بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ
١
- بَابُ
وُجُوبِ الْغَزْوِ
• [١٠١٠٣]
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، قَالَ: قُلْتُ
لِعَطَاءٍ: أَوَاجِبٌ الْغَزْوُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ هُوَ وَعَمْرُو
بْنُ دِينَارٍ: مَا عَلِمْنَا.
• [١٠١٠٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ،
أَنَّ الْغَزْوَ وَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ (٢) فَسَكَتَ فَقَدْ عَلِمَ
لَوْ أَنْكَرَ مَا قُلْتُ لَبَيَّنَ لِي، فَقُلْتُ لاِبْنِ الْمُسَيَّبِ
تَجَهَّزْتُ لَا يَنْهَزُنِي إِلَّا ذَلِكَ حَتًى رَابَطْتُ، قَالَ: قَدْ
أَجْزَأَتْ عَنْكَ *.
° [١٠١٠٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ، لَا أُطِيقُ لِقَاءَ
الْعَدُوِّ، فَقَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لَا قِتَالَ فِيهِ؟»
فَقَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ».
° [١٠١٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
° [١٠١٠٧]
عبد الرزاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا
يَقُولُ: قَالَ
(١) قوله: «كتاب الجهاد» ليس في الأصل،
وزدناه للإيضاح.
• [١٠١٠٣]
[شيبة: ١٩٩٠٨].
• [١٠١٠٤]
[شيبة: ١٩٩٠٧].
(٢)
بعده في «التفسير» للمصنف (٢/ ٣٥٣): «غزوة واحدة كهيئة الحج، قال داود: فقلت لابن
المسيب: اعلم أن الغزو واجب على الناس».
* [٣/
٤٤ أ].
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ أَهْلِ
بَيْتٍ لَا (١) يَخرُجُ مِنْهُمْ غَازٍ، أَوْ يُجَهِّزُونَ غَازِيًا، أَوْ
يَخلُفُونَهُ فِي أَهْلِهِ، إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ
الْمَوْتِ».
• [١٠١٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
يَقُولُ: كتِبَ عَلَيْكُمْ ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ
وَالْعُمْرَةُ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنْ يَبْتَغِيَ الرَّجُلُ
بِفَضْلِ مَالِهِ، وَالْمُسْتَنْفِقُ وَالْمُتَصَدِّقُ، يَقُولُ: عَلَيْكُمْ
بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْجِهَادِ.
• [١٠١٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ وَغَيْرِهِ قَالَ: كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْحَجِّ وَالْجِهَادِ.
° [١٠١١٠]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (٢) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ،
عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «عَلَيكُمْ
بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ،
يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْغِشَّ وَالهَمَّ».
• [١٠١١١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي الحَوَارِيُّ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ: أَلَا تُجَاهِدُ؟
فَسَكَتَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِن الْإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى
أَرْبَعِ دَعَائِمَ: إِقَامِ الصَّلَاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، لَا يُفَرَّقُ
بَيْنَهُمَا، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلًا، وإِنَّ الْجِهَادَ وَالصدَقَةَ مِنَ الْعَمَلِ الْحَسَنِ.
(١) ليس في الأصل، واستدركناه من «المعجم
الأوسط» للطبراني (٨٣٣٢) من طريق سعيد بن عبد العزيز، به.
• [١٠١٠٨]
[شيبة: ٢٢٦٢٦].
(٢)
في الأصل: «بن»، ولعل الصواب ما أثبتناه، وينظر: «مسند أحمد» (٢٣١٥٩)، «المختارة»
(٨/ ٢٩٢) كلاهما من حديث سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، عن سليمان بن
موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن عبادة بن الصامت، به.
• [١٠١١١]
[شيبة: ١٩٩١٢]، وتقدم: (٥١٥٥).
• [١٠١١٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ
وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ
قَالَ: بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وِإقَامِ الصَّلَاةِ،
وإِيتَاءِ الزكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ،
وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لَا سَهْمَ لَهُ.
• [١٠١١٣]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ كَانَ يَسْتَقْبِلُ
الْقِبْلَةَ، ثُمَّ يَحْلِفُ عَشَرَةَ أَيْمَانٍ أَنَّ الْغَزْوَ لَوَاجِبٌ
عَلَيْكُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنْ شِئْتُمْ زِدْتُكُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ:
وَسَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ
مَكْحُولٍ.
• [١٠١١٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ
(١) بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ فَشُدُّوا
الرِّحَالَ (٢) إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ.
° [١٠١١٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبَايَةَ
بْنِ رِفَاعَةَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (٣) قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ
النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لَا
شَوْكَةَ فِيهِ؟ الْحَجُّ».
٢
- بَابُ
الرَّجُلِ يَغزُو وَأبُوهُ كَارِهٌ لَهُ
° [١٠١١٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي
الْعَبَّاسِ، عَنْ
• [١٠١١٢] [شيبة: ٣٠٩٤٩]، وتقدم: (٥١٥٤).
• [١٠١١٣]
[شيبة: ١٩٩٠٦].
(١)
قوله: «عن عابس» ليس بالأصل، واستدركناه مما تقدم عند المصنف برقم (٩٠٨٧).
(٢)
الرحال: جمع رحل، وهو: البعير، وقيل: ما يوضع على البعير، ثم يعبر به عن البعير،
وشده كناية عن السفر. (انظر: مجمع البحار، مادة: رحل).
(٣)
قوله: «الحسين بن علي» وقع في الأصل: «علي بن حسين»، والمثبت كما في «المعجم
الكبير» (٢٩١٠)، و«المعجم الأوسط» (٤٢٨٧)، وينظر: «تهذيب الكمال» (١٤/ ٢٦٨).
° [١٠١١٦]
[الإتحاف: عه حب حم ١١٦٦٩] [شيبة: ٣٤١٤٢].
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
جَاءَ رَجُل إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ، فَقَالَ:
«أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَفِيهِمَا جِهَادٌ».
° [١٠١١٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ:
إِنِّي جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ
يَبْكِيَانِ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أبْكَيْتَهُمَا»
*.
° [١٠١١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ
الْجِهَادَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ حُوبَةٍ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاجْلِسْ
عِنْدَهَا».
° [١٠١١٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ سَرِيَّةً (١) وَعِنْدَهُ
شَابٌّ كَانَ يَأْخُذُ بِيَدِهِ إِذَا قَامَ فَسَأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَهُ فِي
السَّرِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ تَرَكْتَ فِي أَهْلِكَ مِنْ
كَهْلٍ؟» قَالَ: لَا، إِلَّا صِبْيَةً صِغَارًا، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ،
فَإِنَّ فِيهِمْ مُجَاهَدًا حَسَنًا».
• [١٠١٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي الْوَالِدَيْنِ
إِذَا أَذِنَا فِي الْغَزْوِ، قَالَ: إِنْ كُنْتَ تَرَى هَوَاهُمَا فِي الْجُلُوسِ
فَاجْلِسْ، وَسُئِلَ مَا بِرُّ الْوَالِدَيْنِ؟ قَالَ: أَنْ تَبْذُلَ لَهُمَا مَا
مَلَكْتَ، وَأَنْ تُطِيعَهُمَا فِيمَا أَمَرَاكَ بِهِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ
مَعْصِيَةً.
• [١٠١٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ،
قَالَ: سَأَلْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ هَلْ يَغْزُو الرَّجُلُ وَأَبَوَاهُ
كَارِهَانِ ذَلِكَ، أَوْ أَحَدُهُمَا؟ قَالَ: لَا.
° [١٠١١٧] [الإتحاف: حب كم حم ١١٦٧٦].
* [٣/
٤٤ ب].
° [١٠١١٨]
[شيبة: ٣٤١٥١].
(١)
السرية: الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تُبعث إلى العدو، وجمعها: سرايا.
(انظر: النهاية، مادة: سرى).
• [١٠١٢١]
[شيبة: ٣٤١٤٧].
° [١٠١٢٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ النَّبِي ﷺ، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ،
قَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «الْزَمْهَا فَإِنَّ
الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجلِهَا»، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ كَذَلِكَ.
° [١٠١٢٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ أَصْحَابَهُ أَنْ يُقَاتِلُوا مِنْ نَاحِيَةٍ مِنْ خَيْبَرَ (١)،
فَانْصَرَفَ الرِّجَالُ عَنْهُمْ، وَبَقِيَ رَجُلٌ فَقَاتَلَهُمْ، فَرَمَوْهُ
فَقَتَلُوهُ، فَجِيءَ (٢) بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «أَبَعْدَ مَا
نَهَيْنَا عَنِ الْقِتَالِ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يُصَلِّ
عَلَيْهِ.
• [١٠١٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَجُلًا حِينَ هَزَمَنَا الْجَمَاجِمَ، فَذَكَرْنَاهُ لِأَصْحَابِنَا، فَقَالُوا:
هَذَا الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِعُمَرَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ
الصَّفِّ فَقُتِلَ، فَقَالَ عُمَرُ لأَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي خَيْرٌ لِي مِنْ
أَنْ أُقَاتِلَ أَمَامَ صَفٍّ.
يَعْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ
الصَّفِّ إِلَى جَمَاعَةِ الْعَدُوِّ يُقَاتِلُ.
° [١٠١٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ
وَالنَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّفِّ: أَلَا (٣) أَحْمِلُ عَلَيْهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «أَتَحْمِلُ لِتَقْتُلَهُمْ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اجْلِسْ حَتَّى
يَحْمِلَ (٤) أَصْحَابُكَ».
° [١٠١٢٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ
قَالَ: أَشَدُّ حَدِيثٍ (٥) سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: قَوْلُهُ فِي
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَوْلُهُ فِي أَمْرِ الْقَبْرِ، لَمَّا
(١) غير واضح في الأصل، والمثبت من «الدر
المنثور» للسيوطي (١١/ ١٣٠ - ١٣١) معزوا لـ«مصنف عبد الرزاق»، عن يحيى بن أبي
كثير، به.
(٢)
غير واضح في الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
في الأصل: «وألا»، والمثبت هو الصواب.
(٤)
في الأصل: «يحملك»، والمثبت هو الأولى.
(٥)
قوله: «أشد حديث» بدله في الأصل: «أمثل حديثًا»، والمثبت من «التفسير من سنن سعيد
بن منصور» (٥/ ٢٧٠) من طريق ابن عيينة، به.
كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ (١)،
قَالَ: «لَا يَخْرُجْ مَعَنَا إِلَّا رَجُلٌ مُقوٍ (٢)»، قَالَ: فَخَرَجَ رَجُلٌ
عَلَى بَكْرٍ لَهُ صَعْبٍ، فَصَرَعَهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: الشَّهِيدُ،
الشَّهِيدُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ: «لَا
يَدْخُلُ الْجَنَّة عَاصٍ».
° [١٠١٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَالِكِ بْنِ حَمْزَةَ (٣) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدَهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ رَأَى
الْمُشرِكِينَ أَنْ أَكْثَبُوكُمْ (٤) فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ (٥)، وَلَا
تَسُلُّوا (٦) السُّيُوفَ حَتَّى يَغشَوْكُمْ (٧)». أَكْثَبُوكُمْ يَعْنِي:
غَشَوْكُمْ.
° [١٠١٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ لِأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُسْتَقْبِل الْعَدُوَّ:
«وَلَا يُقَاتِلُ أَحَدٌ مِنْكُمْ»، فَعَمَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَرَمَى الْعَدُوَّ
وَقَاتَلَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: اسْتُشْهِدَ فُلَانٌ،
فَقَالَ: «أَبَعْدَمَا نَهَيْتُ عَنِ الْقِتَالِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «لَا
يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاصٍ» *.
٣
- بَابُ
الطَّعَامِ يُؤخَذُ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ
• [١٠١٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُهُ يَتُولُ: لَا يُؤْخَذُ
الطَّعَامُ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ إِلَّا بِإِذْنِ الْإِمَامِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ:
فَإِنْ أَذِنَ لَهُ الْإِمَامُ فَأَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا فَبَاعَهُ بِذَهَبٍ، أَوْ
وَرِقٍ (٨) فَفِيهِ الْخُمُسُ (٩).
(١) تبوك: مدينة من مدن الحجاز الرئيسية
اليوم، وهي تبعد عن المدينة شمالًا (٧٧٨) كم. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٥٩).
(٢)
في الأصل: «مقوي»، والمثبت من المصدر السابق.
(٣)
في الأصل: «إبراهيم بن مالك بن أبي حمزة» والصواب ما أثبتناه.
(٤)
في الأصل: «كبتوكم»، والمثبت من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٨٥١٩) من طريق مالك بن
حمزة، به.
(٥)
النبل: السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها. (انظر: النهاية، مادة: نبل).
(٦)
في الأصل: «تسيلوا»، والمثبت من المصدر السابق.
(٧)
في الأصل: «كبتوكم»، وهو خطأ.
الغشيان: الإتيان. (انظر: النهاية،
مادة: غشا).
* [٣/
٤٥ أ].
(٨)
الورق: الفضة. (انظر: النهاية، مادة: ورق).
(٩)
الخمس: خمس الغنيمة. (انظر: النهاية، مادة: خمس).
• [١٠١٣٠] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي أَخْذِ الطَّعَامِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ، قَالَ:
كَانُوا يُرَخَصُونَ لَهُمْ فِي الطَّعَامِ وَالْعَلَفِ، مَا لَمْ يَعْقِدُوا بِهِ
مَالًا.
• [١٠١٣١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ (١) الدُّرَيْكِ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ
الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَنْزِلُونِي عَنْ
دِينِي، وَلَا وَاللَّهِ لأَمُوتَنَّ وَأَنَا عَلَى دِينِي، مَا بِيعَ مِنْهُ
بِذَهَبٍ أَوْ (٢) فِضَّةٍ مِنْ طَعَامٍ أَوْ غَيرِهِ فَفِيهِ خُمُسُ اللَّهِ
وَسِهَامُ الْمُسْلِمِينَ.
• [١٠١٣٢]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ، أَنَّ سَلْمَانَ أُتِيَ بِسَلَّةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَجُبْنٌ، يَعْنِي
وَمَالٌ، قَالَ: فَرَفَعَ الْمَالَ، وَأَكَلَ الْخُبْزَ وَالْجُبْنَ.
• [١٠١٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ، عَنْ سَلْمَانَ مِثْلَهُ.
• [١٠١٣٤]
عبد الرزاق، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا كَانُوا بِأَرْضِ
الْعَدُوِّ، أَكَلُوا فَإِذَا قَدِمُوا بِهِ أَرْضَ الْمُسْلِمِينَ دَفَعُوهُ
إِلَى الْإِمَامِ، وَلَا يَبِيعُوهُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ، فَإِنْ بَاعُوهُ
بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَفِيهِ الْخُمُسُ.
• [١٠١٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى:
رَجُلٍ حَمَلَ إِلَى أَهْلِهِ طَعَامًا، قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ.
• [١٠١٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: لَمْ يُخَمَّسِ (٣) الطَّعَامُ يَوْمَ خَيْبَرَ.
• [١٠١٣٠] [شيبة: ٣٤٠٢٠].
• [١٠١٣١]
[شيبة: ٣٤٠١٣].
(١)
بعده في الأصل: «أبي»، وهو مزيد خطأ، والمثبت من «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٤٠١٣) من
طريق خالد بن الدريك، به.
(٢)
في الأصل: «ولا»، والمثبت من المصدر السابق.
(٣)
يخمس: يُقسِّمه خمسة أقسام بخلاف الغنيمة. (انظر: المرقاة) (٧/ ٥٧٤).
• [١٠١٣٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا كُنْتُمْ تُصِيبُونَ
فِي الطَّرِيقِ؟ قَالَ: التِّبْنَ (١) وَالْحَطَبَ، قَالَ: قُلْتُ: الرَّجُلُ
يَمُرُّ بِالثِّمَارِ؟ قَالَ: يَأْكُلُ وَلَا يَحْمِلْ.
• [١٠١٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى
قَالَ: لَا يَبْقَى الطَّعَامُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ، وَلَا يُسْتَأْذَنُ (٢)
فِيهِ الْأَمِيرُ، يَأْخُذُهُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَنْهَى
الْأَمِيرُ عَنْهُ، فَيُتْرَكُ بِنَهْيِهِ، فَإِنْ بَاعَ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا
بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ فَلَا يَحِلُّ لَهُ، هُوَ حِينَئِذ مِنَ الْغَنَائِمِ (٣)،
قَالَ: هَذِهِ السُّنَّةُ وَالْحَقُّ عِنْدَنَا.
• [١٠١٣٩]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ (٤) بْنُ إِسْحَاقَ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ (٥) أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ الْمُسَيبِ
وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَمَّا يَجِدُ السَّرِيَّةُ فِي مَطَامِيرِ الرُّومِ،
قَالَ: أَمَّا الذهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالثِّيَابُ وَالطَّعَامُ، فَيُطْرَحُ فِي
الْمَطَامِيرِ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ طَعَامٍ وإِنْ كَثُرَ، زَيْتٍ، أَوْ
سَمْنٍ، أَوْ عَسَلٍ، فَهُوَ لِتِلْكَ السَّرِيَّةِ، دُونَ الْجَيْشِ يَأْكُلُونَ
وَيُهْدُونَ، وَلَا يَبِيعُونَ.
° [١٠١٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ، أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ:
أَيَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى الْعَدُوِّ أَوْ يَكُونُ فِي الصَّفِّ؟ قَالَ: بَلْ
يَكُونَ فِي الصَّفِّ فَإِذَا نَهَضُوا فَانْهَضْ مَعَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ
الْحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ: «كُنْ فِي الصَّفِّ، فَإِذَا حَمَلَ
الْمُسْلِمُونَ فَاحْمِلْ مَعَهُمْ».
• [١٠١٤١]
عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٦)، عَنْ مَكْحُولٍ
وَأَبِي عَوْنٍ، عَنْ
(١) بعده في الأصل: «وا»، وهو مزيد خطأ.
(٢)
في الأصل: «يستان»، والمثبت من «الأوسط» لابن المنذر (٦/ ٦٩) معزوا لسليمان بن
موسى، به.
(٣)
الغنائم: جمع غنيمة، وهي: ما أُصيبَ من أموال أهل الحرب ومتاعهم. (انظر: النهاية،
مادة: غنم).
(٤)
في الأصل: «سعيد» والصواب ما أثبتناه. وينظر: «تهذيب الكمال» (١٠/ ٢٤٨).
(٥)
في الأصل: «عمر» والصواب ما أثبتناه. وينظر: «سير أعلام النبلاء» (٥/ ٣٧٨).
(٦)
قوله: «عبد الرزاق قال أخبرت صالح بن محمد» كذا في الأصل، ولعل بينهما إبراهيم بن
محمد الأسلمي، فالمصنف لم يرو عن صالح بن محمد إِلَّا بواسطته.
أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سُئِلَ
عَمَّا يُصِيبُ السَّرِيَّةَ مِنْ أَطْعِمَةِ الرُّومِ، قَالَ لَهُمْ: يَأْكُلُونَ
وَيَرْجِعُونَ بِهِ إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَإِنْ بَاعُوا مِنْهُ شَيْئًا فَفِيهِ
الْخُمُسُ، وَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ.
٤
- بَابُ
هِبَةِ (١) الْإِمَامِ
° [١٠١٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا
أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ
وَالْغَنَائِمُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ (٢) ﷺ: أَعْطِنِي هَذِهِ
لِكُبَّةِ غَزْلٍ أَشُدُّ بِهَا عَظْمَ رِجْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«أَمَّا نَصِيبِي مِنْهَا فَهُوَ لَكَ».
• [١٠١٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْج *، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَا
يَهَبُ الْأَمِيرُ مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئَا إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهِ، إِلَّا
أَنْ يَجْعَلَ لِدَلِيلٍ أَوْ رَاعٍ.
• [١٠١٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَنَسًا
كَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا
فَأَصَابُوا سَبْيًا (٣)، فَأَرَادَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ السَّبْيِ قَبْلَ أَنْ
تُقْسَمَ، فَقَالَ أَنَسٌ: لَا، وَلَكِنِ اقْسِمْ وَأَعْطِنِي مِنَ الْخُمُسِ،
فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: لَا، إِلَّا مِنْ جَمِيعِ الْغَنَائِمِ، فَأَبَى أَنَسٌ
أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ، وَأَبَى عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْخُمُسِ
شَيْئًا.
٥
- بَابُ
السِّهَامِ (٤) لِلْخَيْلِ
• [١٠١٤٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْتَشِرِ، عَنِ ابْنِ الْأَقْمَرِ (٥)، أَوْ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ
الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ (٦) الْأَقْمَرِ قَالَ: أَغَارَتِ
(١) الهبة والموهبة: العطية الخالية عن
الأعواض والأغراض. (انظر: النهاية، مادة: وهب).
(٢)
في الأصل: «النَّبِيّ»، والمثبت هو الصحيح.
* [٣/
٤٥ ب].
(٣)
السَّبْي والسِّباء: الأسْر، والمراد ما وقع فيه من عبيد وإماء وغير ذلك. (انظر:
اللسان، مادة: سبي).
(٤)
الإسهام: أن يُجعل له نصيب وحصة. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: سهم).
• [١٠١٤٥]
[شيبة: ٣٣٨٦٥].
(٥)
في الأصل: «الأرقم»، وهو خطأ، والمثبت من «السنن» لسعيد بن منصور (٢/ ٣٢٧) من طريق
سفيان بن عيينة، به.
(٦)
ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.
الْخَيْلُ بِالشَّامِ فَأَدْرَكَتِ
الْعِرَابُ مِنْ يَوْمِهَا، وَ(١) أَدْرَكَتِ الْكَوَادِنُ مِنْ ضُحَى الْغَدِ،
فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي حِمَّصَةَ الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ عَلَى النَّاسِ:
لَا أَجْعَلُ سَهْمَ مَنْ أَدْرَكَ كَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ عُمَرُ: هَبِلَتِ (٢) الْوَادِعِيَّ أُمُّهُ
لَقَدْ أَدْرَكَتْ بِهِ، أَمْضُوهَا عَلَى مَا قَالَ.
• [١٠١٤٦]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: لَا
سَهْمَ إِلَّا لِفَرَسَيْنِ، وإِنْ (٣) كَانَ مَعَهُ مِائَةُ فَرَسٍ.
• [١٠١٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا سَهْمَ
إِلَّا لِفَرَسَيْنِ، إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ أَفْرَاسٌ فَيَكُونُ
لِفَرَسَيْنِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ، وَسِهَامُ الْخَيْلِ
وَالْبَرَاذِينِ (٤) سَوَاءٌ.
° [١٠١٤٨]
عبد الرزاق، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا
يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَقُولُ: «لَا سَهْمَ مِنَ الخَيْلِ إِلَّا
لِفَرَسَيْنِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ ألفُ فَرَسٍ إِذَا دَخَلَ بِهَا أَرْضَ
الْعَدُوِّ»، قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ،
وَلِلرَّاجِلِ (٥) سَهْمٌ.
• [١٠١٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ
قَالَ: أُسْهِمَ لَهُ فِي إِمَارَةِ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ لِفَرَسَيْنِ، لَهُمَا
أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَلَهُ سَهْمٌ.
• [١٠١٥٠]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ الْخَيْلَ
وَالْبَرَاذِينَ سَوَاءٌ، أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ.
(١) في الأصل: «أو»، والمثبت من المصدر
السابق.
(٢)
هبلت: استعاره هاهنا لفقد المَيْز والعقل مما أصابها، كأنه قال: أفقدت عقلك بفَقْد
ابنك حتى جعلت الجنان جَنّة واحدة؟ (انظر: النهاية، مادة: هبل).
(٣)
في الأصل: «فإن»، وهو خطأ، ويأتي مرفوعًا برقم (١٠١٤٨).
(٤)
البراذين: جمع برذون، وهو: دابة خاصة لا تكون إِلَّا من الخيل، والمقصود منها غير
العراب، وقيل غير ذلك. (انظر: التاج، مادة: برذن).
(٥)
الراجل: الماشي. (انظر: النهاية، مادة: رجل).
° [١٠١٥١] عبد الرزاق، عَن مَعْمَرٍ، عَن
يَزِيد (١) بْنِ يَزِيدَ بنِ جَابِرٍ، أَحْسِبُه عَنْ مَكحُولٍ قَالَ: جَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلْفَرَسِ الْعَرَبِي لسَهْمَيْنِ، وَلِفَارِسِهِ سَهْمًا
يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ يَزِيدُ: فَحَدَّثْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ هِشَامٍ بِهَذَا
الْحَدِيثِ، فَقَبِلَهُ.
° [١٠١٥٢]
عبد الرزاق، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (٢) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَعَلَ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ
سَهْمًا.
• [١٠١٥٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إِنْ
أَدْرَبَ (٣) الرَّجُلُ بِأَفْرَاسٍ كَانَ لِكُلِّ فَرَسٍ سَهْمَانِ، قُلتُ: وإِنْ
قَاتَلَ عَلَيْهَا الْعَدُوَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَدْرَبَ: يَعْنِي دَخَلَ بِهَا
أَرْضَ الْعَدُوِّ.
• [١٠١٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ جَعَلَ لِلْفَرَسِ
الْمُقْرِفِ سَهْمًا، وَلِلرَّجَّالَةِ سَهْمًا.
° [١٠١٥٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: قَسَمَ
النَّبِيُّ ﷺ لِسِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ فَرَسًا يَوْمَ النَّضِيرِ لِكُلِّ فَرَسٍ
سَهْمَينِ، وَقَسَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِمِائَتَي فَرَسٍ، لِكُلِّ فَرَسٍ
سَهْمَيْنِ (٤).
° [١٠١٥٦]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ حَضَرَ خَيْبَرَ (٥) بِفَرَسَيْنِ، فَأَعْطَاهُ
النَّبِيُّ ﷺ خَمْسَةَ أَسْهُمٍ.
° [١٠١٥١] [شيبة: ٣٣٨٧٠].
(١)
في الأصل: «زيد»، وهو خطأ، والمثبت من ترجمته، ينظر: «تهذيب الكمال» للمزي (٣٢/
٢٧٣).
° [١٠١٥٢]
[شيبة: ٣٣٨٤١].
(٢)
في الأصل: «عبد الله» وهو خطأ، والمثبت من «مسند أحمد» (٦٥٠٥) من طريق عبد الرزاق،
به، وينظر: «صحيح البخاري» (٢٨٨١) من طريق عبيد الله، به.
• [١٠١٥٣]
[شيبة: ٣٣٨٨٠].
(٣)
في الأصل: «أدركت»، وصوبناه من بيانه في نفس الأثر.
° [١٠١٥٥]
[شيبة: ٣٣٨٤٤].
(٤)
بعده في الأصل: «قلت: وإن قاتل»، وهو خطأ من الناسخ، وانتقال نظر إلى ما تقدم برقم
(١٠١٥٣).
(٥)
في الأصل: «حنين»، والتصويب من «نصب الراية» (٣/ ٤١٨) معزوا إلى عبد الرزاق،
«السنن الكبرى» للبيهقي (١٣٠١٥) من طريق الشافعي، فيما حكاه عن مكحول، به.
• [١٠١٥٧] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ
الْقُدُّوسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْخَيْلِ الْعِرَابِ مَوْتٌ
وَشِدَّةٌ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدَهَا أَشْيَاءُ لَيْسَتْ تَبْلُغُ مَبَالِغَ الْعِرَابِ،
بَرَاذِينُ وَأَشْبَاهُهَا، فَأُحِبُّ أَنْ تَرَى فِيهَا رَأْيَكَ، فَكَتَبَ
إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ يُسْهَمَ * لِلْفَرَسِ الْعَرَبِيِّ سَهْمَانِ (١)،
وَلِلْمُقْرِفِ سَهْمٌ، وَلِلْبَغْلِ سَهْمٌ.
٦
- بَابُ
سَهْمِ الْمَوْلُودِ
° [١٠١٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ
يَزِيدَ قَالَ: يُعْمَلُ بِهِ فِينَا، وَيَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ
«إِذَا وُلدَ لِلرَّجُلِ وَلَدٌ بَعْدَمَا يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ،
وَأَرْضِ الصُّلْحِ، فَإِنَّ لِذَلِكَ الْمَوْلُودِ سَهْمًا»، قَالَ: وَسَمَّوُا
الرَّجُلَ الَّذِي قَضَى بِهِ النَّبِيُّ ﷺ لِوَلَدِهِ.
٧
- بَابُ
سَهْمِ الرَّجُلِ يَمُوتُ بَعْدَمَا يُدْرِكُ أَرْضَ الْعَدُوِّ
° [١٠١٥٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ
يَزِيدَ قَالَ: يُعْمَلُ بِهِ فِينَا، وَيَرْفَعُونَهُ إِلَى النَّبِي ﷺ، أَنَّهُ
قَالَ: «إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ بَعْدَمَا يَدْخُلُ أَرْضَ الْعَدُوِّ، وَيَخْرُجُ
مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَرْضِ الصُّلْحِ فَإِنَّ سَهْمَهُ لِأَهْلِهِ».
٨
- بَابُ
سُهْمَانِ أهْلِ الْعَهْدِ
° [١٠١٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: كَانَ
يَهُودُ يَغْزُونَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَيُسْهِمُ لَهُمْ كَسِهَامِ الْمُسْلِمِينَ.
° [١٠١٦١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
جَابِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ … مِثْلَهُ.
• [١٠١٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ
عَنِ الْمُشْرِكِينَ
* [٣/ ٤٦ أ].
(١)
السهمان: مثنى سهم، وهو: النصيب، والجمع: أسهم وسِهام وسُهْمان. (انظر: المصباح
المنير، مادة: سهم).
يَغْزُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ مَا
لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ لَهُمْ: مَا صَالَحُوا عَلَيْهِ مَا قِيلَ لكمْ
كَذَا وَكَذَا فَهُوَ لَهُمْ.
٩
- بَابُ
النَّفَلِ (١)
° [١٠١٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ مَكْحُولًا حَدَّثَهُ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ (٢)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ
قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُنَفِّلُ الثُّلُثَ.
• [١٠١٦٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَكَانَ مَرِيضًا وَكَانَ يُنَفِّلُ
السَّرَايَا حِينَ يَبْدَأُ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ.
° [١٠١٦٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ
مَكْحُولٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ (٢)، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ نَفَّلَ بِالثُّلُثِ بَعْدَ الْخُمُسِ.
° [١٠١٦٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ (٣) بْنِ
عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ
مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ (٤) عَنْ
(١) النفل والتنفيل: الزيادة على السهم من
الغنيمة، ويكون من خمس الخمس. (انظر: النهاية، مادة: نفل).
° [١٠١٦٣]
[الإتحاف: مي جا طح حب كم حم ٤١٣٢] [شيبة: ٣٨٠٢٤]،
وسيأتي: (١٠١٦٥).
(٢)
في الأصل: «حارثة»، وهو خطأ، والتصويب من «السنن» لسعيد بن منصور (٢/ ٣٠٧) من طريق
مكحول، به.
• [١٠١٦٤]
[الإتحاف: مي جا طح حب كم حم ٤١٣٢]، وسيأتي: (١٠١٦٥).
° [١٠١٦٥]
[الإتحاف: مي جا طح حب كم حم ٤١٣٢] [شيبة: ٣٨٠٢٥]،
وتقدم: (١٠١٦٣).
° [١٠١٦٦]
[التحفة: ت ق ٥٠٩١] [الإتحاف: طح حب كم حم ٦٧٨٥] [شيبة: ٣٨٠٢٣].
(٣)
بعده في الأصل: «بن»، وهو مزيد خطأ، والتصويب من «مسند أحمد» (٢٣١٦٧) من طريق
الثوري، به.
