١ - (٨٤٤)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ
الْمُهَاجِرِ. قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ. ح وحدثنا قُتَيْبَةُ. حَدَّثَنَا
لَيْثٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«إِذَا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة، فليغتسل».
(الجمعة) يقال بضم الميم وإسكانها وفتحها.
حكاهن الفراء والواحدي وغيرهما. ووجهوا الفتح بأنها تجمع الناس ويكثرون فيها كما
يقال: همزة ولمزة. لكثرة الهمز واللمز ونحو ذلك. سميت جمعة لاجتماع الناس فيها.
وكان يوم الجمعة في الجاهلية، يسمى العروبة.
٢ - (٨٤٤)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وحدثنا ابْنُ رُمْح.
أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن رسول الله ﷺ؛ أَنَّهُ
قَالَ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَر:
«مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ
فَلْيَغْتَسِلْ».
(٨٤٤) - وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبد
الرزاق. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ
وعَبْدِ اللَّهِ ابني عبد الله بن عمر، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
بِمِثْلِهِ.
(٨٤٤) - وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن
وهب. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله ﷺ يقول. بمثله.
٣ - (٨٤٥)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أخبرني يونس عن
ابن شهاب. حدثنني سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ؛
أَنّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ،
بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي
شُغِلْتُ الْيَوْمَ. فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ النِّدَاءَ.
فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. قَالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا وَقَدْ
عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَان يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ!
(فلم أنقلب إلى أهلي) الانقلاب هو الرجوع.
قال تعالى: ﴿وينقلب إلى أهله مسرورا﴾. (والوضوء أيضا) هو منصوب. أي وتوضأت الوضوء
أيضا فقط. قاله الأزهري وغيره.
٤ - (٨٤٥)
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ. قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. حَدَّثَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. إِذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
فَعَرَّضَ بِهِ عُمَرُ. فَقَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ
النِّدَاءِ! فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَا زِدْتُ حِينَ
سَمِعْتُ النِّدَاءَ أَنْ تَوَضَّأْتُ. ثُمَّ أَقْبَلْتُ. فَقَالَ عُمَرُ:
وَالْوُضُوءَ أَيْضًا! أَلَمْ تَسْمَعُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا جَاءَ
أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ».
(١) بَاب وُجُوبِ غُسْلِ الْجُمُعَةِ عَلَى
كُلِّ بَالِغٍ مِنَ الرِّجَالِ. وَبَيَانِ مَا أُمِرُوا بِهِ.
٥
- (٨٤٦)
حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى. قال قرأت على مالك عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
قَالَ:
«الْغُسْلُ يوم الجمعة، واجب على كل
محتلم».
(واجب) أي متأكد في حقه. كما يقول الرجل
لصاحبه: حقك واجب علي. أي متأكد. لا أن المراد الواجب المتحتم المعاقب عليه.
٦ - (٨٤٧)
حدثني هارون بن سعد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي
عَمْرٌو عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا
قَالَتْ:
كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ
الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْعَوَالِي. فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ.
وَيُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ. فَتَخْرُجُ مِنْهُمُ الرِّيحُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ. وَهُوَ عِنْدِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لو أنكم
تطهرتم ليومكم هذا».
(ينتابون الجمعة) أي يأتونها. (العوالي) هي
القرى التي حول المدينة (العباء) هو جمع عباءة، بالمد، وعباية، بزيادة ياء. لغتان
مشهورتان.
(٨٤٧) - وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
كَانَ النَّاسُ أَهْلَ عَمَلٍ.
وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كُفَاةٌ. فَكَانُوا يَكُونُ لَهُمْ تَفَلٌ. فقيل لهم: لو
اغتسلتم يوم الجمعة.
(كفاة) جمع كاف. كقضاة جمع قاض. وهم الخدم
الذين يكفونهم العمل (تفل) أي رائحة كريهة.
(٢) بَاب الطِّيبِ وَالسِّوَاكِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ.
٧
- (٨٤٦)
وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ؛ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ
وَبُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، حَدَّثَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سعيد الخدري، عن
أبيه؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:
«غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى
كُلِّ مُحْتَلِمٍ. وَسِوَاكٌ. وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ».
إِلَّا أَنَّ بُكَيْرًا لَمْ
يَذْكُرْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ فِي الطِّيبِ: ولو من طيب المرأة.
(غسل يوم الجمعة على كل محتلم) هكذا وقع في
جميع الأصول. وليس فيه ذكر واجب.
٨ - (٨٤٨)
حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. حدثنا ابن
جَرِيرٌ. ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ
طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْغُسْلِ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ طَاوُسٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: وَيَمَسُّ طِيبًا
أَوْ دُهْنًا، إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ.
