(١) - بَاب صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ
وَقَصْرِهَا
١
- (٦٨٥)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى قال: قرأت على مالك عن صالح بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النبي ﷺ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ
رَكْعَتَيْنِ، فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ. فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ
فِي صلاة الحضر.
٢ - (٦٨٥)
وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. قَالَا: حدثنا ابن وهب
عن يونس، عن ابن شِهَابٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ
عَائِشَةَ زَوْجَ النبي ﷺ قَالَتْ:
فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ، حِينَ
فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ أَتَمَّهَا فِي الْحَضَرِ. فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ
السَّفَرِ عَلَى الْفَرِيضَةِ الأُولَى.
٣ - (٦٨٥)
وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة؛ أن الصَّلَاةَ أَوَّلَ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ. فَأُقِرَّتْ
صَلَاةُ السَّفَرِ وَأُتِمَّتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ
لِعُرْوَةَ: مَا بَالُ عَائِشَةَ تُتِمُّ فِي السَّفَرِ؟ قال: إنها تأولت كما تأول
عثمان.
(أول ما فرضت) بنصب أول على أنه بدل من
الصلاة أو ظرف. وقولها: ركعتين، حال ساد مسد الخبر.
٤ - (٦٨٦)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كُرَيْبٍ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ؛ قَالَ:
قُلْتُ لعمر بن الخطاب: ﴿ليس
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خفتم أن يفتنكم الذين
كفروا﴾ [٤/النساء/ الآية-١٠١] فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ! فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا
عَجِبْتَ مِنْهُ. فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَ «صَدَقَةٌ
تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ. فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».
(٦٨٦) - وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ؛ قَالَ: قُلْتُ
لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
٥ - (٦٨٧)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ
وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرُونَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ عَلَى
لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ﷺ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ،
وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً.
٦ - (٦٨٧)
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ. جميعا عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ
الْمُزَنِيُّ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
الأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ الصَّلَاةَ
عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ﷺ. عَلَى الْمُسَافِرِ رَكْعَتَيْنِ، وَعَلَى
الْمُقِيمِ أَرْبَعًا، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً.
٧ - (٦٨٨)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حدثنا محمد بن
جعفر. حدثنا شعبة. قال: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ
الْهُذَلِيِّ؛ قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ
أُصَلِّي إِذَا كُنْتُ بِمَكَّةَ، إِذَا لَمْ أُصَلِّ مَعَ الإِمَامِ؛ فَقَالَ:
رَكْعَتَيْنِ. سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ ﷺ.
(٦٨٨) - وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ
مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي عَرُوبَةَ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُعَاذُ
بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ، بهذا الإسناد، نحوه.
٨ - (٦٨٩)
وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى
بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ:
صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ
مَكَّةَ. قَالَ فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ أَقْبَلَ
وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ. حَتَّى جَاءَ رَحْلَهُ. وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ.
فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ نَحْوَ حَيْثُ صَلَّى. فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا.
⦗٤٨٠⦘
فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟
قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ. قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ صَلَاتِي. يَا
ابْنَ أَخِي! إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي السَّفَرِ. فَلَمْ يَزِدْ
عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ
يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. وَصَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ
يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ
فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حسنة﴾ [٣٣/الأحزاب/ الآية-٢١].
(لو كنت مسبحا لأتممت) معناه: لو اخترت
التنفل لكان إتمام فريضتي أربعا أحب إلي. ولكن لا أرى واحدا منهما. بل السنة القصر
وترك التنفل. ومراده النافلة الراتبة مع الفرائض. كسنة الظهر والعصر وغيرها من
المكتوبات.
٩ - (٦٨٩)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ)
عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ؛ قَالَ:
مَرِضْتُ مَرَضًا. فَجَاءَ ابْنُ
عُمَرَ يَعُودُنِي. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ:
صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي السَّفَرِ. فَمَا رَأَيْتُهُ يُسَبِّحُ. وَلَوْ
كُنْتُ مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حسنة﴾ [٣٣/الأحزاب/ الآية-٢١].
١٠ - (٦٩٠) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ
وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ). ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل. كِلَاهُمَا عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ إن رسول الله ﷺ صَلَّى الظُّهْرَ
بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا. وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الحليفة ركعتين.
(بذي الحليفة ركعتين) ذو الحليفة، وإن لم يكن
على مسافة السفر من المدينة، إلا أنه ما كان غاية سفره ﷺ فإنه كان مسافرا إلى مكة.
وذلك حين سافر في حجة الوداع، فأدركته العصر هناك، فصلاها ركعتين.
١١ - (٦٩٠) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَيْسَرَةَ. سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا. وَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ بِذِي
الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ.
١٢ - (٦٩١) وحَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. كِلَاهُمَا عَنْ غُنْدَرٍ. قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ؛ قَالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ
قَصْرِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا خَرَجَ، مَسِيرَةَ
ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ، (شُعْبَةُ الشَّاكُّ) صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ.
١٣ - (٦٩٢) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. جميعا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ. قَالَ زُهَيْرٌ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ
بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ؛ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ
السِّمْطِ إِلَى قَرْيَةٍ، عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ
مِيلًا. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ صَلَّى
بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ. فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْعَلُ
كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُ.
١٤
- (٦٩٢)
وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَالَ: عَنِ ابْنِ السِّمْطِ. وَلَمْ
يُسَمِّ شُرَحْبِيلَ. وَقَالَ:
إِنَّهُ أَتَى أَرْضًا يُقَالُ لَهَا
دُومِينَ مِنْ حِمْصَ. عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ميلا.
١٥ - (٦٩٣) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ. حَتَّى
رَجَعَ. قُلْتُ: كَمْ أَقَامَ بِمَكَّةَ؟ قال: عشرا.
(٦٩٣) - وحدثناه قتيبة. حدثنا أبو عوانة. ح
وحدثناه أبو كريب. حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ. جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
إِسْحَاق، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بمثل حديث هشيم.
م (٦٩٣) وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ: حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى
الْحَجِّ. ثُمَّ ذَكَرَ مثله.
⦗٤٨٢⦘
م (٦٩٣) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
جَمِيعًا عَنْ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أنس، عن
النبي ﷺ، بِمِثْلِهِ. وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ.
(٢) بَاب قَصْرِ الصَّلَاةِ بِمِنًى
١٦
- (٦٩٤)
وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يحيى. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو (هو ابْنُ
الْحَارِثِ) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الْمُسَافِرِ، بِمِنًى
وَغَيْرِهِ، رَكْعَتَيْنِ. وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَعُثْمَانُ رَكْعَتَيْنِ،
صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ أتمها أربعا.
(بمنى) قال النووي: قوله بمنى أو غيره، هكذا
في الأصول وغيره. وهو صحيح. لأن منى تذكر وتؤنث بحسب القصد. إن قصد الموضع فمذكر.
أو البقعة فمؤنثة. وإذا ذكر صرف وكتب بالألف. وإذا أنث لم يصرف وكتب بالياء،
والمختار تذكيره وتنوينه. وسمي منى لما يمنى به من الدماء. أي يراق.
(٦٩٤) - وحَدَّثَنَاه زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. ح وحَدَّثَنَاه
إِسْحَاق وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرزاق. أخبرنا
مَعْمَرٌ. جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ: بِمِنًى.
وَلَمْ يَقُلْ: وَغَيْرِهِ.
١٧ - (٦٩٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر؛ قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمِنًى
رَكْعَتَيْنِ. وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ. وَعُمَرُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ.
وَعُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ. ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى، بَعْدُ،
أَرْبَعًا.
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى
مَعَ الإِمَامِ صَلَّى أَرْبَعًا. وَإِذَا صَلَّاهَا وَحْدَهُ صلى ركعتين.
(٦٩٤) - وحَدَّثَنَاه ابْنُ الْمُثَنَّى
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى (وَهُوَ
الْقَطَّانُ). ح وحدثناه أبو كريب. أخبرنا ابن أبي زائدة. ح وحَدَّثَنَاه ابْنُ
نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ. كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ،
بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
١٨ - (٦٩٤) وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ. سَمِعَ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ:
صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِمِنًى صَلَاةَ
الْمُسَافِرِ. وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَعُثْمَانُ ثَمَانِيَ سِنِينَ. أَوَ
قَالَ سِتَّ سِنِينَ. قَالَ حَفْصٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي بِمِنًى
رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ يَأْتِي فِرَاشَهُ. فَقُلْتُ: أَيْ عَمِّ! لَوْ صَلَّيْتَ
بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ! قَالَ: لَوْ فَعَلْتُ لَأَتْمَمْتُ الصلاة.
(٦٩٤) - وحَدَّثَنَاه يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ.
حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ). ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى.
قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ. قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَقُولَا فِي الْحَدِيثِ: بِمِنًى. وَلَكِنْ قَالَا: صَلَّى
فِي السَّفَرِ.
١٩ - (٦٩٥) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ الأَعْمَشِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ:
صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بِمِنًى
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. فَقِيلَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
فَاسْتَرْجَعَ. ثُمَّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بمنى رَكْعَتَيْنِ.
وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ. وَصَلَّيْتُ
مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ. فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ
أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَانِ متقبلتان.
(فاسترجع) أي قال. إنا لله وإنا إليه راجعون،
لإبائه الإتمام.
(٦٩٥) - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق وَابْنُ
خَشْرَمٍ. قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى. كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
٢٠ - (٦٩٦) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَقُتَيْبَةُ (قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وقَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا أَبُو
الأَحْوَصِ) عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ؛ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
بِمِنًى، آمَنَ مَا كَانَ النَّاسُ وَأَكْثَرَهُ، ركعتين.
٢١ - (٦٩٦) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق.
حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ؛ قَالَ:
صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
بِمِنًى، وَالنَّاسُ أَكْثَرُ مَا كَانُوا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ
الْوَدَاعِ.
(قَالَ
مُسْلِم): حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، هو أخو عبيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ، لِأُمِّهِ.
(٣) بَاب الصَّلَاةِ فِي الرِّحَالِ فِي
الْمَطَرِ
٢٢
- (٦٩٧)
حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
أَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ. فَقَالَ: أَلَا صَلُّوا
فِي الرِّحَالِ. ثُمّ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُ
الْمُؤَذِّنَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ، يَقُولُ: ألا صلوا
في الرحال.
(الرحال) يعني الدور والمنازل والمساكن. وهي
جمع رحل. يقال لمنزل الإنسان ومسكنه: رحله. وانتهينا إلى رحالنا أي منازلنا.
٢٣ - (٦٩٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ.
حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ نَادَى بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ
ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ وَمَطَرٍ. فَقَالَ فِي آخِرِ نِدَائِهِ:
أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ.
أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ
يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ أَوْ ذَاتِ مَطَرٍ، فِي
السَّفَرِ، أَنْ يَقُولَ: أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ.
٢٤ - (٦٩٧) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
أَنَّهُ نَادَى بِالصَّلَاةِ بِضَجْنَانَ. ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ:
أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ.
وَلَمْ يُعِدْ، ثَانِيَةً: أَلَا صَلُّوا فِي الرحال، من قول ابن عمر.
(بضجنان) جبل، على بريد من مكة.
٢٥ - (٦٩٨) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. ح
وحَدَّثَنَا
⦗٤٨٥⦘
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في
سَفَرٍ. فَمُطِرْنَا. فَقَالَ «لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ في رحله».
٢٦ - (٦٩٩) وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ
السَّعْدِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ
الزِّيَادِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ، لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللَّهِ، فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ.
قَالَ فَكَأَنَّ النَّاسَ
اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ. فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا؟ قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ
خَيْرٌ مِنِّي. إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ. وَإِنِّي كرهت أن أحرجكم، فتمشوا في
الطين والدحض.
(عزمة) أي واجبة متحتمة: فلو قال المؤذن: حي
على الصلاة - لكلفتم المجيء إليها ولحقتكم المشقة. (أحرجكم) من الحرج، وهو المشقة.
هكذا ضبطناه. وكذا نقله القاضي عياض عن رواياتهم. (الدحض) قال النووي: الدحض
والزلل والزلق والردغ، كله بمعنى واحد، وفي النهاية: الدحض هو الزلق. والزلل هو
الزلق. والردغة، بسكون الدال وفتحها، طين ووحل كثير. وتجمع على ردغ ورداغ. وأما
الزلق، فقد قال في المقاييس: الزاي واللام والقاف أصل واحد، يدل على تزلج الشيء عن
مقامه. من ذلك الزلق.
٢٧ - (٦٩٩) وحَدَّثَنِيهِ أَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ) عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: خَطَبَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فِي يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى
حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ. وَلَمْ يَذْكُرْ الْجُمُعَةَ. وَقَالَ: قَدْ فَعَلَهُ
مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ.
وقَالَ أَبُو كَامِلٍ: حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، بِنَحْوِهِ.
(٦٩٩) - وحَدَّثَنِيهِ أَبُو الرَّبِيعِ
الْعَتَكِيُّ (هُوَ الزَّهْرَانِيُّ) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ)
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، بهذا الإسناد. ولم يذكر في حديثه: يعني
النبي ﷺ.
٢٨ - (٦٩٩) وحدثني إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ:
أَذَّنَ مُؤَذِّنُ ابْنِ عَبَّاسٍ
يَوْمَ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ.
وَقَالَ: وَكَرِهْتُ أَنْ تَمْشُوا فِي الدَّحْضِ وَالزَّلَلِ.
٢٩ - (٦٩٩) وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ. ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ
حُمَيْدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. كِلَاهُمَا عَنْ
عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
أَمَرَ مُؤَذِّنَهُ، فِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ
مَطِيرٍ، بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ. وَذَكَرَ فِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ: فَعَلَهُ مَنْ
هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ.
٣٠ - (٦٩٩) وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق الْحَضْرَمِيُّ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ.
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ (قَالَ وُهَيْبٌ: لَمْ
يَسْمَعْهُ مِنْهُ) قَالَ: أَمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُؤَذِّنَهُ فِي يَوْمِ
جُمُعَةٍ، فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، بِنَحْوِ حديثهم.
(٤) بَاب جَوَازِ صَلَاةِ النَّافِلَةِ عَلَى
الدَّابَّةِ فِي السَّفَرِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ
٣١
- (٧٠٠)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله ﷺ:
كان يصلي سبحته. حيثما توجهت به
ناقته.
(يصلي سبحته) أي يتنفل. والسبحة النافلة.
(حيثما توجهت به ناقته) يعني في جهة مقصده.
٣٢ - (٧٠٠) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أبو خالد الأحمر عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ:
كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ
حيث توجهت به.
٣٣ - (٧٠٠) وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؛ قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي، وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ
مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كان كَانَ وَجْهُهُ. قَالَ:
وَفِيهِ نَزَلَتْ: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [٢/البقرة/١١٥].
٣٤ - (٧٠٠) وحَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ
نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. كُلُّهُمْ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُبَارَكٍ وَابْنِ أَبِي زَائِدَةَ:
⦗٤٨٧⦘
ثُمَّ تَلَا ابْنُ عُمَرَ:
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فثم وجه الله. وَقَالَ: فِي هَذَا نَزَلَتْ.
٣٥ - (٧٠٠) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
عَلَى حِمَارٍ، وَهُوَ مُوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ.
(يصلي على حمار) قال الدارقطني وغيره: هذا
غلط من عمرو بن يحيى المازني. قالوا: وإنما المعروف في صلاة النَّبِيُّ ﷺ عَلَى
رَاحِلَتِهِ أو على البعير. والصواب أن الصلاة على الحمار من فعل أنس، كما ذكره
مسلم بعد هذا. (وهو موجه) أي متوجه. ويقال: قاصد. ويقال: مقابل.