(٤)
قوله: «عن أبي سلام» ليس في الأصل، واستدركناه من «الأوسط» لابن المنذر (٦/ ١٣٨)
من طريق الدبري به، وينظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (١٢٩٣٤).
أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ
بْنِ الصامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُنَفِّلُ مَبْدَأَهُ الرُّبُعَ، وإِذَا
قَفَلَ (١) الثُّلُثَ.
° [١٠١٦٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا لِكُلِّ
رَجُلٍ مِنَّا، ثُمَّ نَفَّلَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ بَعِيرًا
بَعِيرًا.
° [١٠١٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّة قِبَلَ نَجْدٍ (٢)، فَكُنْتُ فِيهِمْ،
فَأَصبْنَا إِبِلًا كَثِيرَا، فَبَلَغَت سُهْمَانُنَا أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا
لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا، ثُمَّ نَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ بَعِيرًا
بَعِيرًا لِكُلِّ إِنْسَانٍ.
° [١٠١٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بنُ مُوسَى
قَالَ: كَانَ الناسُ يُنَفلُونَ بِأَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ، حَتَّى إِذَا كَانَ
عُمَرُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَتَبَ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ النَّبِيَّ
ﷺ نَفَّلَ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ، فَلَمْ يَزَلْ يُعْمَلُ بِهِ بَعْدُ.
١٠
- بَابُ *
العَسْكَرِ يَرُدُّ عَلَى السَّرَايَا، وَالسَّرَايَا تَرُدُّ عَلَى العَسْكَرِ
• [١٠١٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ
السَّرِيَّةُ بِإِذْنِ الْأَمِيرِ فَمَا أَصَابُوا مِنْ شَيءٍ خَمَّسَهُ
الْإِمَامُ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِتِلْكَ السَّرِيَّةِ، وإِذَا خَرَجُوا بِغَيْرِ
إِذْنِهِ خَمَّسَهُ الْإِمَامُ، وَكَانَ مَا بَقِيَ بَيْنَ الْجَيْشِ كُلِّهِمْ.
(١) القفول والمقفل والإقفال: الرجوع. (انظر:
النهاية، مادة: قفل).
° [١٠١٦٧]
[التحفة: م ٧٤٨٦، د ٧٤٩٢، خ م ٧٥٣١، د ٧٦٧٩، م ٨٠٢٢، م ٨٠٧٥، م د ٨١٧٥، م د ٨٢٩٣،
خ م د ٨٣٥٧، د ٨٤١٥] [الإتحاف: عه حم ١٠٣٦٥] [شيبة: ٣٨٠٢٠]، وسيأتي: (١٠١٦٨).
° [١٠١٦٨]
[التحفة: م ٧٤٨٦، د ٧٤٩٢، خ م ٧٥٣١، د ٧٦٧٩، م ٨٠٢٢، م ٨٠٧٥، م د ٨١٧٥، م د ٨٢٩٣،
خ م د ٨٣٥٧، د ٨٤١٥] [شيبة: ٣٨٠٢١]،
وتقدم: (١٠١٦٧).
(٢)
نجد: إقليم يقع في قلب الجزيرة العربية، تتوسطه مدينة الرياض، ويشمل القصيم وسدير
والأفلاج واليمامة وحائل والوشم وغيرها. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ٣١٢).
* [٣/
٤٦ ب].
• [١٠١٧١] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ: الْإِمَامُ يَبْعَثُ السَّرِيَّةَ
فَيُصِيبُوا المَغْنَمَ؟ قَالَ: إِنْ شَاءَ الْإِمَامُ خَمَّسَهُ، وإِنْ شَاءَ
نَفَّلَهُمْ كُلَّهُ.
• [١٠١٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ
قَالَ: الْعَسْكَرُ يَرُدُّ عَلَى السَّرَايَا، وَالسَّرَايَا تَرُدُّ عَلَى
الْعَسْكَرِ.
١١
- بَابٌ
لَا نَفَلَ إِلَّا مِنَ الْخُمُسِ، وَلَا نَفَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
• [١٠١٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَن دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: لَا نَفَلَ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا
فِي خُمُسِ الْخُمُسِ.
• [١٠١٧٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: مَا كَانُوا يُنَفَّلُونَ إِلَّا مِنَ الْخُمُسِ.
• [١٠١٧٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ أَمِيرًا مِنَ الْأُمَرَاءِ أَرَادَ أَنْ يُنَفِّلَهُ قَبْلَ أَنْ
يُخَمِّسَهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ حَتَّى يُخَمِّسَهُ.
° [١٠١٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَال: أخْبَرَنِي يَحيَى بْنُ سَعِيدٍ (١)، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَكُنْ يُنَفِّلُ إِلَّا
مِنَ الْخُمُسِ.
• [١٠١٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: لَا
نَفَلَ حَتَّى يُقْسَمَ الْخُمُسُ، وَلَا نَفَلَ حَتَّى يُقْسَمَ أَوَّلُ
الْمَغْنَمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
• [١٠١٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى
قَالَ: لَا نَفَلَ (٢) في عَيْنٍ مَعْلُومَةٍ (٣) ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ.
• [١٠١٧١] [شيبة: ٣٣٩١٢، ٣٣٩١٦].
• [١٠١٧٤]
[شيبة: ٣٣٩٧٠]، وسيأتي: (١٠١٧٦).
(١)
في الأصل: «خالد بن يحيى بن سعيد» والصواب ما أثبتناه. (١٠١٧٤).
(٢)
بعده في الأصل: «إلا»، وهو مزيد خطأ، والتصويب من «الأوسط» لابن المنذر (٦/ ١١٥)،
«التمهيد» لابن عبد البر (١٤/ ٥٨) معزوا لسليمان بن موسى.
(٣)
في الأصل: «معلوم» والمثبت مما تقدم.
• [١٠١٧٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: لَا نَفَلَ فِي أَوَّلِ شَيءٍ
يُصَابُ مِنَ الْمَغَانِمِ، قَالَ: مَعْلُومٌ ذَلِكَ، يُعْمَلُ بِهِ فِيمَا مَضَى
حَتَّى الْيَوْمِ.
١٢
- بَابُ
الْمَتاعِ يُصِيبُهُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ يجِدُهُ صَاحِبُهُ
• [١٠١٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا أَحْرَزَهُ (١)
الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ أَصابَهُ الْمُسْلِمُونَ فَهُوَ لَهُمْ، مَا لَمْ يَكُنْ
حُرًّا، أَوْ مُعَاهِدًا لَا يُرَدُّ إِلَى صَاحِبِهِ.
• [١٠١٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ قَوْلِ
الزُّهْرِيِّ.
• [١٠١٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْمَتَاعُ يُصِيبُهُ
الْعَدُوُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ يُفِيئُهُ (٢) اللَّهُ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ:
إِنْ لَمْ يَكُنْ مَضَتْ فِيهِ سُنَّةٌ رُدَّ إِلَيْهِ أَحَبُّ، مَا لَمْ يُقْسَمْ
فَإِنْ قُسِمَ فَلَا شَيءَ لَهُ.
• [١٠١٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْنَا
أَن مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ فَهُوَ لِلْمُسْلِمِينَ يَقْتَسِمُونَهُ.
• [١٠١٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ
يَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ذَهَبَ الْعَدُوُّ بِفَرَسِهِ،
فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوُّ وَجَدَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَسَهُ، فَرَدَّهُ
إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
• [١٠١٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: أَبَقَ (٣) لِي غُلَامٌ يَوْمَ الْيَرمُوكِ، ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ
الْمُسْلِمُونَ فَرَدُّوهُ إِلَيَّ.
• [١٠١٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ:
مَا عُرِفَ (٤) قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ، فَإِنَّهُ يَرُدُّهُ إِلَى أَهْلِهِ، وَمَا
لَمْ يُعْرَفْ حَتَّى تَجْرِيَ (٥) فِيهِ السِّهَامُ لَمْ يَرُدُّوهُ.
(١) أحرز الشيء: حازه. (انظر: اللسان، مادة:
حرز).
(٢)
الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية،
مادة: فيأ).
• [١٠١٨٥]
[التحفة: خت دق ٧٩٤٣، د ٨١٣٥، خ ٨٤٧٩].
(٣)
الآبق: الهارب. (انظر: النهاية، مادة: أبق).
(٤)
في الأصل: «أعرف»، وما أثبتناه هو الأولى.
(٥)
غير واضح في الأصل، وأثبتناه استظهارا.
• [١٠١٨٧] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
بَلَغَنِي عَنْ قَتَادَةَ، وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَنَّ
عَلِيًّا قَالَ: هُوَ فَيءُ الْمُسْلِمِينَ لَا يُرَدُّ.
• [١٠١٨٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكُوفَةِ، يَقُولُ:
يُرَدُّ إِنْ عُرِفَ قَبْلَ الْقَسْمِ، أَوْ بَعْدَهُ.
• [١٠١٨٩]
عَبْدُ * الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ:
الْمُسْلِمُ يَرُدُّ عَلَى أَخِيهِ.
° [١٠١٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ
طَرَفَةَ أَنَّ الْعَدُوَّ أَصَابُوا نَاقَةَ رَجُلٍ (١) مِنَ الْمُسْلِمِينَ،
فَاشْتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ فَعَرَفَهَا
صَاحِبُهَا، وَأَقَامَ عَلَيهَا الْبَيِّنَةَ، فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَضَى النَّبِيُّ ﷺ أنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ الثَّمَنَ الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ
مِنَ الْعَدُوِّ، وإِلَّا خَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمُشْتَرِي.
• [١٠١٩١]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، أَن
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَا أَصَابَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَالِ
الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ، فَإِنْ أَصَابَهُ
صَاحِبُهُ قَبْلَ أَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ أَحَقُّ
بِهِ، وإِنْ جَرَتْ عَلَيْهِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ
إِلَّا بِالْقِيمَةِ.
• [١٠١٩٢]
عبد الرزاق، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ
رَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِلَى شُرَيْحٍ فِي أَمَةٍ سُبِيَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،
ثُمَّ اشْتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَالَ شُرَيْحٌ (٢): أَحَقُّ مَنْ
رَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَخُوهُ، قَالَ الْآخَرُ: إِنَّهَا قَدْ حَبِلَتْ مِنِّي
فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَعْتِقْهَا، قَضاءُ (٣) الْأَمِيرِ، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ.
* [٣/ ٤٧ أ].
° [١٠١٩٠]
شيبة: ٣٤٠٤٥].
(١)
ليس في الأصل، والمثبت من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٨٣٠١) من طريق الثوري، به.
(٢)
في الأصل: «جريج»، والتصويب مما تقدم في هذا الأثر.
(٣)
في الأصل: «قضى»، والمثبت من «السير» لأبي إسحاق الفزاري (ص ١٥٥) من طريق هشام، به.
• [١٠١٩٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَهُ.
• [١٠١٩٤]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، أَنَّ (١) مُكَاتَبًا (٢) أَسَرةُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ اشْتَرَاهُ
رَجُلٌ، فَسَأَلَ بَكْرُ بْنُ قِرْوَاشٍ عَنْهُ (٣) عَلِيَّا، فَقَالَ عَلِيٌّ عليه
السلام: قُلْ
فِيهَا يَا بَكْرَ بْنَ قِرْوَاشٍ؟ قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا
عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِنِ افْتَكَّهُ سَيِّدُهُ
فَهُوَ عَلَى بَقِيَّةِ كِتَابَتِهِ، وإِنْ (٤) أَبَى سَيِّدُهُ أَنْ يَفُكَّهُ
فَهُوَ لِلَّذِي اشْتَرَاهُ.
• [١٠١٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا
أَصابَ الْعَدُوُّ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ لِصَاحِبِهِ مَا
لَمْ يُقْسَمْ، فَإِنِ اقْتَسَمُوهُ فَصَاحِبُهُ أَحَقُّ بِثَمَنِهِ.
• [١٠١٩٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ
أَهلِ الذِّمَّةِ (٥) يَسْبِيهِمُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ يُصِيبُهُمُ الْمُسْلِمُونَ،
قَالَ: لَا يُسْتَرَقُّوا.
• [١٠١٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ فِي رَجُلٍ يَجِدُ سِلْعَتَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ،
فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهَا مِنَ الْعَدُوِّ؟ قَالَ: إِذَا اشْتَرَاهَا بِبَيِّنَةٍ
أَخَذَهَا صَاحِبُهَا بِالثَّمَنِ، فَإِنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ عَلَى الشِّرَاءِ،
وَلَمْ يَعْلَمْ كَمِ الثَّمَنُ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْمُشْتَرِي.
• [١٠١٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ قَالَ: فِي الْمُشْرِكِ إِذَا أَخَذَ شَيئًا مِنْ
مَتَاعِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَ بَاعَهُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِزَهُ إِلَى أَرْضِ
الشَرْكِ فَبَيْعُهُ بَاطِلٌ، يَأْخُذُهُ صاحِبُهُ حَيْثُ وَجَدَهُ.
• [١٠١٩٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: نِسَاءٌ حَرَائِرُ
أَصابَهُنَّ الْعَدُوُّ
(١) مطموس في الأصل، وأثبتناه من «المحلى»
لابن حزم (٥/ ٣٥٣) عن قتادة، به.
(٢)
المكاتب: اسم مفعول من الكتابة، وهي: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه
منجّمًا (مقسطًا)، فإذا أدى المال صار حُرًّا. (انظر: النهاية، مادة: كتب).
(٣)
في الأصل: «عليه»، والمثبت من المصدر السابق.
(٤)
قوله: «وإن» ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.
• [١٠١٩٦]
[شيبة: ٣٤٢٠٥].
(٥)
أهل الذمة: المعاهدون من أهل الكتاب ومن جرى مجراهم. (انظر: المعجم الوسيط، مادة:
ذمم).
• [١٠١٩٩]
[شيبة:٣٤٢٠٣].
فَابْتَاعَهُنَّ رَجُلٌ،
أَيصِيبُهُنَّ؟ قَالَ: لَا، وَلَا يَسْتَرِقُّهُنَّ، وَلَكِنْ يُعْطِيهِنَّ
أَنْفُسَهُنَّ بِالَّذِي آخذَهُ بِهِ، لَا يُزَادُ عَلَيْهِنَّ.
قَالَ: وَقَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ
الْكَرِيمِ: إِنْ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَكَذَلِكَ أَيْضًا.
• [١٠٢٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي الْحُرِّ يَسْبِيهِ
الْعَدُوُّ، ثُمَّ يَبْتَاعُهُ (١) الْمُسْلِمُونَ، مِثْلَ قَوْلِهِ فِي
النِّسَاءِ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِثْلَ ذَلِكَ.
١٣
- بَابٌ
هَل يُقَامُ الحَدُّ (٢) عَلَى الْمُسْلِمِ فِي بلادِ الْعَدُوِّ؟
• [١٠٢٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ الْمُسْلِمِ
يَسْبِيهِ الْعَدُوُّ فَيَقْتُلُ * هُنَالِكَ مُسْلِمًا، ثُمَّ يَسْبِيهِ
الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ، أَوْ يَزْنِي هُنَالِكَ؟ قَالَ: مَا أَرَى عَلَيْهِ مِن
شيءٍ فِيمَا أَحْدَثَ هُنَالِكَ.
• [١٠٢٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ: أَلَّا يَحُدَّ أَمِيرُ جَيْشٍ، وَلَا
أَمِيرُ سَرِيَّةٍ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَطْلُعَ الدَّرْبَ
قَافِلًا، فَإِنِّي أَخْشَى أَن تَحْمِلَهُ الْحَمِيَّةُ (٣) عَلَى أَنْ يَلْحَقَ
بِالْمُشْرِكِينَ.
• [١٠٢٠٣]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ أَبِي
الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ عَلَى جَيْشٍ
فَقَالَ لِجَيْشِهِ: إِنَّكُمْ نَزَلْتُمْ أَرْضًا كَثِيرَةَ النِّسَاءِ
وَالشَّرَابِ يَعْنِي الْخَمْرَ فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ حَدًّا فَلْيَأْتِنَا،
فَنُطَهِّرُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَكَتَبَ
إِلَيْهِ: أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ (٤) الَّذِي يَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يَهْتِكُوا
سِتْرَ اللَّهِ الَّذِي سَتَرَهُمْ بِهِ.
• [١٠٢٠٠] [شيبة: ٣٤٢١٠].
(١)
الابتياع: الاشتراء. (انظر: اللسان، مادة: بيع).
(٢)
الحد: محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب (كحد الزنا … وغيره)، والجمع: حدود.
(انظر: النهاية، مادة: حدد).
* [٣/
٤٧ ب].
(٣)
الحمية: الأنفة والغيرة. (انظر: النهاية، مادة: حما).
(٤)
لا أم لك: عبارة ذم وسب، أي: أنت لقيط لا تعرف لك أم. وقيل قد يقع مدحا بمعنى
التعجب منه، وفيه بعد. (انظر: النهاية، مادة: أمم).
• [١٠٢٠٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: أَصَابَ أَمِيرُ
الْجَيْشِ وَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ شَرَابًا فَسَكِرَ، فَقَالَ النَّاسُ
لِأَبِي مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَقِيمَا عَلَيْهِ الْحَدَّ،
فَقَالَا: لَا نَفْعَلُ نَحْنُ بِإِزَاءِ (١) الْعَدُوِّ، وَنَكْرَهُ أَنْ
يَعْلَمُوا، فَيَكُونُ جُرْأَةً (٢) مِنْهُمْ عَلَيْنَا، وَضَعْفًا بِنَا (٣).
• [١٠٢٠٥]
عبد الرزاق، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيَّ، أَنَّهُ
سَمِعَ الْحَسَنَ قَالَ: سَرَقَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَرَسًا فَدَخَلَ
أَرْضَ الرُّومِ، فَرَجَعَ مَعَ (٤) الْمُسْلِمِينَ بِهَا فَأَرَادُوا قَطعَهُ
فَقَالَ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ: لَا تَقْطَعُوا حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَرْضِ
الرُّوم.
١٤
- بَابُ
عَقْرِ الشَّجَرِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ
• [١٠٢٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: قَدْ قَالَ: ﴿مَا
قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً﴾ [الحشر: ٥]، وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿مِنْ لِينَةٍ﴾ [الحشر: ٥]: النَّخْلَةُ، نَهَى بَعْضُ
الْمُهَاجِرِينَ بَعْضًا عَنْ قَطْع النَّخْلِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا هِيَ فِي
مَغَانِمِ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ مَنْ نَهَى عَنْ
قَطْعِهَا، وَتَحْلِيلِ مَنْ قَطَعَهَا عَنِ الْإِثْمِ، وإِنَّمَا قَطَعَهَا وَتَرَكَهَا
بِإِذْنِهِ.
• [١٠٢٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعَثَ الْجُيُوشَ إِلَى الشَّامِ، وَبَعَثَ أُمَرَاءً،
ثُمَّ بَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ وَهُوَ يَمْشِي: إِمَّا
أَنْ (٥) تَرْكَبَ، وإِمَّا أَنْ أَنْزِلَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ
عَلَيْهِ: مَا أَنَا بِرَاكِبٍ، وَمَا أَنْتَ بِنَازِلٍ، إِنِّي احْتَسَبْتُ
خُطَايَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَزِيدُ يَوْمَئِذٍ عَلَى رُبْعٍ
(١) الإزاء: المحاذاة والمقابلة. (انظر:
النهاية، مادة: إزاء).
(٢)
في الأصل: «جره»، والمثبت من «الأوسط» لابن المنذر (٦/ ٢٩٥) من طريق إسحاق بن
إبراهيم، عن عبد الرزاق، به.
(٣)
قوله: «وضعفا بنا» وقع في الأصل: «ضعفاتنا»، والتصويب من المصدر السابق.
(٤)
في الأصل: «من»، والصواب ما أثبتناه.
(٥)
ليس في الأصل، واستدركناه من «موطأ مالك - رواية يحيى بن يحيى» (١٦٢٧) من طريق
يحيى بن سعيد، به.
مِنَ الْأَرْبَاعِ، قَالَ (١):
إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ (١)
فَدَعْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ (١)، وَسَتَجِدُ
قَوْمًا قَدْ فَحَصُوا (٢) عَنْ أَوْسَاطِ رُءُوسِهِمْ مِنَ الشَّعَرِ وَتَرَكُوا
مِنْهَا أَمْثَالَ الْعَصائِبِ (٣) فَاضْرِبُوا مَا فَحَصوا عَنْهُ بِالسَّيْفِ،
وإِنِّي (٤) مُوصِيكَ بِعَشْرٍ: لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً، وَلَا صبِيًّا، وَلَا
كَبِيرًا، وَلَا تَعْقِرَنَّ (٥) نَخْلًا، وَلَا تُحَرِّقَنهَا (٦)، وَلَا
تَجْبُنْ، وَلَا تَغْلُلْ (٧).
الَّذِينَ فَحَصُوا عَنْ رُءُوسِهِمُ
الشَّمَامِسَةُ (٨)، وَالَّذِينَ حَبسُوا أَنْفُسَهُمُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ
(٩).
• [١٠٢٠٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ
شيَّعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
• [١٠٢٠٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا
بَعَثَ جُيُوشهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ قَوْمَا قَدْ
فَحَصوا عَنْ رُءُوسِهِمْ بِالسُّيُوفِ، وَسَتَجِدُونَ قَوْمًا قَدْ حَبَّسُوا
أَنْفُسَهُمْ فِي الصَّوَامِعِ فَذَرْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ *.
(١) ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر
السابق.
(٢)
الفحص: الكشف، أراد الذين يحلقون وسط رءوسهم فيتركونها مثل أفحوص القطا، وهو
مجثمها، وهم الشمامسة. (انظر: جامع الأصول) (٢/ ٥٩٨).
(٣)
العصائب: جمع عصابة، وهي كل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. (انظر:
النهاية، مادة: عصب).
(٤)
في الأصل: «إني»، والمثبت من المصدر السابق.
(٥)
العقر: الهلاك. وقيل: أصله من عقر النخل، وهو أن تقطع رءوسها فتيبس. (انظر:
النهاية، مادة: عقر).
(٦)
في الأصل: «تحرقها»، والمثبت من المصدر السابق.
(٧)
الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل من خان في شيء خفية
فقد غل. (انظر: النهاية، مادة: غلل).
(٨)
الشمامسة: جمع الشّمّاس، وهو من رؤساء النصارى، الذي يحلق وسط رأسه لازما للبيعة.
(انظر: تهذيب اللغة، مادة: شمس).
(٩)
الصوامع: جمع: صومعة، وهي منارة الراهب ومتعبده. (انظر: ذيل النهاية، مادة: صمع).
* [٣/
٤٨ أ].
• [١٠٢١٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي
سُفْيَانَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهْرِيِّ.
° [١٠٢١١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْ قَتْلِ
الْوُصَفَاءِ (١)، وَالْعُسَفَاءِ. وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ.
° [١٠٢١٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ مِثْلَهُ
(٢)، وَزَادَ: وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
لَهَانَ عَلَى سَرَاةِ (٣) بَنِي
لُؤَيٍّ … حَرِيقٌ بِالبُوَيْرَةِ (٤) مُسْتَطِيرُ (٥)
° [١٠٢١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى
النَّبِيُّ ﷺ عَنْ عَقْرِ الشَّجَرِ، فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِلدَّوَابِّ فِي
الْجَدْبِ (٦).
° [١٠٢١٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْريِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْمُرَقِّعُ بْنُ صيْفِيٍّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَمَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ قُتِلَتْ، لَهَا خَلْقٌ،
(١) الوصفاء: جمع وصيف، وهو: الخادم. (انظر:
المشارق) (٢/ ١٥).
(٢)
أي: عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ قطع نخل بني النضير وحرق، والظاهر منه حصول سقط في
هذا الموضع من الأصل بمقدار حديث أو أكثر، والله أعلم، وينظر: «صحيح مسلم» (١٧٩٥/
١) من طريق ابن المبارك، «سنن النسائي الكبرى» (٨٨٦٤) من طريق ابن جريج، كلاهما عن
موسى بن عقبة، به.
(٣)
السراة: جمع: سري، وهو: النفيس الشريف، وقيل: السخي ذو المروءة، وجمع الجمع:
سروات. (انظر: النهاية، مادة: سرى).
(٤)
في الأصل: «بالنويرة»، والتصويب من المصدرين السابقين.
البويرة: موضع منازل بني النّضير،
أحرق النبي ﷺ نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم (في إحدى جهات المدينة). (انظر: المعالم
الأثيرة) (ص ٥٤).
(٥)
المستطير: المنتشر المتفرق، كأنه طار في نواحيها. (انظر: النهاية، مادة: طير).
(٦)
الجدب: القحط وغلاء الأسعار. (انظر: النهاية، مادة: جدب).
° [١٠٢١٤]
[شيبة:٣٣٧٨٩].
وَالنَّاسُ عَلَيْهَا فَفَرَجُوا
لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ»، ثُمَّ قَالَ: «اذهَبْ
فَالْحَقْ خَالِدًا وَقُلْ لَهُ: لَا تَقْتُلْ ذُرِّيَّة، وَلَا عَسِيفًا (١)».
° [١٠٢١٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ بِامْرَأَةٍ
مَقْتُولَةٍ فَقَالَ: «أَلَمْ أَنْهَ عَن هَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَرْدَفْتُهَا
فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي، فَقَتَلتُهَا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِدَفْنِهَا.
° [١٠٢١٦]
عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ
قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ قَتْلِ النسَاءِ وَالْوِلْدَانِ، إِلَّا مَنْ
عَدَا مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ.
١٥
- بَابُ
الْبَيَاتِ (٢)
° [١٠٢١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّعْبُ بْنُ
جَثَّامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُصِيبُ فِي الْبَيَاتِ
مِنْ ذَرَارِيِّ (٣) الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ».
قَالَ: أَخْبَرَنِي (٤) ابْنُ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حِينَ بَعَثَ إِلَى أبْنِ أَبِي حَقِيقٍ، نَهَى
حِينَئِذٍ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
° [١٠٢١٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: بَعَثَ النَّبِيُّ
ﷺ سَرِيَّةً إِلَى خَيْبَرَ، فَأَفْضى الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَبَلَغ
ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: «مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى قَتلِ الذُّرِّيَّةِ؟»
قَالُوا: أَوَلَيْسَ أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: «أَوَلَيسَ خِيَارُكُمْ
أَوْلَادَ الْمُشرِكِينَ؟» قَالَ: ثُمَّ خَطَبَنَا، فَقَالَ: «أَلَا كُلُّ
مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ (٥) حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ».
(١) العسيف: الأجير، وقيل: العبد، والجمع:
عسفاء. (انظر: النهاية، مادة: عسف).
° [١٠٢١٥]، [شيبة: ٣٣٧٩٧].
(٢)
البيات: أن يقصد العدو في الليل من غير أن يعلم؛ فيؤخذ بغتة. (انظر: النهاية،
مادة: بيت).
° [١٠٢١٧]
[التحفة: ع ٤٩٣٩، خ م ت س ق ٤٩٤٠] [شيبة: ٣٨٠٩].
(٣)
الذراري: جمع ذرية، وهي: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى. (انظر: النهاية،
مادة: ذرر).
(٤)
كذا في الأصل، والقائل: الزهري.
(٥)
الفطرة: المراد: أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين، وقيل:
معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به. (انظر: النهاية، مادة: فطر).
• [١٠٢١٩] عبد الرزاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنَّهُ
بَيَّتَ عَدُوًّا مِنَ الْأَعْدَاءِ لَيْلًا.
° [١٠٢٢٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
(١)، أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ كَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ ﷺ وَيُؤْذِيهِ،
فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ خَمْسَةَ
نَفَرٍ، فَجَاءُوا بِهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ بِالْعَوَالِي (٢)، فَلَمَّا
رَآهُمْ ذُعِرَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَاكَ
لِحَاجَةٍ (٣)، قَالَ: فَيَدْنُوا بَعْضكُمْ (٤) فَيُحَدِّثُنِي بِحَاجَتِهِ،
قَالَ: فَدَنَا مِنْهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالُوا: جِئْنَاكَ نُبَايِعُكَ أَدْرَاعًا
(٥) عِنْدَنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ * فَعَلْتُمْ، لَقَدْ جَهَدْتُمْ مُنْذُ
نَزَلَ هَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أَوْ قَالَ بِكُمْ، قَالَ:
فَوَاعَدُوهُ أَنْ يَأْتُوه بَعْدَ هُدُوءٍ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَجَاءُوهُ فَقَامَ
إِلَيْهِمْ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا جَاءَكَ هَؤُلَاءِ هَذِهِ السَّاعَةَ
بِشَيءٍ مِمَّا تُحِبُّ، قَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي بِحَاجَتِهِمْ،
فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمُ اعْتَنَقَهُ أَبُو عَبْسٍ، وَعَلَاهُ مُحَمَّد بْنُ
مَسْلَمَةَ (٦) بِالسَّيْفِ، فَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ (٧) بحِنجَرهِ
فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ يَهُودُ غَدَوْا (٨) إِلَى النَّبيِّ ﷺ
فَقَالُوا: قُتِلَ
° [١٠٢٢٠] الإتحاف: حم ٢١٠٢٩].
(١)
في «مسند أحمد» (٢٤٤٠٦)، عن عبد الرزاق، به: «عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه».
(٢)
العالية والعوالي: كل ما كان من جهة نجد من المدينة المنورة إلى تهامة فهي
العالية، وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ٢٥٣).
(٣)
في الأصل: «بحاجة»، والمثبت من «مسند أحمد» من طريق عبد الرزاق، به.
(٤)
في الأصل: «لبعضكم»، والمثبت من المصدر السابق.
(٥)
الأدراع والدروع: جمع درع، وهو: نسيج من حلق حديد يتصل بعضها ببعض، يُلبس في الحرب
ليقي المحارب ضربات السيوف والرماح. (انظر: معجم السلاح) (ص ٩٦).
* [٣/
٤٨ ب].
(٦)
في الأصل: «مسلم»، والمثبت من المصدر السابق.
(٧)
الخاصرة: الجنب ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع، والجمع: خواصر. (انظر: المعجم
العرب الأساسي، مادة: خصر).
(٨)
الغدو: الذهاب غدوة (أول النهار) ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت
كان. (انظر: التاج، مادة: غدو).
صاحِبُنَا غِيلَةً (١) فَذَكَّرَهُمُ
النَّبِيُّ ﷺ مَا كَانَ يَهْجُوهُ فِي أَشْعَارِهِ وَيُؤْذِيهِ، قَالَ: ثُمَّ
دَعَاهُمُ النَّبِيُّ ﷺ إلَى أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، قَالَ:
حَسِبْتُهُ قَالَ: فَذَلِكَ الْكِتَابُ مَعَ عَلِيٍّ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، أَوْ
غَيْرُهُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِمَّنْ كَانَ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ (٢) لِأَبِي
عَبْسٍ: قَتَلْتُمْ كعْبًا غِيلَةً، قَالَ: فَحَلَفَ أَبُو عَبْسٍ: لَا يَرَاهُ
أَبَدًا يَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ إِلَّا قَتَلَهُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَآهُ
عَدَا فِي أَثَرِهِ (٣) حَتَّى يُعْجِزَهُ الْآخَرُ.
١٦
- بَابُ
قَتْلِ أهْلِ الشِّرْكِ صَبْرًا (٤) وَفِدَاءٍ الْأسْرَى
° [١٠٢٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ يَكْرَهُ قَتْلَ
أَهْلِ الشِّرْكِ صبْرًا وَيَتْلُو: ﴿فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ
وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤]،
قَالَ: وَأَقُولُ: ثُمَّ نَسَخَتْهَا: ﴿فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [النساء: ٨٩] وَنَزَلَتْ زَعَمُوا فِي الْعَرَبِ خَاصَّةً،
وَقَتَلَ النَّبِيُّ ﷺ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا.