(٨٤٨) - وحَدَّثَنَاه إسحاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. ح وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ. كِلَاهُمَا عَنْ ابْنِ
جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
٩ - (٨٤٩)
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ:
«حَقٌّ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ،
أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ».
١٠ - (٨٥٠) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن
أَنَسٍ. فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:
«مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ. فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً. وَمَنْ رَاحَ
فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً. وَمَنْ رَاحَ فِي
السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ. وَمَنْ رَاحَ
فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً. وَمَنْ رَاحَ فِي
السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً. فَإِذَا خَرَجَ الإمام
حضرت الملائكة يستمعون الذكر».
(غسل الجنابة) معناه غسلا كغسل الجنابة في
الصفات. هذا هو المشهور في تفسيره. (ثم راح) المراد بالرواح الذهاب في أول النهار.
وقال الأزهري: لغة العرب الرواح الذهاب. سواء كان أول النهار أو آخره. أو في
الليل. وهذا هو الصواب الذي يقتضيه الحديث. (قرب بدنة) معنى قرب تصدق. وأما البدنة
فقال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء: يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم.
سميت بذلك لعظم بدنها. وخصها جماعة بالإبل. والمراد هنا الإبل بالاتفاق لصريح
الأحاديث بذلك. والبدنة والبقر يقعان على الذكر والأنثى باتفاقهم. والهاء فيها للواحدة.
كقمحة وشعيرة ونحوهما من أفراد الجنس. (بقرة) سميت بقرة لأنها تبقر الأرض أي تشقها
بالحراثة. والبقر الشق. ومنه قولهم: بقر بطنه. (كبشا أقرن) وصفه بالأقران لأنه
أكمل وأحسن صورة. لأن قرنه ينتفع به والكبش الأقرن هو ذو القرن.
(٣) بَاب فِي الْإِنْصَاتِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ فِي الْخُطْبَةِ.
١١
- (٨٥١)
وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح بْنِ الْمُهَاجِرِ. قَالَ ابْنُ رُمْحٍ.
أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيِّبِ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أخبره؛ أن رسول الله ﷺ قال:
«إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ،
يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يخطب، فقد لغوت».
(فقد لغوت) قال أهل اللغة: يقال: لغا يلغوا
كغزا يغزو. ويقال: لغى يلغي كعمي يعمى. لغتان. الأولى أفصح. وظاهر القرآن يقتضي
هذه الثانية التي هي لغة أبي هريرة. قال الله تعالى: وقال الذين كفروا لا تسمعوا
لهذا القرآن والغوا فيه. وهذا من لغى يلغي. ولو كان من الأول لقال: والغوا بضم
الغين. ومعنى فقد لغوت أي قلت اللغو. وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود.
(٨٥١) - وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي. حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ
خَالِدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ. وَعَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّهُمَا
حَدَّثَاهُ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول.
بمثله.
م (٨٥١) وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ
بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.
أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ. بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا. فِي هَذَا الْحَدِيثِ،
مِثْلَهُ. غَيْرَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَارِظٍ.
١٢ - (٨٥١) وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن
أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ؛ قال:
«إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ،
يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يخطب، فقد لغوت».
قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: هِيَ لُغَةُ
أَبِي هُرَيْرَةَ. وَإِنَّمَا هُوَ فَقَدْ لَغَوْتَ.
(٤) بَاب فِي السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ
الْجُمُعَةِ.
١٣
- (٨٥٢)
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ. ح وحَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة؛ أن رسول الله ﷺ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ:
⦗٥٨٤⦘
«فِيهِ سَاعَةٌ. لَا يُوَافِقُهَا
عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ
إِيَّاهُ».
زَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ:
وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها.
١٤ - (٨٥٢) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ:
«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً.
لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إِلَّا
أَعْطَاهُ إِيَّاهُ».
وَقَالَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا،
يُزَهِّدُهَا.
(٨٥٢) - حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عن ابْنُ عَوْنٍ. عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ. بمثله.
م (٨٥٢) وحدثني حميد بن مسعدة
الباهلي. حدثنا بشر (يَعْنِي ابْنَ مُفَضَّلٍ). حَدَّثَنَا سَلَمَةُ (وَهُوَ ابْنُ
عَلْقَمَةَ) عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أبو القاسم ﷺ.
بمثله.
١٥ - (٨٥٢) وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ. حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ (يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ) عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زياد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ؛ أَنَّهُ قَالَ:
«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً.
لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ
إِيَّاهُ». قَالَ: وَهِيَ ساعة خفيفة.
(٨٥٢) - وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ، وَلَمْ يَقُلْ: وَهِيَ سَاعَةٌ
خَفِيفَةٌ.
١٦ - (٨٥٣) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ
وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ. قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ
بُكَيْرٍ. ح وحدثنا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى.
قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنَا مَخْرَمَةُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. قَالَ:
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ: أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في شَأْنِ سَاعَةِ
الْجُمُعَةِ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ يَقُولُ: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى
الصَّلَاةُ».
(٥) بَاب فَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
١٧
- (٨٥٤)
وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يحيى. أخبرنا ابن وهب. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ. فِيهِ خُلِقَ آدَمُ. وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا».
١٨ - (٨٥٤) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ (يَعْنِي الحزامي) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة؛ أن النبي ﷺ قَالَ:
«خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ. فِيهِ خُلِقَ آدَمُ. وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ.
وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا. وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ
الْجُمُعَةِ».
(٦) بَاب هِدَايَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ
لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ.
١٩
- (٨٥٥)
وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أبي
الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله ﷺ:
«نَحْنُ الْآخِرُونَ وَنَحْنُ
السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. بَيْدَ أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا. وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ. ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ
الَّذِي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا. هَدَانَا اللَّهُ لَهُ. فَالنَّاسُ لَنَا
فِيهِ تَبَعٌ. الْيَهُودُ غَدًا. وَالنَّصَارَى بعد غد».
(بيد أن) قال أبو عبيد: لفظة بيد تكون بمعنى
غير وبمعنى على وبمعنى من أجل. وكله صحيح هنا.
(٨٥٥) - وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن
أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وَابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسول الله ﷺ:
«نَحْنُ الْآخِرُونَ وَنَحْنُ
السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» بمثله.
(وابن طاوس) عطف على أبي الزناد.
٢٠ - (٨٥٥) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول اللَّهِ ﷺ:
«نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَنَحْنُ
⦗٥٨٦⦘
أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ.
بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ
بَعْدِهِمْ. فَاخْتَلَفُوا فَهَدَانَا اللَّهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ. فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ. هَدَانَا اللَّهُ لَهُ
(قَالَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ) فَالْيَوْمَ لَنَا. وَغَدًا لِلْيَهُودِ. وَبَعْدَ
غَدٍ للنصارى».
٢١ - (٨٥٥) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، أَخِي وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ. قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو
هُرَيْرَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ. بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا
وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ. وَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ
فَاخْتَلَفُوا فِيهِ. فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ. فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ. فَالْيَهُودُ
غَدًا. وَالنَّصَارَى بعد غد».
٢٢ - (٨٥٦) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَوَاصِلُ
بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى. قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ
الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ
حُذَيْفَةَ. قَالَا: قال رسول الله ﷺ:
«أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ
مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ. وَكَانَ
لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ. فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا. فَهَدَانَا اللَّهُ
لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ. وَكَذَلِكَ
هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ
الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ
الْخَلَائِقِ». وَفِي رِوَايَةِ وَاصِلٍ: الْمَقْضِيُّ بَيْنَهُمْ.
٢٣ - (٨٥٦) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ. حَدَّثَنِي
رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«هُدِينَا إِلَى الْجُمُعَةِ
وَأَضَلَّ اللَّهُ عَنْهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا» فَذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ
ابْنِ فُضَيْلٍ.
(٧) بَاب فَضْلِ التَّهْجِيرِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ.
٢٤
- (٨٥٠)
وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ
(قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: حَدَّثَنَا. وقَالَ الْآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
وهب). أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ؛ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ
كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ
الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ. فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوْا الصحف وجاؤوا يستمعون
الذكر. ومثل المهجر الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ. ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي
بَقَرَةً. ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ. ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدجاجة.
ثم كالذي يهدي البيضة».
(ومثل المهجر) قال الخليل بن أحمد وغيره من
أهل اللغة وغيرهم: التهجير التبكير. ومنه الحديث: لو يعلمون ما في التهجير
لاستبقوا إليه. أي التبكير إلى كل صلاة. هكذا فسره.
(٨٥٠) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَعَمْرٌو النَّاقِدُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِي هريرة، عن النبي ﷺ. بمثله.
٢٥ - (٨٥٠) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ إن رسول الله ﷺ قَالَ:
«عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ
الْمَسْجِدِ مَلَكٌ يَكْتُبُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ (مَثَّلَ الْجَزُورَ ثُمَّ
نَزَّلَهُمْ حَتَّى صَغَّرَ إِلَى مثل البيضة) فإذا جلس الإمام طوت الصحف وحضروا
الذكر».
(نزلهم) أي ذكر منازلهم في السبق والفضيلة.
(٨) بَاب فَضْلِ مَنِ اسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ
فِي الْخُطْبَةِ.
٢٦
- (٨٥٧)
حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي ابْنَ
زُرَيْعٍ). حَدَّثَنَا رَوْحٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«مَنِ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى
الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ. ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ
خُطْبَتِهِ. ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».