٣٦ - (٧٠٠) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
يَسَارٍ؛ أَنَّهُ قَالَ:
كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ
بِطَرِيقِ مَكَّةَ. قَالَ سَعِيدٌ: فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ
فَأَوْتَرْتُ. ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ. فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أَيْنَ كُنْتَ؟
فَقُلْتُ لَهُ: خَشِيتُ الْفَجْرَ فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أُسْوَةٌ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. وَاللَّهِ!
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُوتِرُ عَلَى البعير.
٣٧ - (٧٠٠) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
دِينَارٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
٣٨ - (٧٠٠) وحَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ
الْمِصْرِيُّ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ. حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ قال:
كان رسول الله ﷺ يُوتِرُ عَلَى
رَاحِلَتِهِ.
٣٩ - (٧٠٠) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُسَبِّحُ
عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ. وَيُوتِرُ عَلَيْهَا. غَيْرَ
أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ.
٤٠ - (٧٠١) وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ
وَحَرْمَلَةُ. قَالَا: أَخْبَرَنَا ابن وهب. أخبرني يونس عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ. أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ أَبَاهُ
أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي السُّبْحَةَ بِاللَّيْلِ،
فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ توجهت.
٤١ - (٧٠٢) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ
سِيرِينَ؛ قَالَ:
تَلَقَّيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
حِينَ قَدِمَ الشَّامَ. فَتَلَقَّيْنَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ. فَرَأَيْتُهُ
يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَوَجْهُهُ ذَلِكَ الْجَانِبَ. (وَأَوْمَأَ هَمَّامٌ عَنْ
يَسَارِ الْقِبْلَةِ) فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ.
قَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَفْعَلُهُ، لَمْ أَفْعَلْهُ.
(حين قدم الشام) هكذا هو في جميع نسخ مسلم.
وكذا نقله القاضي عياض عن جميع الروايات لصحيح مسلم. قال وقيل: إنه وهم. وصوابه
قدم من الشام. كما جاء في صحيح البخاري، لأنهم خرجوا من البصرة للقائه حين قدم من
الشام.
(٥) بَاب جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ
الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ
٤٢
- (٧٠٣)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
قَالَ:
كان رسول الله ﷺ إِذَا عَجِلَ بِهِ
السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ والعشاء.
(إذا عجل به السير) أي إذا أعجله السير.
ونسبة الفعل إلى السير مجاز. ومثله قوله: إذا جد به السير.
٤٣ - (٧٠٣) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ أَخْبَرَنِي
نَافِعٌ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَ
الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بَعْدَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ. وَيَقُولُ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا
جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
٤٤ - (٧٠٣) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو
النَّاقِدُ. كلهم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن
الزهري، عن سالم، عن أبيه:
رأيت رسول الله ﷺ يَجْمَعُ بَيْنَ
الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، إِذَا جَدَّ بِهِ السير.
٤٥ - (٧٠٣) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ؛ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ:
رأيت رسول الله ﷺ، إِذَا أَعْجَلَهُ
السَّيْرُ فِي السَّفَرِ، يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ حَتَّى يَجْمَعَ
بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ.
٤٦ - (٧٠٤) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ (يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ) عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، إِذَا
ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ
الْعَصْرِ. ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا. فَإِنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ
أَنْ يَرْتَحِلَ، صَلَّى الظُّهْرَ ثم ركب.
(قبل أن تزيغ الشمس) أي تميل إلى جهة المغرب.
والزيغ الميل عن الاستقامة.
٤٧ - (٧٠٤) وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ.
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَايِنِيُّ. حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ
سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ، إِذَا أَرَادَ
أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى
يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ. ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا.
٤٨ - (٧٠٤) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ
وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ. قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي جَابِرُ
بْنُ إِسْمَاعِيل عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ:
إِذَا عَجِلَ عَلَيْهِ السَّفَرُ،
يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ. فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا.
وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ، حِينَ
يَغِيبُ الشَّفَقُ.
(إذا عجل عليه السفر) هكذا هو في الأصول. عجل
عليه. وهو بمعنى: عجل به، في الروايات الباقية.
(٦) بَاب الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ
فِي الْحَضَرِ
٤٩
- (٧٠٥)
حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس؛ قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ
وَالْعَصْرَ جَمِيعًا. وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا. فِي غَيْرِ خَوْفٍ
وَلَا سفر.
٥٠ - (٧٠٥) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ
وَعَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ. جميعا عَنْ زُهَيْرٍ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ
وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ. فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ.
قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ
سَعِيدًا: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا
سَأَلْتَنِي. فَقَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أمته.
(أن لا يحرج أحدا من أمته) أي أن لا يوقع
أحدا في الحرج، وهو الضيق.
٥١ - (٧٠٥) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ
الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ). حَدَّثَنَا
قُرَّةُ. حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاةِ فِي
سَفْرَةٍ سَافَرَهَا، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ
وَالْعَصْرِ. وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ
عَبَّاسٍ: مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لا يحرج أمته.
٥٢ - (٧٠٦) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ عَنْ مُعَاذٍ. قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في
غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا.
وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا.
٥٣ - (٧٠٦) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ.
حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ) حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ. حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ أَبُو
الطُّفَيْلِ. حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ:
جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في
غَزْوَةِ تَبُوكَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ
وَالْعِشَاءِ.
قَالَ فَقُلْتُ: مَا حَمَلَهُ عَلَى
ذَلِكَ؟ قَالَ فَقَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.
٥٤ - (٧٠٥) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ
وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ (وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ) قَالَا: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ. كِلَاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
⦗٤٩١⦘
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بين
الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بِالْمَدِينَةِ. فِي غَيْرِ
خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ.
(فِي
حَدِيثِ وَكِيعٍ) قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ
لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ،
قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا
يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.
٥٥ - (٧٠٥) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ
ثَمَانِيًا جَمِيعًا. وَسَبْعًا جَمِيعًا. قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ!
أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ. وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ
وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ. قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّ ذَاكَ.
٥٦ - (٧٠٥) وحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عَنْ
جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى
بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا، وَثَمَانِيًا. الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ. وَالْمَغْرِبَ
وَالْعِشَاءَ.
٥٧ - (٧٠٥) وحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ:
خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا
بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَبَدَتِ النُّجُومُ. وَجَعَلَ
النَّاسُ يَقُولُونَ: الصَّلَاةَ. الصَّلَاةَ. قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي
تَمِيمٍ، لَا يَفْتُرُ وَلَا يَنْثَنِي: الصَّلَاةَ. الصَّلَاةَ. فَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ؟ لَا أُمَّ لَكَ! ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ
وَالْعِشَاءِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ:
فَحَاكَ فِي صَدْرِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ. فَأَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
فَسَأَلْتُهُ، فَصَدَّقَ مَقَالَتَهُ.
(لا يفتر) أي لا يقصر في عمله ولا ينعطف عنه.
(لا أم لك) قال ابن الأثير: هو ذم وسب. أي أنت لقيط لا تعرف لك أم. وقيل: قد يقع
مدحا بمعنى التعجب منه. وفيه بعد. (فحاك في صدري) أي وقع في نفسي نوع شك وتعجب
واستبعاد. يقال: حاك يحيك، وحك يحك، واحتك.
٥٨ - (٧٠٥) وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ:
الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ. ثُمّ قَالَ:
الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ. ثُمّ قَالَ: الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ. ثُمّ قَالَ: لَا أُمَّ
لَكَ! أَتُعَلِّمُنَا بِالصَّلَاةِ؟ وَكُنَّا نَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
(٧) بَاب جَوَازِ الِانصِرَافِ مِنَ
الصَّلَاةِ عَنِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ
٥٩
- (٧٠٧)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ؛ قَالَ:
لَا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ
لِلشَّيْطَانِ مِنْ نَفْسِهِ جُزْءًا، لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ
أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ. أَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ ينصرف عن شماله.
(إلا أن حقا عليه) المعنى لا يعتقد إلا وجوب
الانصراف عن يمينه.
(٧٠٧) - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. ح وَحَدَّثَنَاهُ
عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ. أَخْبَرَنَا عِيسَى. جَمِيعًا عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
٦٠ - (٧٠٨) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ السُّدِّيِّ. قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا:
كَيْفَ أَنْصَرِفُ إذا صليت؟ عن
يميني أو يَسَارِي؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
ﷺ يَنْصَرِفُ عن يمينه.
٦١ - (٧٠٨) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَن
السُّدِّيِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ.
(٨) بَاب اسْتِحْبَابِ يَمِينِ الإِمَامِ
٦٢
- (٧٠٩)
وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مِسْعَرٍ،
عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ الْبَرَاءِ؛ قَالَ:
كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ.
⦗٤٩٣⦘
قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «رَبِّ!
قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ (أَوْ تَجْمَعُ) عِبَادَكَ».
(٧٠٩) - وحَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ
وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَذْكُرْ: يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ.
(٩) بَاب كَرَاهَةِ الشُّرُوعِ فِي نَافِلَةٍ
بَعْدَ شُرُوعِ المؤذن
٦٣
- (٧١٠)
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي ﷺ؛ قَالَ:
«إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا
صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ». وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَابْنُ
رَافِعٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ. حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، بِهَذَا الإسناد.
٦٤ - (٧١٠) وحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ
الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا رَوْحٌ. حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ،
عن أبي هريرة عن النبي ﷺ؛ أَنَّهُ قَالَ «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا
صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ».
(٧١٠) - وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاق، بِهَذَا
الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
م (٧١٠) وحَدَّثَنَا حَسَنٌ
الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن
أبي هريرة، عن النبي ﷺ، بِمِثْلِهِ. قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ لَقِيتُ عمرا فحدثني
به. ولم يرفعه.
٦٥ - (٧١١) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابن بحينة؛ إن رسول
الله ﷺ مَرَّ بِرَجُلٍ يُصَلِّي. وَقَدْ أُقِيمَتِ صَلَاةُ الصُّبْحِ. فَكَلَّمَهُ
بِشَيْءٍ، لَا نَدْرِي مَا هُوَ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا نَقُولُ:
مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ؟
⦗٤٩٤⦘
قَالَ: قَالَ لِي «يُوشِكُ أَنْ
يُصَلِّيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ أَرْبَعًا». قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مالك بن بُحَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ. (قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ)
وَقَوْلُهُ: عَنْ أَبِيهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ، خَطَأٌ.
(أحطنا نقول) هكذا هو في الأصول، أحطنا نقول.
وهو صحيح. وفيه محذوف تقديره: أحطنا به. أي استدرنا بجوانبه واجتمعنا على رأسه
قائلين: ماذا قال لك؟.
٦٦ - (٧١١) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ
عاصم، عن ابن بجينة؛ قَالَ:
أُقِيمَتِ صَلَاةُ الصُّبْحِ.
فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا يُصَلِّي، وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ. فَقَالَ
«أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا».
٦٧ - (٧١٢) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ). ح وحَدَّثَنِي
حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ (يَعْنِي
ابْنَ زِيَادٍ). ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ.
كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمٍ. ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ).
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ؛ قَالَ:
دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ،
وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ في صلاة الْغَدَاةِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي جَانِبِ
الْمَسْجِدِ. ثُمَّ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ، قَالَ «يَا فُلَانُ! بِأَيِّ الصَّلَاتَيْنِ اعْتَدَدْتَ؟ أَبِصَلَاتِكَ
وَحْدَكَ، أَمْ بِصَلَاتِكَ مَعَنَا؟».
(١٠) بَاب مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ
الْمَسْجِدَ
٦٨
- (٧١٣)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ (أَوْ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ) قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إِذَا
دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ! افْتَحْ لِي أَبْوَابَ
رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ
فَضْلِكَ». (قَالَ مُسْلِم) سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: كَتَبْتُ
هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ كِتَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ
يَحْيَى الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: وَأَبِي أُسَيْدٍ.
(٧١٣) - وحدثنا حامد بن عمر البكراوي. حدثنا
بشر بْنُ الْمُفَضَّلِ. حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ
الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ
ﷺ، بِمِثْلِهِ.
(١١) بَاب اسْتِحْبَابِ تَحِيَّةِ
الْمَسْجِدِ بِرَكْعَتَيْنِ، وَكَرَاهَةِ الْجُلُوسِ قَبْلَ صَلَاتِهِمَا،
وَأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ
٦٩
- (٧١٤)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ. ح وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ:
قَرَأْتُ عَلَى مالك عن عامر بن عبد
الله بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ،
فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ».
٧٠ - (٧١٤) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى
الأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ عَمْرِو
بْنِ سُلَيْمِ بْنِ خَلْدَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، صَاحِبِ رسول
الله ﷺ. قال:
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ
اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَي النَّاسِ قَالَ فَجَلَسْتُ. فقال رسول الله ﷺ
«مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ؟» قَالَ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ. قَالَ «فَإِذَا
دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ».
٧١ - (٧١٥) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ
الْحَنَفِيُّ أَبُو عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ:
كَانَ لِي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ
دَيْنٌ. فَقَضَانِي وَزَادَنِي. وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ الْمَسْجِدَ. فَقَالَ لِي
«صَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
(١٢) بَاب اسْتِحْبَابِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي
الْمَسْجِدِ لِمَنْ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ أَوَّلَ قُدُومِهِ
٧٢
- (٧١٥)
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن مُحَارِبٍ. سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
اشْتَرَى مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
بَعِيرًا. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْمَسْجِدَ،
فَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
٧٣ - (٧١٥) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ (يَعْنِي الثَّقَفِيَّ) حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛
قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي
غَزَاةٍ. فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وأعيى. ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَبْلِي.
وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ. فَجِئْتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ
الْمَسْجِدِ. قَالَ «الْآنَ حِينَ قَدِمْتَ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ «فَدَعْ
جَمَلَكَ. وَادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» قَالَ فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ. ثم رجعت.
(الآن حين قدمت) لفظة حين مقحمة. ويجوز فيها
البناء والإعراب.
٧٤ - (٧١٦) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ (يَعْنِي أَبَا عَاصِمٍ). ح وحَدَّثَنِي
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. قَالَا جَمِيعًا:
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
كَعْبٍ، وَعَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مالك؛ أن
رسول الله صلى اللَّهِ ﷺ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا، فِي
الضُّحَى. فَإِذَا قَدِمَ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ. فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ.
ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ.
(١٣) بَاب اسْتِحْبَابِ صَلَاةِ الضُّحَى،
وَأَنَّ أَقَلَّهَا رَكْعَتَانِ وَأَكْمَلَهَا ثَمَانِ رَكَعَاتٍ وَأَوْسَطُهَا
أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ أَوْ سِتٍّ، وَالْحَثُّ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا
٧٥
- (٧١٧)
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن يحيى. أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري، عن عبد الله
بن شفيق؛ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ:
هَلْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي
الضُّحَى؟ قَالَتْ: لَا. إلا أن يجيء من مغيبه.
(من مغيبه) أي من سفره.
٧٦ - (٧١٧) وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَيْسِيُّ عَنْ
عَبْدِ الله بن شفيق. قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ:
أَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي
الضُّحَى؟ قَالَتْ: لَا. إِلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ.
٧٧ - (٧١٨) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ. وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا. وَإِنْ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ لَيَدَعُ الْعَمَلَ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ، خَشْيَةَ أَنْ
يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ.
٧٨ - (٧١٩) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ (يَعْنِي الرِّشْكَ)
حَدَّثَتْنِي مُعَاذَةُ؛ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
كَمْ كَانَ رسول الله ﷺ يصلي صَلَاةَ
الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. وَيَزِيدُ مَا شاء.
(٧١٩) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن
يَزِيدَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. وَقَالَ يَزِيدُ: مَا شاء الله.
٧٩ - (٧١٩) وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا
خالد بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ؛ أَنَّ مُعَاذَةَ
الْعَدَوِيَّةَ حَدَّثَتْهُمْ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
كَانَ رسول الله ﷺ يصلي الضُّحَى
أَرْبَعًا. وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ.