° [١٠٢٢٢]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
الْهَيْثَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَبَ عُقْبَةَ
بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى شَجَرَةٍ فَقَالَ: أَمِنْ (٥) بَيْنِ قُرَيْشٍ؟ قَالَ:
«نَعَمْ»، قَالَ: فَمَنْ لِلصِّبْيَةِ؟ قَالَ: «النَّارُ».
• [١٠٢٢٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، أَنَّهُ
بَلَغَهُ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ فِي الْأَمِيرِ
يُعْطِي بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ، قَتْلُ رَجُلٍ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ أَحَبُ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.
(١) الغيلة: الخُفية والاغتيال، وهو: أن
يُخدع ويُقتل في موضع لا يراه فيه أحد. (انظر: النهاية، مادة: غيل).
(٢)
قوله: «يدعي الإسلام» وقع في الأصل: «يدعى بالاسلام»، والمثبت هو الأليق بالسياق.
(٣)
في أثره: في تتبع أثره. (انظر: اللسان، مادة: أثر).
(٤)
الصبر: الحبس، يقال: قتل كذا صبرا أي: قتل وهو مأسور. (انظر: النهاية، مادة: صبر).
(٥)
في الأصل: «أمر»، والمثبت هو الصواب، وينظر: «المراسيل» لأبي داود (ص ٢٣١)، عن
إبراهيم التيمي، به.
• [١٠٢٢٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ كَانَ يَحْرُسُ عُمَرَ بْنَ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَتَلَ
أَسِيرًا قَطُّ، إِلَّا وَاحِدًا مِنَ التُّرْكِ، قَالَ: جِيءَ بِأَسْرَى مِنَ
التُّرْكِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يُسْتَرَقُّوا، فَقَالَ (١) رَجُلٌ
مِمَّنْ جَاءَ بِهِمْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ كُنْتَ رَأَيْتَ هَذَا
لِأَحَدِهِمْ وَهُوَ يَقْتُلُ فِي الْمُسْلِمِينَ، لَكَثرَ بُكَاؤُكَ عَلَيْهِمْ،
قَالَ: فَدُونَكَ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ.
• [١٠٢٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: لَا يُقْتَلُ
الأُسَارَى إِلَّا فِي الْحَرْبِ، نُهِيبُ بِهِمْ.
° [١٠٢٢٦]
عبد الرزاق، عَن مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ
الْجَزَرِيُّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَادَى النَّبِيُّ ﷺ
بِأُسَارَى بَدْرٍ، فَكَانَ فِدَاءُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ،
وَقَتَلَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ قَبْلَ الْفِدَاءِ، فَقَامَ إِلَيْهِ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَتَلَهُ صَبْرًا، قَالَ: مَنْ لِلصِّبْيَةِ يَا
مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «النَّارُ».
° [١٠٢٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي (٢)
الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ قَالَ: كَانَتْ بَنُو عَامِرٍ أَسَرُوا
رَجُلَيْنِ مِنْ أَصحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسَرَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا مِنْ
ثَقِيفٍ، وَأَخَذُوا نَاقَةً كَانَتْ (٣) تَسْبِقُ عَلَيْهَا الْحَاجُّ، فَمَرَّ
بِهِ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ مُوثَقٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ * يَا مُحَمَّدُ
فَعَطَفَ عَلَيهِ، فَقَالَ: عَلَى مَا أُحْبَسُ وَتُؤخَذُ سَابِقَةُ الْحَاجِّ
(٤)؟ قَالَ: «بِجَرِيرَةِ (٥) حُلَفَائِكَ مِن بَنِي عَامِرٍ»، وَكَانَتْ بَنُو
عَامِرٍ
(١) في الأصل: «فأمر»، والمثبت من «التفسير»
للمصنف (٣/ ٢٠٢) بسنده، به.
° [١٠٢٢٧]
[التحفة: س ١٠٨٠٨، س ١٠٨١١، س ١٠٨٢٢، م د س ١٠٨٨٤، ت س ١٠٨٨٧، س ق ١٠٨٨٨، س ١٠٨٩١]
[شيبة:
١٣٩٢٠].
(٢)
في الأصل: «ابن»، وهو خطأ، والمثبت مما في «التفسير» للمصنف (٣/ ٢٠٣) بسنده، به
مختصرا.
(٣)
في الأصل: «كانوا»، والمثبت من «مسند الحميدي» (٢/ ٧٨)، «السنن» لسعيد بن منصور
(٢/ ٣٩٧) من طريق أيوب، به.
* [٣/
٤٩ أ].
(٤)
سابقة الحاج: ناقة النبي العضباء. (انظر: مجمع البحار، مادة: سبق).
(٥)
الجريرة: الجناية والذنب. (انظر: النهاية، مادة: جرر).
مِنْ حُلَفَاءِ ثَقِيفٍ، ثُمَّ
أَجَازَ النَّبِيُّ ﷺ فَدَعَاهُ أَيْضًا: يَا مُحَمَّدُ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ:
إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَالَ: «لَوْ قُلْتَ ذَاكَ وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ
أَفْلَحْتَ كُلَّ الْفَلَاحِ»، قَالَ: ثُمُّ أَجَازَ النَّبِيُّ ﷺ فَنَادَاهُ أَيضًا
فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي فَإِنِّي جَائِعٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«هَذِهَ حَاجَتُكَ»، فَأَمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَادَى
الرَّجُلَ بِالرَّجُلَينِ اللَّذَيْنِ أُسِرَا مِنْ أَصْحَابِهِ.
قَالَ: فَأَغَارَ نَاسٌ عَلَى
نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَصَابُوا نَاقَةً، وَأَصَابُوا امْرَأَةً
أَيْضًا، فَذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى رِحَالِهِمْ (١)، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ
بَعْضِ اللَّيْلِ إِلَى إِبِلِهِمْ، وَكَانُوا يُرِيحُونَهَا عِنْدَ أَفْنِيَتِهِمْ،
فَكُلَّمَا دَنَتْ مِنْ بَعِيرٍ لِتَرْكَبَهُ رَغَا (٢)، حَتَّى جَاءَتْ إِلَى
نَاقَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَهِيَ نَاقَةٌ ذَلُولٌ (٣)، فَلَمْ تَرْغُ، حَتَّى
قَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا (٤) ثُمَّ صَاحَتْ بِهَا، قَالَ: وَنَذَرَ بِهَا
الْقَوْمُ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهَا، فَنَذَرَتْ وَهِيَ مُنْطَلِقَةٌ، وَهُمْ فِي
أَثَرِهَا إِنِ اللَّهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا (٥) لَتَنْحَرَنَّهَا (٦)، قَالَ:
فَنَجَتْ، فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ، أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ فَقِيلَ: هَذِهِ
نَاقَتُكَ، جَاءَتْ عَلَيْهَا فُلَانَةُ، أَنْجَاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا فَأُتيَ
النَّبِيُّ ﷺ بِالْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا: كَيْفَ صنَعْتِ؟ فَأَخْبَرَتْهُ،
فَنَذَرْتُ وَهُمْ فِي طَلَبِي، إِنِ اللَّهُ أَنْجَانِي عَلَيْهَا أَنْ
أَنْحَرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِئْسَ مَا جَزَيْتِهَا إِذَنْ لَا وَفَاءَ
لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ».
° [١٠٢٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ وإِسْرَائِيلَ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ (٧) بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ،
أَنَّهُ أُخِذَ أَسِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِقَتْلِهِ،
(١) الرحال: جمع رحل، وهو: المسكن والمنزل.
(انظر: النهاية، مادة: رحل).
(٢)
الرغاء: صوت الإبل. (انظر: النهاية، مادة: رغا).
(٣)
الذلول: المدربة. (انظر: المشارق) (٢/ ٤٠٣).
(٤)
العجز: المؤخرة. (انظر: اللسان، مادة: عجز).
(٥)
في الأصل: «عليهم»، والمثبت من «السنن» لسعيد بن منصور فيما تقدم.
(٦)
النحر: الطعن في أسفل العنق عند الصدر. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٤٧٦).
(٧)
في الأصل: «الحارث»، والمثبت من «مسند أحمد» (١٩٢٦٨) من طريق الثوري، به.
فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ،
فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ﷺ فتَرَكَهُ وَقَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا أَكِلُهُمْ
إِلَى إِيمَانِهِمْ مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ».
• [١٠٢٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ مَعْمَرًا
قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُجَاهِدِ فِي غَزَاةٍ، فَأَبَقَ أَسِيرٌ لِرَجُلٍ مِمَّنْ
كَانَ مَعَنَا، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَقَتَلَهُ فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ.
° [١٠٢٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأُسَارَى
بَدْرٍ: «لَا يَقْتُلَنَّ أَحَدَا مِنْكُمْ إِلَّا بِضَرْبَةِ رَجُلٍ أَوْ
بِفِدَاءٍ».
° [١٠٢٣١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِي، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ (١)، عَنْ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَكَانَ اسْمُهُ
الْعَاصيَ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ ﷺ مُطِيعًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ ﷺ
يَوْمَ الْفَتْحِ: «لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ الْيَوْمِ صَبْرًا».
° [١٠٢٣٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ
كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا فَكَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتنَى
لَتَرَكْتُهُم».
° [١٠٢٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا
أَسَرَ النَّبِيُّ ﷺ أُسَارَى بَدْرٍ فَكَانَ فِيهِمْ أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ
صَبَارَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «إِن لَهُ ابْنا كَيِّسًا
وَهُوَ بِمَكَّةَ»، وَهُوَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي (٢) وَدَاعَةَ فَكَانَ أَوَّلَ
مَنْ جَاءَ فَفَدَى أَبَاهُ.
° [١٠٢٣٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، يَعْنِي (٣) عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ
عَبِيدَةَ قَالَ:
° [١٠٢٣١] [الإتحاف: مي خز عه حب كم حم ١٦٥٨٣] [شيبة: ٣٣٠٦٥، ٣٨٠٦٧].
(١)
قوله: «عن عبد الله بن مطيع» ليس في الأصل، واستدركناه من «مسند الحميدي» (١/ ٤٨٤)
من طريق ابن عيينة، به.
° [١٠٢٣٢]
[التحفة: خ د ٣١٩٤] [الإتحاف: جا حم ٣٩١٥].
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من ترجمته، ينظر: «تهذيب الكمال» للمزي (٢٨/ ٨٦).
(٣)
كذا في الأصل، ولعله مزيد خطأ.
نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ يوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُخَيِّرُكَ إِنْ شِئْتَ أَنْ
تَقْتُلَ هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى، وإِنْ شِئْتَ أَنْ تُفَادِيَ بِهِمْ، وَتَقْتُلَ
* مِنْ أَصْحَابِكَ مِثْلَهُمْ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ، فَقَالُوا:
نُفَادِيهِمْ، وَنَتَقَوَّى بِهِمْ، وَيُكْرِمُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ مَنْ
يَشَاءُ.
° [١٠٢٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ يَقُولُ: ثِنْتَانِ فَعَلَهُمَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: إِذْنُهُ لِلْمُنَافِقِينَ، وَأَخْذُهُ مِنَ الْأُسَارَى.
• [١٠٢٣٦]
عبد الرزاق، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ:
إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَحِلُّ الْأُسَارَى لِأَنَّ
اللَّهَ تبارك وتعالى، ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ
الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد: ٤]،
قَالَ مُجَاهِدٌ: لَا يُعْبَأُ بِهَذَا شَيْئًا، أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ
ﷺ، كُلُّهُمْ يُنْكِرُ هَذَا، وَيَقُولُ: هَذِهِ مَنْسُوخَةٌ، إِنَّمَا كَانَتْ
فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ وَالْمُشْرِكِينَ
فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥]،
فَإِنْ كَانُوا مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ إِلَّا
الْإِسْلَامُ، وإِنْ أَبَوْا قُتِلُوا فَأَمَّا مَنْ (١) سِوَاهُمْ، فَإِذَا
أُسِرُوا فَالْمُسْلِمُونَ فِيهِمْ بِالْخِيَارِ (٢)، إِنْ شَاءُوا قَتَلُوا،
وإِنْ شَاءُوا اسْتَحْيَوْا، وإِنْ شَاءُوا فَادَوْا إِذَا لَمْ يَتَحَوَّلُوا
عَنْ دِينِهِمْ، فَإِنْ أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ لَمْ يُفَادُوا.
• [١٠٢٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤]، قَالَا: نَسَخَهَا (٣) ﴿فَاقْتُلُوا
الْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة:
٥] الْآيَةَ،
وَقَالَهُ السُّدِّيُّ.
* [٣/ ٤٩ ب].
(١)
في الأصل: «ما»، والصواب ما أثبتناه.
(٢)
الخيار: من الاختيار، وهو طلب خير الأمرين. (انظر: النهاية، مادة: خير).
• [١٠٢٣٧]
[شيبة: ٣٣٩٣٥].
(٣)
النسخ: الإزالة، أي: إزالة ما تضمنته من أحكام. (انظر: اللسان، مادة: نسخ).
° [١٠٢٣٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَعْطَى يَوْمَ بَدْرٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ الْأَسيرَ الَّذِي أَسَرَ فَكَانَ هُوَ يُفَادِيهِ بِنَفْسِهِ.
° [١٠٢٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ أَنَّ
عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرِو حَمَلَ بِفِدَاءِ
(١) أَسْرَى بَدْرٍ، وَحَمَلَ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا تُرِيدُ
قُرَيْشٌ فِي غَزْوِهِ، وَكَانَ فَادَى (٢) أَبَا وَدَاعَةَ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ.
١٧
- بَابُ
حَمْلِ السِّلَاحِ وَالْقُرْآنِ إِلَى أرْضِ الْعَدُوِّ
• [١٠٢٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُرِهَ حَمْلُ السِّلَاحِ
إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، قُلْتُ: أَتُحْمَلُ الْخَيْلُ إِلَيْهِمْ؟ فَأَبَى
ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَّا مَا (٣) تَقَوَّوْا بِهِ فِي الْقِتَالِ فَلَا يُحْمَلُ
إِلَيْهِمْ، وَأَمَّا غَيْرُهُ فَلَا بَأْسَ.
وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
• [١٠٢٤١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: نَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ
يُحْمَلَ الْخَيْلُ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ.
° [١٠٢٤٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرآنِ إِلَى أَرْضِ
الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ.
° [١٠٢٤٣]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ. قَالَ: وَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ إِلَى الْأَمْصَارِ (٤).
(١) في الأصل: «بفداه»، والصواب ما أثبتناه.
(٢)
في الأصل: «وفادى»، الواو مزيد خطأ.
• [١٠٢٤٠]
[شيبة:٣٤٠٤٧].
(٣)
ليس في الأصل، واستدركناه من «السنن» لسعيد بن منصور (٢/ ٣٤٢) من طريق ابن جريج،
به.
• [١٠٢٤١]
[شيبة: ٣٤٠٤٨].
° [١٠٢٤٢]
[الإتحاف: عه حم ١٠٩٧٢] [شيبة: ٣٧٢١٧].
(٤)
الأمصار: جمع المصر، وهو: البلد. (انظر: النهاية، مادة: مصر).
١٨ - بَابُ الْقَتْلِ بِالنَّارِ
• [١٠٢٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
حَرَّقَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ
لِأَبِي بَكْرٍ: أَتَدَعُ هَذَا الَّذِي يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: لَا أَشِيمُ (١) سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
° [١٠٢٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَ
قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَأَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ لَقَتَلْتُهُمْ وَلَمْ
أُحَرِّقْهُمْ، لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ بَدَّلَ»، أَوْ قَالَ:
«مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَاقْتُلُوهُ، وَلَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ»،
يَعْنِي النَّارَ *، قَالَ: فَبَلَغَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ:
وَيْحَ (٢) ابْنَ عَبَّاسٍ.
° [١٠٢٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ (٣)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ قَدْ أُحْرِقَتْ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ».
° [١٠٢٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ، أَوِ
• [١٠٢٤٤] [شيبة:٣٤٤١٤].
(١)
الشيم: الشيم من الأضداد، يكون سلا (إخراج السيف من الجراب) وإغمادا (إدخال السيف
في الجراب). (انظر: النهاية، مادة: شيم).
° [١٠٢٤٥]
[الإتحاف: جا حب قط كم ش حم ٨٤٤٢] [شيبة: ٢٩٦١٤، ٢٣٨١٥]،
وسيأتي: (١٩٩٠٥).
* [٣/
٥٠ أ].
(٢)
الويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح
والتعجب. (انظر: النهاية، مادة: ويح).
° [١٠٢٤٦]
[الإتحاف: حم ١٢٨٤٢].
(٣)
في الأصل: «سعيد» وهو خطأ، والتصويب من «مسند أحمد» (٤٠٩٩) من طريق عبد الرزاق، به.
ابْنِ عُمَرَ (١) قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ الذُّبَابِ فِي النَّارِ إِلَّا النَّحْلَ»، وَكَانَ
يَنْهَى عَنْ قَتْلِهِنَّ (٢)، وإِحْرَاقِ الطَّعَامِ.
• [١٠٢٤٨]
عبد الرزاق، عَنْ سُفْيَانَ (٣) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ كَرِهَ أَنْ
يُحْرَقَ الْعَقْرَبُ بِالنَّارِ، لِأَنَّهُ مُثْلَةٌ.
° [١٠٢٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَسِبْتُ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً، فَقَالَ: «إِنْ أَخَذتُمْ
هَبَّارَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ شُعْبتَيْنِ مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ
ألقُوا فِيهَا النَّارَ»، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا يَنْبَغِي
لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ، إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَاقْطَعُوا
يَدَهُ، ثُمَّ رِجْلَهُ، ثُمَّ اقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ رِجْلَهُ»، قَالَ: فَلَمْ
تُصِبْهُ تِلْكَ السَّرِيَّةُ وَأَصَابَتْهُ نَقْلَةٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ:
وَكَانَ رَجُلًا سَبَّابًا، فَأُتيَ النَّبِيُّ ﷺ فَقِيلَ هَذَا هَبَّارُ بْنُ
الْأَسْوَدِ يُسَبُّ فَمَا يَسُبُّ، قَالَ: فَجَاءَهُ النَّبِيُّ ﷺ يمْشِي حَتَّى
قَامَ عَلَيْهِ، وَكَانَ هَبَّارٌ مُسْلِمًا فَقَالَ لَهُ: «يسُبَّ مَنْ سَبَّكَ،
يسُبَّ مَنْ سَبَّكَ».
° [١٠٢٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ (٤) الْأَسْلَمِيُّ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو
الْأَسْلَمِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
بَعَثَهُ وَرَهْطًا (٥) مَعَهُ سَرِيَّةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ عَدُوِّهِ فَقَالَ
لَهُمْ: «إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى فُلَانٍ فَأَحْرِقُوهُ فِي النَّارِ»،
فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا تَوَارَوْا مِنْهُ نَادَاهُمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ،
فَرَدَّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا
تَحْرِقُوهُ بِالنَّارِ، فَإِنَّهُ لَا يُعَذَبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ».
(١) بعده في الأصل: «عن النبي ﷺ» وهو تكرار،
وينظر: «المعجم الكبير» للطبراني (١٢/ ٤١٩) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٢)
في الأصل: «قتلهم»، والمثبت من المصدر السابق.
(٣)
قوله: «عن سفيان» سقط من الأصل، وأثبتناه من «مصنف ابن أبي شيبة» (١٧/ ٥٨٧)، حيث
أخرجه عن وكيع عن سفيان، عن منصور، به.
° [١٠٢٥٠]
[الإتحاف: حم ٤٣٤٤].
(٤)
في الأصل: «عبد الله»، والمثبت من «مسند أحمد» (١٦٢٨٢) من طريق عبد الرزاق، به.
(٥)
الرهط: ما دون العشرة من الرجال. وقيل إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد
له من لفظه، ويجمع على أرهط وأرهاط. (انظر: النهاية، مادة: رهط).
° [١٠٢٥١] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا إِلَى نَاسٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ كُلَّهُمْ
إِنْ قَدَرُوا عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ صَبَّحُوهُمْ، فَجَعَلُوا يَقْتُلُونَهُمْ فَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَبْتَشِرُ وَ(١) يَتبَسَّمُ لِمَا هُوَ يُخبِرُهُ، فبَيْنَمَا
هُوَ كَذلِك، قَال الرَّجُلُ: فمَرَّ رَجُلٌ فسَعَى حَتَّى رَقِيَ فِي شَجَرَةٍ
طَوِيلَةٍ ضَخْمَةٍ، فَرَمَيْنَاهُ بِالنَّبْلِ وَهُوَ فِيهَا، ثُمَّ أَوْقَدْنَا
نَارًا وَأَحْرَقْنَا الشَّجَرَةَ، قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ
ذَكَرُوا لَهُ الْإِحْرَاقَ بِالنَّارِ، قَالَ الرَّجُلُ: فَسَقَطَ الرَّجُلُ،
فَإِذَا هُوَ قَدْ كَانَتِ النَّبْلُ قَتَلَتْهُ.
١٩
- بَابُ
دُعَاءِ الْعَدوِّ
° [١٠٢٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ الْمُثَنى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: أَوْصَى النَّبِيُّ ﷺ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى
الْيَمَنِ فَقَالَ: «إِنَّكَ سَتَأْتِي عَلَى نَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
فَادْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ
قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَإِنْ
أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ شَهْرٍ
فِي اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا، فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ
قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ زَكَاةً فِي أَموَالِكُمْ، تؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِكُمْ،
فَإِنْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ، فَخُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَاجْتَنِبْ كرَائِمَ
أَمْوَالِهِمْ (٢)، وإيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ *، فَإِنَّهُ لَا حِجَابَ
لَهَا دُونِي».
° [١٠٢٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ
النّبِيَّ ﷺ لَمْ يُقَاتِلْ بَنِي قُرَيْظَةَ (٣) حَتَى دَعَاهُمْ إِلَى
الْإِسْلَامِ، فَأَبَوْا فَقَاتَلَهُمْ.
(١) ليست في الأصل، والسياق يقتضي إثباتها.
(٢)
كرائم الأموال: نفائسها والعزيزة على مالكها التي تتعلق بها نفسه، والمفرد: كريمة.
(انظر: النهاية، مادة: كرم).
* [٣/
٥٠ ب].
(٣)
في الأصل: «قريضة»، والمثبت مما يأتي برقم (١٠٥٨١).
بنو قريظة: قبيلة يهودية سكنت
المدينة المنورة في جنوبها الشرقي. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص ٣٠٧).
° [١٠٢٥٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَعَا بَنِي النَّضِيرِ (١)
إِلَى أَنْ يُعْطُوا عَهْدًا يُعَاهِدُونَهُ عَلَيْهِ، فَأَبَوْا، فَقَاتَلَهُمْ.
• [١٠٢٥٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: كَتَبَ
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى مِهْرَانَ بْنِ زَادَانَ وَآخَرَ مَعَهُ قَدْ
سَمَّاهُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ
أَبَيْتُمْ فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ (٢)، فَإِنْ
أَبَيْتُمْ فَإِنَّ عِنْدِي قَوْمًا يُحِبُّونَ الْقِتَالَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسُ
شُرْبَ الْخَمْرِ.
° [١٠٢٥٦]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ (٣) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ لَمَّا بَعَثَ عَلِيًّا بَعَثَ خَلْفَهُ رَجُلًا فَقَالَ: اتْبَعْ
عَلِيًّا وَلَا تَدْعُهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَلَكِنِ اتْبَعْهُ وَخُذْ بِيَدِهِ،
وَقُلْ لَهُ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «أَقِمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ»، قَالَ:
فَأَقَامَ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «لَا تُقَاتِل قَوْمًا حَتَّى
تَدْعُوَهُمْ». قال عبد الرزاق: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ.
• [١٠٢٥٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا نَدْعُو الْعَدُوَّ وَنَدَعُ.
• [١٠٢٥٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَدْ
عَلِمُوا مَا يُدْعَوْنَ إِلَيهِ.
(١) بنو النضير: اسم قبيلة يهودية كانت تسكن
بالمدينة ممن وفدوا إلى المدينة في العصر الجاهلي. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص
٢٨٨).
(٢)
الجزية: المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة، وهي فعلة من الجزاء، كأنها جزت عن
قتله. (انظر: النهاية، مادة: جزا).
° [١٠٢٥٦]
[شيبة: ٣٣٧٢٧].
(٣)
بعده في الأصل: «أبي» وهو مزيد خطأ، والمثبت من «المسند» لإسحاق بن راهويه (٣٨٢٣)،
كما في «المطالب العالية» (٩/ ٤١٢) من طريق عمر بن ذر، به.
• [١٠٢٥٧]
[شيبة: ٣٣٧٣٦].
• [١٠٢٥٨]
[شيبة: ٣٣٧٣٩].
° [١٠٢٥٩] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا قَاتَلَ النَّبِيُّ ﷺ
قَوْمًا إِلَّا دَعَاهُمْ.
° [١٠٢٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ وَمَعْمَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي
خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا
ثُمَّ، قَالَ: «اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَاتِلُوا مَنْ
كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا (١)، وَلَا
تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، إِذَا أَنْتَ لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثلَاثِ خِصَالٍ (٢) أَوْ خِلَالٍ (٣):
فَأَيَّتُهُنَ مَا أَجَابُوكَ مِنْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ،
وَادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ،
وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ (٤) مِنْ دَارِهِمْ إِلَى
دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ إِنْ فَعَلُوا أَنَّ (٥) لَهُمْ مَا
لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا
أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ
اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الفَيْءِ
وَالْغَنِيمَةِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ همْ
أَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَسَلْهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ،
فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ
بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ
تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ (٦) اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ ﷺ، فَلَا
° [١٠٢٦٠] [الإتحاف: ش مي جا عه طح حب حم ٢٢٢٦]
[شيبة:
٢٨٥١٨، ٢٣٣٠٠، ٣٣٥٩٤، ٣٣٧٢٥، ٣٣٧٨٨، ٣٤٢١٧].
(١)
المثلة والتمثيل: مَثَلْتُ بالقتيل؛ إذا جدعت (قطعت) أنفه أو أذنه أو مذاكيره، أو
شيئًا من أطرافه، ومَثَلْت بالحيوان: إذا قطعت أطرافه وشوّهت به. (انظر: النهاية،
مادة: مثل).
(٢)
الخصال: جمع: خصلة، وهي: الشعبة والجزء من الشيء، أو الحالة من حالاته. (انظر:
النهاية، مادة: خصل).
(٣)
في الأصل:»خصال«وهو خطأ، والمثبت من»صحيح مسلم«(١٧٨٠) من طريق الثوري، به.
(٤)
في الأصل:»التحويل«، والمثبت من المصدر السابق.
(٥)
بعده في الأصل:»يكونوا كأعراب المسلمين يجري عليهم"، وهو انتقال نظر وخطأ من
الناسخ.
(٦)
الذمة: العهد والأمان والضمان، والحرمة والحق، والجمع: الذمم. (انظر: النهاية،
مادة: ذمم).
تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلَا
ذِمَّةَ نَبِيهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ، وَذِمَمَ
أَصْحَابِكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَخْفِرُوا (١) ذِمَّتَكُمْ وَذِمَّةَ آبَائِكُمْ
أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تَخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ ﷺ،
وَإِنْ حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ عَلَى أَنْ تُنْزِلَهُمْ (٢) عَلَى
حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ
عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا».
• [١٠٢٦١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ *، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:
كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ: إِذَا حَصَرتُمْ قَصْرًا فَلَا
تَقُولُوا: انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِنَا وَلكِنْ أَنْزِلُوهُمْ
عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ اقْضُوا فِيهِمْ مَا شِئْتُمْ، فَإِذَا لَقِيَ رَجُلٌ
رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: مَتْرَسْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، وإِذَا قَالَ: لَا تَدْهَلْ
فَقَدْ أَمَّنَهُ، وإِذَا قَالَ: لَا تَخَفْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ الْألْسِنَةَ.
° [١٠٢٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسِبْتُ (٣) الْوَلِيدَ،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا، قَالَ: «انْطَلِقُوا بِاسْمِ
اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، تُقَاتِلُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ،
أَبْعَثُكُمْ عَلَى ألَّا تَغُلُّوا، وَلَا تَجْبُنُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا
تَقْتُلُوا وَليدًا، وَلَا تَحْرِقُوا كَنِيسَةً، وَلَا تَعْقِرُوا نَخْلًا»،
وَبَعَثَ إِنْسَانًا إِلَى إِنْسَانٍ كَانَ يَكْذِبُ عَلَيْهِ بِالْيَمَنِ،
فَقَالَ: «حَرِّقُوهُ»، ثُمَّ قَالَ: «لَا تُعَذَبْ بِعَذَابِ اللَّهِ».
• [١٠٢٦٣]
عبد الرزاق يَعْنِي عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَتَبَ
إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ: أَنَّ الْأَهِلَّةَ بَعْضهَا أَكْبَرُ
مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ (٤)
رَجُلَانِ أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالْأَمْسِ، وإِذَا حَاصَرْتُمْ أَهْلَ حِصنٍ
فَلَا تُنْزِلُوهُمْ عَلَى
(١) الإخفار: نقض العهد والذمة. (انظر:
النهاية، مادة: خفر).
(٢)
في الأصل: «ينزلوك»، والمثبت من المصدر السابق.
• [١٠٢٦١]
[شيبة:٣٤٠٨٥].
* [٣/
٥١ أ].
(٣)
قوله: «حسبت» وقع في الأصل: «حبيب»، والتصويب من «تحذير الخواص من أكاذيب القصاص»
للسيوطي (ص ١١٧).
• [١٠٢٦٣]
[شيبة: ٩٥٦٦،٩٥٥٣].
(٤)
في الأصل: «يشهدوا»، وهو خطأ، والتصويب مما تقدم عند المصنف برقم (٧٥٦٢).
حُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ،
وَلكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ احْكُمُوا فِيهِمْ بِمَا شِئْتُمْ،
وَلَا تَقُولُوا: لَا تَخَفْ، وَلَا تَدْهَلْ، وَمَتْرَسْ فَإِنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ الْألسِنَةَ.
° [١٠٢٦٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ بُكَيْرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
ابْنَ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أُحَدِّثُكَ بِمَا
نَصْنَعُ فِي مَغَازِينَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَحَدِّثْنِي مَا كَانَ النَّبِيُّ
ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَصْنَعُونَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا حَلَّ (١)
بِالْقَريَةِ دَعَا أَهْلَهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنِ اتَّبَعُوهُ خَلَطَهُمْ
بِنَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ، وإِنْ أَبَوْا دَعَاهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ،
فَإِنْ أَعْطَوْهَا قَبِلَهَا مِنْهُمْ، وإِنْ أَبَوْا آذَنَهُمْ عَلَى سَوَاءً،
وَكَانَ أَدْنَاهُمْ إِذَا أَعْطَاهُمُ الْعَهْدَ وَفَوْا لَهُ أَجْمَعُونَ.
• [١٠٢٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يُقَاتَلُ أَهْلُ
الْأَوْثَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَيُقَاتَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ عَلَى إِعْطَاءِ
الْجِزْيَةِ.
° [١٠٢٦٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَان
أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى جُذَيْمَةَ (٢)،
فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا،
وَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا (٣)، صَبَأْنَا، وَجَعَلَ خَالِدٌ بِهِمْ
قَتْلًا وَأَسْرًا، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ (٤) رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا، حَتَّى
إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَنَا أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ
فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي،
وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، فَقَدِمْنَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ
وَرَفَعَ يَعْنِي يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا
صَنَعَ خَالِدٌ» مَرَّتَيْنِ.