٢٧ - (٨٥٧) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة وأبو كريب (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا
أبو معاوية) عن الأعمش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال
رسول الله ﷺ:
«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ
الْوُضُوءَ. ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فاستمع وأنصت. غفر له مابينه وَبَيْنَ
الْجُمُعَةِ. وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. وَمَنْ مَسَّ الحصى فقد لغا».
(فاستمع وأنصت) هما شيئان متمايزان. وقد
يجتمعان. فالاستماع الإصغاء. والإنصات السكوت
(٩) بَاب صَلَاةِ الْجُمُعَةِ حِينَ تَزُولُ
الشَّمْسُ.
٢٨
- (٨٥٨)
وحَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ. حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ. ثُمَّ نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا. قَالَ حَسَنٌ فَقُلْتُ
لِجَعْفَرٍ: فِي أي ساعة تلك؟ قال: زوال الشمس.
(فنريح نواضحنا) هو جمع ناضح. وهو البعير
الذي يستقي به. سمي بذلك لأنه ينضح الماء أي يصبه. ومعنى نريح أي نريحها من العمل
وتعب السقي فنخليها منه.
٢٩ - (٨٥٨) وحدثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ.
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. ح وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الدارامي. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ. قَالَا جَمِيعًا:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سَأَلَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:
مَتَى كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي
الْجُمُعَةَ؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي. ثُمَّ نَذْهَبُ إِلَى جِمَالِنَا
فَنُرِيحُهَا. زَادَ عَبْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ،
يَعْنِي النَّوَاضِحَ.
٣٠ - (٨٥٩) وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ويحيى وعلي بن حجر. (قال يحيى أخبرنا. وقال الْآخَرَانِ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ؛
قَالَ: مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ. (زَادَ
ابْنُ حُجْرٍ) فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
٣١ - (٨٦٠) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَا: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ
الْحَارِثِ المحاربي، عن إياس بن سلمة الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا
نُجَمِّعُ مَعَ رسول الله ﷺ إذا زالت الشمس. ثم نرجع نتتبع الفيء.
(نجمع) أي نصلي الجمعة. (نتتبع الفيء) أي
نتطلب مواقع الظل.
٣٢ - (٨٦٠) وحَدَّثَنَا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا
نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْجُمُعَةَ. فَنَرْجِعُ وَمَا نَجِدُ للحيطان
فيأ نستظل به.
(١٠) بَاب ذِكْرِ الْخُطْبَتَيْنِ قَبْلَ
الصَّلَاةِ وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْجَلْسَةِ.
٣٣
- (٨٦١)
وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ. جميعا عَنْ خَالِدٍ. قَالَ أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ
بْنُ الْحَارِثِ. حدثنا عبيد الله عن نافع، عن ابن عُمَرَ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا. ثُمَّ يَجْلِسُ. ثُمَّ يَقُومُ. قَالَ: كَمَا
يَفْعَلُونَ الْيَوْمَ.
٣٤ - (٨٦٢) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (قَالَ يَحْيَى:
أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو الْأَحْوَصِ) عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ؛ قَالَ:
كَانَتْ لِلنَّبِيِّ ﷺ خُطْبَتَانِ
يَجْلِسُ بيينهما. يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيُذَكِّرُ النَّاسَ.
٣٥ - (٨٦٢) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ سِمَاكٍ. قَالَ: أَنْبَأَنِي جَابِرُ بْنُ
سَمُرَةَ؛
إن رسول الله ﷺ كَانَ يَخْطُبُ
قَائِمًا. ثُمَّ يَجْلِسُ. ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا. فَمَنْ نَبَّأَكَ
أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ جَالِسًا فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ، وَاللَّهِ! صَلَّيْتُ
مَعَهُ أكثر من ألفي صلاة.
(فقد والله صليت) أي فوالله قد صليت. فإن من
المعلوم أن قد مختصة بالفعل. وهي معه كالجزء. فلاتفصل منه بشيء. اللهم إلا بالقسم.
نص عليه ابن هشام في المغني.
(١١) بَاب فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما﴾.
٣٦
- (٨٦٣)
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ. كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ
عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كا ن يَخْطُبُ
قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنْ الشَّامِ فَانْفَتَلَ النَّاسُ
إِلَيْهَا. حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لهوا انفضوا
إليها وتركوك قائما﴾. [٦٢ /الجمعة /الآية ١١]
(عير من الشام) العير الإبل تحمل الميرة. ثم
غلب على كل قافلة. والميرة الطعام. أعني الذخيرة. (فانفتل الناس إليها) أي
انصرفوا. (انفضوا) أي تفرقوا متوجهين إليها.