(٧١٩) - وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ بَشَّارٍ. جَمِيعًا عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ. قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
٨٠ - (٣٣٦) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن ابن أَبِي
لَيْلَى. قَالَ:
مَا أَخْبَرَنِي أَحَدٌ أَنَّهُ
رَأَى النَّبِيَّ ﷺ يُصَلِّي الضُّحَى إِلَّا أُمُّ هَانِئٍ. فَإِنَّهَا
حَدَّثَتْ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. فَصَلَّى
ثَمَانِي رَكَعَاتٍ. مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا. غَيْرَ
أَنَّهُ كَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. وَلَمْ يَذْكُرْ ابْنُ بَشَّارٍ،
فِي حَدِيثِهِ، قَوْلَهُ: قَطُّ.
٨١ - (٣٣٦) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ. قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يونس عن ابن شهاب. قال:
حدثني ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَارِثِ؛ أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ:
سَأَلْتُ وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَجِدَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يُخْبِرُنِي أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى. فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُحَدِّثُنِي
ذَلِكَ. غَيْرَ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَتْنِي؛ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَى، بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، يَوْمَ الْفَتْحِ.
فَأُتِيَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ. فَاغْتَسَلَ. ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ
ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ. لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ فِيهَا أَطْوَلُ أَمْ رُكُوعُهُ
أَمْ سُجُودُهُ. كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ مُتَقَارِبٌ. قَالَتْ: فَلَمْ أَرَهُ
سَبَّحَهَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ. قَالَ الْمُرَادِيُّ: عَنْ يُونُسَ. وَلَمْ
يَقُلْ: أَخْبَرَنِي.
٨٢ - (٣٣٦) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ؛ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ
أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ
تَقُولُ:
ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
عَامَ الْفَتْحِ. فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ. وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ
بِثَوْبٍ. قَالَتْ فَسَلَّمْتُ فَقَالَ «مَنْ هَذِهِ؟» قُلْتُ: أُمُّ هَانِئٍ
بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ
غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ. مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا أَجَرْتُهُ، فُلَانُ ابْنُ
هُبَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ»قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ
هَانِئٍ قَالَتْ: أُمُّ هَانِئٍ: وَذَلِكَ ضُحًى.
٨٣ - (٣٣٦) وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ.
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ، عَنْ أُمِّ
هَانِئٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى فِي بَيْتِهَا عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ
رَكَعَاتٍ. فِي ثَوْبٍ واحد قد خالف بين طرفيه.
٨٤ - (٧٢٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ. حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ (وَهُوَ ابْنُ
مَيْمُونٍ) حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ
عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ،
⦗٤٩٩⦘
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهُ قَالَ
«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ
صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلُّ
تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنِ
الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجْزِئُ، مِنْ ذَلِكَ، ركعتان يركعهما من الضحى».
(على كل سلامى) قال النووي: أصله عظام
الأصابع وسائر الكف. ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله. (ويجزئ) ضبطناه ويجزئ
بفتح أوله وضمه. فالضم من الإجزاء. والفتح من جزى يجزى. أي كفى، ومنه قوله تعالى:
لا تجزى نفس.
٨٥ - (٧٢١) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ. حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ. حَدَّثَنِي أَبُو
عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
أَوْصَانِي خَلِيلِي ﷺ بِثَلَاثٍ:
بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى. وَأَنْ
أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ.
(٧٢١) - وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ وَأَبِي شِمْرٍ
الضُّبَعِيِّ. قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بمثله.
م (٧٢١) وحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ
بْنُ مَعْبَدٍ. حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُخْتَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ
الصَّائِغُ. قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو
الْقَاسِمِ ﷺ بِثَلَاثٍ. فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ أبي هريرة.
٨٦ - (٧٢٢) وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛
قَالَ:
أَوْصَانِي حَبِيبِي ﷺ بِثَلَاثٍ.
لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
وَصَلَاةِ الضُّحَى. وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حتى أوتر.
(١٤) بَاب اسْتِحْبَابِ رَكْعَتَيْ سُنَّةِ
الْفَجْرِ، وَالْحَثِّ عَلَيْهِمَا وَتَخْفِيفِهِمَا وَالْمُحَافَظَةِ
عَلَيْهِمَا. وَبَيَانِ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقْرَأَ فِيهِمَا
٨٧
- (٧٢٣)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ: قرأت على مالك عن نافع، عن ابن عُمَرَ؛
أَنَّ حَفْصَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَتْهُ؛ أَنّ رسول الله ﷺ كان، إِذَا
سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الأَذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ،
رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ تقام الصلاة.
(٧٢٣) - وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ رُمْحٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ
بْنُ حَرْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ. ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا إسماعيل عن
أيوب. كُلُّهُمْ عَنْ نَافِعٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، كَمَا قَالَ مالك.
٨٨ - (٧٢٣) وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ. حَدَّثَنَا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن زَيْدِ بْنِ
مُحَمَّدٍ. قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ؛
قَالَتْ:
كَانَ رسول الله ﷺ، إذا طَلَعَ
الْفَجْرُ، لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
(٧٢٣) - وحَدَّثَنَاه إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا النَّضْرُ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ،
مِثْلَهُ.
٨٩ - (٧٢٣) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عمرو، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه؛ أَخْبَرَتْنِي
حَفْصَةُ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ، إِذَا أَضَاءَ لَهُ الْفَجْرُ، صَلَّى ركعتين.
٩٠ - (٧٢٤) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ.
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ. حدثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، إِذَا سَمِعَ الأذان، ويخففهما.
(٧٢٤) - وحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ.
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ (يَعْنِي ابْنَ مُسْهِرٍ). ح وحَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. ح وحَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ
وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. ح وحَدَّثَنَاه عَمْرٌو
النَّاقِدُ.
⦗٥٠١⦘
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. كُلُّهُمْ عَنْ
هِشَامٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ: إِذَا طَلَعَ
الْفَجْرُ.
٩١ - (٧٢٤) وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ، بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ، مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ.
٩٢ - (٧٢٤) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ. قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ
سَعِيدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ
عَمْرَةَ تُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ:
كَانَ رسول الله ﷺ يصلي رَكْعَتَيِ
الْفَجْرِ. فَيُخَفِّفُ حَتَّى إِنِّي أَقُولُ: هَلْ قرأ فيهما بأم القرآن!.
٩٣ - (٧٢٤) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ. سَمِعَ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، إِذَا
طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. أقول: هل يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب!.
٩٤ - (٧٢٤) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ
عن عبيد بن عمير، عن عائشة؛ أن النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَكُنْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ
النَّوَافِلِ، أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ، على ركعتين قبل الصبح.
(معاهدة) أي محافظة.
٩٥ - (٧٢٤) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ. جميعا عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. قَالَ ابْنُ
نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فِي
شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ، أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ
الْفَجْرِ.
٩٦ - (٧٢٥) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الْغُبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ
أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ
«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
٩٧ - (٧٢٥) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ.
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ. قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ
زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهُ
قَالَ، فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ «لَهُمَا أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا».
٩٨ - (٧٢٦) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ
وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ
يَزِيدَ (هُوَ ابْنُ كَيْسَانَ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة؛ أن رسول
الله ﷺ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
٩٩ - (٧٢٧) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ (يَعْنِي مروان بن معاوية) عن عثمان بن حكم
الأَنْصَارِيِّ. قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ؛ أَنَّ ابن عباس أخبره؛
أن رسول الله ﷺ كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: فِي الأُولَى مِنْهُمَا:
﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وما أنزل إلينا﴾ [٢/البقرة/الآية-١٣٦]. الآيَةَ
الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ. وَفِي الآخِرَةِ مِنْهُمَا: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ
وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [٣/آل عمران/الآية-٥٢].
١٠٠ - (٧٢٧) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ
فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُولُوا آمَنَّا بالله وما انزل إلينا. وَالَّتِي فِي
آلِ عِمْرَانَ: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سواء بيننا وبينكم﴾ [٣/آل
عمران/الآية-٦٤].
(٧٢٧) - وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، فِي هَذَا
الإِسْنَادِ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ.
(١٥) بَاب فَضْلِ السُّنَنِ الرَّاتِبَةِ
قَبْلَ الْفَرَائِضِ وَبَعْدَهُنَّ، وَبَيَانِ عَدَدِهِنَّ
١٠١
- (٧٢٨)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو
خَالِدٍ (يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن
النعمان ابن سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ
بْنُ أَبِي سُفْيَانَ،
⦗٥٠٣⦘
فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ،
بِحَدِيثٍ يَتَسَارُّ إِلَيْهِ. قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ».
قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا
تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
وقال ابن عَنْبَسَةُ: فَمَا
تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: مَا
تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ.
وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ:
مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بن أوس.
(يتسار) أي يسر به، من السرور. لما فيه من
البشارة مع سهولته. وكان عنبسة محافظا عليه. كما ذكره في آخر الحديث. ورواه بعضهم
بضم أوله، على ما لم يسم فاعله، وهو صحيح أيضا.
١٠٢ - (٧٢٨) حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ
الْمِسْمَعِيُّ. حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ:
«مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ
عَشْرَةَ سَجْدَةً، تَطَوُّعًا، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجنة».
(سجدة) أي ركعة.
١٠٣ - (٧٢٨) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ
سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ
أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ
رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي
الْجَنَّةِ. أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». قَالَتْ أَمُّ
حَبِيبَةَ: فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ.
وقَالَ عَمْرٌو: مَا بَرِحْتُ
أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. وقَالَ النعمان، مثل ذلك.
(٧٢٨) - وحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
بِشْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبْدِيُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا بَهْزٌ.
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ أَخْبَرَنِي. قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ؛
قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مَا مِنْ
عَبْدٍ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى لِلَّهِ كُلَّ
يَوْمٍ» فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ.
١٠٤ - (٧٢٩) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى (وَهُوَ ابْنُ
سَعِيدٍ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ح
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله عن نافع، عن ابن عمر؛ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ. وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ. وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ
سَجْدَتَيْنِ. وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ. وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ
سَجْدَتَيْنِ. فَأَمَّا الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ وَالْجُمُعَةُ. فَصَلَّيْتُ مَعَ
النَّبِيِّ ﷺ فِي بَيْتِهِ.
(١٦) بَاب جَوَازِ النَّافِلَةِ قَائِمًا
وَقَاعِدًا، وَفِعْلِ بَعْضِ الرَّكْعَةِ قَائِمًا وَبَعْضِهَا قَاعِدًا
١٠٥
- (٧٣٠)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ. قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صلاة رسول
الله ﷺ، عَنْ تَطَوُّعِهِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِي قَبْلَ
الظُّهْرِ أَرْبَعًا. ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ. ثُمَّ يَدْخُلُ
فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ. ثُمَّ يَدْخُلُ
فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِشَاءَ. وَيَدْخُلُ بَيْتِي
فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ.
فِيهِنَّ الْوِتْرُ. وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا. وَلَيْلًا
طَوِيلًا قَاعِدًا. وَكَانَ إِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ
قَائِمٌ. وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِدٌ. وَكَانَ إِذَا
طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى ركعتين.
١٠٦/ ١٠٧ - (٧٣٠) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ بُدَيْلٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ،
عن عائشة؛ قالت:
كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي لَيْلًا
طَوِيلًا. فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا. وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا،
ركع قاعدا.
١٠٨ - (٧٣٠) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن
جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ.
قَالَ:
كُنْتُ شَاكِيًا بِفَارِسَ. فَكُنْتُ
أُصَلِّي قَاعِدًا. فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِك عَائِشَةَ؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
١٠٩ - (٧٣٠) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
الْعُقَيْلِيِّ؛ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا
قَائِمًا. وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا. وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا، رَكَعَ
قَائِمًا. وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ قاعدا.
١١٠ - (٧٣٠) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ؛ قَالَ:
سَأَلْنَا عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ
قَائِمًا وَقَاعِدًا. فَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَائِمًا، رَكَعَ قَائِمًا.
وَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَاعِدًا، رَكَعَ قَاعِدًا.
١١١ - (٧٣١) وحدثني أبو الربيع الزهراني. أخبرني
حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ). ح قَالَ وحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ.
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. جَمِيعًا عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ)
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا. حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ
جَالِسًا. حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ
أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهُنَّ. ثُمَّ رَكَعَ.
١١٢ - (٧٣١) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مالك عن عبد الله بن يزيد وأبي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عائشة؛ أن رسول الله ﷺ:
كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا. فَيَقْرَأُ
وَهُوَ جَالِسٌ. فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلَاثِينَ
أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً. قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ. ثُمَّ رَكَعَ. ثُمَّ
سَجَدَ. ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ.
١١٣ - (٧٣١) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن عُلَيَّةَ عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
كَانَ
⦗٥٠٦⦘
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ وَهُوَ
قَاعِدٌ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ
أربعين آية.
١١٤ - (٧٣١) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ؛ قَالَ: قُلْتُ
لِعَائِشَةَ:
كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا.
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَرَكَعَ.
١١٥ - (٧٣٢) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ:
هَلْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي
وَهُوَ قَاعِدٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. بَعْدَ مَا حَطَمَهُ النَّاسُ.
(بعد ما حطمه الناس) قال النووي: قال الراوي
في تفسيره: حطم فلانا أهله، إذا كبر فيهم. كأنه لما حمله من أمورهم وأثقالهم
والاعتناء بمصالحهم، صيروه شيخا محطوما. والحطم كسر الشيء اليابس.
(٧٣٢) - وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَقِيقٍ. قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ. فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بِمِثْلِهِ.
١١٦ - (٧٣٢) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ
وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ؛
أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ؛ أن عائشة أخبرته أن
النبي ﷺ لَمْ يَمُتْ، حَتَّى كَانَ كَثِيرٌ مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ.
١١٧ - (٧٣٢) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ
وَحَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ. كلاهما عَنْ زَيْدٍ. قَالَ حَسَنٌ: حَدَّثَنَا زَيْدُ
بْنُ الحباب. حدثني عبد الله ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
لَمَّا بَدَّنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وثقل، كان أكثر صلاته جالسا.
(لما بدن الخ) قال القاضي عياض رحمه الله:
قال أبو عبيد في تفسير هذا الحديث:
بدن الرجل، بفتح الدال المشددة، تبدينا، إذا أسن. قال أبو عبيد: ومن رواه، بدن بضم
الدال المخففة، فليس له معنى هنا. لأن معناه كثر لحمه. وهو خلاف صفته ﷺ. يقال: بدن
يبدن بدانة. وأنكر أبو عبيد الضم. قال القاضي: روايتنا في مسلم عن جمهورهم بدن
بالضم. وعن العذري: بالتشديد، وأراه إصلاحا. قال: ولا ينكر اللفظان في حقه ﷺ. فقد
قالت عائشة رضي الله عنها، في صحيح مسلم، بعد هذا بقريب: فلما أسن رسول الله ﷺ
وأخذ اللحم، أوتر بسبع. وفي حديث آخر: ولحم. وفي آخر: أسن وكثر لحمه. وقول ابن أبي
هالة في وصفه: بادن متماسك. هذا كلام القاضي. ثم عقب عليه النووي بقوله: والذي
ضبطناه ووقع في أكثر أصول بلادنا، بالتشديد.
١١٨ - (٧٣٣) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مالك عن ابن شِهَابٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بن أبي
وادعة السَّهْمِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ. فَكَانَ
يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا.
حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أطول منها.
(٧٣٣) - وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا:
أخبرنا ابن وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إبراهيم
وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ. جَمِيعًا عَنِ
الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالَا: بِعَامٍ
وَاحِدٍ أو اثنين.
١١٩ - (٧٣٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ حَسَنِ بْنِ صالح، عن سماك؛ قال: أخبرني جابر
ابن سمرة؛ أن النبي ﷺ لَمْ يَمُتْ، حَتَّى صَلَّى قَاعِدًا.