(١) في الأصل: «دخل»، والمثبت من «السنن»
لسعيد بن منصور (٢/ ٢١٦) من طريق ابن عيينة، به.
• [١٠٢٦٥]
[شيبة: ٣٣٣٠٥].
° [١٠٢٦٦]
[الإتحاف: حب حم ٩٦٢١]، وسيأتي: (١٩٩٢١).
(٢)
جذيمة: قبيلة من العدنانية، كانت منازلهم بناحية الخط من شرقي المملكة العربية
السعودية في نواحي القطيف. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٨٨).
(٣)
الصابئ: الخارج من دينه إلى دين غيره، والجمع: صُباة. (انظر: النهاية، مادة: صبأ).
(٤)
ليس في الأصل، واستدركناه من «مسند أحمد» (٦٤٩٣) من طريق عبد الرزاق، به.
• [١٠٢٦٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (١) بْنِ كَرِيزٍ،
قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَيُّمَا رَجُلٍ دَعَا رَجُلًا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَدْ أَمَّنَهُ اللَّهُ، فَإِنَّمَا
نَزَلَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ.
٢٠
- بَابُ
الْجِوَارِ (٢) وَجِوَارِ الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ
• [١٠٢٦٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ فُضَيْلٍ
الرَّقَاشِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ قَرْيَةً مِنْ قُرَى فَارِسَ يُقَالُ لَهَا
شَاهِرْتَا فَحَاصرنَاهَا شَهْرًا، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَطَمِعْنَا
أَنْ نُصَبِّحَهُمُ، انْصَرَفْنَا عَنْهُمْ عِنْدَ الْمَقِيلِ، فَتَخَلَّفَ عَبْدٌ
مِنَّا فَاسْتَأْمَنُوهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ فِي سَهْمٍ أَمَانًا، ثُمَّ رَمَى
بِهِ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا * رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ خَرَجُوا فِي ثِيَابِهِمْ،
وَوَضعُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَقُلْنَا: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: أَمَّنْتُمُونَا
وَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا السَّهْمَ فِيهِ كِتَابُ أَمَانِهِمْ فَقُلْنَا: هَذَا
عَبْدٌ وَالْعَبْدُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيءٍ، قَالُوا: لَا نَدْرِي عَبْدَكُمْ
مِنْ حُرِّكُمْ، وَقَدْ خَرَجُوا بِأَمَانٍ، قُلْنَا: فَارْجِعُوا بِأَمَانٍ
قَالُوا: لَا نَرْجِعُ إِلَيْهِ أَبَدًا فَكَتَبْنَا إِلَى عُمَرَ بَعْضَ
قِصَّتِهِمْ، فَكَتَبَ عُمَرُ: أَنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
أَمَانُهُ أَمَانُهُمْ، قَالَ: فَفَاتَنَا مَا كُنَّا أَشْرَفْنَا عَلَيْهِ مِنْ
غَنَائِمِهِمْ.
• [١٠٢٦٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ
الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ لِتَأْخُذَ عَلَى
الْمُسْلِمِينَ تَقُولُ: تُؤَمَّنُ.
° [١٠٢٧٠]
عبد الرزاق، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ،
• [١٠٢٦٧] [شيبة: ٣٨٣٤٠].
(١)
في الأصل: «عبد الله»، والمثبت من «السنن» لسعيد بن منصور (٢/ ٢٧١) من طريق موسى
بن عبيدة، به.
(٢)
الجوار: العهد والأمان. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: جار).
* [٣/
٥١ ب].
• [١٠٢٦٩]
[شيبة: ٣٤٠٧٣، ٣٤٠٧٤].
جَاءَتْ بِرَجُلَيْنِ فَأَرَادَ
عَلِيٌّ قَتْلَهُمَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:
«قَدْ أَجَرْنا مَنْ (١) أَجَارَتْ أُمُّ هَانِئٍ».
° [١٠٢٧١]
عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَيْسَرَةَ (٢)، عَنْ ابِي مُرَّةَ
مَوْلى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ
الْفَتْحِ، فَقَالَتْ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِل
فُلَانًا، رَجُلًا أَجَرْتُهُ (٣)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ
(١) أَجَارَتْ أُمُّ هَانِئٍ».
° [١٠٢٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
الْبَهِيِّ، أَنَّ زَيْنَبَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا الْعَاصي
بْنَ الرَّبِيعِ إِنْ أَقْرَبَ فَابْنُ عَمِّ، وإِنْ أَبْعَدَ فَأَبُو (٤) وَلَدٍ،
وإِنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ، فَأَجَارَهُ النَّبِيُّ ﷺ.
° [١٠٢٧٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
أَنَّ حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا الْعَاصِ بْنَ
الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَكَانَ
زَوْجَهَا لِبِنْتِ خَدِيجَةَ، فَجِيءَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ في قَيْدٍ، فَحَفَتْهُ
زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ ﷺ.
° [١٠٢٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَيريِّ، عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن زَيْنَبَ بِنْتَ النَّبِيِّ ﷺ أجَارَتْ زَوْجَهَا أَبَا
الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَأَمْضَى النَّبِيُّ ﷺ جوَارَهَا.
(١) في الأصل: «ما»، والمثبت من «المعجم
الكبير» للطبراني (٢٤/ ٤٣١) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، به.
° [١٠٢٧١]
[الإتحاف: حم ٢٣٢٩٤].
(٢)
كذا ورد الإسناد، وكذلك أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٤/ ٤١٨) من طريق عبد
الرزاق، وقال: «هكذا قال الدبري، عن عبد الرزاق، عن مالك، عن ميمون بن ميسرة، ووهم
فيه، والصواب ما رواه القعنبي وغيره، عن مالك، عن موسى بن ميسرة».
(٣)
في الأصل: «أخبرته»، والمثبت مما تقدم عند المصنف برقم (٤٩٩٩).
(٤)
في الأصل: «فأبوا»، وهو خطأ، والتصويب من «السنن الكبرى» للبيهقي (١٨٢٣٠) من طريق
الثوري، به.
• [١٠٢٧٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: الْتَقَتْ خَيْلَانِ، خَيْلٌ لِلدَّيْلَمِ،
وَخَيْلٌ لِلْعَرَبِ، فَانْكَشَفَتِ الْخَيْلُ، فَإِذَا صَرِيعٌ بَيْنَهُمْ،
قَالَ: فَأَقْبَلَتِ الْعَرَبُ وَحَسِبَتْ أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَقَالُوا (١): لَا
بَأْسَ، فَلَمَّا غَشَوْهُ (٢) إِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مِنَ الدَّيْلَمِ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَّاهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاللَّهِ مَا
آمَنَّاهُ، وَمَا كُنَّا نَرَى إِلَّا أَنَّهُ مِنَّا، فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ
عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ آمَنُوهُ.
° [١٠٢٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: لَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ الْفَجْرَ قَامَتْ زَيْنَبُ،
فَقَالَتْ: إِنَّهُ ذَكَرَ زَوْجِي قَدْ جِيءَ بِهِ، وإِنِّي قَدْ أَجَزتُهُ،
فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ مَا لِي بِهِ مِنْ عِلْمٍ، وإنَّهُ
لَيُجِيرُ عَلَى الْقَوْمِ أَدْنَاهُمْ».
° [١٠٢٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ (٣)، تَتَكَافَأُ
دِمَاؤُهُمْ (٤)، وَيَنْعَقِدُ بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ
بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ (٥) فِي عَهْدِهِ، وَأَدْنَاهُمْ عَلَى أَقْصَاهُمْ،
وَالْمُتَسَرِّي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَوِيُّ عَلَى الضَّعِيفِ»، يَقُولُ: فِي
الْغَنَائِمِ.
° [١٠٢٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ * ابْنِ شِهَابٍ وَغَيْرِهِ، أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ أَجَازَ جِوَارَ زَيْنَبَ ابْنَتِهِ.
٢١
- بَابُ
سَهْمِ الْعَبْدِ
• [١٠٢٧٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ لَا
سَهْمَ لِعَبْدٍ مَعَ
(١) في الأصل: «وقال»، والمثبت هو الأظهر.
(٢)
في الأصل: «غشوهم»، والمثبت هو الأولى.
الغشيان: الازدحام والإكثار. (انظر:
النهاية، مادة: غشا).
(٣)
يد على من سواهم: مجتمعون على أعدائهم. (انظر: النهاية، مادة: يد).
(٤)
تكافؤ الدماء: التساوي في القصاص والديات. (انظر: النهاية، مادة: كفأ).
(٥)
المعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق على اليهود والنصارى، وقد يطلق على
غيرهم إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. (انظر: النهاية، مادة: عهد).
* [٣/
٥٢ أ].
الْمُسْلِمِينَ، قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا عِنْدَ ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ أَنَّ عَبْدًا وَجَدَ رِكْزَةً
عَلَى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ عُمَرُ فَابْتَاعَهُ
مِنْهُ، وَأَعْتَقَهُ (١)، وَأَعْطَاهُ مِنْهَا مَالًا، وَجَعَلَ سَائِرَهَا فِي
مَالِ الْمُسْلِمِينَ.
• [١٠٢٨٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: بَلَغَنَا أَنَّهُ
يُقَالُ: لَا يُلْحَقُ عَبْدٌ فِي دِيوَانٍ (٢)، وَلَا يُؤْخَذُ (٣) مِنْهُ
زَكَاةٌ.
• [١٠٢٨١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
أَنَّ حَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ بَعْضَ الْغِفَارِيِّينَ مَخْلَدًا
(٤) الْغِفَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبِيدًا لَهُمْ شَهِدُوا بَدْرًا، فَكَانَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْطِيهِمْ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، ثَلَاثَةَ آلَافٍ كُلَّ
سَنَةٍ.
° [١٠٢٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ فَضالَةَ بْنِ
عُبَيْدٍ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي غَزْوَةٍ، قَالَ: وَفِينَا
مَمْلُوكُونَ، قَالَ: فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ.
• [١٠٢٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
سَعِيدٍ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ
الْمَمْلُوكِ وَالْمَرْأَةِ، هَلْ يُعْطَوْنَ مِنَ الْخُمُسِ؟ قَالَ: لَيْسَ
لَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ شَيْءٌ.
• [١٠٢٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَمَّنْ
أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ يَحُدُّ الْعَبْدَ
وَالْمَرْأَةَ مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَأَقُولُ قَوْلَ
(١) العتق والعتاقة: الخروج عن الرق،
والتحرير من العبودية. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عتق).
(٢)
الديوان: الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. (انظر: النهاية، مادة:
ديوان).
(٣)
غير واضح في الأصل، والمثبت مما عند المصنف برقم (٧٢٢٠)، (٧٢٣١).
• [١٠٢٨١]
[شيبة: ٣٣٥٥٣].
(٤)
في الأصل: «خالد بن»، والتصويب من: «سنن سعيد بن منصور» (٢٧٨٠)، «مصنف ابن أبي
شيبة» (٣٣٥٥٣)، وغيرهما من طريق عمرو بن دينار، به، بنحوه.
° [١٠٢٨٢]
[الإتحاف: حم ١٦٢٥٧].
• [١٠٢٨٣]
[التحفة: م د ت س ٦٥٥٧].
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْعَبْدِ
وَالْمَرأَةِ يَحْضُرَانِ الْبَأْسَ (١): لَيْسَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ، إِلَّا
أَنْ يُحْذَيَا (٢) مِنْ غَنَائِمِ الْقَوْمِ.
• [١٠٢٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَيْسَ لِلْعَبْدِ نَصيبٌ مِنَ
الْغَنَائِمِ.
قَالَ الْحَجَّاجُ: وَأَخْبَرَنِي
عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ.
° [١٠٢٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
عُمَير مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: حَضَرْتُ خَيْبَرَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ
يُسْهِمْ لِي، وَأَعْطَانِي (٣) مِنْ خُرْثِيِّ (٤) الْمَتَاعِ.
• [١٠٢٨٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وإِسْمَاعَيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ
نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُربَى،
وَعَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ، وَعَنِ الْعَبِيدِ، هَلْ كَانُوا يُعْطَوْنَ مِنَ
الْغَنَائِمِ شَيْئًا؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَباسٍ كَتَبْتَ لِي فِي سَهْمِ
ذِي الْقُرْبَى، فَإِنَّهُ كَانَ لَنَا حَتَّى حَرَمْنَاهُ قَوْمَنَا، وَكَتَبْتَ
فِي قَتْلِ الصِّبْيَانِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا كَانَ صَاحِبُ
مُوسَى يَعْلَمُ، وإِلَّا لَا يَحِلُّ لَكَ قَتْلُهُمْ، وَكَتَبْتَ فِي الْعَبِيدِ
هَلْ كَانُوا يُعْطَوْنَ مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا (٥)، وإِنَّهُمْ كَانُوا يُحْذَوْنَ
الشَّيءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُضْرَبَ لَهُمْ سَهْمٌ.
(١) البأس: القتال. (انظر: ذيل النهاية،
مادة: بأس).
(٢)
الإحذاء: الإعطاء. (انظر: النهاية، مادة: حذا).
• [١٠٢٨٥]
[شيبة: ٣٣٨٨٣].
° [١٠٢٨٦]
[شيبة: ٣٣٨٨١].
(٣)
في الأصل: «فأعطاني»، والمثبت من «المسند» لأبي داود الطيالسي (٢/ ٥٤١) من طريق
محمد بن زيد، به.
(٤)
الخرثي: أثاث البيت ومتاعه. (انظر: النهاية، مادة: خرث).
• [١٠٢٨٧]
[التحفة: م دت س ٦٥٥٧] [شيبة: ٢٨٨٥٨].
(٥)
قوله: «وكتبت في العبيد هل كانوا يعطون من الغنائم شيئا» ليس في الأصل، والمثبت من
«صحيح مسلم» (١٨٥٨/ ٢) من طريق إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري، عن يزيد بن
هرمز، به.
٢٢ - بَابٌ هَلْ يُسْهَمُ لِلْأَجِيرِ؟
• [١٠٢٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ
قَالَا: لَا سَهْمَ لِلأَجِيرِ.
° [١٠٢٨٩]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ
لِرَجُلٍ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ: أَتَخْرُجُ مَعِي يَا فُلَانُ
لِلْغَزْوِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَوَعَدَهُ، فَلَمَّا حَضرَهُ الْخُرُوجُ دَعَاهُ،
فَأَبَى أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ (١)، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَلَيْسَ
قَدْ وَعَدْتَنِي؟ أَتَكْذِبُنِي؟ وَتُخْلِفُنِي؟ قَالَ: مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ
أَخْرُجَ، قَالَ: مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: عِيَالِي وَأَهْلِي، قَالَ:
فَمَا الَّذِي يُرضيكَ حَتَّى تَخْرُجَ؟ قَالَ: ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ، عَلَى أَنْ
يَخْرُجَ مَعَهُ فَخَرَجَ مَعَهُ، فَلَمَّا هَزَمُوا الْعَدُوَّ وَأَصَابُوا
الْغَنَائِمَ، قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَعْطِنِي نَصِيبِي مِنَ الْغَنَائِمِ،
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ * سَأَذْكُرُ أَمْرَكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ
فَذَكَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَذِهِ الثَّلَاثَةُ دَنَانِيرَ حَظُّهُ
وَنَصِيبُهُ مِنْ غَزْوهِ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ».
٢٣
- بَابُ
الْجَعَائِلِ
• [١٠٢٩٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ الْجَعَائِلِ،
قَالَ: إِذَا أَخَذَهُ الرَّجُلُ بِنِيَّةِ (٢) يَتَقَوَّى بِهِ فَلَا بَأْسَ.
• [١٠٢٩١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: كَانَ الْقَاعِدُ يَمْنَحُ الْغَازِيَ، فَأَمَّا أَنْ يَبِيعَ
الرَّجُلُ غَزْوَهُ فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.
(١) بعده في الأصل: «فلما»، وهو مزيد خطأ،
والمثبت من «الاستذكار» (١٤/ ١١١) معزوا لعبد الرزاق بسنده، به.
* [٣/
٥٢ ب].
(٢)
في الأصل: «بدينه»، والمثبت من «الأوسط» لابن المنذر (٦/ ١٧٧) من طريق إسحاق
الدبري، عن عبد الرزاق، به.
• [١٠٢٩٢] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ
الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ الْعَيْزَارِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْجَعَائِلِ، فَقَالَ: لَمْ أكُنْ لِأَرْتَشِيَ
إِلَّا مَا رَشَانِي اللَّهُ، قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ:
تَرْكُهَا أَفْضَلُ، فَإِنْ أَخَذْتَهَا فَأَنْفِقْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ.
• [١٠٢٩٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
الْأَعْجَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْجَعَائِلِ، فَخَرَجَ
عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ أَرْبَعَةٍ وَاحِدٌ، وَمِنْ كُلِّ ثَلَاثَةٍ وَاحِدٌ، قَالَ:
إِنْ جَعَلْتَهَا فِي كُرَاعٍ (١) أَوْ سِلَاحٍ فَلَا بَأْسَ، وإِنْ جَعَلْتَهُ
فِي عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ غَنَمٍ فَهُوَ غَيْرُ طَائِلٍ.
• [١٠٢٩٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا
يُعْطُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَأْخُذُوا، هَذَا فِي الْجَعَالَةِ.
• [١٠٢٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ يَجْعَلُ عَنْ نَفْسِهِ
إِذَا خَرَجَ الْبَعْثُ.
° [١٠٢٩٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ (٢)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَطَاءٍ (٣) الْجَنَدِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُبَيْبٍ الْجَنَدِيُّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَبَا الْوَليدِ، يَا عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ إِذَا
رَأَيْتَ الصُّدَقَةَ كُتِمَتْ، وَقَلَّتْ وَاسْتُؤْجِرَ فِي الْغَزْوِ، وَعُمِّرَ
الْخَرَابُ، وَخُرِّبَ
• [١٠٢٩٢] [شيبة: ١٩٨٧٦].
• [١٠٢٩٣]
[شيبة: ١٩٨٧٧].
(١)
الكراع: اسم لجميع الخيل. (انظر: النهاية، مادة: كرع).
(٢)
قوله:»عن معمر«، ليس في الأصل، والمثبت من»جامع المسانيد والسنن«لابن كثير (٥/
١٩٦) قال:»رواه أبو نعيم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن كثير بن عَطَاءٍ
الجِنَدِيِّ … «، وفي»التاريخ الكبير«للبخاري (٧/ ٢١٢)،»الجرح والتعديل«لابن أبي
حاتم (٧/ ٢١٢)، ذكر البخاري وأبو حاتم أن مَعمرًا هو من يروي عنه، وقد سمياه: كثير
بن سويد الجندي، والحديث رواه ابن نقطة في»إكمال الإكمال«(٣/ ١٠) بسنده إلى
الدبري، عن عبد الرزاق، عن كثير بن عطاء الجندي، به.
(٣)
كذا في الأصل، ولعل الصواب:»سويد«. ينظر:»التاريخ الكبير«،»الجرح والتعديل"
فيما تقدم.
الْعَامِرُ، وَالرَّجُلُ يَتَمَرَّسُ
بِأَمَانَتِهِ كَمَا يَتَمَرَّسُ الْبَعِيرُ (١) بِالشَّجَرِ، فَإِنَّكَ
وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ (٢) السَّبَّابَةِ وَالَّتِي
تَلِيهَا.
٢٤
- بَابُ
الشِّعَارِ (٣)
• [١٠٢٩٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ
الْبَقَرَةِ.
• [١٠٢٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
مِثْلَهُ.
° [١٠٢٩٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْريِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ
يَقُولُ: «إِنْ بُيِّتُمُ اللَّيْلَةَ، فَقُولُوا: حم لَا يُنْصَرُونَ» (٤).
٢٥
- بَابُ
السَّلَبِ (٥) وَالْمُبَارزَةِ
• [١٠٣٠٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: بَارَزَ
الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ أَخُو أَنَسٍ مَرْزُبَانَ الزَّأْرَةِ فَقَتَلَهُ،
وَأَخَذَ سَلَبَهُ، فَبَلَغَ سَلَبُهُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: إِنَّا كُنَّا لَا نُخَمسُ
السَّلَبَ، وإِنَّ سَلَبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَ مَالًا كَثِيرًا، وَلَا أُرَانِي
إِلَّا خَامِسَهُ.
(١) البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل،
وسمي بعيرا، لأنه يبعر، والجمع: أبعرة وبُعران.
(انظر:
حياة الحيوان للدميري) (١/ ١٩٣).
(٢)
في الأصل: «بإصبعه»، والمثبت من «جامع المسانيد والسنن» فيما تقدم.
(٣)
الشعار: العلامة التي يتعارفون بها في الحرب. (انظر: النهاية، مادة: شعر).
• [١٠٢٩٧]
[شيبة:٣٤٤١٣،٣٤٢٥٧].
• [١٠٢٩٨]
[شيبة:٣١٤٠٥].
° [١٠٢٩٩]
[شيبة: ٣٧٩٥٤].
(٤)
حم لا ينصرون: المراد: اللهم لا ينصرون خبر ليس بدعاء. (انظر: النهاية، مادة: حمم).
(٥)
السلب: ما أخذ عن القتيل مما كان عليه من لباس أو آلة. (انظر: المشارق) (٢/ ٢١٧).
• [١٠٣٠٠]
[شيبة: ٣٧١٦١].
• [١٠٣٠١] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: اسْتَلْقَى الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى
ظَهْرِهِ، فَتَرَنَّمَ، فَقَالَ (١) لَهُ أَنَسٌ: اذْكُرِ اللَّهَ يَا أَخِي،
فَاسْتَوَى جَالِسًا، وَقَالَ: أَيْ أَنَسُ! أَتُرَانِي أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي،
وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مُبَارَزَةً سِوَى مَا شَارَكْتُ فِي
قَتْلِهِ.
° [١٠٣٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ:
قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ *: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «قُمْ يَا زُبَيرُ»، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: أَوَحِيدِي يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَيهُمَا عَلَا (٢) صَاحِبَهُ قَتَلَهُ»،
فَعَلَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ (٢)، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلَبَهُ.
• [١٠٣٠٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ مُنْذُ قَطُّ إِذَا الْتَقَى
الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، فَقَتَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلًا مِنَ
الْكُفَّارِ، فَإِنَّ سَلَبَهُ لَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي مَعْمَعَةِ الْقِتَال.
° [١٠٣٠٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
لَيْلَى أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَكُنْ يُخَمِّسُ السَّلَبَ.
• [١٠٣٠٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سِحْرِ بْنِ
عَلْقَمَةَ الْعَبْدِيِّ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ غَيْرِي
شِبْرَ وَهُوَ الصَّوَابُ، قَالَ: كُنَّا بِالْقَادِسِيَّةِ، فَخَرَجَ رَجُلٌ
مِنْهُمْ عَلَيْهِ السِّلَاحُ وَالْهَيْئَةُ، قَالَ: مَرْد وَمَرْد، يَقُولُ:
رَجُلٌ وَرَجُلٌ،
• [١٠٣٠١] [شيبة:٢٦٥٤٩،١٩٧٤٥].
(١)
في الأصل: «قال»، والمثبت من «المعجم الكبير» للطبراني (١/ ٢٤٥) من طريق الدبري،
عن عبد الرزاق، به.
° [١٠٣٠٢]
[شيبة:٣٧٩٧٨].
* [٣/
٥٣ أ].
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من «المغازي» للواقدي (٢/ ٥٠٤)، «المصنف» لابن أبي شيبة
(٢٠/ ٣٨٧)، وغيرهما من حديث الثوري، به.
• [١٠٣٠٣]
[شيبة: ٣٣٧٦٧].
فَعَرَضْتُ عَلَى أَصحَابِي أَنْ
يُبَارِزُوهُ، فَأَبَوْا، وَكُنْتُ رَجُلًا قَصيرًا، قَالَ: فَتَقَدَّمْتُ (١)
إِلَيْهِ، فَصَاحَ صوْتًا، وَكَبَّرْتُ وَهَدَرَ، وَكَبَّرْتُ فَاحْتَمَلَ بِي
فَضَرَبَ، قَالَ: وَيَمِيلُ بهِ فَرَسُهُ، قَالَ: فَأَخَذْتُ خِنْجَرَهُ،
فَوَثَبْتُ عَلَى صَدْرِهِ، فَذَبَحْتُهُ، قَالَ: وَأَخَذْتُ مِنْطَقَةً (٢) لَهُ
وَسَيْفًا، وَرَايَتَيْنِ، وَدِرْعًا (٣)، وَسِوَارَيْنِ، فَقَوَّمَ اثْنَي عَشَرَ
أَلْفًا فَأَتَيْتُ بِهِ لسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: رُحْ إِلَيَّ، وَرُحْ
بِالسَّلَبِ، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَيْهِ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ:
هَذَا سَلَبُ شِبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ خُذْهُ هَنِيئًا مَرِيئًا فَنَفَّلَنِيهِ
كُلَّهُ.
• [١٠٣٠٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَقِيَ
الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ بَنِي مُسَيْلِمَةَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: حِمَارُ
الْيَمَامَةِ، وَكَانَ رَجُلًا طِوَالًا فِي يَدِهِ سَيْفٌ أَبْيَضُ، وَكَانَ
الْبَرَاءُ رَجُلًا قَصِيرًا، فَضَرَبَ الْبَرَاءُ رِجْلَيْهِ بِالسَّيْفِ،
فَكَأَنَّهُ أَخْطَأَهُ، فَوَقَعَ عَلَى قَفَاهُ، قَالَ: فَأَخَذْتُ سَيْفَهُ
وَأَغْمَدْتُ سَيْفِي.
• [١٠٣٠٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ قَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَكَ سِلَاحٌ، إِلَّا
سِلَاحُ الْعَدُوِّ، فَقَاتِلْ بِهِ، ثُمَّ رُدَّهُ إِلَى الْمَغَانِمِ.
° [١٠٣٠٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ حُنَيْنٍ (٤)
فَقَتَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلَبَهُ.
° [١٠٣٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَبَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «مَنْ
يَكفِينِي عَدُوِّي؟» فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَبَارَزَهُ الزُّبَيْرُ
فَقَتَلَهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ ﷺ سَلَبَهُ.
(١) في الأصل: «فقدمت»، والتصويب من «الأوسط»
لابن المنذر (٦/ ١٣٠) من طريق المصنف، به.
(٢)
النطاق والمنطق والمنطقة: ما يشد به أوساط الناس، وما تشد المرأة به وسطها لترفع
وسط ثوبها عند معاناة الأشغال؛ لئلا تعثر في ذيلها. (انظر: النهاية، مادة: نطق).
(٣)
في الأصل: «ودراعا»، والتصويب من المصدر السابق.
(٤)
في الأصل: «خيبر»، والمثبت كما عند أحمد في «المسند» (٢٢٩٦٣) من حديث ابن عيينة،
به.
• [١٠٣١٠] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: فُتِحَتِ الْأَهْوَازُ وَأَمِيرُهُمْ أَبُو
مُوسَى أَوْ غَيْرُهُ، فَدَعَا مَجْزَأَةَ أَوْ شَقِيقَ بْنَ ثَوْرٍ شَكَّ أَبُو
بَكْرٍ، فَقَالَ: انْظُرْ لِي رَجُلًا مِنْ قَوْمِكَ أَبْعَثْهُ فِي مَبْعَثٍ،
فَقَالَ: لَئِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تُرِيدُ خَيْرًا، مَا أُحِبُّ أَنْ
يَسْبِقَنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي، وَلَئِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ مَا
أُحِبُّ أَنْ أُوقِعَ فِيهِ أَحَدًا مِنْ قَوْمِي، فَابْعَثْنِي، قَالَ: إِنَّا
دُلِلْنَا عَلَى سِرْبٍ يُدْخَلُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَبَعَثَهُ
فِي أُنَاسٍ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ، إِلَّا قَالَ: وَعَلَيْهِمُ الْبَرَاءُ
بْنُ مَالِكٍ، قَالَ *: فَدَخَلَ مَجْزَأَةُ أَوْ شَقِيقٌ السِّرْبَ، فَلَمَّا
خَرَجَ رَمَوْهُ بِصَخْرَةٍ فَقَتَلُوهُ، وَدَخَلَ النَّاسُ حَتَّى كَثُرُوا،
وَفَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ، قَالَ: سَمِعْنَا أَنَّهُ كَانَ غُلَامًا ابْنَ
عِشْرِينَ.
٢٦
- بَابُ
ذِكْرِ الْخُمُسِ وَسَهْمِ ذِي الْقُرْبَى
• [١٠٣١١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ قَالَ: سَلَكَ عَلِيٌّ بِالْخُمُسِ طَرِيقَهُمَا.
• [١٠٣١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ
سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، قَالَ: كَانَ لَنَا فَمَنَعْنَاهُ قَوْمَنَا، فَدَعَانَا
عُمَرُ، فَقَالَ: يُنْكَحُ فِيهِ أَيَامَاكُمْ، وَيُعْطَى فِيهِ غَارِمُكُمْ،
فَأَبَيْنَا، فَأَبَى عُمَرُ رضي الله عنه.
• [١٠٣١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَأَنَّ لِلَّهِ
خُمُسَهُ﴾ [الأنفال:
٤١]،
خَمْسَةُ أَخْمَاسٍ: لِلرَّسُولِ، وَلِذِي الْقُرْبَى، وَالْيَتَامَى،
وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ.
• [١٠٣١٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيِ، قَالَ:
سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ
لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ [الأنفال: ٤١]،
قَالَ: هَذَا مِفْتَاحُ كَلَامٍ، لِلَّهِ (١) الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ،
* [٣/ ٥٣ ب].
• [١٠٣١٢]
[التحفة: م د ت س ٦٥٥٧].
• [١٠٣١٤]
[شيبة: ٣٣٩٨١].
(١)
في الأصل: «الله»، والتصويب من «الأموال» لابن زنجويه (٢/ ٧٢٩) من طريق سفيان، به.
وَلِلرَّسُولِ، وَلِذِي الْقُرْبَى،
فَاخْتَلَفُوا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ،
قَالَ قَائِلٌ: سَهْمُ ذِي الْقُربَى لِقَرَابَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَقَالَ قَائِلٌ:
سَهْمُ ذِي الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ الْخَلِيفَةِ، وَاجْتَمَعَ رَأْيُ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ ﷺ أَنْ يَجْعَلُوا هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ فِي الْخَيْلِ، وَالْعُدَّةِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ، قُلْتُ
لَهُ: فَمَا مَنَعَهُ (١) قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُدَّعَى عَلَيْهِ
خِلَافُهُمَا.
° [١٠٣١٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي
صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا»، فَقَتَلُوا سَبْعِينَ،
وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، فَجَاءَ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو بِأَسِيرَيْنِ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ وَعَدْتَنَا مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ
كَذَا، وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا، فَقَدْ جِئْتُ بِأَسِيرَيْنِ،
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا (٢) لَمْ
تَمْنَعْنَا زَهَادَةٌ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا جُبْنٌ عَنِ الْعَدُوِّ، وَلكنَّا
قُمْنَا هَذَا الْمَقَامَ خَشْيَةَ أَنْ يَقْتَطِعَكَ الْمُشْرِكُونَ، وإنَّكَ
إِنْ تُعْطِ هَؤُلَاءِ لَا يَبْقَى لِأَصْحَابِكَ شَيءٌ، قَالَ: فَجَعَلَ هَؤُلَاءِ
يَقُولُونَ، وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ، فَنَزَلَتْ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: ١]،
قَالَ: فَسَلَّمُوا الْغَنِيمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ:
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ [الأنفال: ٤١].
° [١٠٣١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ … نَحْوَهُ.