(٨٦٣) - وحَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ، بِهَذَا
الْإِسْنَادِ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ. وَلَمْ يَقُلْ: قَائِمًا.
٣٧ - (٨٦٣) وحَدَّثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ
الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيُّ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يعني الطحان) عن حصين، عن سالم
وأبي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ
ﷺ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَدِمَتْ سُوَيْقَةٌ. قَالَ: فَخَرَجَ النَّاسُ
إِلَيْهَا. فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. أَنَا فِيهِمْ. قَالَ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا
إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾. إلى آخر الآية.
(سويقة) هو تصغير سوق. والمراد العير
المذكورة في الرواية الأولى. وهي الإبل التي تحمل الطعام أو التجارة. لاتسمى عيرا
إلا هكذا. وسميت سوقا لأن البضائع تساق إليها.
٣٨ - (٨٦٣) وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
سَالِمٍ. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ. أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ قَائِمٌ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ. إِذْ قَدِمَتْ عِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَابْتَدَرَهَا أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا.
فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لهوا انفضوا إليها﴾.
٣٩ - (٨٦٤) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن مَنْصُورٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ؛ قَالَ:
دَخَلَ المسجد وعبد الرحمن بن أم
الحكم يخطب قاعدا. فقال: انْظُرُوا إِلَى هذا الخبث يَخْطُبُ قَاعِدًا. وَقَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾.
(١٢) بَاب التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ
الْجُمُعَةِ.
٤٠
- (٨٦٥)
وحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ.
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (وَهُوَ ابْنُ سَلَّامٍ) عَنْ زَيْدٍ (يَعْنِي أَخَاهُ)
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ؛ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ؛ أَنَّهُمَا سَمِعَا
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ، عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ.
«لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ
وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ. أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ. ثُمَّ
لَيَكُونُنَّ من الغافلين».
(ودعهم) الجمعات أي تركهم. (أو ليختمن الله
على قلوبهم) معنى الختم الطبع والتغطية. قالوا في قوله تعالى: ختم الله على
قلوبهم. أي طبع.
(١٣) بَاب تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ
وَالْخُطْبَةِ.
٤١
- (٨٦٦)
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ؛ قَالَ:
كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ. فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قصدا. وخطبته قصدا.
(فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا) أي بين الطول
الظاهر والتخفيف الماحق.
٤٢ - (٨٦٦) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّاءُ. حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ ابن سَمُرَةَ؛ قَالَ:
كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ
الصَّلَوَاتِ. فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا. وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا.
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ:
زَكَرِيَّاءُ عن سماك.
٤٣ - (٨٦٧) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا
خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ. حَتَّى
كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ. وَيَقُولُ.
«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». ويقرن بين أصبعيها لسبابة وَالْوُسْطَى.
وَيَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ. وَخَيْرُ
الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ. وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا. وَكُلُّ بِدْعَةٍ
ضَلَالَةٌ». ثُمَّ يَقُولُ: «أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ
تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ. وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضياعا فإلي وعلي».
(واشتد غضبه) قال النووى: ولعل اشتداد غضبه
كان عند إنذاره أمرا عظيما، وتحذيره خطبا جسيما. (بعثت أنا والساعة كهاتين) روى
بنصيها ورفعها. والمشهور نصبها على المفعول معه. قال القاضي: يحتمل أنه تمثيل
لمقاربتها. وأنه ليس بينهما أصبع أخرى. كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة (ويقرن)
هو بضم الراء على المشهور الفصيح. وحكى كسرها (السبابة) سمت بذلك لأنهم كانوا
يشيرون بها عند السب (وخير الهدي هدي محمد) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما. وبفتح
الدال وإسكان الدال أيضا. ضبطناها بالوجهين. وكذا ذكرها جماعة بالوجهين. وقال
القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضم وفي غره بالفتح. وبالفتح ذكره الهروي. وفسره
الهروي، على رواية الفتح، بالطريق، أي أحسن الطرق طريق محمد. يقال: فلان حسن
الهدي، أي الطريقة والمذهب. ومنه اهتدوا بهدي عمار. وأما على رواية الضم فمعناه
الدلالة والإرشاد. قال العلماء: لفظ الهدي له معنيان: أحدهما بمعنى الدلالة
والإرشاد، وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد. وقال الله تعالى: وإنك لتهدي
إلى صراط مستقيم. إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم. وهدي للمتقين. ومنه قوله
تعالى: وأما ثمود فهديناهم أي بينا لهم الطريق. ومه قوله تعالى: إنا هديناه
السبيل. وهدينناه النجدين. والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو
الذي تفرد الله به. ومنه قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من
يشاء. (وكل بدعة ضلالة) هذا عام مخصوص. والمراد غالب البدع. قال أهل اللغة: هي كل
شيء عمل على غير مثال سابق. (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) هو موافق لقول الله
تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. أي أحق. (ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي
وعلي) قال أهل اللغة: الضياع، بفتح الضاد، العيال. قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع
يضيع ضياعا. المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع. فأوقع المصدر موضع الاسم.
