسند أحمد» (١٢١٧٠)
و(١٣١٧٣)، و«صحيح ابن حبان» (١٥١٤) و(١٠٣٤).
(٢)
إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران،
وأبو صالح: هو ذكوان السمان.
وأخرجه الطبري في «تفسيره» ١٨/ ٥ -
٦، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٧٨) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرج الطبري ١٨/ ٦، والحاكم ٢/ ٣٩٣
من طريق عبد الرزاق، والطبري ١٨/ ٦ من طريق ابن ثور، كلاهما عن معمر، عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠] قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم
التي أعدت لهم إذا أطاعوا الله.
قال شعيب كان الله له: لقد فرغنا من
تحقيق سنن ابن ماجه ومقابلته بالأصول الخطية وضبطه وترقيمه وتخريج أحاديثه والحكم
عليها في السابع والعشرين من ربيع الثاني سنة ١٤٢٦هـ الموافق ٥ حزيران سنة ٢٠٠٥م،
فلله الحمد والمِنة.