° [١٠٣١٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ
سَهْمُ النَّبِيِّ ﷺ يُدْعَى الصَّفِيَّ (٣)، إِنْ شَاءَ عَبْدًا، وإِنْ شَاءَ
فَرَسًا، يَخْتَارُهُ قَبْلَ الْخُمُسِ، وَيُضْرَبُ لَهُ سَهْمُهُ، إِنْ شَهِدَ
وإِنْ غَابَ، وَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ مِنَ الصَّفِيِّ.
(١) قوله: «فما منعه» ليس في الأصل،
واستدركناه من «الأموال» لابن زنجويه (١٢٤٩)، «شرح معاني الآثار» (٢/ ٢٣٤) من حديث
أبي جعفر محمد بن علي، بنحوه.
(٢)
في الأصل: «إنك»، وهو خطأ، والتصويب من «التفسير» للمصنف، به.
(٣)
في الأصل: «الصيف»، وهو خطأ، والتصويب كما في آخر الحديث.
° [١٠٣١٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ
وَسَأَلْتُ كَمْ كَانَ سَهْمُ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: كَانَ خُمُسَ الْخُمُسِ.
٢٧
- بَابُ
بَيْعِ الْمَغَانِمِ
• [١٠٣١٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَكْرَهُ بَيْعَ الْخُمُسِ حَتَّى *
يُقْسَمَ.
° [١٠٣٢٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ خَيْبَرَ.
° [١٠٣٢١]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ (١)، وَعَنِ
الْحَبَالَى (٢) أَنْ يُقْرَبْنَ، وَعَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ،
وَعَنْ أكلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
° [١٠٣٢٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ،
عَنْ مَكْحُولٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.
° [١٠٣٢٣]
أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَعَا بِالْفَاقِ.
٢٨
- بَابُ
الْغُلُولِ
° [١٠٣٢٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ ﷺ:
° [١٠٣١٨] [شيبة: ٣٣٩٧٥، ٣٣٩٧٦].
* [٣/
٥٤ أ].
(١)
الحمر الأهلية: جمع الحمار، وهي التي تألف البيوت ولها أصحاب، وهي الإنسية ضد
الوحشية.
(انظر: النهاية، مادة: أهل).
(٢)
الحبالى: جمع حُبْلَى، وهي: الحامل، وهو من الحَبَل، وهو: امتلاء الرحم. (انظر:
اللسان، مادة: حبل).
° [١٠٣٢٤]
[التحفة: س ١٣٠٩٩، خ م ١٤٦٧٧، م ١٤٧٨٠].
«غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ،
فَقَالَ: لَا يَغْزُو مَعِي (١) رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَم يَبْنِ (٢) بِهَا،
وَلَا رَجُلٌ لَهُ غَنَمٌ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، وَلَا رَجلٌ بَنَى بِنَاءً لَمْ
يَفْرُغْ مِنْهُ، فَلَمَّا أَتَى المَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ وَجَاءَهُ عِنْدَ
الْعَصْرِ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ،
اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ سَاعَةً، فَحَبَسَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ سَاعَةً،
ثُمَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ وُضِعَتِ الْغَنِيمَةُ فَجَاءَتِ النَّارُ،
فَلَمْ تَأْكلْهَا، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ
قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، قَالَ: فَلَصِقَتْ يَدُهُ بيَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ،
فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمُ الْغُلُولَ، قَالَ: فَأَخْرَجُوا مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ
مِن ذَهَبٍ فَألقَوْهُ فِي الْغَنِيمَةِ، ثُمَ جَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا»،
قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَنَا، وَذَلِكَ
أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَأَى ضَعفَنَا فَطَيَّبَهَا لَنَا»، وَزَعَمُوا أَنَّ
الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ.
° [١٠٣٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا
غَنِمَ مَغْنَمَا بَعَثَ مُنَادِيًا: «لَا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ مِخْيَطًا (٣) فَمَا
دُونَهُ، أَلَا لَا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ بَعِيرًا، فَيَأْتِي بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ رُغَاءٌ، أَلَا لَا يَغُلَّنَّ فَرَسًا، فَيَأتي بِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ظَهْرِهِ لَهُ حَمْحَمَةٌ (٤)».
° [١٠٣٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: جَاءَ عَقِيلُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ (٥): قَدْ عَلِمْنَا أَئكَ قَاتَلْتَ
فَهَلْ جِئْتَنَا بِشَيءٍ؟ قَالَ: هَذِهِ إِبْرةٌ خِيطِي بِهَا ثِيَابَكِ، قَالَ:
فَبَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ مُنَادِيًا: «أَلَا لَا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا
دُونَهَا»، فَقَالَ عَقِيلٌ لاِمْرَأَتِهِ: مَا أَرَى إِبْرَتَكِ إِلَّا قَدْ
فَاتَتْكِ.
• [١٠٣٢٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ:
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنفال: ٤١]، قَالَ: الْمِخْيطُ مِنَ الشَّيءِ.
(١) زاد بعده في الأصل: «من».
(٢)
البناء والابتناء: الدخول بالزوجة؛ كان الرجل إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل
بها فيها، فيقال: بنى الرجل على أهله. (انظر: النهاية، مادة: بنا).
(٣)
المخيط: الإبرة. (انظر: النهاية، مادة: خيط).
(٤)
الحمحمة: صوت دون الصهيل. (انظر: النهاية، مادة: حمحم).
(٥)
في الأصل: «امرأة».
• [١٠٣٢٧]
[شيبة: ٣٣٩٨٩].
° [١٠٣٢٨] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
منْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى (١) وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى
فَرَسِهِ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَلْقَيْنِ، وَقَالَ: اسْتُشْهِدَ غُلَامُكَ -
أَوْ قَالَ: مَوْلَاكَ - فُلَانٌ، قَالَ: «بَلْ هُوَ الآنَ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ
فِي عَبَاءَةِ غَلَّهَا» (٢).
° [١٠٣٢٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ
أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَقْفَلَهُ مِنْ
حُنْيَنٍ، عَلِقَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطُرَّ إِلَى سَمُرَةٍ،
فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ (٣)، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَوَقَفَ، فَقَالَ: «رَدُّوا
عَلَيَّ رِدَائي، أتَخْشَوْنَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ
الْعِضَاهِ (٤) نَعَمًا (٥) لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي (٦)
بَخِيلًا، وَلَا * جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا».
° [١٠٣٣٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ عِنْدَ قَسْمِ الْخُمُسِ، أَتَاهُ رَجُلٌ
يَسْتَحِلُّهُ خِيَاطًا أَوْ مِخْيَطًا، فَقَالَ: «رُدُّوا الْخِيَاطَ (٧)
° [١٠٣٢٨] [الإتحاف: حم ٢١٠١٦].
(١)
وادي القرى: وادٍ بين المدينة المنورة وتبوك، بينه وبين المدينة ٣٥٠ ميلًا. (انظر:
أطلس الحديث النبوي) (ص ٣٧٠).
(٢)
أقحم بعده في الأصل:»الله ورسوله«، والمثبت موافق لما في»المسند«لأحمد (٢٠٦٧٧) من
طريق المصنف، به.
° [١٠٣٢٩]
[الإتحاف: حب حم ٣٩٠٨].
(٣)
الرداء: ما يُلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة، والثوب الذي يستر الجزء الأعلى من
الجسم، واللباس أيضًا، والجمع: أردية. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٩٤).
(٤)
العضاه: جمع العضة، وهي: كل شجر عظيم له شوك. (انظر: النهاية، مادة: عضه).
(٥)
النعم والأنعام: الإبل، والبقر، والغنم، وقيل: الأنعام للثلاثة، والنعم للإبل
خاصة. (انظر: ذيل النهاية، مادة: نعم).
(٦)
في الأصل:»لا تجدوا«، والمثبت كما في الحديث رقم (٢١١١٥)،»المعجم الكبير«(٢/
١٣٥)،»شرح السنة«(١٣/ ٢٥٢)،»الأوسط" لابن المنذر (٦/ ١٤٦) من طريق الدبري، عن
عبد الرزاق، به.
* [٣/
٥٤ ب].
(٧)
الخياط: الخيط. (انظر: النهاية، مادة: خيط).
وَالْمِخْيَطَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ
عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ»، قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ شَعَرَاتٍ أَوْ وَبَرةً (١) مِنْ
بَعِيرِهِ، فَقَالَ: «مَا لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَلَا مِثْلُ
هَذِهِ إِلَّا (٢) الْخُمُسُ وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ».
° [١٠٣٣١]
عبد الرزاق، عَنْ هشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ (٣)، وَلَا
صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ».
• [١٠٣٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي
مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: أَرْبَع فِي أَرْبَعٍ لَا يُقْبَلْنَ فِي حَجٍّ،
وَلَا عُمْرَةٍ، وَلَا جِهَادٍ، وَلَا صَدَقَةٍ: الْخِيَانَةُ، وَالسَّرِقَةُ،
وَالْغُلُولُ، وَمَالُ الْيَتِيمِ.
° [١٠٣٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا
عَمْرَةَ (٤) مَوْلَى الْأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ
خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بخَيْبَرَ فَمَاتَ
رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَلَمْ يُصلِّ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيهِ، فَذَهَبُوا
يَنْظُرُونَ فِي مَتَاعِهِ، فَوَجَدُوا فِيهِ خَرَزًا (٥) مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا
يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ.
° [١٠٣٣٠]
قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ أَبَا عَمْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ
سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يُحَدِّثُ … مِثْلَهُ.
° [١٠٣٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ
يَوْمَ حُنَيْنٍ أَتَى الْقَبَائِلَ فِي مَنَازِلهِمْ، يَدْعُو لَهُمْ،
(١) الوبرة: مفرد الوبر، وهو: صوف الإبل
والأرانب ونحوهَا. (انظر: اللسان، مادة: وبر).
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.
(٣)
الطهور: الوضوء. (انظر: النهاية، مادة: طهر).
• [١٠٣٣٢]
[شيبة: ٣٦٥٢٦].
(٤)
في الأصل: «عمر»، والتصويب من الذي يليه.
(٥)
(الخرز): فصوص من جيد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه، والواحدة: خرزة. (انظر:
اللسان، مادة: خرز).
° [١٠٣٣٤]
[شيبة: ٣٤٢١٤].
وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَتَرَكَ
قَبِيلَةً مِنْ تِلْكَ الْقَبَائِلِ لَمْ يَأْتِهَا، وإِنَّهُمُ الْتَمَسُوا
فِيهِمْ، فَوَجَدُوا فِي بَرْدَعَةِ (١) رَجُلٍ عِقْدًا مِنْ جَزْعٍ قَدْ غَلَّهُ،
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَاهُمْ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ كَمَا يُصَلِّي
عَلَى الْمَيِّتِ.
° [١٠٣٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ رَجُلٌ
عَلَى ثَقَلِ (٢) النَّبِيِّ ﷺ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ فَمَاتَ، فَقَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا
عَلَيْهِ كِسَاءً قَدْ غَلَّهُ.
° [١٠٣٣٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قِيلَ لَهُ فِي رَجُلٍ كَانَ يُمْسِكُ بِرَأْسِ دَابَّتِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ:
اسْتُشْهِدَ فُلَانٌ، فَقَالَ: «إِنهُ الآنَ يَتَقَلَّبُ فِي النَّارِ»، قِيلَ:
وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «غَلَّ شَمْلَةً (٣) يَوْمَ خَيْبَرَ»،
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَخَذْتُ شِرَاكَيْنِ
(٤) يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «شِرَاكَانِ مِن نَارٍ».
° [١٠٣٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَتَى
رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانًا
غَلَّ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَيْ فُلَانُ، هَلْ فَعَلْتَ؟»
قَالَ: لَا، قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَخْبَرَهُ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْفِرُوا هَاهُنَا، فَحَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا
قَطِيفَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لَهُ، فَقَالَ: «دَعُونَا
مَنْ أَبِي خُرْءٍ»، يَعْنِي الْعَذِرَةَ (٥).
• [١٠٣٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الضحَّاكِ بْنِ
مُزَاحِمٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ
بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: ١٦٢]، قَالَ: مَنْ غَلَّ.
(١) البرذعة: حلس (كساء) يلقى تحت الرحل.
(انظر: ذيل النهاية، مادة: بردع).
° [١٠٣٣٦]
[الإتحاف: حم ١١٦٦٧] [شيبة: ٣٤٢١٢].
(٢)
الثقل: متاع المسافر. (انظر: النهاية، مادة: ثقل).
(٣)
الشملة: قماش ذو وبر طويل، وهو نوع من القطيفة، والشملة: الكساء، وقيل: الكساء دون
القطيفة، والجمع: شِمال. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: شمل).
(٤)
الشراكان: مثنى الشراك، وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية،
مادة: شرك).
(٥)
العَذِرة: الغائط للإنسان. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص ٢٧٧).
٢٩ - بَابٌ كَيْفَ يُصْنَعُ بِالذِي
يَغُلُّ؟
• [١٠٣٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ *، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُؤْمَرُ
بِالرَّجُلِ إِذَا غَلَّ فَيُحْرَقُ رَحْلُهُ (١)، وَيُحْرَمُ نَصِيبَهُ مِنَ
الْغَنِيمَةِ.
• [١٠٣٤١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ يُؤْمَرُ
بِالرَّجُلِ إِذَا غَلَّ يُؤمَرُ (٢) بِرَحلِهِ فَيُبْرَزُ ويُحرَقُ.
قَالَ: وَقَالَ عَمْرٌو، عَنِ
الْحَسَنِ: وَيُحْرَمُ نَصيبَهُ مِنَ الْمَغْنَمِ.
• [١٠٣٤٢]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ
مُحَمَّدٍ أَنَّهُ شَهِدَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ زِيَادٌ يَتْبَعُ غُلًّا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَاسْتُفْتِيَ فِيهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، فَكُلُّهُمْ
أَشَارُوا (٣): أَنْ يُجْلَدَ جَلْدًا وَجِيعًا، وَيُجْمَعَ مَتَاعُهُ إِلَّا
الْحَيَوَانَ فَيُحْرَقَ، ثُمَّ يُخَلَّى سَبِيلُهُ فِي سَرَاوِيلِهِ، وَيُعْطَى
سَيْفَهُ قَطْ.
• [١٠٣٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ (٤) جَابِرٍ،
عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: يُجْمَعُ رَحْلُهُ فَيُحْرَقُ.
• [١٠٣٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ مِثْلَهُ.
° [١٠٣٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ لعَلكُمْ
سَتُبْلوْنَ بِهِمْ، وَاسْألوا اللهَ العَافِيَة (٥)، فإِذا جَاءُوكمْ
* [٣/ ٥٥ أ].
(١)
قوله:»فيحرق رحله«بدله في الأصل:»رحله فيحرق«.
الرحل: سرج يوضع على ظهر الدواب
للحمل أو الركوب. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: رحل).
(٢)
في الأصل:»يوم«.
(٣)
في الأصل:»أشار«.
(٤)
تصحف في الأصل إلى:»عن"، والصواب ما أثبتناه.
(٥)
العافية: السلامة من الأسقام والبلايا. (انظر: النهاية، مادة: عفا).
يَبْرُقُونَ وَيُرَجَعُونَ،
وَيَصِيحُونَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ (١) جُلُوسًا، ثُمَّ تَقُولُوا: اللَّهُمَّ
رَبَّنَا وَرَبَّهُمْ، نَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ بِيَدِكَ، وَإنَّمَا
تَقْتُلُهُمْ أَنْتَ، فَإِذَا دَنَوْا مِنْكُم فَثُورُوا إِلَيْهِمْ، وَاعْلَمُوا
أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ الْبَارِقَةِ (٢)».
° [١٠٣٤٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ
أَبِي النَّضْرِ، عَنْ كِتَابِ (٣) رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ ﷺ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، أَنَّهُ كَتَبَ
إِلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (٤) حِينَ سَارَ إِلَى الْحَرُورِيَّةِ (٥)
يُخْبِرُهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا
الْعَدُوَّ يَنْتَظِرُ، حَتَى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ، قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا
اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُم فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ
الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ»، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ:
«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ،
اهزِمهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ»، وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ دَعَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا
وَرَبَّهُمْ، وَنَحْنُ عِبَادُكَ وَهُمْ عِبَادُكَ، وَنَوَاصِينَا وَنَوَاصِيهِمْ
بِيَدِكَ، انْصُرْنَا عَلَيْهِمْ».
° [١٠٣٤٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَاتِبُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ:
كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ،
ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ (٦)، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ
أَبِي النَّضْرِ.
(١) في الأصل: «أرض»، والتصويب من «الدر
المنثور» للسيوطي (٧/ ١٤١) معزوا لعبد الرزاق، به.
(٢)
البارقة: السيوف، يقال: برق بسيفه وأبرق إذا لمع به. (انظر: النهاية، مادة: برق).
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «كاتب»، والتصويب من «مسند ابن أبي أوفى» (٣٣). وينظر: «تغليق
التعليق» لابن حجر (٣/ ٤٣٢).
(٤)
قوله: «عبيد الله» وقع في الأصل: «عبد العزيز» خطأ.
(٥)
الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول
مجتمعهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي رضي الله عنه.
(انظر: النهاية، مادة: حرر).
° [١٠٣٤٧]
[شيبة: ١٩٨٥٦].
(٦)
قوله: «ابن جريج» في الأصل: «ابن أبي أوفى»، والمثبت هو الصواب كما في «الدعاء»
للطبراني (٢٢٥١) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق.
° [١٠٣٤٨] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ
الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَازِمَ الْأَحْزَابِ،
اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ، وَزَلْزِلْهُمْ».
° [١٠٣٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي
مِجْلَزٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ، قَالَ:
«اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي (١) وَنَصِيرِي، وَبِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ (٢)،
وَبِكَ أُقَاتِلُ».
° [١٠٣٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ (٣)، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ *: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ
الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاثبْتُوا، وَاذْكُرُوا اللَّهَ، وإِنْ
أَجْلَبُوا وَصَاحُوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ».
٣٠
- بَابُ
الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ (٤)
• [١٠٣٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الْفِرَارُ مِنَ
الزَّحْفِ؟ قَالَ: الْفَارُّ غَيْرُ الْمُتَحَرِّفِ لِلْقِتَالِ، وَلَا
الْمُتَحَيِّزِ لِلْفِئَةِ قَوْلَ اللَّهِ، قُلْتُ: إِنْ فَرَّ رَجُلٌ فِي غَيْرِ
زَحْفٍ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الزَّحْفِ.
• [١٠٣٥٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ
الْأَدْبَارَ﴾ حَتَّى [الأنفال: ١٥، ١٦]،
قَالَ: يُرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ:
﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾ [الأنفال: ١٦].
° [١٠٣٤٨] [الإتحاف: حم ٦٩٠٠] [شيبة: ١٩٨٥٦، ٣٠٢٠٢، ٣٤١٠٩، ٣٧٩٨٨،
٣٨٢٦٠]،
وتقدم: (١٠٣٤٦).
° [١٠٣٤٩]
[شيبة: ٣٠٢٠١، ٣٤١٠٨].
(١)
العضد: السند والعون. (انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة، مادة: عضد).
(٢)
أصول وأصاول: أسطو وأقهر. والصَّوْلة: الحملة والوثبة. (انظر: النهاية، مادة: صول).
° [١٠٣٥٠]
[شيبة: ٣٤١٠١].
(٣)
في الأصل: «عبد الرحمن بن أبي زياد» خطأ، والصواب ما أثبتناه.
* [٣/
٥٥ ب].
(٤)
الزحف: الجهاد ولقاء العدو في الحرب. (انظر: النهاية، مادة: زحف).
• [١٠٣٥٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ هَذَا يَوْمَ
بَدْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ فِئَةٌ يَنْحَازُونَ إِلَيْهَا.
• [١٠٣٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ (١)
الثَّقَفِيَّ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى جَيْشٍ، فَقُتِلَ فِي أَرْضِ فَارِسَ
هُوَ وَجَيْشُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَوِ انْحَازُوا إِلَيَّ كُنْتُ لَهُمْ فِئَةً.
• [١٠٣٥٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ
غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: أَنَا
فِئَتُكُمْ (٢)، فَمَنِ انْحَازَ مِنْكُمْ فَإِلَى الْجُيُوشِ.
• [١٠٣٥٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ وَالثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ.
• [١٠٣٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: جُعِلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عَلَى
الرَّجُلِ عَشَرَةٌ مِنَ الْكُفَّارِ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ
مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ
يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [الأنفال: ٦٦] فَإِنْ لَقِيَ رَجُلٌ رَجُلَيْنِ
فَفَرَّ أَوْ رَجُلًا فَفَرَّ فَهِيَ كَبِيرَةٌ، وإِنْ لَقِيَ ثَلَاثَةً فَفَرَّ
مِنْهُمْ فَلَا بَأْسَ (٣).
(١) كأنها في الأصل: «أبا عبد» خطأ، والصواب
ما أثبتناه.
(٢)
الفئة: الفرقة والجماعة من الناس، والجمع: فئات، وفئون. (انظر: النهاية، مادة:
فأى).
• [١٠٣٥٦]
[شيبة: ٣٤٣٧٦].
• [١٠٣٥٧]
[التحفة: خ د ٦٠٨٨، خ ٦٣٠٥] [شيبة: ١٩٧٩٢].
(٣)
كذا سياق الأثر في الأصل، وهو موافق لما أورده الفزاري في «السِّير» (٣٠١)،
والطبري في «التفسير» (١١/ ٢٦٢)؛ فإنهما أخرجا نحوه من طريق ابن جُريج، وأوله
مخالف لاستدلاله بالآية، والحديث أخرجه البخاري (٤٦٣٤) من وجه آخر، عن ابن عباس
بلفظ: «لما نزلت ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا
مِائَتَيْنِ﴾ [الأنفال:
٦٥]،
شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم ألا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال:
﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ
مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ [الأنفال: ٦٦]، قال: فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من
الصبر بقدر ما خفف عنهم».
• [١٠٣٥٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ
عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ [الأنفال: ٦٥]،
قَالَ: كَانَ هَذَا وَاجِبًا عَلَيْهِمْ، أَلَّا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ،
فَخَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
• [١٠٣٥٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَهُ.
٣١
- بَابُ
فَضْلِ الْجِهَادِ
° [١٠٣٦٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ كَلْمٍ (١) يُكْلَمُهَا الْمُسْلِمُ فِي
سَبِيلِ اللهِ يَكُونُ كَهَيْئَتِهَا إِذَا أُصِيبَتْ، يَفْجُرُ دَمًا، قَالَ:
اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ».
° [١٠٣٦١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ (٢) عَلَى
أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ
لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا
تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي».
° [١٠٣٦٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللِّهِ ﷺ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَالْقَائِمِ
الصَّائِمِ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ
فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرجِعَهُ سَالِمًا بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ
غَنِيمَةٍ».
° [١٠٣٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
ثَعْلَبَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
° [١٠٣٦٠] [التحفة: ق ١٢٨٧٤، خ ١٤٦٨١، خ ١٤٩١٢]
[شيبة:
١٩٩٠١].
(١)
الكلم: الجرح. (انظر: النهاية، مادة: كلم).
° [١٠٣٦١]
[التحفة: م ١٢٦١١، خ م س ١٢٨٨٥، م ١٣٧١٣، م ١٤٧٧٩] [الإتحاف: عه حم ٢٠١٨١] [شيبة: ١٩٦٦٢]، وسيأتي: (١٠٣٦٤).
(٢)
المشقة: الشدة، والمراد: الثقل. (انظر: النهاية، مادة: شقق).
° [١٠٣٦٢]
[التحفة: م ١٢٦١٣، م ١٢٦٣٤، م ١٢٨٠٠، خ س ١٣١٥٣، س ١٣٣٠٨] [شيبة: ١٩٦٦٠].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ
كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى رِيحُهُ رِيحُ
الْمِسْكِ وَلَوْنُهُ لَونُ الدَّمِ».
° [١٠٣٦٤]
عبد الرزاق *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ جميعًا: «لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَا أَجِدُ
مَا أَحْمِلُهُم عَلَيْهِ، مَا خَرَجَتْ سَرِيَّةٌ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ
إِلَّا وَأَنَا مَعَهُمْ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ».
• [١٠٣٦٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ:
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: الْقَتْلُ يَغْسِلُ الدَّرَنَ (١)، وَالْقَتْلُ
قَتْلَانِ كَفَّارَةٌ (٢) وَدَرَجَةٌ.
° [١٠٣٦٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُمْ،
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «مَا قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ رَجُلٌ
مُسْلِمٌ فُوَاقَ نَاقَةٍ (٣) فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ سَأَلَ
اللَّهَ الْقَتْلَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ صَادِقًا ثُمَّ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فَلَهُ
أَجْرُ شَهِيدٍ، وَإِنْ جُرِحَ جُرحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً
(٤)، فَإِنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ (٥) مَا كَانَتْ،
لَوْنُهَا كَالزَّعْفَرَانِ (٦)، وَرِيحُهَا (٧) كَالْمِسْكِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ طَابعُ الشُّهَدَاءِ».
° [١٠٣٦٤] التحفة: م ١٢٦١١، خ م س ١٢٨٨٥، خ
١٣١٨٦، س ١٣٢٢٩، م ١٣٧١٢، م ١٣٧١٣، م ١٤٧٧٩، خ ١٥١٩٨، س ١٥٢٤٠] [شيبة: ١٩٦٦١،
١٩٦٦٢،، وتقدم: (١٠٣٦١).
* [٣/
٥٦ أ].
(١)
الدرن: الوسخ. (انظر: النهاية، مادة: درن).
(٢)
الكفارة: الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها، وهي
فعالة للمبالغة، والجمع: كفارات. (انظر: النهاية، مادة: كفر).
° [١٠٣٦٦]
[الإتحاف: مي حب كم حم ١٦٧٢٥].
(٣)
فواق الناقة: قدر ما بين الحلبتين. (انظر: النهاية، مادة: فوق).
(٤)
النكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. (انظر: النهاية، مادة: نكب).
(٥)
الغزارة: الكثرة. (انظر: مختار الصحاح، مادة: غزر).
(٦)
الزعفران: نبات بَصَليّ عطريّ، ونوع زراعيّ صبغيّ طبيّ، زهره أحمر يميل إلى
الصُّفرة أو أبيض، يُستعمل في الطعام أو الحلويات. (انظر: معجم اللغة العربية
المعاصرة، مادة: زعفر).
(٧)
في الأصل: «ولونها»، وهو خطأ.
° [١٠٣٦٧] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، أَنَّ
عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَا
عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ (١) تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى
خَيْرٌ، تُحِبُّ أَنْ تَرجِعَ إِلَيْكُمْ، وَلَا تُصَاقِبَ (٢) الدُّنْيَا إِلَّا
الْقَتِيلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ
مَرَّةً أُخْرَى (٣)».
• [١٠٣٦٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ (٤) إِسْحَاقَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ:
بَلَغَنِي عَنِ الْثِّقَةِ أَنَّ الْغَازِيَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ عُدِّدَ
مَا خَلَّفَ وَرَاءَهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَأَهْلِ الذِّمَّةِ،
وَالْبَهَائِمِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ بِعَدَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قِيرَاطٌ (٥)
قِيرَاطٌ، كُلُّ لَيْلَةٍ مِثْلُ الْجَبَلِ، أَوْ قَالَ مِثْلُ أُحُدٍ.
• [١٠٣٦٩]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: مَثَلُ الْغَازِي مَثَلُ الَّذِي يَصومُ
الدَّهْرَ (٦)، وَيَقُومُ اللَّيْلَ.
• [١٠٣٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
شَجَرَةَ قَالَ: كَانَ يُصَدِّقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ، وَكَانَ يَخْطُبُنَا،
فَيَقُولُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، مَا أَحْسَنَ أَثَرَ نِعْمَةِ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ، لَوْ تَرَوْنَ مَا أَرَى مِنْ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ، وَفِي
الرِّحَالِ مَا فِيهَا، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِذَا صَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ
أَوْ صَفُّوا فِي الصَّلَاةِ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَبْوَابُ
° [١٠٣٦٧] [لإتحاف: حم ٦٨٣٢].
(١)
المنفوسة: المولودة، من نفست المرأة؛ إذا ولدت. (انظر: النهاية، مادة: نفس).
(٢)
أي: لا تحب أن تقترب أو تدنو من الدنيا، ينظر: «القاموس المحيط» (١/ ١٠٥)، «مقاييس
اللغة» (٣/ ٨٥)، «تاج العروس» (٣/ ١٩٨).
(٣)
في الأصل: «واحدة»، والتصويب من «المختارة» للضياء المقدسي (٨/ ٣٣٦) من حديث
الدبري، «مسند أحمد» (٢٣١٩٠) كلاهما عن عبد الرزاق، به.
(٤)
ليس في الأصل، والصواب إثباتها كما في «الدر المنثور» (٢/ ٥٣٤) معزوا لعبد الرزاق
بإسناده، به.
(٥)
القيراط: عبارة عن ثواب معلوم عند الله تعالى، والجمع: قراريط. (انظر: مجمع
البحار، مادة: قرط).
• [١٠٣٦٩]
[الإتحاف: مي حب كم حم ١٧١٠٧].
(٦)
الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة الدنيا. (انظر: النهاية، مادة: دهر).
• [١٠٣٧٠]
[شيبة: ٣٦١٢٦].
الْجَنَّةِ، وَأَبْوَابُ النَّارِ،
وَزُيِّنَ حُورُ (١) الْعِينِ (٢)، فَاطَّلَعْنَ فَإِذَا هُوَ أَقْبَلَ قُلْنَ:
اللَّهُمَّ انْصُرْهُ، وإِذَا هُوَ أَدْبَرَ احْتَجَبْنَ مِنْهُ، وَقُلْنَ:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، فَانْهَكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ، فِدًى لكُمْ أَبِي
وَأُمِّي، وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ الْعِينَ، قَالَ: فَأَوَّلُ قَطْرَةٍ تَنْضَحُ
مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ كُلَّ شَيءٍ عَمِلَهُ، قَالَ: وَيُنَزِّلُ إِلَيْهِ
ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ تَمْسَحَانِ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ،
وَتَقُولَانِ: قَدْ آنَ لَكَ، وَيَقُولُ هُوَ: قَدْ آنَ لَكُمَا، ثُمَّ يُكْسَى
مِائَةَ حُلَّةٍ (٣) لَيْسَ مِنْ نَسْجِ بَنِي آدَمَ، وَلكِنْ مِنْ نَبْتِ
الْجَنَّةِ لَوْ وُضِعَتْ بَيْنَ إِصبَعَيْهِ وَسِعَتْهُ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ السُّيُوفَ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ قِيلَ: يَا فُلَانُ هَذَا نُورُكَ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ لَا
نُورَ لَكَ.
° [١٠٣٧١]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا، يَقُولُ:
حَدَّثَنَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ * ﷺ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ
فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ، قُتِلَ أَوْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ
رَمَى بِسَهْمٍ بَلَغَ الْعَدُوَّ أَوْ قَصَّرَ كَانَ كَعَدْلِ (٤) رَقَبَةٍ،
وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُلِمَ كَلْمَةً جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِيحُهَا
مِثْلُ الْمِسْكِ، وَلَوْنُهَا مِثْلُ الزَّعْفَرَانِ».
• [١٠٣٧٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: إِذَا الْتَقَى الصَّفَّانِ
أُهْبِطَتِ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَأَيْنَ
الرَّجُلَ يَرْضيْنَ مَقْدَمَهُ، قُلْنَ: اللَّهُمَّ ثَبّتْهُ، وإِنْ نَكَصَ (٥)
احْتَجَبْنَ عَنْهُ، فَإِنْ هُوَ قُتِلَ نَزَلَتَا إِلَيْهِ، فَمَسَحَتَا
التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقُلْنَ: اللَّهُمَّ عَفِّرْ مَنْ عَفَّرَهُ،
وَتَرِّبْ مَنْ تَرَّبَهُ.