٤٤ - (٨٦٧) وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ.
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ ﷺ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ. يَحْمَدُ اللَّهَ
⦗٥٩٣⦘
وَيُثْنِي عَلَيْهِ. ثُمَّ يَقُولُ
عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ عَلَا صَوْتُهُ. ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ بمثله.
٤٥ - (٨٦٧) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ
النَّاسَ. يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ. ثُمَّ
يَقُولُ: «مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ. وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا
هَادِيَ لَهُ. وَخَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ». ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ
بِمِثْلِ حَدِيثِ الثَّقَفِيِّ.
٤٦ - (٨٦٨) وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. كلاهما عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى. قَالَ
ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى (وَهُوَ أَبُو هَمَّامٍ)
حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ؛
أَنَّ ضِمَادًا قدم مكة. كان مِنْ
أَزْدِ شَنُوءَةَ. وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ. فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ. فَقَالَ: لَوْ أَنِّي
رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ. قَالَ
فَلَقِيَهُ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ.
وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يدي من يشاء. فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ. نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ
فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ». قَالَ فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ
هَؤُلَاءِ. فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثلاث مَرَّاتٍ. قَالَ
فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ
الشُّعَرَاءِ. فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كلمات هَؤُلَاءِ. وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ
الْبَحْرِ. قَالَ فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ
فَبَايَعَهُ. فقال رسول الله ﷺ: «وَعَلَى قَوْمِكَ». قَالَ: وَعَلَى
⦗٥٩٤⦘
قَوْمِي. قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ. فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ
لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً. فَقَالَ: رُدُّوهَا. فَإِنَّ هؤلاء قوم ضماد.
(يرقي) من الرقية وهي العوذة التي يرقى بها
صاحب الآفة. (من هذه الريح) المراد بالريح،، هنا، الجنون ومس الجن. (فهل لك) أي
فهل لك رغبة في رقيتي، وهل تميل إليها. (ناعوس البحر) ضبطناه بوجهين: أشهرهما
ناعوس. هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا. والثاني القاموس. وهذا الثاني هو
المشهور في روايات الحديث في غير صحيح مسلم. وقال القاضي عياض: أكثر نسخ صحيح مسلم
وقع فيها قاعوس. قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه. وقال ابن دريد: لجته. وقال صاحب
كتاب العين: قعره الأقصى.
٤٧ - (٨٦٩) حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ. قَالَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ:
خَطَبَنَا عَمَّارٌ. فَأَوْجَزَ
وَأَبْلَغَ. فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ! لَقَدْ أَبْلَغْتَ
وَأَوْجَزْتَ. فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ،
مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ.
وَإِنَّ مِنَ البيان سحرا».
(فلو كنت تنفست) أي أطلت قليلا. (مئنة) أي
علامة. قال الأزهري والأكثرون: الميم فيها زائدة. وهي مفعلة. قال الهروي: غلط أبو
عبيد في جعله الميم أصلية. وقال القاضي عياض: قال شيخنا ابن سراج: هي أصلية. (إن
من البيان سحرا) قال أبو عبيد: هو من الفهم وذكاء القلب. قال القاضي: فيه تأويلان:
أحدهما أنه ذم لأنه إمالة للقلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه، حتى تكتسب من الأثم
به كما يكتسب بالسحر. وأدخله مالك في الموطأ في (باب ما يكره من الكلام) وهو مذهبه
في تأويل الحديث. والثاني أنه مدح. لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان.
وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه. وأصل السحر الصرف. فالبيان يصرف القلوب ويميلها
إلى ماتدعوا إليه. هذا كلام القاضي. وهذا التأويل الثاني هو الصحيح المختار.
٤٨ - (٨٧٠) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن
عبد الله. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ؛
أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ
النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ. وَمَنْ
يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ.
قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: فقد غوى.
(فقد غوى) هكذا وقع في النسخ غوى بكسر الواو.
قال القاضي: وقع في روايتي مسلم بفتح الواو وكسرها. والصواب الفتح لأنه من الغي
وهو الإنهماك في الشر.
٤٩ - (٨٧١) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإسحاق الْحَنْظَلِيُّ. جَمِيعًا عَنْ
⦗٥٩٥⦘
ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ قُتَيْبَةُ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ عَطَاءً يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ؛
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ
يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَنَادَوْا يَا مالك.
٥٠ - (٨٧٢) وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ. حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أُخْتٍ لِعَمْرَةَ؛ قَالَتْ:
أَخَذْتُ (ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ) مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَقْرَأُ
بِهَا عَلَى الْمِنْبَرِ، فِي كُلِّ جمعة.