١٢٠ - (٧٣٥) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ
الصَّلَاةِ» قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا. فَوَضَعْتُ يَدِي
على رأسه. فقال: مالك يا عبد الله ابن عَمْرٍو؟ قُلْتُ: حُدِّثْتُ، يَا رَسُولَ
اللَّهِ! أَنَّكَ قُلْتَ «صَلَاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلَاةِ»
وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا! قَالَ «أَجَلْ. وَلَكِنِّي لَسْتُ كأحد منكم».
(حدثت) أي حدثني ناس.
(٧٣٥) - وحَدَّثَنَاه أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. جَمِيعًا عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. كِلَاهُمَا عَنْ
مَنْصُورٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَفِي رِوَايَةِ شعبة: عن أبي يحيى الأعرج.
١٠١ - (٧٢٨) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ (يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ
حَيَّانَ) عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ ابن سَالِمٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فِي
مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، بِحَدِيثٍ يَتَسَارُّ إِلَيْهِ. قَالَ: سَمِعْتُ
أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «مَنْ صَلَّى
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بهن بيت في الجنة».
(١٧) بَاب صَلَاةِ اللَّيْلِ وَعَدَدِ
رَكَعَاتِ النَّبِيِّ ﷺ فِي اللَّيْلِ، وَأَنَّ الْوِتْرَ رَكْعَةٌ، وَأَنَّ
الرَّكْعَةَ صَلَاةٌ صَحِيحَةٌ
١٢١
- (٧٣٦)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ رسول الله ﷺ:
كان يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى
عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ. فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا
اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ. حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ فَيُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
١٢٢ - (٧٣٦) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ؛
قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ (وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو
النَّاسُ الْعَتَمَةَ) إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُسَلِّمُ
بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ. وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ. فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ
مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ
قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ
الأَيْمَنِ. حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ.
(٧٣٦) - وحَدَّثَنِيهِ حَرْمَلَةُ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ. وَسَاقَ حَرْمَلَةُ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ
يَذْكُرْ: وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ وَلَمْ يَذْكُرْ:
الإِقَامَةَ. وسائر الحديث، بمثل حديث عمرو، سواء.
١٢٣ - (٧٣٧) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. ح وحدثنا ابن نمير.
حدثنا أبي. حدثنا هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَت:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ. لَا
يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا في آخرها.
(٧٣٧) - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ. ح وحَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
وَأَبُو أُسَامَةَ. كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ، بهذا الإسناد.
١٢٤ - (٧٣٧) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ؛ أَنَّ
عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ؛ أَنّ رسول الله ﷺ:
كان يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ
رَكْعَةً، بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ.
١٢٥ - (٧٣٨) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ:
كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَزِيدُ فِي
رَمَضَانَ، وَلَا فِي غَيْرِهِ، عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُصَلِّي
أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ. ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا
فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ. ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ
تُوتِرَ؟ فَقَالَ «يَا عَائِشَةُ! إن عيني تنامان ولا ينام قلبي».
(فلا تسأل عن حسنهن وطولهن) معناه هن في
نهاية من كمال الحسن والطول، مستغنيات بظهور حسنهن وطولهن عن السؤال عنه والوصف.
(إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) قال الإمام النووي: رضي الله تعالى عنه: هذا من
خصائص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
١٢٦ - (٧٣٨) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ؛ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
يُصَلِّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ يُوتِرُ. ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ
جَالِسٌ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ. ثُمَّ يصلي ركعتين بين
النداء والإقامة، من صلاة الصبح.
(٧٣٨) - وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى. قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ. ح وحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ.
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
⦗٥١٠⦘
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، بِمِثْلِهِ. غَيْرَ
أَنَّ فِي حَدِيثِهِمَا: تِسْعَ رَكَعَاتِ قَائِمًا. يُوتِرُ منهن.
(منهن) كذا في بعض الأصول: منهن. وفي بعضها:
فيهن. وكلاهما صحيح.
١٢٧ - (٧٣٨) وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ.
سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ:
أَيْ أمه! أخبرني عَنْ صَلَاةِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَتْ: كَانَتْ صَلَاتُهُ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ
وَغَيْرِهِ، ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِاللَّيْلِ. مِنْهَا رَكْعَتَا الفجر.
١٢٨ - (٧٣٨) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي. حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ: سَمِعْتُ
عَائِشَةَ تَقُولُ:
كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
مِنَ اللَّيْلِ عَشَرَ رَكَعَاتٍ. وَيُوتِرُ بِسَجْدَةٍ. وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيِ
الْفَجْرِ. فَتْلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ ركعة.
١٢٩ - (٧٣٩) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق. ح وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق. قَالَ:
سَأَلْتُ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ
عَمَّا حَدَّثَتْهُ عَائِشَةُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَتِ: كَانَ
يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيُحْيِ آخِرَهُ. ثُمَّ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ
إِلَى أَهْلِهِ قَضَى حَاجَتَهُ. ثُمَّ يَنَامُ. فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ
الأَوَّلِ (قَالَتِ) وَثَبَ. (وَلَا وَاللَّهِ! مَا قَالَتِ: قَامَ) فَأَفَاضَ
عَلَيْهِ الْمَاءَ. (وَلَا وَاللَّهِ! مَا قَالَتِ: اغْتَسَلَ. وَأَنَا أَعْلَمُ
مَا تُرِيدُ) وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ وُضُوءَ الرَّجُلِ
لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ.
١٣٠ - (٧٤٠) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ. حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ
رُزَيْقٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الأسود، عن عائشة؛ قالت:
كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل.
حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلَاتِهِ الْوِتْرُ.
١٣١ - (٧٤١) حدثني هناد بن السري. حدثنا أبو الأحوص
عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ. قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَمَلِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ. قَالَ قُلْتُ: أَيَّ
حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالَتْ: كان إذا سمع الصارخ، قام فصلى.
(الصارخ) قال النووي: الصارخ هنا هو الديك،
باتفاق العلماء. قالوا: وسمي بذلك لكثرة صياحه.
١٣٢ - (٧٤٢) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرٍ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ. قَالَتْ:
مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
السَّحَرُ الأَعْلَى فِي بَيْتِي، أو عندي، إلا نائما.
(ما ألفى) أي ما وجد. (السحر الأعلى) هو من
آخر الليل، ما قبيل الصبح. يقال: لقيته بأعلى السحرين. وهو فاعل ألفى. أسند إليه
مجازا.
١٣٣ - (٧٤٣) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا صَلَّى
رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً، حَدَّثَنِي. وإلا اضطجع.
(٧٤٣) - وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن
زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
عَائِشَة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
١٣٤ - (٧٤٤) وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يصلي من
اللَّيْلِ. فَإِذَا أَوْتَرَ قَالَ «قُومِي، فَأَوْتِرِي. يَا عائشة!».
١٣٥ - (٧٤٤) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا
ابن وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
كَانَ يُصَلِّي صَلَاتَهُ
بِاللَّيْلِ وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَإِذَا بَقِيَ الْوِتْرُ
أيقظها فأوترت.
١٣٦ - (٧٤٥) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ (وَاسْمُهُ وَاقِدٌ،
وَلَقَبُهُ وقدان). ح وحدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ.
قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ. كِلَاهُمَا عَنْ مُسْلِمٍ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فانتهى وتره إلى السحر.
(من كل الليل) أي من كل أجزاء الليل. من أوله
وأوسطه وآخره. (فانتهى وتره إلى السحر) معناه كان آخر أمره الإيتار في السحر.
والمراد به آخر الليل.
١٣٧ - (٧٤٥) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بْنُ
حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ. فَانْتَهَى
وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.
١٣٨ - (٧٤٥) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ.
حَدَّثَنَا حَسَّانُ (قَاضِي كِرْمَانَ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي
الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ.
كُلَّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ.
(١٨) بَاب جَامِعِ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَمَنْ
نَامَ عَنْهُ أَوْ مَرِضَ
١٣٩
- (٧٤٦)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ
هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَدِمَ
الْمَدِينَةَ. فَأَرَادَ أَنْ يَبِيعَ عَقَارًا لَهُ بِهَا. فَيَجْعَلَهُ فِي
السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ. وَيُجَاهِدَ الرُّومَ حَتَّى يَمُوتَ. فَلَمَّا قَدِمَ
الْمَدِينَةَ، لَقِيَ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَنَهَوْهُ عَنْ ذَلِكَ.
وَأَخْبَرُوهُ؛ أَنَّ رَهْطًا سِتَّةً أَرَادُوا ذَلِكَ فِي حَيَاةِ نَبِيِّ
اللَّهِ ﷺ. فَنَهَاهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ. وَقَالَ «أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ
أُسْوَةٌ؟» فَلَمَّا حَدَّثُوهُ بِذَلِكَ رَاجَعَ امْرَأَتَهُ. وَقَدْ كَانَ
طَلَّقَهَا. وَأَشْهَدَ عَلَى رَجْعَتِهَا. فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ عَنْ
وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى
⦗٥١٣⦘
أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ بِوِتْرِ
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا. ثُمَّ
ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي بِرَدِّهَا عَلَيْكَ. فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهَا. فَأَتَيْتُ
عَلَى حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ. فَاسْتَلْحَقْتُهُ إِلَيْهَا. فَقَالَ: مَا أَنَا
بِقَارِبِهَا. لِأَنِّي نَهَيْتُهَا أَنْ تَقُولَ فِي هَاتَيْنِ الشِّيعَتَيْنِ
شَيْئًا فَأَبَتْ فِيهِمَا إِلَّا مُضِيًّا. قَالَ فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ.
فَجَاءَ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَةَ. فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا. فَأَذِنَتْ
لَنَا. فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَحَكِيمٌ؟ (فَعَرَفَتْهُ) فَقَالَ:
نَعَمْ. فَقَالَتْ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ هِشَامٍ. قَالَتْ: مَنْ
هِشَامٌ؟ قَالَ: ابْنُ عَامِرٍ. فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَتْ خَيْرًا.
(قَالَ قَتَادَةُ وَكَانَ أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ) فَقُلْتُ: يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ! أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَتْ: أَلَسْتَ
تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ
كَانَ الْقُرْآنَ. قَالَ فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ، وَلَا أَسْأَلَ أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ
حَتَّى أَمُوتَ. ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ: أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ. فقالت: ألست تقرأ: يا أيها المزمل؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ
اللَّهَ عز وجل افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ.
فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا. وَأَمْسَكَ اللَّهُ
خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ. حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ،
فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ، التَّخْفِيفَ. فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا
بَعْدَ فَرِيضَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْبِئِينِي عَنْ
وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ.
فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ. فَيَتَسَوَّكُ
وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ. لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا فِي
الثَّامِنَةِ.
⦗٥١٤⦘
فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ
وَيَدْعُوهُ. ثُمَّ يَنْهَضُ ولا يسلم. ثم يقوم فيصلي التَّاسِعَةَ. ثُمَّ
يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ. ثُمَّ يُسَلِّمُ
تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا. ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بعد ما يسلم وهو قاعد. فتلك
إحدى عشرة ركعة، يا بني. فلما سن نبي الله ﷺ، وأخذه اللَّحْمَ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ.
وَصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صنعيه الأَوَّلِ. فَتِلْكَ تِسْعٌ، يَا
بُنَيَّ. وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ
عَلَيْهَا. وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ
صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً. وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ
اللَّهِ ﷺ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ. وَلَا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى
الصُّبْحِ. وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ. قَالَ فَانْطَلَقْتُ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهَا. فَقَالَ: صَدَقَتْ. لَوْ كُنْتُ
أَقْرَبُهَا أَوْ أَدْخُلُ عَلَيْهَا لَأَتَيْتُهَا حَتَّى تُشَافِهَنِي - بِهِ.
قَالَ قُلْتُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَدْخُلُ عليها ما حدثتك حديثها.
(الكراع) اسم للخيل. (رجعتها) بفتح الراء
وكسرها. والفتح أفصح عند الأكثرين. وقال الأزهري: الكسر أفصح. (بردها عليك) أي
بجوابها لك. (فاستلحقته إليها) أي طلبت منه مرافقته إياي في الذهاب إليها (ما أنا
بقاربها) يعني لا أريد قربها. (الشيعتين) الشيعتان الفرقتان. والمراد تلك الحروب
التي جرت. يريد شيعة علي وأصحاب الجمل. (فأبت فيهما إلا مضيا) أي فامتنعت من غير
المضي، وهو الذهاب، مصدر مضى يمضي: قال تعالى: فما استطاعوا مضيا. (فَإِنَّ خُلُقَ
نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ كَانَ القرآن) معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه
والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته. (وأمسك الله خاتمتها) تعني أنها
متأخرة النزول عما قبلها. وهي قوله تعالى: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي
الليل. الآية. (فيبعثه الله) أي يوقظه. لأن النوم أخو الموت. (فلما سن) هكذا هو في
معظم الأصول سن. وفي بعضها، أسن. وهذا هو المشهور في اللغة. (وأخذه اللحم) وفي بعض
النسخ: وأخذ اللحم. وهما متقاربان. والظاهر أن معناه كثر لحمه. (لو علمت أنك لا
تدخل عليها ...) قال القاضي عياض: هو على طريق العتب له في ترك الدخول عليها،
ومكافأته على ذلك بأن يحرمه الفائدة حتى يضطر إلى الدخول عليها.
(٧٤٦) - وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ؛ أَنَّهُ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ. ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبِيعَ عقاره. فذكر نحوه.
م (٧٤٦) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ؛ أَنَّهُ
قَالَ:
انْطَلَقْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبَّاسٍ. فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوِتْرِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ.
وَقَالَ فِيهِ: قَالَتْ: مَنْ هِشَامٌ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَامِرٍ. قَالَتْ: نِعْمَ
المرء كان عامر. أصيب يوم أحد.
م (٧٤٦) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
ومحمد بن رافع. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى؛ أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامٍ كَانَ جَارًا
لَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ. وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى
حَدِيثِ سَعِيدٍ. وَفِيهِ: قَالَتْ: مَنْ هِشَامٌ؟ قَالَ ابْنُ عَامِرٍ. قَالَتْ:
نِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ أُصِيبَ،
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
⦗٥١٥⦘
يَوْمَ أُحُدٍ. وَفِيهِ: فَقَالَ
حَكِيمُ بْنُ أَفْلَحَ: أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَدْخُلُ
عَلَيْهَا مَا أنبأتك بحديثها.
١٤٠ - (٧٤٦) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ
وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. جميعا عن أبي عوانة. قال سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ
هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أن رسول الله ﷺ كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنَ
اللَّيْلِ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عشرة ركعة.
١٤١ - (٧٤٦) وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ.
أَخْبَرَنَا عِيسَى (وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا
عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ. وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ،
صَلَّى مِنَ النَّهَارِ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
قَالَتْ: وَمَا رأيت رسول الله ﷺ
قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ. وَمَا صَامَ شَهْرًا متتابعا إلا رمضان.
(أثبته) أي جعله ثابتا غير متروك.
١٤٢ - (٧٤٧) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. ح وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ
وَحَرْمَلَةُ. قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ. أخبراه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ. قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ نَامَ
عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ
الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ».
(١٩) باب صلاة الأوليين حِينَ تَرْمَضُ
الْفِصَالُ
١٤٣
- (٧٤٨)
وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيل (وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ) عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ
الشَّيْبَانِيِّ؛ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ
الضُّحَى. فَقَالَ:
أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا
⦗٥١٦⦘
أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ
السَّاعَةِ أَفْضَلُ. إِنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ «صَلَاةُ الأوابين حين ترمض
الفصال».
(الأوابين) الأواب المطيع. وقيل: الراجع إلى
الطاعة. (ترمض) يقال: رمض يرمض، كعلم يعلم. والرمضاء: الرمل الذي اشتدت حرارته
بالشمس. أي حين تحترق أخفاف الفصال، وهي الصغار من أولاد الإبل، جمع فصيل. وذلك من
شدة حر الرمل.