(١) الحور: نساء أهل الجنة، واحدتهن: حوراء؛
وهي: الشديدة بياض العين، الشديدة سوادها.
(انظر: النهاية، مادة: حور).
(٢)
العين: جمع عيناء، وهي الواسعة العين. (انظر: النهاية، مادة: عين).
(٣)
الحلة: إزار ورداء برد أو غيره، ويقال لكل واحد منهما على انفراد: حلة، وقيل: رداء
وقميص وتمامها العمامة، والجمع: حُلَل وحِلَال. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٣٦).
(٤)
العدل: الِمثل، وقيل: هو بالفتح: ما عادله من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل
بالعكس. (انظر: النهاية، مادة: عدل).
(٥)
النكوص: الرجوع إلى الوراء، وهو القهقرى. (انظر: النهاية، مادة: نكص).
• [١٠٣٧٣] عبد الرزاق، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي (١) سَعِيدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: الْمُكَاتَبُ مُعَانٌ، وَالنَّاكِحُ مُعَانٌ، وَالْغَازِي مُعَانٌ، ضَامِنٌ
عَلَى اللَّهِ مَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، حَتَّى يَنْكَفِئَ (٢)
إِلَى أَهْلِهِ، وإِنْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
° [١٠٣٧٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثَلَاثٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ
عَوْنُهُمُ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالنَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَافَ،
وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يَنْوِي الْأَدَاءَ».
° [١٠٣٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ (٣) خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا، وَلَوُقُوفُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ رَجُلٍ
سِتِّينَ سَنَةً».
° [١٠٣٧٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً
فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا (٤) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى
بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ».
• [١٠٣٧٧]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ (٥) جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَمَرَّ بِهَذِهِ
الْآيَةِ: ﴿فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ﴾ إِلَى ﴿مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً﴾ [النساء: ٩٥، ٩٦]، فَقَالَ لِلْقَارِئِ: قِفْ، بَلَغَنِي:
أَنَّهَا سَبْعُونَ دَرَجَةً بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ سَبْعُونَ عَامًا
لِلْجَوَادِ (٦) الْمُضَمَّرِ (٧).
(١) ليس في الأصل، والصواب إثباته.
(٢)
في الأصل: «ينفك».
(٣)
الروحة: المرة الواحدة من المجيء. (انظر: جامع الأصول) (٩/ ٤٧١).
° [١٠٣٧٦]
[التحفة: س ١٠٧٥٤، د س ١٠٧٥٥، س ١٠٧٥٦، ت ١٠٧٦٦، س ١٠٧٧٢]، وتقدم: (١٥٤).
(٤)
في الأصل: «نور».
(٥)
في الأصل: «بن» خطأ.
(٦)
الجواد: الفرس السابق الجيد، والجمع: أجواد. (انظر: النهاية، مادة: جود).
(٧)
تضمير الخيل: هو أن تُعْلف أولا حتى تسمن وتقوى، ثم تقتصر بعد على قوتها وحبسها في
بيت، وتعريقها لتصلب وتقوى. (انظر: المشارق "٢/ ٥٩).
• [١٠٣٧٨] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
لَسَفْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسِينَ حَجَّةً.
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ،
يَقُولُ: لَيُدْعَيَنَّ أُنَاسٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَنْقُوصِينَ، قَالَ:
قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْمَنْقُوصُونَ؟ قَالَ: يَنْقُصُ
أَحَدُهُمْ صَلَاتَهُ فِي وُضُوئِهِ وَالْتِفَاتِهِ.
° [١٠٣٧٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا
قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ،
قَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا مَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، وَلَا
قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا وَهُمْ مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ».
° [١٠٣٨٠]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ شَابَ
شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ
رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَخْطَأَ، أَوْ أَصَابَ، كَانَ كَعَدْلِ
رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ».
° [١٠٣٨١]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: «رَوْحَةٌ أَوْ غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا».
٣٢
- بَابُ
مَنْ سَأَلَ * الشَّهَادَةَ
• [١٠٣٨٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ شَهَادَةً فِي
سَبِيلِكَ فِي مَدِينَةِ رَسُولِكَ ﷺ.
• [١٠٣٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ مَعْرُورِ بْنِ
سُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لأَنْ أَمُوتَ عَلَى
فِرَاشِي، قَالَ وَاصلٌ: قَالَ: أُرَاهُ،
• [١٠٣٧٨] [شيبة: ١٩٧٠٥].
° [١٠٣٧٩]
[الإتحاف: حب حم ٩٧٥].
* [٣/
٥٧ أ].
قَالَ: صَابِرًا مُحْتَسِبًا،
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْدَمَ عَلَى قَوْمٍ لَا أُرِيدُ أَنْ يَقْتُلُونِي،
قَالَ: أَوَلَيْسَ اللَّهُ يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ وَالرَّجُلُ عَظِيمُ الْغِنَى
عَنْ أَصْحَابِهِ، مَحْزِيٌّ لِمَكَانِهِ.
• [١٠٣٨٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيبِ،
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ: اللَّهُمَّ أُقْسِمُ
عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ، فَإِذَا لَقِيتُ الْعَدُوَّ يَقْتُلُونِي،
ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي، ثُمَّ يُمَثِّلُوا بِي، فَإِذَا لَقِيتُكَ سَأَلْتَنِي
قُلْتَ: فِيمَ هَذَا؟ قَالَ: فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَقُتِلَ، وَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ،
فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَإِنِّي لأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَبَرَّ آخِرَ
قَسَمِهِ كَمَا أَبَرَّ أَوَّلَهُ.
٣٣
- بَابُ
أجْرِ الشَّهَادَةِ
° [١٠٣٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ أَرْوَاحَ
الشُّهَدَاءِ فِي صُوَرِ طُيُورٍ بِيضٍ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ، عَنِ النَّبِي
ﷺ: «فِي صُورَةِ طُيُورٍ بِيضٍ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةِ تَحْتَ
الْعَرْشِ».
• [١٠٣٨٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُرَّةَ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ، عَنْ هَذِهِ الْآيَاتِ: ﴿وَلَا
تَحْسَبَنَّ ألَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ إِلَى ﴿يُززَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩]، قَالَ: أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ
اللَّهِ كَطَيْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَشرَحُ فِي
الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، قَالَ: فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطلَاعَةً،
فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ؟ فَقَالُوا: رَبَّنَا
أَلَسْنَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شِئْنَا، ثُمَّ اطَّلَعَ
عَلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ؟
قَالُوا: تُعِيدُ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فَنُقَاتِلُ فِي سَبِيلِكَ،
فَنُقْتَلُ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُمْ.
• [١٠٣٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنْ
• [١٠٣٨٦] [التحفة: م ت ق ٩٥٧٠، ت ٩٦١٣] [شيبة: ١٩٧٣١].
• [١٠٣٨٧]
[التحفة: م ت ق ٩٥٧٠، ت ٩٦١٣].
عَبْدِ اللَّهِ (١)، أَنَّهُ قَالَ
فِي الثَّالِثَةِ حِينَ، قَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ مِنْ شَيءٍ فَأَزِيدُكُمُوهُ؟
قَالُوا: تُقْرِئُ نَبِيَّنَا السَّلَامَ، وَتُبْلِغُهُ أَنْ قَدْ رَضِينَا
وَرُضِيَ عَنَّا.
° [١٠٣٨٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي صُوَر
طَيْرٍ خُضْرٍ مُعَلَّقَةٌ فِي قَنَادِيلِ الْجَنَّةِ يُرْجِعُهَا اللهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ».
° [١٠٣٨٩]
قال مَعْمَرٌ، عَنِ (٢) الْكَلْبِيِّ «أَرْوَاحُ الشُهَدَاءِ فِي صُوَر طُيُورِ
خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ تَحْتَ
الْعَرْشِ»، ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
• [١٠٣٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاس يَقُولُ: أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ تُحَوَّلُ فِي
طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ (٣) مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ.
• [١٠٣٩١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ أَرْوَاحَ
الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ بِيضٍ تَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ.
° [١٠٣٩٢]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِن لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ تِسْعَ
خِصَالٍ أَنَا أَشُكُّ يَغْفِرُ اللهُ فِعْلَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةِ مِنْ دَمِهِ،
وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى بِحِلْيَةِ الْإِيمَانِ *،
وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُور الْعِينِ،
وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ
الْوَقَارِ، كُل يَاقُوتَةٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ
ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ حُور الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ
إِنْسَانًا مِنْ أَقَارَبِهِ».
(١) في الأصل: «عبيد الله»، والصواب ما
أثبتناه، وهو: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٢)
تصحف في الأصل إلى: «و»، وينظر إسناد الآثار المتقدمة برقم (١٠٦٠٣، ١٣٥١٢، ١٤٤٢٩)،
وينظر أيضا الحديث المتقدم برقم (١٠٣٨٥).
• [١٠٣٩٠]
[شيبة: ١٩٧٧١].
(٣)
تعلق: تأكل، وتتناول، وتصيب. (انظر: غريب الحديث للحربي) (٣/ ١٢٢٣).
* [٣/
٥٧ ب].
• [١٠٣٩٣] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ دَارٌ لَا
يَنْزِلُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ، أَوْ إِمَامٌ عَدْلٌ،
أَوْ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الْقَتْلِ وَالْكُفْرِ يَخْتَارُ الْقَتْلَ عَلَى الْكُفْرِ.
° [١٠٣٩٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي
زَيْنَبَ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ
عَنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَجِفُّ الأرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتى
تبْتدِرَهُ (١) زوْجَتَاهُ، كأنَّهُمَا إِبِلانِ أضَلَّا فَصِيليْهِمَا (٢) فِي
بَرَاح مِنَ الْأَرْضِ، تَبْدُو كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي حُلَّةٍ خَيْرٍ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
° [١٠٣٩٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مُثِّلُوا لِي فِي الْجَنَّةِ (٣) فِي
خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ (٤) عَلَى سَرِيرٍ، فَرَأَيْتُ
زَيْدًا وَابْنَ رَوَاحَةَ فِي أَعْنَاقِهِمَا صُدُودًا، وَأَمَّا جَعْفَرُ فَهُوَ
مُسْتَقِيمٌ لَيْسَ فِيهِ صُدُودٌ»، قَالَ: «فَسَألتُ، أَوْ قِيلَ: إِنَّهُمَا
حِينَ غَشِيَهُمَا الْمَوْتُ كَأَنَّهُمَا أَعْرَضَا، أَوْ كَأَنَّهُمَا صَدَّا
بِوُجُوهِهِمَا، وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَإِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ»، قَالَ ابْنُ
عُيَيْنَةَ: فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ ابْنُ رَوَاحَةَ:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ
لَتَنْزِلِنَّهْ … بِطَاعَةٍ مِنْكِ لَتُكْرَمِنَّه
فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ
مُطْمَئِنَّهْ … جَعْفَرُ مَا أَطْيَبَ رِيحَ الْجَنَّهْ
° [١٠٣٩٤] [الإتحاف: حم ١٨٩١٩] [شيبة: ١٩٦٦٨].
(١)
في الأصل: «يبتدراها».
الابتدار: الإسراع إلى الشيء
والتسابق إليه. (انظر: المعجم العربي الأساسي، مادة: بدر).
(٢)
الفصيلاني: مثنى فصيل، وهو: ولد الناقة بعد أن يفصل عن أمه. (انظر: النهاية، مادة:
فصل).
(٣)
كذا في الأصل: «مثلوا لي في الجنة»، دون سابق ذكر لمن مثل للنبي ﷺ، والحديث في
مصادر التخريج و«الاستيعاب» لابن عبد البر (١/ ٢٤٤) معزوا لعبد الرزاق: «مثل لي
جعفر، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة …».
(٤)
في الأصل: «منهما».
٣٤ - بَابُ الشَّهِيدِ
• [١٠٣٩٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَذْكُرُونَ سَرِيَّةً هَلَكَتْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ:
هُمْ شُهَدَاؤُهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ بَعْضهُمْ: لَهُمْ مَا احْتَسَبُوا،
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا تَذْكُرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ هَؤُلَاءِ،
فَمِنَّا مَنْ يَقُولُ: قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ يَقُولُ: مَا
احْتَسَبُوا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا يُقَاتِلُونَ رِيَاءً،
وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ ابْتِغَاءَ الدُّنْيَا، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ
يُقَاتِلُونَ إِذَا رَهَقَهُمُ الْقِتَالُ، فَلَمْ يَجِدُوا غَيْرَهُ، وَمِنَ
النَّاسِ نَاسهم يُقَاتِلُونَ حَمِيَّةً، وَمِنَ النَّاسِ نَاسٌ يُقَاتِلُونَ
ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، فَأُولَئِكَ هُمُ الشُّهَدَاءُ، وإِنَّ كُلَّ نَفْسٍ
تُبْعَثُ عَلَى مَا تَمُوتُ عَلَيْهِ، إِنَّهَا لَا تَدْرِي نَفْسٌ هَذَا
الرَّجُلَ الَّذِي قُتِلَ بَانَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.
• [١٠٣٩٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ (١) بْن مَالِك، أَنَّ حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ وَهُوَ
خَالُ أَنَس بْن مَالِك لَمَّا طُعِنَ (٢) يَوْمَ بئْرِ مَعُونةَ (٣) أَخَذ
بِيَدِهِ مِنْ دَمِهِ، فَنَضَحَهُ (٤) عَلى وَجْهِهِ وَرَأسِهِ، قَال: فُزْت
وَرَبِّ الكَعْبَةِ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
• [١٠٣٩٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ بْنِ
(١) قوله: «عن أنس» وقع في الأصل: «بن عبد
الله» وهو خطأ، والتصويب من «أخبار مكة» للفاكهي (٧٣٨)، «المؤتلف والمختلف»
للدارقطني (٢/ ٥٧١) كلاهما من طريق المصنف، به، «معرفة الصحابة» لابن منده (ص
٣٩٢)، «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (٢/ ٨٨٧) كلاهما من طريق الدبري، عن المصنف، به،
وكذا هو على الصواب عند المصنف في الحديث رقم: (١٠٣٩٧).
ينظر: «تهذيب الكمال» (٤/ ٤٠٥).
(٢)
الطعن: القتل بالرماح. (انظر: النهاية، مادة: طعن).
(٣)
في الأصل: «معاوية»، والتصويب من المصادر السابقة.
بئر معونة: مكان في ديار نجد، وقيل:
بالقرب من جبل أبلى. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٤٣).
(٤)
النضح والانتضاح: الرش والبل. (انظر: المصباح المنير، مادة: نضح).
حُذَيْفَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَحُذَيْفَةُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ
رَجُلًا أَخَذَ سَيْفَهُ فَقَاتَلَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ أَلَهُ الْجَنَّةُ؟ قَالَ
الْأَشْعَرِيُّ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ
وَأَفْهِمْهُ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ * مِثْلَ قَوْلِهِ
الْأَوَّلِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، قَالَ:
فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَيْضًا: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ، قَالَ: كَيْفَ
قُلْتَ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا هَذَا،
فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَيَدْخُلَنَّ النَّارَ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا كَذَا وَكَذَا،
وَلكِنْ مَنْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُصِيبُ الْحَقَّ، فَلَهُ
الْجَنَّةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: صَدَقَ.
° [١٠٣٩٩]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ (١) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: قَالَ
لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْمَيتُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ».
° [١٠٤٠٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي
مُوسَى قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ يُقَاتِلُ حَمِيَّة، وَرَجُلٌ
يُقَاتِلُ شَجَاعَةَ، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ
لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
• [١٠٤٠١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّمَا الشَّهِيدُ الَّذِي لَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ
الْجَنَّةَ، يَعْنِي: الَّذِي يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ، وَلَا ذَنْبَ لَهُ.
• [١٠٤٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ: هِيَ خَاصَّةً لِلشَّهِيدِ.
* [٣/ ٥٨ أ].
(١)
قوله: «أبي بكر بن» ليس في الأصل، وسياق الإسناد يقتضيها؛ إذ إن إبراهيم بن أبي
يحيى يروي في المصنف عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن، ولا يعرف في شيوخه من اسمه:
عمر بن عبد الرحمن.
° [١٠٤٠٠]
[الإتحاف: حب حم عه ١٢٢١٦].
• [١٠٤٠٣] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ
لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُلُّ مُؤْمِن شَهِيدٌ، ثُمَّ تَلَا: ﴿وَالَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ﴾ [الحديد: ١٩].
• [١٠٤٠٤]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لأَنْ أَحْلِفَ
تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قُتِلَ قَتْلًا (١) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ (٢)، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا
وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا.
قَالَ الْأَعْمَشُ: فَذَكَرْتُهُ
لإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: كَانُوا يُرَوْنَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ وَأَبَا
بَكْرٍ.
• [١٠٤٠٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ
طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ مَنْ (٣) يَتَرَدَّى (٤)
مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَتَأْكُلُهُ السِّبَاعُ، وَيَغْرَقُ فِي الْبَحْرِ
لَشَهِيدٌ عِنْدَ اللَّهِ.
° [١٠٤٠٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِخَيْبَرَ، أَوْ
قَالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِخَيْبَرَ، قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ
مَعَهُ يَدَّعِي بِالْإِسْلَامِ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، فَلَمَّا حَضَرُوا
الْقِتَالَ قَاتَلَ، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحٌ، فَقِيلَ: قَدْ مَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ
النَّبِي ﷺ، فَقِيلَ: الرَّجُلُ (٥) الَّذِي قُلْتَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ،
فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِي
ﷺ: «إِلَى النَّارِ»، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ (٦)، قَالَ:
فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ قِيلَ: لَمْ يَمُتْ، وَلكِنْ بِهِ
• [١٠٤٠٤] [الإتحاف: كم حم ١٣٠٧٦].
(١)
قوله: «قتل قتلا» ليس في الأصل، واستدركناه من «مسند أحمد» (٣٩٥٠) من حديث عبد
الرزاق، به.
(٢)
قوله: «لم يقتل» في الأصل: «إن يقل ذلك»، والتصويب من المصدر السابق.
(٣)
في الأصل: «ممن»، والتصويب من «المعجم الكبير» للطبراني (٩/ ٣٤٥) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٤)
التردي: السقوط. (انظر: النهاية، مادة: ردا).
• [١٠٤٠٦]
[التحفة: خ ١٣١٥٨، س ١٣١٧٣، خ م ١٣٢٧٧، خت س ١٣٣٤١] [الإتحاف: حم ١٨٧٥١].
(٥)
في الأصل: «للرجل»، والتصويب من «مسند أحمد» (٨٢٠٥)، «صحيح ابن حبان» (٤٥٤٧)،
«مستخرج أبي عوانة» (١/ ٥١) من طريق عبد الرزاق، به.
(٦)
قوله: «فكاد بعض الناس أن يرتاب» بدله في الأصل: «فكأن بعض النار رتاب»، والتصويب
من المصادر السابقة.
جِرَاحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَمَّا كَانَ
مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى (١) الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ
النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللَّهُ أكبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولُهُ»، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا
نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وإِن اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ
الْفَاجِرِ».
° [١٠٤٠٧]
قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ:
«يُوَّيَّدُ هَذَا الدِّينُ بِمَنْ لَا خَلَاقَ (٢) لَهُ».
° [١٠٤٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْل *، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟»
قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي
لَقَلِيلٌ إِذَنِ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ
شَهَادَة، وَالْغَرَقُ شَهَادَة، وَالطَّاعُونُ (٣) شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ (٤)
شَهَادَة».
• [١٠٤٠٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ لَعَلَّهُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ
امْرَأَةِ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ مَسْرُوقٍ (٥) قالَ: أَرْبَعٌ هِيَ
شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ: الطَّاعُونُ، وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ وَالْبَطْنُ.
° [١٠٤١٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ (٦)
(١) ليس في الأصل، واستدركناه من المصادر
السابقة.
(٢)
الخلاق: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية، مادة: خلق).
° [١٠٤٠٨]
[التحفة: خ ت س ١٢٥٧٧، م ١٢٦١٢، ق ١٢٧٣٢، م ١٢٧٦٢] [الإتحاف: عه حب حم ١٨١٨٧]
[شيبة: ١٩٨٢١].
* [٣/
٥٨ ب].
(٣)
الطاعون: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان.
(انظر: النهاية، مادة: طعن).
(٤)
النفساء: من النفاس وهو: مدة تعقب الوضع ليعود فيها الرحم إلى حالته العادية، وهي
نحو ستة أسابيع. (انظر: المعجم العربى الأساسي، مادة: نفس).
(٥)
قوله: «عن مسروق» ليس في الأصل، واستدركناه من «مصنف ابن أبي شيبة» (١٩٨٢٦) من
طريق أيوب، به.
(٦)
قوله «أبي بكر» وقع في الأصل: «عمرو» وهو تحريف، والمثبت من «سنن سعيد بن منصور»
(٢/ ٢٧٧) من طريق ابن عيينة، وينظر: «العلل» للدارقطني (٦٢٢).
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا
تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ»؟ قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ
شَهِيدٌ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذَنْ لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي
سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ (١)
شَهِيدٌ وَالْحَرِقُ (٢) شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ (٣) شَهِيدٌ».
• [١٠٤١١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: وَيَقُولُونَ مَعَه -
يَعْنِي عَطَاءً، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ: الشَّهِيدُ: الْمَطْعُونُ،
وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ (٤)، وَالنُّفَسَاءُ، وَالْمُنْهَدَمُ عَلَيْهِ.
• [١٠٤١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ
وَأَصْحَابِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْ رَأْسِ تَلٍّ، فَقَالُوا: مَا أَجْلَدَ
هَذَا الرَّجُلَ لَوْ كَانَ جَلَدُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«أَوَلَيْسَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا مَنْ قُتِلَ؟» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ
فِي الْأَرْضِ يَطْلُبُ حَلَالًا يَكُفُّ بِهِ أَهْلَهُ فَهُوَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ حَلَالًا يَكُفُّ بِهِ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ التكَّاثُرَ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ
الشَّيْطَانِ».
° [١٠٤١٣]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَتْلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ دُونِ
مَالِهِ شَهَادَةٌ».
٣٥
- بَابُ
الصَّلَاةِ عَلَى الشَّهِيدِ وَغُسْلِهِ
° [١٠٤١٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الصُّعَيْرِ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَشْرَفَ
النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ،
(١) المبطون: الذي يموت بمرض بطنه، كـ:
الاستسقاء ونحوه. (انظر: النهاية، مادة: بطن).
(٢)
الحرق: الذي يقع في حرق النار فيلتهب. (انظر: النهاية، مادة: حرق).
(٣)
تموت بجمع: تموت وفي بطنها ولد، وقيل: التي تموت بكرا. والمعنى: أنها ماتت مع شيء
مجموع فيها غير منفصل عنها، من حمل أو بكارة. (انظر: النهاية، مادة: جمع).
(٤)
الغرق: الذي يموت بالغرق، وقيل: هو الذي غلبه الماء ولم يغرق، فإذا غرق فهو غريق.
(انظر: النهاية، مادة: غرق).
° [١٠٤١٤]
[شيبة: ١١٧٧٥]، وتقدم: (٦٥٧٦، ٦٨٣٩).
فَقَالَ: «إِنِّي شَهِدْتُ عَلَى
هَؤُلَاءِ فَزَمَّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ»، فَكَانَ يُدْفَنُ الرَّجُلَانِ
وَالثَّلَاثَةُ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَيَسْأَلُ أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ
لِلْقُرْآنِ؟ فَيقَدِّمُونَهُ، قَالَ جَابِرٍ: فَدُفِنَ أَبِي وَعَمِّي (١) فِي
قَبْرٍ وَاحِدٍ يَوْمَئِذٍ.
° [١٠٤١٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلشُّهَدَاءِ (٢) يَوْمَ أُحُدٍ: «هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا
وَقَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا،
وإِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ أُجُوركُمْ، وَاِنَّكُمْ لَا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ
بَعْدِي».
• [١٠٤١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمْ يُصَلَّ عَلَى شهَدَاءِ
أُحُدٍ.
° [١٠٤١٧]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ:
صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ.
• [١٠٤١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: مَا
رَأَيْتُهُمْ يُغَسِّلُونَ الشَّهِيدَ، وَلَا يُحَنِّطُونَهُ، وَلَا يُكَفَّنُ،
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ كَيْفَ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: كَمَا يُصلَّى عَلَى
الْآخَرِينَ (٣) الَّذِينَ لَيْسُوا شُهَدَاءَ.
• [١٠٤١٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَمَرَ
مُعَاوِيَةُ بِقَتْلِ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، فَقَالَ حُجْرٌ: لَا
تَحُلُّوا * عَنِّي قَيْدًا، أَوْ قَالَ: حَدِيدًا، وَكَفِّنُونِي بِدَمِي
وَثِيَابِي.
• [١٠٤٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ
(١) في الأصل: «وعمر»، والتصويب من «مسند
أحمد» (٢٤١٤٩) من طريق عبد الرزاق، به.
(٢)
في الأصل: «الشهداء»، وأثبتناه استظهارا.
(٣)
في الأصل: «الآخر»، وأثبتناه استظهارا.
* [٣/
٥٩ أ].
• [١٠٤٢٠]
[شيبة: ١١١٠٣، ١١١٠٧، ١٢١٤٠، ٣٣٤٧٥،
٣٣٤٧٩].
صُوحَانَ قَالَ: لَا تَغْسِلُوا
عَنِّي دَمًا، وَلَا تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا، إِلَّا الْخُفَّيْنِ،
وَارْمُسُونِي (١) فِي الْأَرْضِ رَمْسًا، فَإِنِّي رَجُلٌ مُحَاجٌ أُحَاجُّ (٢)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
• [١٠٤٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ، رَجُلٍ مِنْ
وَلَدِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: ادْفِنُونَا وَمَا أَصابَ الثَّرَى (٣) مِنْ
دِمَائِنَا.
• [١٠٤٢٢]
قال: وَأَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: شُدُّوا عَلَيَّ
ثِيَابِي، وَادْفِنُونِي وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ يَعْنِي أَخَاهُ
سَرْحَانَ، فَإِنَّا قَوْم مُخَاصَمُونَ.
• [١٠٤٢٣]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَكَانَ يُدْعَى فِي
زَمَانِ النَّبِي ﷺ الْقَارِئَ، وَكَانَ لَقِيَ عَدُوًّا، فَانْهَزَمَ مِنْهُمْ،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ لَكَ فِي الشَّامِ؟ لَعَلَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَيْكَ،
قَالَ: لَا إِلَّا الْعَدُوَّ الَّذِي فَرَرْتُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَخَطَبَهُمْ فِي
الْقَادِسِيَّةِ، فَقَالَ: إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا،
وإِنَّا مُسْتَشْهَدُونَ، لَا تَغْسِلُوا عَنَّا دِمَاءَنَا، وَلَا نُكَفَّنُ
إِلِّا فِي ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْنَا.
• [١٠٤٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْنَا سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى
كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى الشَّهِيدِ؟ قَالَ: كَهَيْئَتِهَا عَلَى غَيْرِهِ،
وَسَأَلْنَاهُ عَنْ دَفْنِ الشَّهِيدِ، فَقَالَ: أَمَّا إِذَا كَانَ فِي
الْمَعْرَكَةِ، فَإِنَّا نَدْفِنُهُ كَمَا هُوَ لَا نُغَسِّلُهُ، وَلَا
نُكَفِّنُهُ، وَلَا نُحَنِّطُهُ، وَأَمَّا إِذَا انْقَلَبْنَا بِهِ وَبِهِ رَمَقٌ
(٤)، فَإِنَّا نُغَسِّلُهُ، وَنُكَفِّنُهُ، وَنُحَنِّطُهُ، وَجَدْنَا النَّاسَ
عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ عَلَيْهِ مَنْ مَضَى قَبْلَنَا مِنَ النَّاسِ.
• [١٠٤٢٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيُّ، عَنْ
(١) في الأصل: «ارموني»، والتصويب من «مصنف
ابن أبي شيبة» (٣٣٤٧٩)، «السنن الكبرى» للبيهقي (٦٩٠٥)، من طريق الثوري، به.
(٢)
التحاج: التخاصم. (انظر: اللسان، مادة: حجج).
• [١٠٤٢١]
[شيبة:١١١٠٨].
(٣)
الثرى: التراب الندي. (انظر: النهاية، مادة: ثرا).
(٤)
الرمق: بقية الروح وآخر النفَس. (انظر: النهاية، مادة: رمق).
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: إِذَا مَاتَ الشَّهِيدُ فِي الْمَعْرَكَةِ دُفِنَ
كَمَا هُوَ، فَإِنْ مَاتَ بَعْدَمَا يَنْقَلِبُ بِهِ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ
بِالْآخَرِ.
• [١٠٤٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ مِنْ
خَيْرِ شَهِيدٍ فَغُسِّلَ، وَكُفِّنَ، وَصلِّيَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ
طَعْنِهِ.
• [١٠٤٢٧]
قال عبد الرزاق: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ.
• [١٠٤٢٨]
عبد الرزاق، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْجَزَّارِ قَالَ: غُسِّلَ عَلِيٌّ وَكُفِّنَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ.
• [١٠٤٢٩]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيسَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ اللُّصوصُ، قَالَ: لَا يُغَسَّلُ.
• [١٠٤٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَكْرِمَةَ يَقُولُ:
يُصَلَّى عَلَى الشَّهِيدِ، وَلَا يُغَسَّلُ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ طَيَّبَهُ.
• [١٠٤٣١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ
قَالَا: يُغَسَّلُ الشَّهِيدُ فَإِنَّ كُلَّ مَيِّتٍ يُجْنَبُ (١).
° [١٠٤٣٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ (٢)، عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ (٣)، أَنَّ رَجُلًا
مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، فَقَالَ:
أُهَاجِرُ مَعَكَ، وَأَوْصَى النَّبِيُّ ﷺ بِهِ (٤) بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا
كَانَتْ غَزْوَةُ خَيبَرَ أَوْ حُنَيْنٍ غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَسَمَ
وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ،
(١) ليس في الأصل، واستدركناه من الموضع الذي
تقدم رقم: (٦٨٥٦).
(٢)
في الأصل: «عامر»، والتصويب من الموضع الذي تقدم رقم: (١٠٤٣٢)، وهو على الصواب عند
البيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ١٥) من طريق عبد الرزاق، به.
(٣)
قوله: «بن الهاد» في الأصل: «بن أبي الهادي»، والتصويب من المصدر السابق.
(٤)
قبله في الأصل: «عليه»، وهو سهو، والتصويب من المصدر السابق.
وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ،
فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: قَسْمٌ
قَسَمَهُ اللَّهُ لَكَ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَأَخَذَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «قَسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ»،
قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى
هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ *، فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ، قَالَ:
«إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ»، قَالَ: فَلَبِثُوا قَلِيلًا، ثُمَّ نَهَضُوا
فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتيَ بِهِ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ
أَشارَ (١)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَهُوَ هُوَ!» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ (٢):
«صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ»، فَكَفَّنَهُ النَّبِيُّ ﷺ فِي جُبَّةٍ (٣) لِلنَّبِيِّ
ﷺ، ثُمَّ قَدَّمَهُ النَّبِي ﷺ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ
صَلَاتِهِ عَلَيْهِ: «اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ،
فَقُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا عَلَيْهِ شَهِيدٌ».
• [١٠٤٣٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلَ إِنْسَانٌ عَطَاءً أَيُصَلَّى
عَلَى الشَّهِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لِمَ وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قَدْ
صُلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
• [١٠٤٣٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَبَلَغَنِي أَنَّ شُهَدَاءَ بَدْرٍ دُفِنُوا
كَمَا هُمْ.