(٨٧٢) - وحدثنيه أبو طاهر. أَخْبَرَنَا ابْنُ
وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ،
عَنْ أُخْتٍ لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْهَا.
بِمِثْلِ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ.
٥١ - (٨٧٣) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر. جدثنا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبٍ. عَنْ عَبدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنْ بِنْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ؛
قَالَتْ:
مَا حَفِظْتُ (ق) إِلَّا مِنْ فِي
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ. قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا
وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ واحدا.
(وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ واحدا) إشارة إلى حفظها ومعرفتها بأحوال النبي ﷺ وقربها من منزله.
٥٢ - (٨٧٣) وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق. قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الأنصاري، عن يحيى بن عبد الله ابن عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ
بْنِ النُّعْمَانِ؛ قَالَتْ:
لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَاحِدًا. سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ. وَمَا
أَخَذْتُ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ. إِذَا خَطَبَ النَّاسَ.
٥٣ - (٨٧٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ.
قَالَ:
رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى
الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ. فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ.
لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مَا يَزِيدُ عَلَى أن يقول بيده هكذا. وأشار
بإصبعيه المسبحة.
(على أن يقول بيده) أي يشير بيده. فهو من
إطلاق القول على الفعل.
(٨٧٤) - وحَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛
قَالَ:
رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ،
يَوْمَ جُمُعَةٍ، يَرْفَعُ يَدَيْهِ. فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ رُؤَيْبَةَ. فَذَكَرَ
نَحْوَهُ.
(١٤) بَاب التَّحِيَّةُ وَالْإِمَامُ
يَخْطُبُ.
٥٤
- (٨٧٥)
وحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَا:
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ «أَصَلَّيْتَ؟
يَا فُلَانُ!» قال: لا. قال: «قم فاركع».
(٨٧٥) - حدثنا أو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرٍو،
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. كَمَا قَالَ حَمَّادٌ. وَلَمْ يَذْكُرِ
الرَّكْعَتَيْنِ.
٥٥ - (٨٧٥) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. (قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا. وَقَالَ إسحاق:
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ،
وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ «أَصَلَّيْتَ؟»قَالَ:
لَا. قَالَ «قُمْ فَصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ». وَفِي رِوَايَةِ قُتَيْبَةَ قَالَ
«صَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
٥٦ - (٨٧٥) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد.
قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ.
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ:
جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ ﷺ عَلَى
الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَخْطُبُ. فَقَالَ لَهُ «أَرَكَعْتَ
رَكْعَتَيْنِ؟» قَالَ: لَا. فَقَالَ «ارْكَعْ».
٥٧ - (٨٧٥) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو؛
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ فَقَالَ
«إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الْإِمَامُ،
فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
٥٨ - (٨٧٥) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وحدثنا أحمد بْنُ رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَالَ
»جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَقَعَدَ
سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ «أَرَكَعْتَ
رَكْعَتَيْنِ» قَالَ: لَا. قَالَ «قم فاركعهما».
٥٩ - (٨٧٥) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم.
كلاهما عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. قَالَ ابْنُ خَشْرَمٍ: أَخْبَرَنَا عِيسَى عَنْ
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ. فَقَالَ لَهُ «يَا سُلَيْكُ!
قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا». ثُمَّ قَالَ «إِذَا جَاءَ
أَحَدُكُمْ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ
رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا».
(١٥) بَاب حَدِيثِ التَّعْلِيمِ فِي
الْخُطْبَةِ.
٦٠
- (٨٧٦)
وحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ.
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ. قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ:
انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ
وَهُوَ يَخْطُبُ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَجُلٌ غَرِيبٌ. جَاءَ
يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ. لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ. وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ،
حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا. قَالَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ. ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ
فَأَتَمَّ آخِرَهَا.
(١٦) بَاب مَا يُقْرَأُ فِي صَلَاةِ
الْجُمُعَة.
٦١
- (٨٧٧)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(وَهُوَ ابْنُ بِلَالٍ) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ؛
قَالَ:
اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا
هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَخَرَجَ إِلَى مكة. فصلى لنا أبا هُرَيْرَةَ
الْجُمُعَةَ. فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الركعة الآخرة: إذا جاءك
المنافقون. قَالَ فَأَدْرَكْتُ
⦗٥٩٨⦘
أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
(٨٧٧) - وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ. ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي
الدَّرَاوَرْدِيَّ). كِلَاهُمَا عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ. قَالَ:
اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا
هُرَيْرَةَ، بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ حَاتِمٍ: فَقَرَأَ بِسُورَةِ
الْجُمُعَةِ، فِي السَّجْدَةِ الأولى. وفي الآخرة: إذا جاءك المنافقون.
وَرِوَايَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
مِثْلُ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بن بلال.
٦٢ - (٨٧٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإسحاق. جميعا عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ يَحْيَى:
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابن الْمُنْتَشِرِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ،
فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ، بسبح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ
أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ. قَالَ: وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ،
فِي يَوْمٍ واحد، يقرأ بهما أيضا في الصلاتين.
(٨٧٨) - وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْتَشِرِ، بِهَذَا الإسناد.
٦٣ - (٨٧٨) وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
كَتَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ
إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: يَسْأَلُهُ: أَيَّ شَيْءٍ قَرَأَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، سِوَى سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ
يَقْرَأُ: هَلْ أَتَاكَ.
(١٧) بَاب مَا يُقْرَأُ فِي يَوْمِ
الْجُمُعَةِ.
٦٤
- (٨٧٩)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ
سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ
الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقْرَأُ
فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهَلْ
أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ. وَأَنَّ النبي ﷺ كان يقرأ، فِي
صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.
(٨٧٩) - وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. كِلَاهُمَا
عَنْ سُفْيَانَ، بهذا الإسناد، مثله.
م (٨٧٩) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ
مُخَوَّلٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مثله. في الصلاتين كلتيهما. كم قال سفيان.
٦٥ - (٨٨٠) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ
الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ؛
أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي
الْفَجْرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أتى.
٦٦ - (٨٨٠) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقْرَأُ
فِي الصُّبْحِ، يَوْمَ الجمعة، بالم تَنْزِيلُ، فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى. وَفِي
الثَّانِيَةِ: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ
شَيْئًا مَذْكُورًا.
(١٨) بَاب الصَّلَاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
٦٧
- (٨٨١)
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى. أخبرنا خالد بن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسول الله ﷺ:
«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ
فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا».
٦٨ - (٨٨١) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمر
الناقد. قالا: حدثنا عبدا اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسول الله ﷺ:
«إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ
الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا» (زَادَ عَمْرٌو فِي رِوَايَتِهِ: قَالَ ابْنُ
إِدْرِيسَ: قَالَ سُهَيْلٌ) فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي
الْمَسْجِدِ، وَرَكْعَتَيْنِ إذا رجعت".
٦٩ - (٨٨١) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. ح وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قَالَا:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ. كِلَاهُمَا عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا
بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا». وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ
«مِنْكُمْ».
٧٠ - (٨٨٢) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ. ح وحَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ نَافِعٍ،، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛
أَنَّهُ كَانَ، إِذَا صَلَّى
الْجُمُعَةَ، انْصَرَفَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ. ثُمَّ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصْنَعُ ذَلِكَ.
٧١ - (٨٨٢) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛
أَنَّهُ وَصَفَ تَطَوُّعَ صَلَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَ: فَكَانَ لَا يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى
يَنْصَرِفَ. فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ. قَالَ يَحْيَى: أَظُنُّنِي
قَرَأْتُ فَيُصَلِّي، أو البَتَّة.
(قَالَ يَحْيَى: أَظُنُّنِي قَرَأْتُ:
فَيُصَلِّي. أَوْ أَلْبَتَّةَ) معناه أظن أني قرأت على مالك في روايتي عنه: فيصلي.
أو أجزم بذلك. يعني أن لفظة: فيصلي، هو متردد في قراءته أياها. بين الظن واليقين.
وكان رحمة الله تعالى، مع علمه وحفظه، كثير التشكك في الألفاظ لورعه وتقاه. حتى
كان يسمى: الشكاك. أفاده القاضي عياض.
٧٢ - (٨٨٢) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،
عَنْ أَبِيهِ؛
أَنّ النَّبِيَّ ﷺ: كانَ يُصَلِّي
بَعْدَ الْجُمُعَةِ ركعتين.
٧٣ - (٨٨٣) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
غُنْدَرٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
الْخُوَارِ؛
أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ
أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ، ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ، يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ
مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِي الصَّلَاةِ. فَقَالَ: نَعَمْ. صَلَّيْتُ مَعَهُ
الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ. فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ قُمْتُ فِي مَقَامِي.
فَصَلَّيْتُ. فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: لا تعد لما فعت. إِذَا
صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ.
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أمرنا بذك. أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى
نَتَكَلَّمَ أو نخرج.
(المقصورة) هي الحجرة المبنة في المسجد.
أحدثها معاوية بعدما ضربه الخارجي.
(٨٨٣) - وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ. حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرنا عُمَرُ بْنُ
عَطَاءٍ؛ أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أرسله إلى السائب بن يزيد، وَسَاقَ
الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ قُمْتُ فِي
مَقَامِي. وَلَمْ يَذْكُرِ: الْإِمَامَ.