١٤٤ - (٧٤٨) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. قال:
حدثنا القاسم الشيباني عن زيد ابن أَرْقَمَ. قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى
أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. فَقَالَ «صَلَاةُ الأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتِ
الْفِصَالُ».
(٢٠) بَاب صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى
مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ
١٤٥
- (٧٤٩)
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى.
فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ، صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً. تُوتِرُ لَهُ
مَا قَدْ صَلَّى».
١٤٦ - (٧٤٩) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ زُهَيْرٌ:
حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ
يَقُولُ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ) حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ح وحَدَّثَنَا
الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ
صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ «مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فأوتر
بركعة».
١٤٧ - (٧٤٩) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو؛ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ
حدثه؛ أن سالم بن عبد الله ابن عُمَرَ وَحُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ حَدَّثَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
⦗٥١٧⦘
الْخَطَّابِ؛ أَنَّهُ قَالَ:
قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ! كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «صَلَاةُ اللَّيْلِ
مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ».
١٤٨ - (٧٤٩) وحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَبُدَيْلٌ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَجُلًا
سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ. وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّائِلِ. فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ صَلَاةُ
اللَّيْلِ؟ قَالَ «مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَصَلِّ رَكْعَةً.
وَاجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِكَ وِتْرًا» ثُمَّ سَأَلَهُ رَجُلٌ، عَلَى رَأْسِ
الْحَوْلِ، وَأَنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَلَا أَدْرِي،
هُوَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ. فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذلك.
(٧٤٩) - وحَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ.
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَبُدَيْلٌ وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرَ؛ قَالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ.
فَذَكَرَا بِمِثْلِهِ. وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِمَا: ثُمَّ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَلَى
رَأْسِ الْحَوْلِ، وَمَا بَعْدَهُ.
١٤٩ - (٧٥٠) وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ
وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَأَبُو كُرَيْبٍ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ.
قَالَ هَارُونُ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ. أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ
الأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عن ابن عمر؛ أن النبي ﷺ قال «بادروا
الصبح بالوتر».
(بادروا الصبح بالوتر) أي سابقوه به وتعجلوا،
بأن توقعوه قبل دخول وقته.
١٥٠ - (٧٥١) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ
نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ:
مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ
فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا. فَإِنَّ رَسُولَ الله ﷺ كان يأمر بذلك.
١٥١ - (٧٥١) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أَبُو أُسَامَةَ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
⦗٥١٨⦘
أَبِي. ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ
حَرْبٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى. قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى. كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ «اجْعَلُوا
آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».
١٥٢ - (٧٥١) وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ. حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرني نَافِعٌ؛ أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ:
مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ
فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا قَبْلَ الصُّبْحِ. كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُهُمْ.
١٥٣ - (٧٥٢) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
مِجْلَزٍ عن ابن عمر؛ قال:
قال رسول الله ﷺ «الْوِتْرُ رَكْعَةٌ
مِنْ آخر الليل».
١٥٤ - (٧٥٢) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ؛ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ «الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخر الليل».
١٥٥ - (٧٥٣) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ؛ قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ
الْوِتْرِ؟ فَقَالَ: سمعت رسول الله ﷺ يَقُولُ «رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ».
وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «رَكْعَةٌ
مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ».
١٥٦ - (٧٤٩) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَهَارُونُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
كَثِيرٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ؛ أَنَّ رَجُلًا نَادَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ
فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ أُوتِرُ
صَلَاةَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ رسول الله ﷺ «من صَلَّى فَلْيُصَلِّ مَثْنَى مَثْنَى.
فَإِنْ أَحَسَّ أَنْ يُصْبِحَ، سَجَدَ سَجْدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى».
قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَمْ يَقُلْ: ابْنِ عُمَرَ.
١٥٧ - (٧٤٩) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ
وَأَبُو كَامِلٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
سِيرِينَ. قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، قُلْتُ:
أَرَأَيْتَ الركعتين قبل صلاة الغداة
أطيل فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي مِنَ
اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ. قَالَ قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ
عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ. قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ. أَلَا تَدَعُنِي أَسْتَقْرِئُ
لَكَ الْحَدِيثَ؟ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يصلي من الليل مَثْنَى مَثْنَى.
وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ. وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. كَأَنَّ
الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ.
قَالَ خَلَفٌ: أَرَأَيْتَ الركعتين
قبل الغداة. ولم يذكر: صلاة.
(إنك لضخم) إشارة إلى الغباوة والبلادة وقلة
الأدب. قالوا: لأن هذا الوصف يكون للضخم غالبا. وإنما قال ذلك لأنه قطع عليه
الكلام وعاجله قبل تمام حديثه. (ألا تدعني أستقرئ لك الحديث) أي ألا تتركني أن
أذكره على نسقه. قال النووي: هو بالهمزة، من القراءة ومعناه أذكره وآتي به على
وجهه بكماله. وقال الأبي: وقد يكون غير مهموز. ومعناه أقصد إلى ما طلبت، من قولهم:
قروت إليه قروا، أي قصدت نحوه. (كأن الأذان بأذنيه) قال القاضي: المراد بالأذان
هنا الإقامة. وهو إشارة إلى شدة تخفيفها بالنسبة إلى باقي صلاته ﷺ.
١٥٨ - (٧٤٩) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قالا.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ؛
قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، بِمِثْلِهِ.
وَزَادَ: وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. وَفِيهِ: فَقَالَ: بَهْ
بَهْ. إِنَّكَ لَضَخْمٌ.
١٥٩ - (٧٤٩) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ:
سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ؛ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال:
"صَلَاةُ
اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ
فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ. فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ:
أَنْ تُسَلِّمَ فِي كل ركعتين.
١٦٠ - (٧٥٤) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ معمر، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ
قَالَ:
«أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تصبحوا».
١٦١ - (٧٥٤) وحَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى. قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو نَضْرَةَ الْعَوَقِيُّ؛ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُمْ؛ أَنَّهُمْ
سَأَلُوا النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الْوِتْرِ؟ فَقَالَ «أَوْتِرُوا قَبْلَ الصُّبْحِ».
(٢١) بَاب مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ
آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ
١٦٢
- (٧٥٥)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا حَفْصٌ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر؛ قال:
قال رسول الله ﷺ «مَنْ خَافَ أَنْ
لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ. وَمَنْ طَمِعَ أَنْ
يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ. فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ
مَشْهُودَةٌ. وَذَلِكَ أَفْضَلُ». وَقَالَ أَبُو معاوية: محضورة.
(مشهودة) أي محضورة، تحضرها ملائكة الرحمة.
١٦٣ - (٧٥٥) وحدثني سلمة بن شبيب. حدثنا الحسن بن
أَعْيَنَ. حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ (وَهُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ) عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ
«أَيُّكُمْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ. ثُمَّ
لِيَرْقُدْ. وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ.
فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ. وَذَلِكَ أَفْضَلُ».
(٢٢) بَاب أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ
الْقُنُوتِ
١٦٤
- (٧٥٦)
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
قال رسول الله ﷺ «أفضل الصلاة طول
القنوت».
(أفضل الصلاة طول القنوت) قال الإمام النووي:
المراد بالقنوت، هنا، القيام. باتفاق العلماء، فيما علمت.
١٦٥ - (٧٥٦) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَفْضَلُ؟
قَالَ «طُولُ الْقُنُوتِ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
الأَعْمَشِ.
(٢٣) بَاب فِي اللَّيْلِ سَاعَةٌ مُسْتَجَابٌ
فِيهَا الدُّعَاءُ
١٦٦
- (٧٥٧)
وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ
«إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ
اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ،
وَذَلِكَ كُلَّ ليلة».
١٦٧ - (٧٥٧) وحدثني سلمة بن شبيب. حدثنا الحسن بن
أَعْيَنَ. حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر؛ أن رسول الله ﷺ
قَالَ:
«إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً، لَا
يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إِلَّا أعطاه إياه».
(٢٤) بَاب التَّرْغِيبِ فِي الدُّعَاءِ
وَالذِّكْرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَالإِجَابَةِ فِيهِ
١٦٨
- (٧٥٨)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الله الْأَغَرّ. وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي
هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:
«يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ
لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا. حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ.
فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ! وَمَنْ يسألني فأعطيه! ومن
يستغفرني فأغفر له!».
(ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا) قال
الإمام النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات. وفيه مذهبان مشهوران للعلماء:
أحدهما، وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله
تعالى. وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد. ولا يتكلم في تأويلها. مع اعتقاد
تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق.
والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف، أنها تتأول على ما يليق بها بحسب
مواطنها. فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين: أحدهما تأويل مالك بن أنس رضي الله
عنه، وغيره. معناه تنزل رحمته وأمره أو ملائكته. كما يقال: فعل السلطان كذا، إذا
فعله أتباعه بأمره. والثاني أنه على الاستعارة، ومعناه الإقبال على الداعين
بالإجابة واللطف. (حين يبقى ثلث الليل الآخر، وفي الرواية الثانية: حين يمضي ثلث
الليل الأول، وفي رواية: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه) قال القاضي عياض: الصحيح
رواية حين يبقى ثلث الليل الآخر. كذا قاله شيوخ الحديث، وهو الذي تظاهرت عليه
الأخبار بلفظه ومعناه. قال: ويحتمل أن يكون النزول بالمعنى المراد بعد الثلث
الأول. وقوله: من يدعوني، بعد الثلث الأخير. هذا كلام القاضي. قال الإمام النووي.
ويحتمل أن يكون النبي ﷺ أعلم بأحد الأمرين في وقت فأخبر به. ثم أعلم بالآخر في وقت
آخر فأعلم به. وسمع أبو هريرة الخبرين فنقلهما جميعا. وسمع أبو سعيد الخدري خبر
الثلث الأول فقط فأخبر به مع أبي هريرة، كما ذكره مسلم في الرواية الأخيرة. وهذا ظاهر.
١٦٩ - (٧٥٨) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ) عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رسول الله
ﷺ قَالَ:
«يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ. حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ. فَيَقُولُ:
أَنَا الْمَلِكُ. أَنَا الْمَلِكُ. مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ
لَهُ! مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ! مَنْ ذَا الَّذِي
يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ! فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ
الْفَجْرُ».
١٧٠ - (٧٥٨) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى.
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة. قال:
قال رسول الله ﷺ «إِذَا مَضَى شَطْرُ
اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا. فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى! هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ
لَهُ! هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ! حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ».
١٧١ - (٧٥٨) حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ.
حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ أَبُو الْمُوَرِّعِ. حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ:
أَخْبَرَنِي ابْنُ مَرْجَانَةَ.
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «يَنْزِلُ
اللَّهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ، أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ
الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ! أَوْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ! ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلَا ظَلُومٍ!».
⦗٥٢٣⦘
(قَالَ
مُسْلِم) ابْنُ مَرْجَانَةَ هُوَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الله. ومرجانة أمه.
(غير عديم، وفي الرواية الثانية عدوم) قال
أهل اللغة: يقال: أعدم الرجل، إذا افتقر، فهو معدم وعديم وعدوم.
١٧٢ - (٧٥٨) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ وَأَبُو بَكْرِ
ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ (وَاللَّفْظُ
لِابْنَي أَبِي شَيْبَةَ) (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرَانِ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي
مُسْلِمٍ. يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَا:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إِنَّ
اللَّهَ يُمْهِلُ. حَتَّى إذا ذهب ثلث الليل نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.
فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ! هَلْ مِنْ تَائِبٍ! هَلْ مِنْ سَائِلٍ! هَلْ
مِنْ دَاعٍ! حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ».
(٧٥٨) - وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أَبِي إِسْحَاق، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ مَنْصُورٍ أَتَمُّ وَأَكْثَرُ.
(٢٥) بَاب التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ
رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ
١٧٣
- (٧٥٩)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قال:
«من قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تقدم من ذنبه».
(إيمانا واحتسابا) معنى إيمانا، تصديق بأنه
حق، معتقدا فضيلته. ومعنى احتسابا أن يريد به الله تعالى وحده. لا يقصد رؤية الناس
ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. والمراد بقيام رمضان، صلاة التراويح. واتفق
العلماء على استحبابها.
١٧٤ - (٧٥٩) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا عبد
الرزاق. أخبرنا معمر عن الزهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
قَالَ:
كان رسول الله ﷺ يُرَغِّبُ فِي
قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ. فَيَقُولُ:
«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» فَتُوُفِّيَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي
خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ. وَصَدْرًا من خلافة عمر على ذلك.
(بعزيمة) معناه لا يأمرهم أمر إيجاب وتحتيم
بل أمر ندب وترغيب.
١٧٥ - (٧٦٠) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ
⦗٥٢٤⦘
أَبِي كَثِيرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ؛
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال:
«من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبه».
١٧٦ - (٧٦٠) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ. حَدَّثَنِي ورقاء عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قَالَ:
«مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
فَيُوَافِقُهَا (أُرَاهُ قَالَ) إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ».
١٧٧ - (٧٦١) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يحيى. قال:
قرأت على مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ:
صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ
لَيْلَةٍ. فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ. ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ. فَكَثُرَ
النَّاسُ. ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ.
فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ «قَدْ
رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ. فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ
إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ». قَالَ: وَذَلِكَ فِي رمضان.
١٧٨ - (٧٦١) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ
الزُّبَيْرِ؛ أن عائشة أخبرته؛ إن رسول الله ﷺ خَرَجَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ
فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ. فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلَاتِهِ. فَأَصْبَحَ النَّاسُ
يَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ. فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ في اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ. فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ. فَأَصْبَحَ النَّاسُ
يَذْكُرُونَ ذَلِكَ. فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ.
فَخَرَجَ فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ. فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ
عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ. فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
فَطَفِقَ رِجَالٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: الصَّلَاةَ! فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ
رسول الله ﷺ حتى خَرَجَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ. فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ
عَلَى النَّاسِ. ثُمَّ تَشَهَّدَ، فَقَالَ «أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ
عَلَيَّ شَأْنُكُمُ اللَّيْلَةَ. وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ
صَلَاةُ اللَّيْلِ. فَتَعْجِزُوا عنها».
(عجز المسجد عن أهله) أي امتلأ حتى ضاق عنهم
وكاد لا يسعهم. قال في الأساس: ومن المستعار ثوب عاجز، وجاءوا بجيش تعجز الأرض
عنه. (فتعجزوا عنها) أي تشق عليكم، فتتركوها مع القدرة عليها.
١٧٩ - (٧٦٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ
الرَّازِيُّ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ.
حَدَّثَنِي عَبْدَةُ عَنْ زِرٍّ. قَالَ:
سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ
يَقُولُ (وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ قَامَ
السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ) فَقَالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ! إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ (يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي)
وَوَاللَّهِ! إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ. هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي
أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقِيَامِهَا. هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ
وَعِشْرِينَ. وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صبيحة يومها بيضاء لا
شعاع لها.
(بحلف ما يستثني) يعني أن أبيا قال ذلك حالفا
بالله على جزم، من غير أن يقول في يمينه: إن شاء الله. (لا شعاع لها) شعاع الشمس
ما يرى من ضوئها ممتدا كالرماح، بعيد الطلوع. فكأن الشمس يومئذ، لغلبة نور تلك
الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون.
١٨٠ - (٧٦٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ يُحَدِّثُ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ:
قَالَ أُبَيٌّ، فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ: وَاللَّهِ! إِنِّي لَأَعْلَمُهَا. وَأَكْثَرُ عِلْمِي هِيَ اللَّيْلَةُ
الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقِيَامِهَا. هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ
وَعِشْرِينَ. وَإِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَرْفِ: هِيَ اللَّيْلَةُ
الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ الله ﷺ. قال: وحدثني بها صاحب لي عنه.
(٧٦٢) - وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
وَلَمْ يَذْكُرْ: إِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ، وَمَا بَعْدَهُ.