° [١٠٤٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يوْمَ أُحُدٍ عَلَى حَمْزَةَ
سَبْعِينَ صَلَاةً، كُلَّمَا صلَّى فَأُتِي بِرَجُلٍ صَلَّى عَلَيْهِ، وَحَمْزَةُ
مَوْضُوعٌ يُصلِّي عَلَيْهِ مَعَهُ.
• [١٠٤٣٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: يُلْقَى عَنِ
(٤) الشَّهِيدِ كُلَّ جِلْدٍ، يَعْنِي: إِذَا قُتِلَ.
• [١٠٤٣٧]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
* [٣/ ٥٩ ب].
(١)
في الأصل: «شار»، والتصويب من المصدر السابق.
(٢)
قوله: «قالوا: نعم، قال» ليس في الأصل، واستدركناه من المصدر السابق.
(٣)
الجبة: ثوبٌ للرجال مفتوح الأمام، يُلبس عادة فوق القفطان، وفي الشتاء تبطن
بالفرو. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٠٥).
(٤)
في الأصل: «على»، والتصويب من الموضع الذي تقدم رقم: (٦٨٦٠).
قَالَ: يُنْزَعُ عَنِ الْقَتِيلِ
خُفَّاهُ، وَسَرَاوِيلُهُ، وَكُمَّتُهُ (١)، أَوْ قَالَ: عِمَامَتُهُ، وَيُزَادُ
ثَوْبًا، أَوْ يُنْقَصُ ثَوْبًا، حَتَّى يَكُونَ وِتْرًا.
• [١٠٤٣٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُجْرِيَ
الْكِظَامَةَ، قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ فَلْيَأْتِ قَتِيلَهُ، يَعْنِي
قَتْلَى أُحُدٍ، قَالَ: فَأَخْرَجَهُمْ رِطَابًا يَتَثَنَّوْنَ، قَالَ: فَأَصابَتِ
الْمِسْحَاةُ (٢) رِجْلَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَانْفَطَرَتْ دَمًا، قَالَ: فَقَالَ
أَبُو سَعِيدٍ (٣): لَا يُنْكِرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا.
• [١٠٤٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ (٤)، قَالَ: رَأَى بَعْضُ أَهْلِ طَلْحَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَآهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ
دَفَنْتُمُونِي فِي مَكَانٍ قَدْ آذَانِي فِيهِ الْمَاءُ، فَحَوِّلُونِي مِنْهُ،
قَالَ: فَحَوَّلُوهُ، فَأَخْرَجُوهُ كَأَنَّهُ سِلْقَةٌ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ
شَيءٌ إِلَّا شَعَرَات مِنْ لِحْيَتِهِ.
° [١٠٤٤٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنا حَمَلْنَا الْقَتْلَى يَوْمَ أُحُدٍ
لِنَدْفِنَهُمْ، فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «ادْفِنُوا الْقَتْلَى
فِي مَصَارِعِهِمْ (٥)»، فَرَدَدْنَاهُمْ.
• [١٠٤٤١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَا يُدْفَنُ الشَّهِيدُ فِي حِذَاءٍ
خُفَّيْنِ (٦)، وَلَا ثَعْلَيْنِ، وَلَا
سِلَاحٍ،
(١) في الأصل: «وكمه»، والتصويب من الموضع
الذي تقدم رقم: (٦٨٦١).
(٢)
المسحاة: المِجْرفة من الحديد، والجمع: مساحٍ. (انظر: النهاية، مادة: سحا).
(٣)
في الأصل: «أبو سعد»، والتصويب من الموضع الذي تقدم رقم: (٦٨٦٢)، وهو على الصواب
عند ابن المبارك في «الجهاد» (١/ ٨٤).
• [١٠٤٣٩]
[شيبة: ١٢٢٢٢].
(٤)
في الأصل: «خالد»، والتصويب من الموضع الذي تقدم رقم: (٦٨٦٣).
° [١٠٤٤٠]
[التحفة: دت س ق ٣١١٧] [شيبة: ١٢٢٦٥].
(٥)
مصارع القوم: حيث قُتلوا. (انظر: التاج، مادة: صرع).
(٦)
قوله: «حذاء خفين» تصحف في الأصل إلى: «حذافين»، والتصويب من الموضع الذي تقدم
رقم: (٦٨٦٥).
وَلَا خَاتَمٍ، قَالَ: يُدْفَنُ فِي
الْمِنْطَقَةِ، وَالثِّيَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ،
قَالَ: لَا يُدْفَنُ بُرْقُعُهُ.
• [١٠٤٤٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ صَاعِدٍ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: إِذَا وُجِدَ بَدَنُ الْقَتِيلِ فِي دَارٍ أَوْ مَكَانٍ صُلِّيَ عَلَيْهِ
وَعُقِلَ، وإِذَا وُجِدَ رَأْسٌ أَوْ رِجْلٌ لَمْ يُصلَّ عَلَيْهِ، وَلَمْ
يُعْقَلْ.
٣٦
- بَابُ
الْغَزْوِ مَعَ كُلِّ أمِيرٍ
• [١٠٤٤٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ:
أَن أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ غَزَا مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
الْغَزْوَةَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا.
• [١٠٤٤٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ
أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ يَغْزُو مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَمَرِضَ
وَهُوَ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدُ يَعُودُهُ (١)، فَقَالَ لَهُ:
حَاجَتُكَ؟ قَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَسِرْ بِي فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ مَا
اسْتَطَعْتَ، ثُمَّ ادْفِنِّي، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ سَارَ بِهِ حَتَّى أَوْغَلَ
فِي أَرْضِ الرُّومِ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ *، ثُمَّ نَزَلَ فَدَفَنَهُ.
• [١٠٤٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ
جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ هَلْ كُنْتُمْ تُسَخِّرُونَ الْعَجَمَ؟ قَالَ:
كُنَّا نُسَخِّرُهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةِ، يَدُلُّونَا عَلَى (٢)
الطَّرِيقِ ثُمَّ نُخَلِّيهِمْ.
• [١٠٤٤٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ (٣) الضُّبَعِيِّ،
قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاس: إِنَّا نَغْزُو مَعَ هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءَ،
فَإِنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَقَاتِلْ أَنْتَ عَلَى
نَصِيبِكَ مِنَ الْآخِرَةِ.
(١) عيادة المريض: زيارته. (انظر: معجم اللغة
العربية المعاصرة، مادة: عود).
* [٣/
٦٠ أ].
(٢)
ليس في الأصل، واستدركناه من «المعجم الكبير» للطبراني (٢/ ١٦٤) من طريق عبد
الرزاق، به.
(٣)
في الأصل: «حمزة» وهو تصحيف. وينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٢/ ٥٠٦).
• [١٠٤٤٧] عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ
الْقُدُّوسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا
تَشْهَدُوا عَلَى أُمَّتِكُمْ بِشِرْكٍ، وَلَا تُكَفِّرُوهمْ بِذَنْبٍ،
وَالْجِهَادُ لَا يَضُرُّهُ جَوْرُ (١) جَائِرٍ، وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ،
وَالْجِهَادُ مَاضٍ حَتَّى يُبْعَثَ آخِرُ هَذِهِ الْأمَّةِ، وَالْإِيمَانُ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ».
قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ
يَذْكُرُ نَحْوَ هَذَا وَزَادَ: حَتَّى يُقَاتِلَ هَذِهِ الْأُمَّةَ الدَّجَّالُ
(٢).
• [١٠٤٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ (٣) الشَّعْبِيَّ،
عَنِ الْغَزْوِ، وَعَنْ أَصْحَابِ الدِّيوَانِ أَفْضَلَ أَوِ الْمُتَطَوِّعِ؟
قَالَ: بَلْ أَصْحَابُ الدِّيوَانِ الْمُتَطَوِّعُ مَتَى شَاءَ رَجَعَ.
• [١٠٤٤٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ:
أَنَغْزُو مَعَ الْأُمَرَاءِ فَمَا يُطْلِعُونَا عَلَى أَمْرِهِمْ، غَيْرَ أَنَّا
نُسَالِمُ إِذَا سَالَمُوا، وَنُحَارِبُ إِذَا حَارَبُوا، قَالَ: قَاتِلْ مَعَ
الْمُسْلِمِينَ عَدُوَّهُمْ.
٣٧
- بَابُ
الرِّبَاطِ (٤)
• [١٠٤٥٠]
عبد الرزاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ
لَيْلَةً فَقَدْ أَكْمَلَ الرِّبَاطَ.
• [١٠٤٥١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مُكْمِلٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِيْ (٥) حَبِيبٍ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ
إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: فِي الرِّبَاطِ،
قَالَ: كَمْ رَابَطْتَ؟ قَالَ: ثَلَاثِينَ، قَالَ: فَهَلَّا أَتْمَمْتَ
أَرْبَعِينَ.
(١) الجور: الميل والضلال والظلم. (انظر:
النهاية، مادة: جور).
(٢)
الدجال: الكذَّاب، قيل: سمي دجّالا لتلبيسه وتمويهه على الناس؛ من دَجَلَ: إذا
لبَّس ومَوَّه، وقيل: مأخوذ من الدَّجل، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به،
فكأن الرجل يغطِّي الحق ويستره. (انظر: جامع الأصول) (١٠/ ٣٣٨).
(٣)
بعده في الأصل: «عن»، وهو سهو.
(٤)
الرباط والمرابطة: الملازمة والمواظبة، والمراد: الإقامة على جهاد العدو بالحرب
وارتباط الخيل وإعدادها. (انظر: النهاية، مادة: ربط).
• [١٠٤٥٠]
[شيبة: ١٩٨٥٤].
(٥)
ليس في الأصل، والتصويب من ترجمته. وينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٩/
٣٢٨).
• [١٠٤٥٢] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي سُفْيَانَ الْأَخْنَسِيِّ (١)، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
رِبَاطُ لَيْلَةٍ إِلَى جَانِبِ الْبَحْرِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُوافِقَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَحَدِ
الْمَسْجِدَيْنِ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَوْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ﷺ بِالْمَدِينَةِ،
وَرِبَاط ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ عِدْلُ السَّنَةِ، وَتَمَامُ الرِّبَاطِ أَرْبَعُونَ
لَيْلَةً.
وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَائِمٌ لَمْ يَقْعُدْ حِينَ سَاقَ
يُخْبِرُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: تَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ
يَا أَبَا النَّضْرِ؟ فَقَالَ سَالِمٌ: نَعَمْ أَشْهَدُ عَلَى مَعْرِفَةِ هَذَا
الْحَدِيثِ.
° [١٠٤٥٣]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، قَالَ:
مَرَّ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ بِشُرَحَبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَهُوَ مُرَابِطٌ
عَلَى قَلْعَةٍ بِأَرْضِ فَارِسَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: أَلَا أُحَدِّثُكَ
حَدِيثًا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عَوْنًا لَكَ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ؟ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ
صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُجِيرَ
(٢) مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَنُفَيَ لَهُ صَالِحُ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ».
° [١٠٤٥٤]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، سَمِعَهُ مِنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «رِبَاطُ
يَوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ شَهْرٍ وَصِيَامِهِ يُقَامُ فَلَا
يُفْتَرُ (٣) وَيُصَامُ، فَلَا يُفْطَرُ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ نَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَجْرِي عَلَيهِ صَالِحُ عَمَلِهِ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
(١) في الأصل: «الأحبشي»، والتصويب من
ترجمته. وينظر: «تهذيب الكمال» (٣١/ ٣٥٩)، «الكاشف» (٢/ ٣٦٦).
° [١٠٤٥٣]
[التحفة: م س ٤٤٩١، ت ٤٥١٠] [شيبة: ١٩٨٠١، ١٩٨٤٢]،
وسيأتي: (١٠٤٥٤، ١٠٤٥٥).
(٢)
الإجارة: الإعاذة والمنع. (انظر: اللسان، مادة: جور).
° [١٠٤٥٤]
[التحفة: م س ٤٤٩١، ت ٤٥١٠] [شيبة: ١٩٨٤٢]،
وتقدم: (١٠٤٥٣) وسيأتي: (١٠٤٥٥).
(٣)
الفتور: الضعف. (انظر: النهاية، مادة: فتر).
° [١٠٤٥٥] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَن
يَزِيد بْنِ (١) جَابِرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَن شُرَحْبِيلَ * بْنِ
السِّمْطِ، قَالَ: كُنَّا بِأَرْضِ فَارِسَ، فَأَصَابَنَا إِدْلٌ وَشِدَّةٌ،
فَجَاءَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ: أَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا مَا
مِنْ مُسْلِمٍ يُرَابِطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا كَانَ كَصيَامِ شَهْرٍ
وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَرَى عَلَيْهِ
عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأُجِيرَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ (٢).
° [١٠٤٥٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مَرَّ بِشُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ (٣) وَهُوَ فِي
مُرَابَطٍ (٤) قَدْ شُقَّ عَلَيْهِ وَهَمَّ بِالتَّحَوَّلِ عَنْهُ، فَقَالَ: أَلَا
أُخْبِرُكِ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ
حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ.
• [١٠٤٥٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ
عِيسَى، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، مَا
دَامَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ثُمَامًا، أَوْ يَكُونَ رَمَامًا، أَوْ
يَكُونَ حُطَامًا، فَإِذَا انْتَاطَتِ (٥) الْمَغَازِي وَأُكِلَتِ الْمَغَانِمُ
وَاسْتُحِلَّتِ الْحُرُمُ، فَعَلَيْكُمْ بِالرِّبَاطِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ
غَزْوِكُمْ.
(١) في الأصل: «عن» خطأ.
* [٣/
٦٢ ب].
(٢)
فتنة القبر: يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان والاختبار. (انظر:
النهاية، مادة: فتن).
(٣)
قوله: «شرحبيل بن السمط» تحرف في الأصل إلى: «السمط بن ثابت»، وهو خطأ؛ فروايات
الحديث مجمعة على أنه شرحبيل بن السمط، فلعل الناسخ أدخل عليه بثابت بن السمط، وهو
أخو شرحبيل، وقلبه أيضا فجعله: السمط بن ثابت.
(٤)
المرابط: مكان المرابطة، وهي: الإقامة على جهاد العدو بالحرب. (انظر: النهاية،
مادة: ربط).
(٥)
كذا في الأصل، قال ابن الأثير في «النهاية» (٥/ ١٤١): «وفي حديث عمر»إذا انتاطت
المغازي«أي بعدت، وهو من نياط الفازة، وهو بعدها، فكأنها نيطت بمفازة أخرى، لا
تكاد تنقطع، وانتاط فهو نيط، إذا بعد».
° [١٠٤٥٨] عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (١)
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي
ﷺ قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانَ الْقَبْرِ،
وَغُدِيَ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الجَنَّةِ، وَجَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ».
٣٨
- بَابُ
الْعَزْوِ فِي الْبَحْرِ
• [١٠٤٥٩]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَوْ
غَيْرِهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ أَنْ يَحْمِلَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةَ فِي
الْبَحْرِ.
• [١٠٤٦٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ غَزْوَةِ البَحْرِ
فَكَرِهَهُ، وَقَالَ: أَخْشَى.
• [١٠٤٦١]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلْقَمَةَ بْنَ
مُجَزِّزٍ فِي أُنَاسٍ إِلَى الْحَبَشِ، فَأُصِيبُوا فِي الْبَحْرِ فَحَلَفَ
عُمَرُ بِاللَّهِ لَا يَحْمِلُ (٢) فِيهَا أَبَدًا.
وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ كَرِهَ
لِلْغُزَاةِ أَنْ يَرْكَبُوا فِي الْبَحْرِ.
° [١٠٤٦٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، فَلَا يُعَرِّضُ
ذُرِّيَّتَهُ لِلْمُشْرِكِينَ».
• [١٠٤٦٣]
عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ رُكُوبَ الْبَحْرِ إِلَّا لِثَلَاثٍ غَازِي،
أَوْ حَاجٍّ، أَوْ مُعْتَمِرٍ.
° [١٠٤٦٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، أَنَّ امْرَأَةً
(١) بعده في الأصل: «عن» خطأ، والصواب ما
أثبتناه، وهو: إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء.
(٢)
تحرف في الأصل: «يحلف»، والتصويب من «كنز العمال» (٩٨٩١) معزوا لعبد الرزاق.
° [١٠٤٦٤]
[الإتحاف: حم ٢٣٧٢٠].
حَدَّثَتْهُ (١) قالتْ: نَامَ رَسُول
اللهِ ﷺ، ثُمَّ اسْتَيْقَظ وَهُوَ يَضْحَك، فَقُلتُ: تَضْحَك مِني يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا وَلَكِنْ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُونَ غُزَاةً فِي
الْبَحْرِ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ (٢)»، ثُمَّ نَامَ،
ثُمَّ اسْتَيْقَظَ أَيْضًا فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: تَضْحَكُ مِنِّي يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ فَقَالَ: «لَا وَلَكِنْ قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ أُمَّتِي غُزَاةً فِي
الْبَحْرِ فَيَرْجِعُونَ قَلِيلَةً غَنَائِمُهُمْ مَغْفُورًا لَهُمْ»، قَالَتِ:
ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: فَدَعَا لَهَا.
قَالَ: فَأَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ
يَسَارٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ
إِلَى أَرْضِ الرُّومِ وَهِيَ مَعَنَا فَمَاتَتْ بِأَرْضِ الرُّومِ.
• [١٠٤٦٥]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
مُخْبِرٌ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٣) بْنِ عَمْرٍو
قَالَ: غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ أَفْضَلُ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ،
وَمَنْ جَازَ الْبَحْرَ، فَكَأَنَّمَا جَازَ الْأَوْدِيَةَ وَالْمَائِدُ (٤) فِي
السُّفِينَةِ كَالْمُتَشَحِّطِ (٥) فِي دَمِهِ.
° [١٠٤٦٦]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ شِهَابٍ
الْقُشَيْرِيُّ (٦)
(١) في الأصل: «حذيفة»، وكذا في المطبوع من
«علل الدارقطني» (٤١٠٥)، والمثبت من «فتح الباري» لابن حجر (١١/ ٧٦)، وهو موافق
لما في «مسند أحمد» (٢٨٠٩٧)، ولما في «مسند ابن راهويه» (٢٢٥٤) من طريق عبد الرزاق.
(٢)
الأسرة: جمع سرير، وهو: كرسي الملك. (انظر: اللسان، مادة: سرر).
• [١٠٤٦٥]
[شيبة: ١٩٧٥٣].
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «عبد الملك»، والتصويب من «المستدرك على الصحيحين» للحاكم
(٢٦٧٠)، وغيره.
(٤)
المائد: الذي يدار برأسه من ريح البحر وصيده، يُقال: ماد الرجل يميد إذا مال.
(انظر: النهاية، مادة: ميد).
(٥)
التشحط: التخبط والاضطراب والتمرغ. (انظر: النهاية، مادة: شحط).
° [١٠٤٦٦]
[شيبة: ١٩٧٥١].
(٦)
تصحف في الأصل إلى: «القرشي»، والتصويب من مصادر الترجمة. ينظر: «التاريخ الكبير»
(٧/ ٤٣)، «الجرح والتعديل» (٦/ ٤٠٦).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ لَمْ يُدْرِكِ * الْغَزْوَ مَعِي فَلْيَغْزُ فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّ أَجْرَ
يَوْمِ فِي الْبَحْرِ كَأَجْرِ شَهْرٍ فِي الْبَرِّ، وإِنَّ الْقَتْلَ فِي
الْبَحْرِ كَالْقَتْلَينِ فِي الْبَرِّ، وَاِنَّ الْمَائِدَ فِي السَّفِينَةِ
كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ، وإِنَّ خِيَارَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ
الْكَفْءِ» (١)، قَالُوا: وَمَا أَصحَابُ الْكَفْءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«قَوْمٌ تَتَكَفَّأُ بِهِمْ (٢) فِي مَرَاكِبِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ».
• [١٠٤٦٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جْرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ
تَعْدِلُ عَشْرًا فِي الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ
بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
• [١٠٤٦٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ
مُخَلَّدٍ قَالَ لِقَوْمٍ رَكِبُوا غُزَاةً فِي الْبَحْرِ: مَا تَرَكُوا
وَرَاءَهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ شَيْئًا.
• [١٠٤٦٩]
عبد الرزاق، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ: أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ كَانَ يَغْزُو فِي الْبَحْرِ.
٣٩
- بَابُ
عَسْقَلَانَ
° [١٠٤٧٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ رَافِعٍ
قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَهْلَ
الْمَقْبَرَةِ»، قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهْلُ الْبَقِيعِ (٣)، قَالَ: «يَرْحَمُ
اللَّهُ أَهْلَ الْمَقْبَرَةِ»، قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهْلُ الْبَقِيعِ حَتَّى،
قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: «مَقْبَرَةُ عَسْقَلَانَ».
• [١٠٤٧١]
عبد الرزاق، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ ابْنَ خَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ
كَعْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ: أَنَّ الْأَكْلَ، وَالشَّرَابَ،
وَالطَّعَامَ، وَالنِّكَاحَ بهَا أَفْضَلُ بِعَسْقَلَانَ.
* [٣/ ٦١ أ].
(١)
في الأصل: «الكهف»، والتصويب من «الدر المنثور» (٩/ ٢١) معزوا لعبد الرزاق، به.
(٢)
قوله: «تتكفأ بهم» تصحف في الأصل إلى: «تتفكونهم» هكذا، والتصويب من المصدر السابق.
• [١٠٤٦٩]
[شيبة: ٨٩٩٤].
(٣)
البقيع: المكان المتسع. وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها، كان به
شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه. (انظر: النهاية، مادة: بقع).
٤٠ - بَابُ رَايَةِ النَّبِيِّ ﷺ
وَلَوْنِهَا
° [١٠٤٧٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ
النَّبِي ﷺ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ
يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ»، قَالَ: فَدَعَا
عَلِيًّا وإِنَّهُ لأَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ
فَفَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ.
• [١٠٤٧٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ
عُبَادَةَ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ معَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يوْمَ
بَدْرٍ وَغَيْرِهِ.
• [١٠٤٧٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ رَايَةَ
النَّبِي ﷺ كَانَتْ تَكُونُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَتْ فِي
الْأَنْصَارِ حَيْثُمَا تَوَلَّوْا.
° [١٠٤٧٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَم أَنَّ
رَايَةَ النَّبِيِّ ﷺ (١) كَانَتْ تَكُونُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَكَانَ إِذَا اسْتَحَرَّ
الْقِتَالُ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ ممَّا يَكُونُ تَحْتَ رَايَةِ الْأَنْصَارِ.
° [١٠٤٧٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ رَجُلٍ رَأَى رَايَةً لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَقَدَهَا لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
سَوْدَاءَ.
• [١٠٤٧٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ ﷺ كَانَتْ مَعَ
سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَدَفَعَهَا سَعْدٌ إِلَى ابْنِهِ قَيْسٍ.
° [١٠٤٧٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُل مِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ ﷺ كَانَتْ تَكُونُ بَيْضاءَ، وَلِوَاءَهُ
أَسْوَدُ.
• [١٠٤٧٣] [شيبة: ٣٨٥٥٥].
(١)
قوله: «عن مقسم أن راية النبي ﷺ» كذا في الأصل، وكذلك أورده السيوطي في «المحاضرات
والمحاورات» (ص: ١٤٥) ضمن فصل: «ذكر مستحسنات انتقيتها من»مصنف عبد الرزاق«،
والحديث أخرجه أحمد في»المسند«(٣٥٥٥)، و»فضائل الصحابة«(١٤٢٧):»عن مقسم قال: لا
أعلمه إلا عن ابن عباس، أن راية النبي ﷺ«، وفي»التاريخ الكبير«للبخاري (٦/ ٢٥٨) عن
عبد الرزاق:»عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن راية النبي ﷺ".
٤١ - بَابُ عَقْرِ الدَّوابِّ فِي أَرْضِ
الْعَدُوِّ
• [١٠٤٧٩]
عبد الرزاق، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ * إِذَا خَافَ نَزَعَ سِلَاحَهُ،
فَأَعْطَى هَذَا، وَأَعْطَى هَذَا، وَأَعْطَى هَذَا مِنْ سِلَاحِهِ، وَكَانَ
أَسَفَّهَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ يَعْنِي حَتَّى يُنْكَرَانِ فَلَا يُعْرَفَانِ.
• [١٠٤٨٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَهَى إِذَا أَبْطَأَتْ دَابَّةٌ فِي أَرْضِ
الْعَدُوِّ أَنْ تُعْقَرَ، قَالَ: وَأَمَّا السِّلَاحُ فَلْيَدْفِنْهُ.
٤٢
- بَابُ
أوَّلِ سَيْفٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
° [١٠٤٨١]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ
أَوَّلَ مَنْ سَلَّ سَيْفًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي أَسْفَلَ
مَكَّةَ، وَالزُّبَيْرُ بِمَكَّةَ، فَأُخْبِرَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قُتِلَ،
فَخَرَجَ بِسَيْفِهِ قَدْ سَلَّهُ، يَشُقُّ النَّاسَ بِهِ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ
ﷺ فوَجَدَهُ لَمْ يُهَجْ، قَالَ: فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ عنْ ذَلِكَ
فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.
° [١٠٤٨٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُروَةَ، أَنَّ
أَوَّلَ رَجُلٍ سَلَّ سَيْفًا فِي اللَّهِ الزُّبَيْرُ، نُفِخَتْ نَفْخَةٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ: أُخِذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَالنَّبِيُّ ﷺ بِأَعْلَى مَكَّةَ،
فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيْفِهِ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ ﷺ،
فَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ»؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ،
قَالَ: فَدَعَا لَهُ وَلِسَيْفِهِ.
٤٣
- بَابُ
مَنْ دَمَّى وَجْهَ النَّبِيِّ ﷺ -
• [١٠٤٨٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمٍ (١) يَقُولُ: الَّذِي دَمَّى
وَجْهَ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلِ، يُقَالُ
* [٣/ ٦١ ب].
° [١٠٤٨٢]
[شيبة: ١٩٨٦٩، ٣٢٨٢٩]، وتقدم: (١٠٤٨١).
(١)
تصحف في الأصل إلى: «موسى»، والتصويب كما في «تفسير عبد الرزاق» (١/ ١٣٢) بنفس هذا
الإسناد، وهو: يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي الطائفي. وينظر: «تهذيب
الكمال» (٢/ ٢٢١).
لَهُ: ابْنُ الْقَمِئَةِ، فَكَانَ
حَتْفُهُ أَنْ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَيْسَا فَنَطَحَهُ فَقَتَلَهُ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَمِئَةِ.
° [١٠٤٨٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، قَالَ مَعْمَرٌ:
وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ (١) يُحَدِّثُ بِبَعْضِهِ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي
وَقَّاصٍ كَسَرَ رَبَاعِيَّةَ (٢) النَّبِي ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ، وَدَمَّى وَجْهَهُ،
فَدَعَا عَلَيهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا يَحُلْ عَلَيْهِ
الْحَوْلُ حَتَّى يَمُوتَ كَافِرًا»، فَمَا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ حَتَّى مَاتَ
كَافِرًا إِلَى النَّارِ.
٤٤
- بَابُ
إِعْقَابِ الْجُيُوشِ
• [١٠٤٨٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
كَانَ يُعْقِبُ الْغَازِيَةَ.
• [١٠٤٨٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ جَيْشًا،
وَكَانَ يُعْقِبُ الْجُيُوشَ، فَمَكَثُوا حِينًا لَا يَأْتي لَهُمْ عَقِبٌ،
فَقَفَلُوا فَكَتَبَ أَمِيرُ السَّرِيةِ إِلَى عُمَرَ: أَنَّهُمْ قَفَلُوا
وَتَرَكُوا ثَغْرَهُمْ، وَسَنُّوا لِلنَّاسِ سُنَّةَ سُوءٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ
عُمَرُ وَلَمْ يَشْهَدْ ذَلِكَ غَيْرُهُ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ وَأَوْعَدَهُمْ
وَعَيدًا أَشْرَفَ (٣) عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا عُمَرُ، بِمَا تُقَوِّمُنَا
(٤)؟ تَرَكْتَ فِينَا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ إِعْقَابِ الْغَازِيَةِ
بَعْضهَا، فَقَالَ: لَسْتُ أُقَوّمُكُمْ (٥) بِنَفْسِي، وَلكنْ بِأُمُورٍ لَمْ
تَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الْأَنْصَارِ.
(١) في الأصل: «الزبير» وهو خطأ، والتصويب من
«التفسير الطبري» (٦/ ٤٦) من طريق المصنف، به، وينظر: «تاريخ الإسلام» (١/ ١٢٣)،
«الخصائص الكبرى» للسيوطي (١/ ٣٦١) معزوا لعبد الرزاق.
(٢)
الرباعية: إحدى الأسنان الأربع التي تلي الثنايا بين الثنية والناب تكون للإنسان
وغيره، والجمع: رباعيات. (انظر: اللسان، مادة: ربع).
(٣)
في الأصل: «شرف»، والتصويب من «العلل» للخلال (ص ١٩٦)، وفيه: «فقلت لأحمد: ما أشرف
عليهم؟ قال: أشرف عليهم من مكان مرتفع».
(٤)
في الأصل: «تفرقنا»، والتصويب من المصدر السابق.
(٥)
في الأصل: «أفرقكم»، والتصويب من المصدر السابق.
٤٥ - بَابُ الْمُشْرِكِ يَأْتِي
الْمُسْلِم بِغَيْرِ عَهْدٍ
• [١٠٤٨٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ، عَنِ الرَّجُلِ مِنْ
أَهْلِ الشِّرْكِ يَأْتي الْمُسْلِمَ بِغَيْرِ عَهْدٍ، قَالَ: خَيِّرْهُ إِمَّا
أَنْ تُقِرَّهُ، وإِمَّا أَنْ تُبْلِغَهُ مَأْمَنَهُ.
قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ
الشَّامِ - عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ - فِي مَجْلِسِ عَطَاءٍ، قَالَ: يَأْتي
الرُّومِيُّ فَإِذَا جَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ سِلَاحٍ وَلَا عَهْدٍ لَمْ
يُرَبْ *.
• [١٠٤٨٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ
اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ (١) يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيبِ، وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ، أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ: يَدْخُلُ
بِأَمَانٍ فَيَهْلِكُ بَعْضُ أَوْلِيَائِهِ فِي النَّسَبِ الَّذِي هُوَ وَارِثُهُ،
إِنْ كَانَ أَظْهَرَ السُّكُونَ فِي الْعَرَبِ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ فَلَهُ
مِيرَاثُهُ، وإلَّا فَلَا، وَقَالُوا فِي الْمَرْأَةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ
أَهْلِ الْحَرْبِ: تَدْخُلُ أَرْضَ الْعَرَبِ بِأَمَانٍ إِذَا أَظْهَرَتِ
السَّكُونَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْكِحَهَا الْمُسْلِمُونَ، وإِنْ
لَمْ تُظْهِرْ ذَلِكَ إِلَّا عِنْدَ الْخِطْبَةِ فَلَا تُنْكَحُ.
• [١٠٤٨٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ، عَنِ الرَّجُلِ مِنْ
أَهْلِ الذمَّةِ يُؤْخَذُ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ، وَقَدِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ
أَلَّا يَأْتِيَهُمْ، فَيقُولُ: لَمْ أُرِدْ عَوْنَهُمْ، فَكَرِهَ قَتَلَهُ إِلَّا
بِبَيِّنَةٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِذَا نَقَضَ شَيْئًا
وَاحِدًا مِمَّا عَلَيْهِ فَقَدْ نَقَضَ الصُّلْحَ.
• [١٠٤٩٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ
* [٣/ ٦٢ أ].
• [١٠٤٨٨]
[شيبة: ١٦٤٣٤].
(١)
في الأصل: «بن» وهو خطأ، والصواب ما أثبت، كما في كتب التراجم.
• [١٠٤٨٩]
[شيبة: ٣٣٦٧٤].
أَبِي لَيْلَى: فِي رَجُلٍ صالَحَ
عَلَيْهِ وَعَلَى بَنِيهِ، صِغَارًا وَكِبَارًا، ثُمَّ خَانَهُ هَؤُلَاءِ فَلَا
يُخْتَلَفُ فِيهَا، يَقُولُونَ: يُسْتَحَلُّونَ بِمَا خَانَ بِهِ هَؤُلَاءِ، إِنْ
يَكُونُوا هُمْ صولِحُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
• [١٠٤٩١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ،
أَنَّ تُسْتَرَ (١) كَانَتْ فِي صُلْحٍ، فَكَفَرَ أَهْلُهَا، فَغَزَاهُمُ
الْمُهَاجِرُونَ، فَقَتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ، فَسَبَوْهُمْ فَأَصَابَ
الْمُسْلِمُونَ نِسَاءَهُمْ، حَتَّى وُلِدَ لَهُمْ أَوْلَادٌ مِنْهُمْ، قَالَ:
لَقَدْ رَأَيْتُ أَوْلَادَهُنَّ، كَانُوا مِنْ تِلْك الْوِلَادَةِ، فأَمَرَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِمَنْ سُبِيَ مِنْهُم فَرُدَّ فِيهَا عَلَى
جِزْيَتِهِمْ، وَفَرَّقَ بَيْنَ سَادَتِهِمْ وَبَيْنَهُنَّ.
° [١٠٤٩٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَق عُثْمَانَ الْجَزَريِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، أَنَّ
النَّبِي ﷺ لَمَّا صَالَحَ أَهْلَ خَيْبَرَ صَالَحَهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُ
أَمْوَالَهُمْ، وَأَنَّهُمْ آمِنُونَ عَلَى دِمَائِهِمْ، وَذَرَارِيهِمْ،
ونِسَائِهِمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ ابْنَي (٢) أَبِي الْحُقَيْقِ، فَقَالَ:
«أَيْنَ الْمَالُ الَّذِي خَرَجْتُمَا بِهِ مِنَ النَّضِيرِ»؟ قَالَا:
اسْتَنْفَقْنَاهُ، وَهَلَكَ، قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمَا إِنْ كُنْتُمَا كَاذِبَيْنِ
فَقَدْ حَلَّتْ لِي دِمَاؤُكُمَا، وَأَمْوَالُكُمَا، وَنِسَاءُكُمَا»؟ قَالَا:
نَعَمْ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: «إِنكُمَا قَدْ خَبَّأْتُمَاهُ فِي
مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَأَرْسَلَ مَعَهُمَا، فَوَجَدَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَالَ
كَمَا ذَكَرَ، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمَا، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمَا، وَسَبَى
نِسَاءَهُمَا، وَكَانَتْ صفِيَّةُ تَحْتَ أَحَدِهِمَا.
• [١٠٤٩٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ كَرِهَ أَنْ يُتَزَوَّجَ نِسَاءُ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا فِي عَهْدٍ.
٤٦
- بَابٌ
كَمْ غَزَا النبِيُّ ﷺ -؟
• [١٠٤٩٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: غَزَا
(١) تستر: مدينة بالأهواز - خوزستان اليوم -
فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. (انظر:
الروض المعطار) (ص ١٤٠).
(٢)
في الأصل: «ابن».
النَّبِيُّ ﷺ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ
غَزْوَةً، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَرَّةً أُخْرَى، يَقُولُ: أَرْبَعٌ وَعِشْرِينَ
غَزْوَةً، فَلَا أَدْرِي أكَانَ وَهْمًا مِنْهُ أَوْ شَيْئًا سَمِعَهُ بَعْدَ
ذَلِكَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الَّذِي
قَاتَلَ فِيهِ النَّبِيُّ ﷺ كُلُّ شَيءٍ ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ.
• [١٠٤٩٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ:
كَانَتِ السَّرَايَا أَرْبَعَةَ وَعِشْرِينَ، وَالْمَغَازِي ثَمَانِ عَشْرَةَ أَوْ
تِسْعَ عَشْرَةَ *.
٤٧
- بَابُ
اسْمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَا يُعْطَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ
• [١٠٤٩٦]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْري، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ اسْمُ جَارِيَةِ النبِيِّ ﷺ خضِرَةَ، وَحِمَارِهِ يَعْفُرَ، وَنَاقَتِهِ
الْقَصْوَاءَ (١)، وَبَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءَ (٢)، وَسَيْفِهِ ذَا الْفَقَارِ (٣).
• [١٠٤٩٧]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرَّةَ (٤)
قَالَ: كَانَ اسْمُ سَيفِ النَّبِيِّ ﷺ: ذَا الْفَقَارِ، وَاسْمُ دِرْعِهِ: ذَاتَ
الْفُضُولِ.
• [١٠٤٩٨]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ اسْمَ سَيْفِ النَّبِيِّ ﷺ: ذُو الْفَقَارِ، قَالَ جَعْفَرٌ:
رَأَيْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَائِمُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَنَعْلُهُ مِنْ
فِضَّةٍ، وَبَيْنَ ذَلِكَ حِلَقٌ مِنْ فِضَّةِ، قَالَ: هُوَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ،
يَعْنِي بَنِي الْعَبَّاسِ.
* [٣/ ٦٢ ب].
(١)
القصواء: الناقة التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي ﷺ كذلك، وإنما كان هذا
لقبًا لها. (انظر: النهاية، مادة: قصا).
(٢)
الشهباء: التي يغلب بياضُها سوادَها. (انظر: النهاية، مادة: شهب).
(٣)
ذو الفقار: اسم سيف رسول الله، وسمي بذلك؛ لأن فيه حفر صغار حسان، والفقر من
السيوف: الذي فيه حزوز. (انظر: النهاية، مادة: فقر).
(٤)
في الأصل: «ميسرة»، والتصويب من «العلل» للإمام أحمد رواية عبد الله (٢/ ٢٢٧) من
طريق عبد الرزاق، وهو: محمد بن مرة القرشي، ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٦/ ٣٨٧)،
«التاريخ الكبير» (١/ ٢٣٥).
• [١٠٤٩٩] عبد الرزاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْعَلَاءِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوَ هَذَا، قَالَ: أَقْمَاعُهُ مِنْ
وَرِقٍ يَعْنِي رَأْسَهُ، قَالَ: وَكَانَ فِي دِرْعِهِ حَلَقَتَانِ مِنْ وَرِقٍ.
• [١٠٥٠٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ سَيْفَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ مُحَلًّى بِالْفِضَّةِ.
• [١٠٥٠١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: إِنْ أَعْطَى
إِنْسَانٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَضَى غَزْوَتَهُ فَجَاءَ بِهِ، أَوْ بِبَعْضِهِ
فَلَا يَأْكُلْهُ، وَلكِنْ لِيُمْضِهِ فِي تِلْكَ السَّبِيلِ، قَالَ: وإِنْ حَبَسَ
نَاقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَنُتِجَتْ فَوَلَدُهَا بِمَنْزِلَتِهَا.
• [١٠٥٠٢]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِي، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنْ
فَضَلَ شَيءٌ جَعَلَهُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ.
• [١٠٥٠٣]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَعْطَى ابْنُ
عُمَرَ (١) بَعِيرًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لِلَّذِي أَعْطَاهُ إِياهُ: لَا
تُحْدِثَنَّ فِيهِ شَيْئا حَتَّى إِذَا جَاوَزْتَ وَادِيَ الْقُرَى أَوْ حَذْوَهُ
مِنْ طَرِيقِ مِصْرَ فَشَأْنُكَ بِهِ.
• [١٠٥٠٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ مِثْلَهُ.
• [١٠٥٠٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ: هُوَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ جَعَلَهُ حَبِيسًا.
• [١٠٥٠٦]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يُسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يُعْطَى الشَّيءَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِذَا بَلَغَ رَأْسَ مَغْزَاهُ فَهُوَ
كَمَالِهِ.
• [١٠٥٠٠] [شيبة: ٢٥٦٩٢].
• [١٠٥٠١]
[شيبة:٣٤١٩٨].
• [١٠٥٠٢]
[شيبة: ٢١٤١٥].
(١)
قوله: «ابن عمر» تحرف في الأصل: «إنّ»، وينظر: «الموطأ - رواية أبي مصعب» (٧٠٨).
• [١٠٥٠٦]
[شيبة: ٣٤١٨٨].
• [١٠٥٠٧] عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ
وَمَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيُّبِ مِثْلَهُ.
٤٨
- بَابُ
جِهَادِ النِّسَاءِ وَالْقَتْلِ وَالْفَتْكِ
• [١٠٥٠٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَسُئِلَ عَنْ جِهَادِ النِّسَاءَ،
فَقَالَ: كُنَّ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى،
وَيَسْقِينَ الْمُقَاتِلَةَ، وَلَمْ أَسْمَعْ مَعَهُ بِامْرَأَةٍ قُتِلْتَ، وَقَدْ
قَاتَلْنَ نِسَاءُ قُرَيْشِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ حِينَ رَهَقَهُمْ جُمُوعُ
الرُّومِ، حَتَّى خَالَطُوا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ، فَضرَبَ النِّسَاءُ
يَوْمَئِذٍ بِالسُّيُوفِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه.
• [١٠٥٠٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ (١) شِهَابٍ مِثْلَهُ.
° [١٠٥١٠]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلَى النِّسَاءِ مَا عَلَى الرِّجَالِ، إِلَّا الْجُمُعَةَ،
وَالْجَنَائِزَ، وَالْجِهَادَ».
° [١٠٥١١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ،
قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ الزُّبَيْرَ
فَقَالَ *: أَقْتُلُ عَلِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَيْفَ تَفْعَلُ؟ قَالَ: أُظْهِرُ
لَهُ أَني مَعَهُ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ فَأَقْتُلُهُ، قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «قَيَّدَ الْإِيمَانُ الْفَتْكَ، لَا
يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ».
° [١٠٥١٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ … نَحْوَهُ، قَالَ: «الْإِيمَانُ
قَيَّدَ الْفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ».
° [١٠٥١٣]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: صحِبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ،
ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَمَّا الْإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ،
وَأَمَّا الْمَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيءٍ».
(١) سقط من الأصل.
° [١٠٥١١]
[شيبة: ٣٨٥٩١،٣٨٩٦٨].
* [٣/
٦٣ أ].
قَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ
أَنَّهُمْ كَانُوا أَخَذُوا عَلَى الْمُغِيرَةِ أَلَّا يَغْدِرَ بِهِمْ حَتَّى
يُؤْذِنَهُمْ، فَنَزَلُوا مَنْزِلًا، فَجَعَلَ يَحْفِرُ بِنَعْلِ سَيْفِهِ،
فَقَالُوا: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَحْفِرُ قُبُورَكُمْ فَاسْتَحَلَّهُمْ بِذَلِكَ،
فَشَرِبُوا ثُمَّ نَامُوا، فَقَتَلَهُمْ فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا
الشَّرِيدَ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ: الشَرِيدَ.
° [١٠٥١٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى الْمُخْتَارِ
بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ رَجُلٌ وَقَدِ اشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ
الْمُخْتَارُ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ ﷺ قَالَ: فَهَمَمْتُ أَنْ
أَضْرِبَهُ بِسَيْفِي، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ،
أَوْ عَمْرُو بْنُ فُلَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «أَيُّمَا
رَجُلٍ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ فَقَتَلَهُ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنَ
الْقَاتِلِ ذِمَّةُ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا».
٤٩
- بَابُ
رَقيقِ أهْلِ الْعَرْبِ وَالرَّجُلِ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ وَمَعَهُ
الْعَبْدُ
• [١٠٥١٥]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادًا، عَنْ نَاسٍ مِنْ أَهْلِ
الْحَرْبِ صَالَحَهَا أَهْلُ الْإِسْلَامِ عَلَى أَلْفِ رَأْسٍ كُلَّ سَنَةٍ،
فَكَانَ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُوَّدِّيهِ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ
يُؤدُّونَهُ مِنْ حَيْثُ شَاءُوا.
• [١٠٥١٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا خَرَجَ
الرَّجُلُ مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ وَمَعَهُ عَبْدٌ، فَإِنْ أَسْلَمَ فَهُوَ لَهُ،
وإِنْ سَبَقَهُ الْعَبْدُ فَأَسْلَمَ فَهُوَ حُرٌّ.
° [١٠٥١٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ وَهُوَ مُحَاصِرٌ أَهْلَ الطَّائِفِ (١) بِثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ
عَبْدًا، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَهُمُ الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمُ
الْعُتَقَاءُ.
(١) الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع مَيْل قليل
إلى الجنوب، على مسافة تسعة وتسعين كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر ١٦٣٠ مترا.
(انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٧٠).
٥٠ - بَابُ الصِّيَامِ فَي الْغَزْوِ
° [١٠٥١٨]
عبد الرزاق، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ الْمُطَّرَحِ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ رَكْضَ (١)
الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ».
° [١٠٥١٩]
عبد الرزاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ».
° [١٠٥٢٠]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَسُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«مَنْ صَامَ يَوْمًا * فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ مِنَ
النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا (٢)».
• [١٠٥٢١]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَسُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ.
• [١٠٥٢٢]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى قَوْمٍ مُحَاصِرِينَ
الْعَدُوَّ فِي رَمَضَانَ: أَلَّا تَصومُوا.
° [١٠٥٢٣]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ (٣) شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِي ﷺ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ: «هَذَا يَوْمُ قِتَالٍ فَأَفْطِرُوا».
(١) الركض: الضرب، والدفع، والتحريك. (انظر:
النهاية، مادة: ركض).
° [١٠٥٢٠]
[التحفة: س ٤٠٧٨، س ٤٢٨٩، خ م ت س ق ٤٣٨٨] [شيبة: ١٩٧٢٢].
* [٣/
٦٣ ب].
(٢)
الخريف: الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، ويريد به: السنة؛ لأن
الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة. (انظر: النهاية، مادة: خرف).
(٣)
تصحف في الأصل إلى: «بن»، والصواب ما أثبتناه، وهو: عبد الله بن كثير، يروي عن
شعبة بن الحجاج، وهذا إسناد دائر عند المصنف.
٥١ - بَابُ لِمَنِ الْغَنِيمَةُ
• [١٠٥٢٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ
(١)، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَمَّارٍ أَنَّ
الْغَنِيمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ.
• [١٠٥٢٥]
عبد الرزاق، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ عَامِرٍ،
قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ أَنِ اقْسِمْ لِمَنْ جَاءَ مَا لَمْ يَتَفَقَّأُ الْقَتْلَى،
يَعْنِي: مَا لَمْ تَتَفَطَّرْ بُطُونُ الْقَتْلَى.
° [١٠٥٢٦]
عبد الرزاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ
أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا يَكُونُ
حَامِيَةَ الْقَوْمِ، وَيَدْفَعُ عَنْ أَصْحَابِهِ، أَيَكُونُ نَصيبُهُ كَنَصِيبِ
غَيْرِهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «ثَكِلَتْكَ (٢) أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ سَعْدٍ،
وَهَلْ تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ».
• [١٠٥٢٧]
عبد الرزاق، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ
الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ أَنِ اقْسِمْ لِمَنْ وَافَاكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا لَمْ يَتَفَقَّأُ
قَتْلَى فَارِسٍ.
٥٢
- بَابُ
سِبَاقِ الْخَيْلِ
• [١٠٥٢٨]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ أَوَّلِ مَنْ
سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَظُنُّ.
• [١٠٥٢٤] [شيبة:٣٣٩٠٠، ٣٣٩٠١].
(١)
قوله: «سعيد بن قيس بن مسلم» كذا في الأصل، وهو وهم، لعله من الدبري عن عبد
الرزاق، فكذا رواه ابن المنذر في «الأوسط» (١١/ ١٤٩) عن الدبري، به، وجاء في
«الأوسط - طبعة الفلاح -» (٦/ ١٥٢) بالمخالفة لما في أصلهم الخطي «شعبة عن قيس بن
مسلم»، والصواب: «شعبة، عن قيس بن مسلم»، كما رواه وكيع وغيره، عن شعبة، عن قيس بن
مسلم، عن طارق بن شهاب، فيما أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٣٩٠٠)، والطبراني
في «المعجم الكبير» (٨/ ٣٢١) وغيرهما.
(٢)
الثكل: فقد الولد أو من يعز على الفاقد، وهو كلامٌ كان يجري على ألسنتهم عند حصول
المصيبة أو توقعها. (انظر: النهاية، مادة: ثكل).
° [١٠٥٢٩] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ،
فَأَرْسَلَهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ (١) وَكَانَ أَمَدُهَا (٢) إِلَى ثَنِيَّةِ
الْوَدَاعِ (٣)، وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، وَكَانَ
أَمَدُهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي (٤) زُرَيْقٍ، قَالَ: وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مِمَّنْ رَكِبَ الْخَيْلَ، قَالَ: كُنْتُ عَلَى
فَرَسٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِجَدْرَ فَطَفَّفَ (٥) بِي حَتَّى كَانَ مِنْ وَرَائِهِ.
° [١٠٥٣٠]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ …
مِثْلَهُ.
• [١٠٥٣١]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِي قَالَ: أَجْرَى
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْخَيْلَ وَسَبَّقَ.
• [١٠٥٣٢]
عبد الرزاق، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَابَقَ حُذَيْفَةُ النَّاسَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْهَبَ،
قَالَ: فَسَبَقَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ دَارَهُ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ
عَلَى مَعْلَفِهِ، وَهُوَ عَلَى رَمْلَةٍ، يَقْطُرُ عَرَقًا عَلَى شَمْلَةٍ لَهُ،
وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ جَالِسٌ عِنْدَهُ عَلَى قَدَمَيْهِ، مَا تَمَسُّ
أَلْيَتَاهُ الْأَرْضَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ
يُهَنِّئُونَهُ، يَقُولُونَ: لِيَهْنِئْكَ السَّبَقُ، قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ،
وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَلَا تُهَنِّئُهُ؟ قَالَ: بِمَ؟ قَالَ:
سَبَقَ فَرَسُهُ، قَالَ: أَخْشَى أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ الْأَمِيرَ، قَالَ: وَعَلَى
النَّاسِ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَتَاللَّهِ
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلِيَ عَلَيْكُمْ مَنْ لَا يَزِنُ عُشْرَ
بَعُوضَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(١) الحفياء: في الغابة التي تسمى اليوم
«الخليل» في شمال المدينة النبوية. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٠٢).
(٢)
الأمد: الغاية. (انظر: النهاية، مادة: أمد).
(٣)
ثنية الوداع: ثنية (طريق في الجبل) مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. يقال لها
اليوم: القرين التحتاني، ويقال أيضًا: كشك يوسف باشا. (انظر: أطلس الحديث النبوي)
(ص ١٠٨).
(٤)
تصحف في الأصل إلى: «أبي».
(٥)
طفف: وثب. (انظر: النهاية، مادة: طفف).
• [١٠٥٣٢]
[شيبة: ٣٤٢٣٩].
• [١٠٥٣٣] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ *
الزُّهْرِيِّ فِي الرَّجُلَيْنِ يُرْهِنَانِ عَلَى الْفَرَسِ، فَيَدْخُلُ
مَعَهُمَا آخَرُ بِفَرَسٍ، قَالَ: إِذَا كَانَ لَا يَأْمَنَانِهِ أَنْ
يَسْبِقَهُمَا جَمِيعًا فَلَا بَأْسَ بِهِ، وإِنْ كَانَ يَأْمَنَانِهِ فَهُوَ
قِمَارٌ.
٥٣
- بَابُ
السَّرَايَا، وَأَرْدِيَةِ الْغُزَاةِ، وَحَمْلِ الرُّءُوسِ
° [١٠٥٣٤]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ
الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُهْزَمَ اثنَا عَشَرَ ألفًا مِنْ قِلَّةٍ».
° [١٠٥٣٥]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصارِ، عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «أَرْدِيَةُ الْغُزَاةِ
السُّيُوفُ».
• [١٠٥٣٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ
بِرَأْسٍ، فَقَالَ: بَغَيْتُمْ.
• [١٠٥٣٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمْ يُؤْتَ النَّبِيُّ ﷺ
بِرَأْسِ، وَأُتِيَ أَبُو بَكْرٍ بِرَأْسٍ، فَقَالَ: لَا يُؤْتَى بِالْجِيفِ إِلَى
مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَوَّلُ مَنْ أُتِي بِرَأْسٍ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
• [١٠٥٣٨]
عبد الرزاق، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ،
أَنَّ ابْنَ شهَابٍ، أَخْبَرَهُ، قَالَ: لَم يُؤْتَ النَّبِي ﷺ بِرَأْسٍ، وَلَا
يَوْمَ بَدْرٍ، وَأُتيَ أَبُو بَكْرٍ بِرَأْسِ عَظِيمٍ فَقَالَ: مَا لِي
وَلِجِيفِهِمْ تُحْمَلُ إِلَى بَلْدَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ لَمْ تُحْمَلْ
بَعْدَهُ فِي زَمَانِ الْفِتْنَةِ إِلَى مَرْوَانَ وَلَا إِلَى غَيْرِهِ، حَتَّى
كَانَ زَمَانُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ (١) ذَلِكَ، حُمِلَ
إِلَيْهِ رَأْسُ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ وَطَبَخُوا رُءُوسَهُمْ فِي الْقُدُورِ.
* [٣/ ٦٤ أ].
(١)
سن الشيء: عمله ليقتدى به فيه، وكل من ابتدأ أمرا عمل به قوم بعده قيل: هو الذي
سنه.
(انظر: اللسان، مادة: سنن).
٥٤ - بَابُ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ ﷺ
كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ؟ وَعُقُوبَةِ مَنْ كَذِبَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ -
° [١٠٥٣٩]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَبَّهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: «مَنْ (١) يَكْفِينِي
عَدُوِّى»؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا فَبَارَزَهُ، فَقَتَلَهُ الزُّبَيْرُ،
فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ ﷺ سَلَبَهُ.
° [١٠٥٤٠]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ (٢) أَن امْرَأَةً (٣)
كَانَتْ تَسُبُّ (٤) النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ يَكْفِينِي
عَدُوَّتِي»؟ فَخَرَجَ إِلَيْهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَتَلَهَا.
• [١٠٥٤١]
عبد الرزاق، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى خَرَجَ
إِلَى عَدَنَ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى سَبَّ النَّبِيَّ ﷺ،
فَاسْتَشَارَ فِيهِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ
الصَّنْعَانِيُّ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَقَتَلَهُ، وَرَوَى لَهُ فِي ذَلِكَ حَدِيثًا،
قَالَ: وَكَانَ قَدْ لَقِيَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا، قَالَ:
فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ أَيُّوبُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، أَوْ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَتَبَ يُحَسِّنُ ذَلِكَ.
(١) ليس في الأصل، ويقتضيه السياق.
(٢)
قوله: «من بلقين» تصحف في الأصل إلى: «عن، أو قال: ألفين»، والتصويب من «معرفة
الصحابة» لأبي نعيم (٦/ ٣١٦٢)، «المحلى» لابن حزم (١٢/ ٤٣٧) كلاهما من طريق عبد
الرزاق، به، وعزاه السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى» (٢/ ١٤٨، ١٤٩) لابن حزم في
«كتاب الاتصال» من طريق عبد الرزاق، به، قال السبكي: «إنما يعرف بقبيلته وهى
القَيْن فيقال رجل من بني القين» اهـ. وقوله: «بَلْقَيْنِ» يريد بني القَيْنِ،
فحذف النون والياء، كقولهم: بلعنبر وبلهجيم، وما شابه ذلك. أفاده أبو عبيد في
«الأمثال» (١٧٣)، وجاء في «شرح الشفا» (٢/ ٤٠٦) معزوا للمصنف: «رجل من اليمن»
ولعله الصواب، فسماك يماني صنعاني، وعروة استعمله سليمان بن عبد الملك، وعمر بن
عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك على اليمن.
(٣)
قوله: «أن امرأة» كذا وقع في الأصل، وهو موافق لما في «معرفة الصحابة» لأبي نعيم
بلفظ: «كانت امرأة»، ووقع في «المحلى»، «طبقات الشافعية الكبرى»: «كان رجل»، وبقية
السياق في المصدرين الأخيرين يعود على الرجل.
(٤)
غير واضح في الأصل، وأثبتناه من «معرفة الصحابة».
° [١٠٥٤٢] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا كَذَّبَ النَّبِيَّ ﷺ،
فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَقَالَ: «اذْهَبَا فَإِنْ أَدْرَكتُمَاهُ
فَاقْتُلَاهُ».
• [١٠٥٤٣]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ فِيمَنْ
كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: يُضْرَبُ عُنُقُهُ.
٥٥
- بَابُ
جِهَادِ الْكبِيرِ*، وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ
° [١٠٥٤٤]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ يَزِيدَ (١) بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ: «جِهَادُ الْكَبِيرِ، وَجِهَادُ الضَّعِيفِ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ
الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ».
° [١٠٥٤٥]
عبد الرزاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
° [١٠٥٤٦]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ
جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتنْفِرْتُمْ (٢) فَانْفِرُوا».
° [١٠٥٤٧]
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ
النَّبِيُّ ﷺ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ».
° [١٠٥٤٨]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ:
«إِنَّهُ لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ
فَانْفِرُوا».
* [٣/ ٦٤ ب].
(١)
تصحف في الأصل إلى: «زيد»، والصواب المثبت، وينظر الحديث التالي.
(٢)
الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار، أي: إذا طلب منكم النصرة فأجيبوا وانفروا خارجين
إلى الإعانة. (انظر: النهاية، مادة: نفر).
° [١٠٥٤٨]
[التحفة: خ م دت س ٥٧٤٨] [شيبة: ٣٨٠٨٥].
• [١٠٥٤٩] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، قَالَ
عَطَاءٌ قَالَ: رَجُلٌ أَسَرَهُ الدَّيْلَمُ، فَقَالُوا: نُرْسِلُكَ وَتُعْطِينَا
عَهْدًا وَمِيثَاقًا عَلَى أَنْ تَبْعَثَ إِلَيْنَا كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ لَمْ
يَفْعَلْ أَتَاهُمْ بِنَفْسِهِ، وإِنَّهُ لَا يَجِدُ، فَكَيْفَ تَأْمُرُهُ؟ قَالَ:
يَذْهَبُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: إِنَّهُمْ أَهْلُ شِرْكٍ، قَالَ: يَفِي بِالْعَهْدِ،
قَالَ: إِنَّهُمْ أَهْلُ شِرْكٍ، قَالَ: يَفِي بِالْعَهْدِ لَهُمْ: ﴿إِنَّ العَهْدَ
كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: ٣٤].
٥٦
- بَابٌ
الْغَنِيمَةُ وَالْفَيْءُ مُخْتَلِفَانِ
• [١٠٥٥٠]
عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: الْفَيءُ وَالْغَنِيمَةُ مُخْتَلِفَانِ،
أَمَا الْغَنِيمَةُ، فَمَا أَخَذَ الْمُسْلِمُونَ فَصَارَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ
الْكُفَّارِ، وَالْخُمُسُ فِي ذَلِكَ إِلَى الْأَمِيرِ يَضَعُهُ حَيْثُمَا أَمَرَ
اللَّهُ، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَخْمَاسِ الْبَاقِيَةُ لِلَّذِينَ غَنِمُوا
الْغَنِيمَةَ، وَالْفَيءُ: مَا وَقَعَ مِنْ صُلْحٍ بَيْنَ الْإِمَامِ
وَالْكُفَّارِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، وَأَرْضِهِمْ، وَزَرْعَهِمْ، وَفِيمَا صُولِحُوا
عَلَيْهِ مِمَّا لَمْ يَأْخُذْهُ الْمُسْلِمُونَ عَنْوَةً، وَلَمْ يَحُوزُوهُ،
وَلَمْ يَقْهَرُوهُ عَلَيْهِ، حَتَّى وَقَعَ فِيهِ بَيْنَهُمْ صلْحٌ، قَالَ:
فَذَلِكَ الصُّلْحُ إِلَى الْإِمَامِ، يَضَعُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ.
٥٧
- بَابُ
الْفَرْضِ (١)
° [١٠٥٥١]
عبد الرزاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ
عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي النَّبِي ﷺ، ثُمَّ جَاءَ بِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ،
وَأَنَا ابْنُ (٢) خَمْسَ عَشْرَةَ، فَفَرَضَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
(١) تكرر هذا الباب بما تحته من أحاديث في
آخر الجزء الخامس من الأصل [٥/ ١٧٦ أ، ب]، وموضعه هنا أليق، وسنستفيد بالموضع
الثاني في ضبط نص أحاديث الباب هنا، وتتميمًا للفائدة سنذكر هنا أرقام صفحات الأصل
في الجزء الخامس إضافة إلى أرقام صفحات الجزء الثالث، فتنبه.
° [١٠٥٥١]
[شيبة: ٣٤٥٦٦، ٣٧٩٢١، ٣٧٩٧٣].
(٢)
قوله: «أربع عشرة، فلم يجزني النبي ﷺ، ثم جاء بي يوم الخندق، وأنا ابن» ليس في
الأصل، واستدركناه من موضع تكرار هذا الباب في آخر الجزء الخامس من الأصل.
قَالَ نَافِع: فَحَدَّثْتُ بِهِ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَمَرَ أَلَّا يُفْرَضَ إِلَّا لاِبْنِ (١)
خَمْسَ عَشْرَةَ.
° [١٠٥٥٢]
عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(٢)، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يوْمَ
أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ (٣): فَكَانَ عُمَرُ (٤) لَا يَفْرِضُ لِأَحَدٍ
حَتَّى يَبْلُغَ وَيَحْتَلِمَ إِلَّا مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَكَانَ لَا يَفْرِضُ
لِمَوْلُودٍ حَتَّى يُفْطَمَ، فَبَيْنَا هُوَ يَطُوفُ ذَاتَ لَيْلَةٍ
بِالْمُصَلَّى بَكَى صَبِيٌّ، فَقَالَ لِأُمِّهِ: أَرْضِعِيهِ، فَقَالَتْ: إِنَّ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَفْرِضُ لِمَوْلُودٍ حَتَّى يُفْطَمَ، وإِنِّي قَدْ
فَطَمْتُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كِدْتُ لأَنْ أَقْتُلَهُ، أَرْضِعِيهِ، فَإِنَّ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَوْفَ يَفْرِضُ لَهُ، ثُمَّ فَرَضَ (٥) بَعْدَ ذَلِكَ
لِلْمَوْلُودِ حِينَ يُولَدُه.
كَمُلَ كِتَابُ الْجِهَادِ بِحَمْدِ
اللَّهِ وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ يَتْلُوهُ:
* * *
(١) في الأصل: «ابن»، والتصويب من موضع
التكرار.
(٢)
قوله: «بن عمر» ليس في الأصل، واستدركناه من موضع تكرار هذا الباب في آخر الجزء
الخامس من الأصل.
(٣)
قوله: «عرضت على النبي ﷺ يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة، ثم ذكر نحو حديث عبد
الله بن عمر، قال» كذا في الأصل، ووقع في موضع التكرار: «عرضت على النبي ﷺ وأنا
ابن أربع عشرة سنة يوم أحد، فلم يجزني ولم يرني بلغت، ثم عرضت عليه يوم الخندق [٥/
١٧٦ أ] وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني. قال نافع: فأخبرت هذا الخبر عمر بن عبد
العزيز، فكتب إلى عماله ألا تفرضوا إلا لمن بلغ خمس عشرة سنة».
(٤)
كذا في الأصل، وهو الصواب بدلالة ما بعده، وفي موضع التكرار: «ابن عمر».
(٥)
بعده في الأصل: «له»، ولا يستقيم به السياق، فالصواب حذفها كما في موضع التكرار.
* [٥/
١٧٦ ب].