(٢٦) بَاب الدُّعَاءِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
وَقِيَامِهِ
١٨١
- (٧٦٣)
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ. حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ (يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ) حَدَّثَنَا سفيان عن سلمة بن كهيل،
عن كريب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي
مَيْمُونَةَ. فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ. فَأَتَى حَاجَتَهُ. ثُمَّ
غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ. ثُمَّ نَامَ. ثُمَّ قَامَ. فَأَتَى الْقِرْبَةَ
⦗٥٢٦⦘
فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا. ثُمَّ
تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ. وَلَمْ يُكْثِرْ. وَقَدْ أَبْلَغَ.
ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى. فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي
كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ. فَتَوَضَّأْتُ. فَقَامَ فَصَلَّى. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ.
فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً. ثُمَّ اضْطَجَعَ. فَنَامَ
حَتَّى نَفَخَ. وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ. فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ
بِالصَّلَاةِ. فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ فِي دُعَائِهِ
«اللَّهُمَّ! اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي
نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا،
وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَعَظِّمْ لِي نُورًا».
قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعًا فِي
التَّابُوتِ. فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ. فَذَكَرَ
عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وبشري. وذكر خصلتين.
(فأطلق شناقها) الشناق هو الخيط الذي تربط به
في الوتد. قاله أبو عبيدة وأبو عبيد وغيرهما. وقيل: الوكاء. (عن يمينه) عن، هنا،
بمعنى الجانب. أي أدراني عن جانب يساره إلى جانب يمينه. (وسبعا في التابوت) أي سبع
كلمات نسيتها. قالوا: والمراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره. تشبيها
بالتابوت الذي كالصندوق يحرز فيه المتاع. أي وسبعا في قلبي ولكن نسيتها. (فلقيت
بعض ولد العباس) القائل هو سلمة بن كهيل.
١٨٢ - (٧٦٣) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؛
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ
أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ. وَهِيَ خَالَتُهُ. قَالَ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ
الْوِسَادَةِ. وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي طُولِهَا. فَنَامَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ. أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ. أَوْ بَعْدَهُ
بِقَلِيلٍ. اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ
⦗٥٢٧⦘
عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ. ثُمَّ
قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ. ثُمَّ قَامَ
إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ. فَتَوَضَّأَ مِنْهَا. فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ. ثُمَّ قَامَ
فَصَلَّى.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ
فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى
جَنْبِهِ. فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي. وَأَخَذَ
بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ.
ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ أَوْتَرَ.
ثُمَّ اضْطَجَعَ. حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ. فَصَلَّى ركعتين خفيفتين. ثم
خرج فصلى الصبح.
(عرض الوسادة) هكذا ضبطناه عرض، بفتح العين.
وهكذا نقله القاضي عياض عن رواية الأكثرين. قال: ورواه الداودي بالضم، وهو الجانب.
والصحيح الفتح. والمراد بالوسادة الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرؤوس. ونقل
القاضي عن الباجي والأصيلي وغيرهما أن الوسادة هنا الفراش، لقوله: اضطجع في طولها.
وهذا ضعيف أو باطل. (يمسح النوم) أي أثر النوم. (شن معلقة) إنما أنثها على إرادة
القربة. وفي رواية بعد هذه: شن معلق. على إرادة السقاء والوعاء. قال أهل اللغة:
الشن القربة الخلق، وجمعها شنان.
١٨٣ - (٧٦٣) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ
الْمُرَادِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَزَادَ:
ثُمَّ عَمَدَ إِلَى شَجْبٍ مِنْ
مَاءٍ. فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ. وَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَلَمْ يُهْرِقْ مِنَ
الْمَاءِ إِلَّا قَلِيلًا. ثُمَّ حَرَّكَنِي فَقُمْتُ. وسائر الحديث نحو حديث مالك.
(شجب من ماء) قالوا: هو السقاء الخلق. وهو
بمعنى الرواية الأولى، شن معلقة. وقيل: الأشجاب الأعواد التي تعلق عليها القربة.
(ولم يهرق) أي لم يرق.
١٨٤ - (٧٦٣) حدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن
وهب. حدثنا عمرو عن عبدربه بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ
كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ:
نِمْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ
النَّبِيِّ ﷺ. وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَتَوَضَّأَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثم قَامَ فَصَلَّى. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. فَأَخَذَنِي
فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَصَلَّى فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ
رَكْعَةً. ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى نَفَخَ. وَكَانَ إِذَا نَامَ
نَفَخَ. ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى. وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قَالَ عَمْرٌو: فَحَدَّثْتُ بِهِ
بُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ. فَقَالَ: حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ بِذَلِكَ.
١٨٥ - (٧٦٣) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ. أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ
سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي
مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ. فَقُلْتُ لَهَا: إِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
فأيقظني. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ الأَيْسَرِ.
فَأَخَذَ بِيَدِي. فَجَعَلَنِي مِنْ شِقِّهِ الأَيْمَنِ. فَجَعَلْتُ إِذَا أَغْفَيْتُ
يَأْخُذُ بِشَحْمَةِ أُذُنِي. قَالَ: فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. ثُمَّ
احْتَبَى. حَتَّى إِنِّي لَأَسْمَعُ نَفَسَهُ، رَاقِدًا. فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ
الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
(ثم احتبى) الاحتباء هو أن يضم الإنسان رجليه
إلى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. وفي
الحديث: الاحتباء حيطان العرب. أي ليس في البراري حيطان. فإذا أرادوا أن يستندوا
احتبوا. لأن الاحتباء يمنعهم من السقوط، وصير لهم ذلك كالجدار. كذا في النهاية.
١٨٦ - (٧٦٣) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ.
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ. فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ
وُضُوءًا خَفِيفًا (قَالَ وَصَفَ وُضُوءَهُ وَجَعَلَ يُخَفِّفُهُ وَيُقَلِّلُهُ)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا
صَنَعَ النَّبِيُّ ﷺ. ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. فَأَخْلَفَنِي
فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَصَلَّى. ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ.
ثُمَّ أَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ. فَخَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا
لِلنَّبِيِّ ﷺ خَاصَّةً. لِأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تنام عيناه ولا
ينام قلبه.
(من شن معلق) التذكير هنا على الأصل على
إرادة السقاء والوعاء. والتأنيث على إرادة القربة. قال أهل اللغة: الشن القربة
الخلق، والجمع شنان. وقال ابن الأثير: الأسقية الخلقية أشد تبريدا للماء من الجدد.
(فأخلفني) أي فأدارني من خلفه.
١٨٧ - (٧٦٣) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ،
عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي
مَيْمُونَةَ. فَبَقَيْتُ كَيْفَ يُصَلِّي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
⦗٥٢٩⦘
قَالَ فَقَامَ فَبَالَ. ثُمَّ غَسَلَ
وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ. ثُمَّ نَامَ. ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ
شِنَاقَهَا. ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ أَوِ الْقَصْعَةِ. فَأَكَبَّهُ بِيَدِهِ
عَلَيْهَا. ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ. ثم قام فصلى
فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ. قَالَ فَأَخَذَنِي
فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ. فَتَكَامَلَتْ صَلَاةُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ
عَشْرَةَ رَكْعَةً. ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ. وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ
بِنَفْخِهِ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ. فَصَلَّى. فَجَعَلَ يَقُولُ فِي
صَلَاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ «اللَّهُمَّ! اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي
سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي
نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي
نُورًا، وَاجْعَلْ لي نورا، أو قال واجعلني نورا».
(فبقيت) أي رقبت ونظرت. يقال: بقيت وبقوت،
بمعنى رقبت ورمقت. (وضوءا حسنا بين الوضوءين) يعني لم يسرف ولم يقتر، وكان بين ذلك
قواما.
(٧٦٣) - وحَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ
مَنْصُورٍ. حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قال
سلمة:
فلقيت كريبا فقال: قال ابْنُ
عَبَّاسٍ: كُنْتُ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثم
ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ غُنْدَرٍ. وَقَالَ «وَاجْعَلْنِي نُورًا» ولم يشك.
١٨٨ - (٧٦٣) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عن سلمة ابن كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي رِشْدِينٍ مَوْلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ.
وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ. وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ. غَيْرَ
أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ أَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا. فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا
بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ. ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ فَنَامَ. ثُمَّ قَامَ قَوْمَةً
أُخْرَى. فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا. ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا هُوَ
الْوُضُوءُ. وَقَالَ «أَعْظِمْ لِي نُورًا» وَلَمْ يَذْكُرْ: وَاجْعَلْنِي نُورًا.
١٨٩ - (٧٦٣) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ الْحَجْرِيِّ،
عَنْ عُقَيْلِ بن خالد؛ أبي سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ كُرَيْبًا
حَدَّثَهُ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. قَالَ
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى الْقِرْبَةِ فَسَكَبَ مِنْهَا. فَتَوَضَّأَ وَلَمْ
يُكْثِرْ مِنَ الْمَاءِ وَلَمْ يُقَصِّرْ
⦗٥٣٠⦘
فِي الْوُضُوءِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
وَفِيهِ: قَالَ:
وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
لَيْلَتَئِذٍ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً. قَالَ سَلَمَةُ: حَدَّثَنِيهَا كُرَيْبٌ.
فَحَفِظْتُ مِنْهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ. وَنَسِيتُ مَا بَقِيَ. قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ «اللَّهُمَّ! اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا،
وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ
تَحْتِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ
يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ
لي نورا».
١٩٠ - (٧٦٣) وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاق. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ. أَخْبَرَنِي شريك بن أبي نمر عن كريب، عن ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ قَالَ:
رَقَدْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ
لَيْلَةَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا. لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ النَّبِيِّ ﷺ
بِاللَّيْلِ. قَالَ فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً. ثُمَّ
رَقَدَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: ثُمَّ قَامَ فتوضأ واستن.
(واستن) الاستنان استعمال السواك. لأن من
استعمله يمره على أسنانه.
١٩١ - (٧٦٣) حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس؛ أَنَّهُ رَقَدَ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَاسْتَيْقَظَ. فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ:
«إن في خلق السماوات وَالأَرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ» [٣/آل
عمران/الآية-١٩٠]. فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ. ثُمَّ
قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.
ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ. ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
سِتَّ رَكَعَاتٍ. كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلَاءِ
الآيَاتِ. ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ. فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ إِلَى
الصَّلَاةِ. وَهُوَ يَقُولُ «اللَّهُمَّ! اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي
لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا،
وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي
نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا. اللَّهُمَّ! أَعْطِنِي نُورًا».
١٩٢ - (٧٦٣) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي
عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ
خَالَتِي مَيْمُونَةَ. فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِنَ
اللَّيْلِ. فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ. فَقَامَ
فَصَلَّى. فَقُمْتُ، لَمَّا رَأَيْتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِنَ
الْقِرْبَةِ. ثُمَّ قُمْتُ إِلَى شِقِّهِ الأَيْسَرِ. فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ
وَرَاءِ ظَهْرِهِ، يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ إِلَى الشِّقِّ
الأَيْمَنِ. قُلْتُ: أَفِي التَّطَوُّعِ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
(يعدلني كذلك من وراء ظهره) أي يصرفني. يعني
كما أنه أخذني بيدي من وراء ظهره، كذلك صرفني من شقه الأيسر إلى شقه الأيمن من
وراء ظهره.
١٩٣ - (٧٦٣) وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ.
أَخْبَرَنِي أَبِي. قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى
النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ. فَبِتُّ مَعَهُ تِلْكَ
اللَّيْلَةَ. فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ. فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ.
فَتَنَاوَلَنِي مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ. فَجَعَلَنِي على يمينه.
(٧٦٣) - وحدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ.
نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ.
١٩٤ - (٧٦٤) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ. ح وحدثنا ابْنُ الْمُثَنَّى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد
بن جعفر. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي
مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عشرة ركعة.
١٩٥ - (٧٦٥) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن
أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ
الْجُهَنِيِّ؛ أَنَّهُ قَالَ:
لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ
⦗٥٣٢⦘
اللَّيْلَةَ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ
خَفِيفَتَيْنِ. ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ. طَوِيلَتَيْنِ.
طَوِيلَتَيْنِ. ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ
قَبْلَهُمَا. ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا.
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا. ثُمَّ
أَوْتَرَ. فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
١٩٦ - (٧٦٦) وحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا
وَرْقَاءُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛
قَالَ:
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي
سَفَرٍ. فَانْتَهَيْنَا إِلَى مشرعة. فقال «ألا تشرع؟ يا جابرا» قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَشْرَعْتُ. قَالَ ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ.
وَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا. قَالَ فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي
ثَوْبٍ وَاحِدٍ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ. فَقُمْتُ خَلْفَهُ. فَأَخَذَ بِأُذُنِي
فَجَعَلَنِي عن يمينه.
(مشرعة) المشرعة والشريعة هي الطريق إلى عبور
الماء من حافة نهر أو بحر وغيره. (ألا تشرع) بضم التاء، وروي بفتحها. والمشهور في
الروايات الضم. قال أهل اللغة: شرعت في النهر وأشرعت ناقتي فيه. وقوله: ألا تشرع
ناقتك أو نفسك.
١٩٧ - (٧٦٧) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. جَمِيعًا عَنْ هُشَيْمٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، إِذَا
قَامَ مِنِ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ
خَفِيفَتَيْنِ.
١٩٨ - (٧٦٨) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي
ﷺ؛ قَالَ:
«إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ
اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ».
١٩٩ - (٧٦٩) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ، إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ
مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ:
«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ.
⦗٥٣٣⦘
أنت نور السماوات والأرض. ولك الحمد.
أنت قيام السماوات والأرض. ولك الحمد. أنت رب السماوات وَالأَرْضِ. وَمَنْ
فِيهِنَّ. أَنْتَ الْحَقُّ. وَوَعْدُكَ الْحَقُّ. وَقَوْلُكَ الْحَقُّ.
وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ. وَالْجَنَّةُ حَقٌّ. وَالنَّارُ حَقٌّ. وَالسَّاعَةُ حَقٌّ. اللَّهُمَّ
لَكَ أَسْلَمْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ.
وَبِكَ خَاصَمْتُ. وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ. فَاغْفِرْ لِي. مَا قَدَّمْتُ
وَأَخَّرْتُ. وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ. أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ إِلَّا أنت».
(أنت نور السماوات والأرض) قال العلماء:
معناه منورهما. وقال أبو عبيد: معناه بنورك يهتدي أهل السماوات والأرض. قال
الخطابي، في تفسير اسمه سبحانه وتعالى، النور: ومعناه الذي بنوره يبصر ذو العماية،
وبهدايته يرشد ذو الغواية. قال: ومنه: الله نور السماوات والأرض، أي منه نورهما.
قال: ويحتمل أن يكون معناه ذو النور. ولا يصح أن يكون النور صفة ذات الله تعالى.
وإنما هو صفة فعل أي هو خالقه. وقال غيره: معنى نور السماوات والأرض، مدير شمسها
وقمرها ونجومها. (أنت قيام السماوات والأرض) وفي الرواية الثانية: قيم. قال
العلماء: من صفاته القيام والقيم، كما صرح به هذا الحديث. والقيوم، بنص القرآن.
وقائم، ومنه قوله تعالى: أفمن هو قائم على كل نفس. قال الهروي: ويقال: قوام. قال
ابن عباس: القيوم الذي لا يزول. وقال غيره: هو القائم على كل شيء. ومعناه مدبر أمر
خلقه. وهما سائغان في تفسير الآية والحديث. (أنت رب السماوات الأرض ومن فيهن) قال
العلماء: للرب ثلاث معان في اللغة: السيد المطاع، والمصلح والمالك. قال بعضهم: إذا
كان بمعنى السيد المطاع فشرط المربوب أن يكون ممن يعقل. وإليه أشار الخطابي بقوله:
لا يصح أن يقال: سيد الجبال والشجر. قال القاضي عياض: هذا الشرط فاسد. بل الجميع
مطيع له سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: قالتا أتينا طائعين. (أنت الحق)
قال العلماء: الحق في أسمائه سبحانه وتعالى معناه المتحقق وجوده. وكل شيء صح وجوده
وتحقق فهو حق. ومنه: الحاقة. أي الكائنة حقا بغير شك. ومنه قوله ﷺ في هذا الحديث:
ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق. أي كله متحقق لا
شك فيه. وقيل: معناه خبرك حق وصدق. وقيل: أنت صاحب الحق. وقيل: محق الحق: وقيل:
الإله الحق، دون ما يقوله الملحدون. كما قال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما
يدعون من دونه هو الباطل. وقيل في قوله: ووعدك الحق، أي صدق. ومعنى لقاؤك حق أي
البعث. (اللهم لك أسلمت ... الخ) معنى أسلمت استسلمت وانقدت لأمرك ونهيك. وبك آمنت
أي صدقت بك وبكل ما أخبرت وأمرت ونهيت. وإليك أنبت أي أطعت ورجعت إلى عبادتك. أي
أقبلت عليها. وقيل معناه: رجعت إليك في تدبيري أي فوضت إليك. وبك خاصمت أي ما
أعطيتني من البراهين والقوة خاصمت من عاند فيك وكفر بك وقمعته بالحجة وبالسيف
وإليك حاكمت أي كل من جحد الحق حاكمته إليك. وجعلتك الحاكم بيني وبينه، لا غيرك
مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم، من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها. فلا أرضى
إلا بحكمك ولا أعتمد غيره.
(٧٦٩) - حدثنا عمرو الناقد وابن نمير وابن
أبي عمر. قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. كِلَاهُمَا
عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي ﷺ. أَمَّا
حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ فَاتَّفَقَ لَفْظُهُ مَعَ حَدِيثِ مَالِكٍ. لَمْ
يَخْتَلِفَا إِلَّا فِي حَرْفَيْنِ. قَالَ:
ابْنُ جُرَيْجٍ، مَكَانَ قَيَّامُ،
قَيِّمُ. وَقَالَ: وَمَا أَسْرَرْتُ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَفِيهِ
بَعْضُ زِيَادَةٍ. وَيُخَالِفُ مَالِكًا وَابْنَ جريج في أحرف.
م (٧٦٩) وحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ
فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ (وَهُوَ ابْنُ مَيْمُونٍ) حَدَّثَنَا عِمْرَانُ
الْقَصِيرُ عَنْ قَيْسِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، بهذا الْحَدِيثِ (وَاللَّفْظُ قَرِيبٌ مِنْ
أَلْفَاظِهِمْ).
٢٠٠ - (٧٧٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَعَبْدُ بْنُ حميد وأبو معن الرقاشي. قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْفٍ. قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ
إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ
صَلَاتَهُ: «اللَّهُمَّ! رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ. فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ. أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ
فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي من تشاء إلى صراط مستقيم».
(اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ بِإِذْنِكَ) معناه ثبتني عليه. كقوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم.
٢٠١ - (٧٧١) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ الله ابن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عن رسول الله ﷺ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى
الصَّلَاةِ قَالَ:
«وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ
⦗٥٣٥⦘
الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ! أنت الملك لا إله
إِلَّا أَنْتَ. وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الأَخْلَاقِ. لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا
إِلَّا أَنْتَ. وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا. لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا
إِلَّا أَنْتَ. لَبَّيْكَ! وَسَعْدَيْكَ! وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ.
وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ. أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ. تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ.
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». وَإِذَا رَكَعَ قَالَ «اللَّهُمَّ! لَكَ
رَكَعْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي.
وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي». وَإِذَا رَفَعَ قَالَ «اللَّهُمَّ! رَبَّنَا لَكَ
الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا
وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ». وَإِذَا سَجَدَ قَالَ «اللَّهُمَّ! لَكَ
سَجَدْتُ. وَبِكَ آمَنْتُ. وَلَكَ أَسْلَمْتُ. سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ
وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ. تبارك الله أحسن
⦗٥٣٦⦘
الخالقين» ثم يكون منت آخِرِ مَا
يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ «اللَّهُمَّ! اغْفِرْ لِي مَا
قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ. وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ. وَمَا أَسْرَفْتُ.
وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ.
لا إله إلا أنت».
(وجهت وجهي) أي قصدت بعبادتي للذي فطر
السماوات والأرض. أي ابتدأ خلقها. (حنيفا) قال الأكثرون: معناه مائلا إلى الدين
الحق وهو الإسلام. وأصل الحنف الميل. ويكون في الخير والشر. وينصرف إلى ما تقتضيه
القرينة: وقيل: المراد بالحنيف، هنا، المستقيم. قاله الأزهري وآخرون. وقال أبو
عبيد: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم ﷺ: وانتصب حنيفا على الحال. أي
وجهت وجهي في حال حنيفيتي. (وما أنا من المشركين) بيان للحنيف وإيضاح لمعناه:
والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق
وغيرهم. (إن صلاتي ونسكي) قال أهل اللغة: النسك العبادة. وأصله من النسيكة، وهي
الفضة المذابة المصفاة من كل خلط. والنسيكة، أيضا، ما يتقرب به إلى الله تعالى.،
(ومحياي ومماتي) أي حياتي وموتي. ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانهما. والأكثرون على
فتح ياء محياي وإسكان مماتي. (لله) قال العلماء: هذه لام الإضافة. ولها معنيان:
الملك والاختصاص. وكلاهما مراد هنا. (رب العالمين) في معنى رب أربعة أقوال. حكاها
الماوردي وغيره: المالك والسيد والمدبر والمربي. فإن وصف الله تعالى برب، لأنه
مالك أو سيد، فهو من صفات الذات. وإن وصف به لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات
فعله. ومتى دخلته الألف واللام، فقيل الرب، اختص بالله تعالى. وإذا حذفتا إطلاقه
على غيره، فيقال: رب المال ورب الدار ونحو ذلك. والعالمون جمع عالم. وليس للعالم
واحد من لفظه. (واهدني لأحسن الأخلاق) أي أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به.
(لبيك) قال العلماء: معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. يقال: لب بالمكان
لبا، وألب إلبابا، إذا أقام به. وأصل لبيك لبين. فحذفت النون للإضافة. (وسعديك)
قال الأزهري وغيره: معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة. ومتابعة لدينك بعد متابعة.
(أنا بك وإليك) أي التجائي وانتمائي إليك، وتوفيقي بك. (أنت المقدم وأنت المؤخر)
معناه تقدم من شئت بطاعتك وغيرها. وتؤخر من شئت عن ذلك كما تقتضيه حكمتك.
٢٠٢ - (٧٧١) وحَدَّثَنَاه زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ. قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا
اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ «وَجَّهْتُ وَجْهِي» وَقَالَ «وَأَنَا
أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» وَقَالَ: وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ
«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» وَقَالَ
«وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ» وَقَالَ: وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ «اللَّهُمَّ!
اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ» إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَقُلْ: بَيْنَ
التَّشَهُّدِ والتسليم.
(٢٧) بَاب اسْتِحْبَابِ تَطْوِيلِ
الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
٢٠٣
- (٧٧٢)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ. ح وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
جميعا عَنْ جَرِيرٍ. كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ
(وَاللَّفْظُ لَهُ) حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ
حُذَيْفَةَ؛ قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ذَاتَ
لَيْلَةٍ. فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ. فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ
مَضَى. فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ. فَمَضَى. فَقُلْتُ: يَرْكَعُ
بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا.
⦗٥٣٧⦘
ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ
فَقَرَأَهَا. يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا. إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ
سَبَّحَ. وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ. وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ.
ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ» فَكَانَ رُكُوعُهُ
نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ. ثُمَّ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ثُمَّ
قَامَ طَوِيلًا. قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ «سُبْحَانَ رَبِّيَ
الأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِه. (قَالَ) وَفِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ: فَقَالَ»سَمِعَ اللَّهُ لمن حمده. ربنا لك الحمد".
(فقلت) أي في نفسي، يعني ظننت أنه يركع عند
مائة آية. (فقلت يصلي بها في ركعة) معناه ظننت أنه يسلم بها، فيقسمها ركعتين.
وأراد بالركعة الصلاة بكمالها. وهي ركعتان: ولا بد من هذا التأويل لينتظم الكلام
بعده، وعلى هذا فقوله: ثم مضى، معناه قرأ معظمها بحيث غلب على ظني أنه لا يركع
الركعة الأولى إلا في آخر البقرة. فحينئذ قلت: يركع الركعة الأولى بها، فجاوز
وافتتح النساء.
٢٠٤ - (٧٧٣) وحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ. كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ. قَالَ
عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ. قَالَ: قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
فَأَطَالَ حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ. قَالَ قِيلَ: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟
قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ.
(٧٧٣) - وحَدَّثَنَاه إِسْمَاعِيل بْنُ
الْخَلِيلِ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ،
بِهَذَا الإسناد، مثله.
(٢٨) بَاب مَا رُوِيَ فِيمَنْ نَامَ
اللَّيْلَ أَجَمْعَ حَتَّى أَصَبْحَ
٢٠٥
- (٧٧٤)
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاق. قَالَ عُثْمَانُ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛
قَالَ:
ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ. قَالَ «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ
فِي أُذُنَيْهِ» أَوَ قال «في أذنه».
(بال الشيطان في أذنيه) اختلفوا في معناه.
فقال ابن قتيبة: معناه أفسده. وقال المهلب والطحاوي وآخرون: هو استعارة وإشارة إلى
انقياده للشيطان وتحكمه فيه، وعقده على قافية رأسه: عليك ليل طويل. وإذلاله له،
وقيل: معناه استخف به واحتقره واستعلى عليه. يقال: لمن استخف بإنسان وخدعه: بال في
أذنه. وأصل ذلك في دابة تفعل ذلك بالأسد، إذلالا له. وقال الحربي: معناه ظهر عليه
وسخر منه. قال القاضي عياض: ولا يبعد أن يكون على ظاهره. قال: وخص الأذن لأنها
حاسة الانتباه.
٢٠٦ - (٧٧٥) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن
عُقَيْلٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ؛
⦗٥٣٨⦘
أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيّ
حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ طَرَقَهُ
وَفَاطِمَةَ. فَقَالَ:
«أَلَا تُصَلُّونَ؟» فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ. فَإِذَا شَاءَ أَنْ
يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رسول الله ﷺ حين قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ. ثُمَّ
سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ. يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ «وَكَانَ الإِنْسَانُ
أَكْثَرَ شَيْءٍ جدلا».
(طرقة وفاطمة) أي أتاهما في الليل. (ألا
تصلون) هكذا هو في الأصول. تصلون. وجمع الاثنين صحيح. (ثم سمعته وهو مدبر الخ)
المختار في معناه أنه تعجب من سرعة جوابه وعدم موافقته لي على الاعتذار بهذا.
ولهذا ضرب فخذه. وقيل: قاله تسليما لعذرهما، وإنه لا عتب عليهما.
٢٠٧ - (٧٧٦) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ
وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ أَبِي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. يبلغ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ:
«يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ. بِكُلِّ عُقْدَةٍ
يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا. فَإِذَا اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللَّهَ،
انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ. وَإِذَا تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ. فَإِذَا
صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ. فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ. وَإِلَّا
أصبح خبيث النفس كسلان».
(قافية رأس أحدكم) القافية آخر الرأس. وقافية
كل شيء آخره. ومنه قافية الشعر. (عليك ليلا طويلا) هكذا هو في معظم نسخ بلادنا،
بصحيح مسلم. وكذا نقله القاضي عن رواية الأكثرين: عليك ليلا طويلا، بالنصب على
الإغراء. ورواه بعضهم: عليك ليل طويل، بالرفع. أي بقي عليك ليل طويل. واختلف
العلماء في هذه العقد. فقيل: هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من
القيام. قال الله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد. فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في
تثبيط النائم كتأثير السحر. وقيل: يحتمل أن يكون فعلا يفعله كفعل النفاثات في
العقد. وقيل: هو من عقد القلب وتصميمه. فكأنه يوسوس في نفسه ويحدثه بأن عليك ليلا
طويلا، فتأخر عن القيام. وقيل: هو مجاز كني به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل.
(٢٩) بَاب اسْتِحْبَابِ صَلَاةِ النَّافِلَةِ
فِي بَيْتِهِ وَجَوَازِهَا فِي الْمَسْجِدِ
٢٠٨
- (٧٧٧)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ. قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قَالَ:
«اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي
بيوتكم. ولا تتخذوها قبورا».
(اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم) معناه: صلوا
فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة. والمراد به صلاة النافلة. أي صلوا
النوافل في بيوتكم.
٢٠٩ - (٧٧٧) وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ. أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا
تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا».
٢١٠ - (٧٧٨) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب.
قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ «إذا قَضَى
أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ
صَلَاتِهِ. فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بيته من صلاته خيرا».
٢١١ - (٧٧٩) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بَرَّادٍ الأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النبي ﷺ قال:
«مثل البيت الذي يذكر فِيهِ،
وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
٢١٢ - (٧٨٠) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ) عَنْ
سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:
«لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ
مَقَابِرَ. إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ
سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
٢١٣ - (٧٨١) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن
جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو
النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ:
احْتَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَوْ حَصِيرٍ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي فِيهَا.
قَالَ فَتَتَبَّعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَجَاءُوا يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ. قَالَ
ثُمَّ جَاءُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا. وَأَبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْهُمْ. قَالَ
فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ.
⦗٥٤٠⦘
فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَحَصَبُوا
الْبَابَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُغْضَبًا. فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مازال بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ
عَلَيْكُمْ. فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ
المرء في بيته. إلا الصلاة المكتوبة».
(احْتَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حجيرة بخصفة أو
حصير) الحجيرة تصغير حجرة. والخصفة أو الحصير بمعنى. ومعنى احتجر حجرة أي حوط
موضعا من المسجد بحصير، ليستره ليصلي فيه، ولا يمر بين يديه مار، ولا يتهوش بغيره،
ويتوفر خشوعه وفراغ قلبه. (فتتبع إليه رجال) هكذا ضبطناه، وكذا هو في النسخ. وأصل
التتبع الطلب. ومعناه، هنا، طلبوا موضعه واجتمعوا إليه. (وحصبوا الباب) أي رموه
بالحصباء، وهي الحصا الصغار، تنبيها له.
٢١٤ - (٧٨١) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ. قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ عَنْ
بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ اتَّخَذَ
حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِيهَا
لَيَالِيَ. حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ فِيهِ «وَلَوْ
كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ».
(٣٠) بَاب فَضِيلَةِ الْعَمَلِ الدَّائِمِ
مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَغَيْرِهِ
٢١٥
- (٧٨٢)
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ (يَعْنِي
الثَّقَفِيَّ) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَصِيرٌ.
وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ. فَجَعَلَ النَّاسُ
يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ. وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ. فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ.
فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ.
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا. وَإِنَّ أَحَبَّ
⦗٥٤١⦘
الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا
دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ». وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ ﷺ إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا
أَثْبَتُوهُ.
(يحجره) كذا ضبطناه يحجره، أي يتخذه حجرة،
كما في الرواية الأخرى. (فثابوا) أي اجتمعوا. وقيل: رجعوا للصلاة. (ما تطيقون) أي
تطيقون الدوام عليه، بلا ضرر. (فإن الله لا يمل حتى تملوا) وفي الرواية الأخرى: لا
يسأم حتى تسأموا. وهما بمعنى. قال العلماء: الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في
حقنا، محال في حق الله تعالى. فيجب تأويل الحديث. قال المحققون: معناه لا يعاملكم
معاملة المال، فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته، حتى تقطعوا عملكم. وقيل:
معناه لا يمل إذا مللتم. وقاله ابن قتيبة وغيره. وحكاه الخطابي وغيره. وأنشدوا فيه
شعرا. قالوا: ومثاله قولهم في البليغ: فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه. معناه لا
ينقطع إذا انقطع خصومه. ولو كان معناه ينقطع إذا انقطع خصومه لم يكن له فضل على
غيره. (ما دووم عليه) هكذا ضبطناه دووم عليه. وكذا هو في معظم النسخ، دووم،
بواوين. وفيه الحث على المداومة على العمل. وإن قليله الدائم خير من كثير ينقطع.
وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع لأن بدوام القليل تدوم الطاعة
والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر
القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة. (أثبتوه) أي لازموه
وداوموا عليه.
٢١٦ - (٧٨٢) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ
عَائِشَةَ؛ أن رسول الله ﷺ سُئِلَ:
أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى
اللَّهِ؟ قَالَ «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ».
٢١٧ - (٧٨٣) وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ. قَالَ:
سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ
عَائِشَةَ قَالَ قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا. كَانَ
عَمَلُهُ دِيمَةً. وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يستطيع؟.
(ديمة) أي يدوم عليه ولا يقطعه. وأصله الواو،
لأنه من الدوام. انقلبت ياء للكسرة قبلها. قال أهل اللغة: الديمة المطر الدائم في
سكون. شبه به عمله في دوامه مع الاقتصاد.
٢١٨ - (٧٨٣) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعد
بْنُ سَعِيدٍ. أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «أَحَبُّ
الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ».
قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا
عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ.
(٣١) بَاب أَمْرِ مَنْ نَعَسَ فِي صَلَاتِهِ،
أَوِ اسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ أَوِ الذِّكْرُ بِأَنْ يَرْقُدَ أَوْ
يَقْعُدَ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ.
٢١٩
- (٧٨٤)
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ. ح
وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
⦗٥٤٢⦘
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ:
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
الْمَسْجِدَ. وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ. فَقَالَ «مَا هَذَا؟»
قَالُوا: لِزَيْنَبَ. تُصَلِّي. فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ.
فَقَالَ«حُلُّوهُ. لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ. فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ
قعد». وفي حديث زهير «فليقعد».
(نشاطه) أي مدة نشاطه.
(٧٨٤) - وحَدَّثَنَاه شَيْبَانُ بْنُ
فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَس، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
٢٢٠ - (٧٨٥) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ
يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ؛
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ أَخْبَرَتْهُ؛ أَنَّ الْحَوْلَاءَ بِنْتَ
تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا.
وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فقلت:
فَقُلْتُ هَذِهِ الْحَوْلَاءُ بِنْتُ
تُوَيْتٍ. وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«لَا تَنَامُ اللَّيْلَ! خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ. فَوَاللَّهِ! لَا
يَسْأَمُ الله حتى تسأموا».
(لا تنام الليل) أراد ﷺ بقوله: لا تنام
الليل، الإنكار عليها وكراهة فعلها وتشديدها على نفسها.
٢٢١ - (٧٨٥) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ بن عروة. ح
وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ) حدثنا يحيى بن سعيد عن
هِشَامٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
دخل علي رسول الله ﷺ وَعِنْدِي
امْرَأَةٌ. فَقَالَ «مَنْ هَذِهِ؟» فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ. لَا تَنَامُ. تُصَلِّي.
قَالَ «عَلَيْكُمْ مِنَ العمل ما تطيقونه. فَوَاللَّهِ! لَا يَمَلُّ اللَّهُ
حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ
صَاحِبُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ: أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ بني أسد.
٢٢٢ - (٧٨٦) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد
الله بن نمير. ح وحدثنا ابن نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وحَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. ح
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ) عَنْ مَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ النبي ﷺ
⦗٥٤٣⦘
قال:
«إذا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي
الصَّلَاةِ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ. فَإِنَّ أَحَدَكُمْ
إِذَا صَلَّى وَهُوَ ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه».
(يستغفر) قال القاضي: معنى يستغفر، هنا، يدعو.
٢٢٣ - (٧٨٧) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ. قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ رسول
الله ﷺ. فذكر أَحَادِيثَ مِنْهَا. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ
اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يقول،
فليضطجع».
(فاستعجم القرآن) أي استغلق ولم ينطلق به
لسانه، لغلبة النعاس.
(٣٢) باب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَمَا
يَتَعَلَّقُ بِهِ
(٣٣) - بَاب الأَمْرِ بِتَعَهُّدِ
الْقُرْآنِ، وَكَرَاهَةِ قَوْلِ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا، وَجَوَازِ قَوْلِ
أُنْسِيتُهَا
٢٢٤
- (٧٨٨)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة؛ أن النبي ﷺ:
سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ مِنَ
اللَّيْلِ. فَقَالَ «يَرْحَمُهُ اللَّهُ. لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا. آيَةً
كُنْتُ أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا».
٢٢٥ - (٧٨٨٩ وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ. قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَمِعُ
قِرَاءَةَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ «رحمه الله. لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ
أُنْسِيتُهَا».
٢٢٦ - (٧٨٩) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:
«إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ
كَمَثَلِ الإبل المعلقة. إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا. وَإِنْ أَطْلَقَهَا
ذَهَبَتْ».
(الإبل المعلقة) أي مع الإبل المعلقة. أي
المشدود بعقال، أي حبل. (إن عاهد عليها أمسكها) أي احتفظ بها ولازمها. أمسكها أي
أستمر إمساكه لها. (وإن أطلقها ذهبت) أي انفلتت. وخص المثل بالإبل لأنها أشد
الحيوان الأهلي نفورا.
٢٢٧ - (٧٨٩) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالُوا:
حَدَّثَنَا يَحْيَى (وَهُوَ الْقَطَّانُ) ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي. كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ. ح
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ) ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق الْمُسَيَّبِيُّ. حَدَّثَنَا
أَنَسٌ (يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ) جَمِيعًا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. كُلُّ
هَؤُلَاءِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. بِمَعْنَى حَدِيثِ
مَالِكٍ. وَزَادَ فِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ «وَإِذَا قَامَ صَاحِبُ
الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ. وَإِذَا لَمْ يَقُمْ
بِهِ نَسِيَهُ».
٢٢٨ - (٧٩٠) وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ
وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وَقَالَ
الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «بِئْسَمَا
لِأَحَدِهِمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ. بَلْ هُوَ نُسِّيَ.
اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ. فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا من صدور الرجال من النعم
بعقلها».
(أشد تفصيا [تقصيا؟؟] من صدور الرجال من
النعم بعقلها) قال أهل اللغة: التفصي الانفصال. وهو بمعنى الرواية الأخرى: أشد
تفلتا. والنعم أصلها الإبل والبقر والغنم. والمراد هنا الإبل خاصة، لأنها التي
تعقل. والعقل بضم العين والقاف، ويجوز إسكان القاف، جمع عقال. ككتاب وكتب. والنعم
تذكر وتؤنث. ووقع في هذه الرواية بعقلها. وفي الرواية الثانية من عقله وفي الثالثة
في عقلها. وكله صحيح. والمراد برواية الباء، من. كما في قوله تعالى: عينا يشرب بها
عباد الله.
٢٢٩ - (٧٩٠) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ.
وَرُبَّمَا قَالَ الْقُرْآنَ. فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ
الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ. قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا
يَقُلْ أَحَدُكُمْ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ. بَلْ هُوَ نُسِّيَ».
٢٣٠ - (٧٩٠) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. حَدَّثَنِي
عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ. قَالَ: سمعت بْنَ
مَسْعُودٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«بِئْسَمَا
⦗٥٤٥⦘
لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ
سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ. أَوْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ. بَلْ هُوَ نُسِّيَ».
٢٣١ - (٧٩١) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بَرَّادٍ الأَشْعَرِيُّ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ.
فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ
فِي عُقُلِهَا» وَلَفْظُ الحديث لابن براد.
(تعاهدوا هذا القرآن) أي جددوا عهده بملازمة
تلاوته لئلا تنسوه.
(٣٤) بَاب اسْتِحْبَابِ تَحْسِينِ الصَّوْتِ
بِالْقُرْآنِ
٢٣٢
- (٧٩٢)
حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ. يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«مَا أَذِنَ اللَّهُ لشيء، ما أذن
لنبي يتغنى بالقرآن».
(مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ
لِنَبِيٍّ) ما الأولى نافية والثانية مصدرية، أي ما استمع لشيء كاستماعه لنبي. قال
العلماء: معنى أذن في اللغة الاستماع. ومنه قوله تعالى: وأذنت لربها وحقت. ولا
يجوز أن تحمل هنا على الاستماع بمعنى الإصغاء. فإنه يستحيل على الله تعالى، بل هو
مجاز. ومعناه الكناية عن تقريبه القارئ وإجزال ثوابه.
(٧٩٢) - وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن
وهب. أَخْبَرَنِي يُونُسُ. ح وحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى.
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو. كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
بِهَذَا الْإِسْنَادِ. قَالَ «كَمَا يَأْذَنُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ».
٢٣٣ - (٧٩٢) حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ (وَهُوَ ابْنُ
الْهَادِ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ، مَا
أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ، يتغنى بالقرآن، يجهر به».
(يتغنى بالقرآن) معناه عند الشافعي وأصحابه
وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفتوى، يحسن صوته به. وقال الشافعي وموافقوه:
معناه تحزين القراءة وترقيقها. واستدلوا بالحديث الآخر: زينوا القرآن بأصواتكم.
قال الهروي: معنى يتغنى به، يجهر به.
(٧٩٣) - وحَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ
وَهْبٍ. حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ
مَالِكٍ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ،
مِثْلَهُ سَوَاءً. وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. وَلَمْ يَقُلْ: سمع.
٢٣٤ - (٧٩٣) وحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى.
حَدَّثَنَا هِقْلٌ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «ما أَذِنَ
اللَّهُ لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ، يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجهر به».
(كأذنه) هو بفتح الهمزة والذال، وهو مصدر أذن
يأذن أذنا كفرح يفرح فرحا.
(٧٩٣) - وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ حُجْرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
غَيْرَ أَنَّ ابْنَ أَيُّوبَ قَالَ في روايته «كإذنه».
(كإذنه) قال القاضي رحمه الله:
هو على هذه الرواية بمعنى الحث على
ذلك والأمر به.
٢٣٥ - (٧٩٣) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد
الله بن نمير. ح وحدثنا ابن نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إِنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَوِ الأَشْعَرِيَّ أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ
مَزَامِيرِ آلِ داود».
(أعطي مزمارا من مزامير آل داود) شبه حسن
الصوت وحلاوة نغمته بصوت المزمار. وداود هو النبي عليه السلام.
وإليه المنتهى في حسن الصوت
بالقراءة. والآل في قوله: آل داود، مقحمة. قيل: معناه ههنا الشخص. كذا في النهاية.
وقال النووي: قال العلماء: المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن. وأصل الزمر الغناء.
٢٣٦ - (٧٩٣) وحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا طَلْحَةُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِي مُوسَى؛ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَبِي
مُوسَى «لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ! لَقَدْ
أُوتِيتَ مِزْمَارًا من مزامير آل داود».
(لو رأيتني وأنا أستمع) الواو فيه للحال.
وجواب لو محذوف. أي لأعجبك ذلك.
(٣٥) بَاب ذِكْرِ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ ﷺ
سُورَةَ الْفَتْحِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ
٢٣٧
- (٧٩٤)
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبد اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعٌ عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ عَامَ الْفَتْحِ، فِي
مَسِيرٍ لَهُ، سُورَةَ الْفَتْحِ عَلَى رَاحِلَتِهِ. فَرَجَّعَ فِي قِرَاءَتِهِ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا أَنِّي
أَخَافُ أَنْ يجتمع علي الناس. لحكيت لكم قراءته.
(فرجع في قراءته) قال القاضي: أجمع العلماء
على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها. قال أبو عبيد: والأحاديث الواردة في
ذلك محمولة على التحزين والتشويق. قال: واختلفوا في القراءة بالألحان. فكرهها مالك
والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم. وأباحهم أبو حنيفة وجماعة
من السلف. والترجيع ترديد الصوت في الحلق. وقد حكى عبد الله بن مغفل ترجيعه عليه
السلام بمد الصوت في القراءة. نحو آ آ آ. قال ابن الأثير: وهذا إنما حصل منه،
والله أعلم، يوم الفتح. لأنه كان راكبا، فحدث الترجيع في صوته.
٢٣٨ - (٧٩٤) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ؛
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ. قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يوم
فَتْحِ مَكَّةَ، عَلَى نَاقَتِهِ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ. قَالَ فَقَرَأَ
ابْنُ مُغَفَّلٍ وَرَجَّعَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا النَّاسُ لَأَخَذْتُ
لَكُمْ بِذَلِكَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ مُغَفَّلٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
٢٣٩ - (٧٩٤) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا
خالد بْنُ الْحَارِثِ. ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي. قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ. وَفِي
حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:
عَلَى رَاحِلَةٍ يَسِيرُ وَهُوَ
يَقْرَأُ سُورَةَ الفتح.
(٣٦) بَاب نُزُولِ السَّكِينَةِ لِقِرَاءَةِ
الْقُرْآنِ
٢٤٠
- (٧٩٥)
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي
إِسْحَاق، عَنِ الْبَرَاءِ. قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ
الْكَهْفِ. وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ. فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ.
فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو.
⦗٥٤٨⦘
وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ مِنْهَا.
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ «تِلْكَ
السكينة. تنزلت للقرآن».
(بشطنين) هما تثنية شطن. وهو الحبل الطويل
المضطرب. وإنما ربطه بشطنين لقوته وشدته. (تلك السكينة) هي ما يحصل به السكون
وصفاء القلب. وقال النووي: قد قيل في معنى السكينة هنا أشياء. المختار منها أنها
شيء من مخلوقات الله تعالى، فيه طمأنينة ورحمة، ومعه الملائكة.
٢٤١ - (٧٩٤) وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ
بَشَّارٍ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شُعْبَةُ
عَنْ أَبِي إِسْحَاق. قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ:
قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ. وَفِي
الدَّارِ دَابَّةٌ. فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ. فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ
سَحَابَةٌ قَدْ غَشِيَتْهُ. قَالَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ. فَقَالَ
«اقْرَأْ. فُلَانُ! فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ الْقُرْآنِ. أَوْ تَنَزَّلَتْ
لِلْقُرْآنِ».
(٧٩٤) - وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو دَاوُدَ. قَالَا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاق. قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ،
فَذَكَرَا نحوه. غير أنهما قالا: تنقز.
(تنقز) أي تثبت.
٢٤٢ - (٧٩٦) وحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْحُلْوَانِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ (وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ) قَالَا:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ الْهَادِ؛ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ أَبَا
سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، بَيْنَمَا هُوَ،
لَيْلَةً، يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ. إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ. فَقَرَأَ. ثُمَّ
جَالَتْ أُخْرَى. فَقَرَأَ. ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا. قَالَ أُسَيْدٌ:
فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى.
فَقُمْتُ إِلَيْهَا. فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي. فِيهَا أَمْثَالُ
السُّرُجِ. عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَالَ فَغَدَوْتُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ
مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي. إِذْ جَالَتْ
⦗٥٤٩⦘
فَرَسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«اقْرَأْ. ابْنَ حُضَيْرٍ!» قَالَ: فَقَرَأْتُ. ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «اقْرَأْ. ابْنَ حُضَيْرٍ!» قَالَ: فَقَرَأْتُ. ثُمَّ جَالَتْ
أَيْضًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «اقْرَأْ. ابْنَ حُضَيْرٍ!» قَالَ
فَانْصَرَفْتُ. وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا. خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ.
فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ. فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ. عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ
حَتَّى مَا أَرَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ
تَسْتَمِعُ لَكَ. وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ. مَا تَسْتَتِرُ
مِنْهُمْ».
(مربدة) هو الموضع الذي ييبس فيه التمر
كالبيدر، للحنطة ونحوها. (جالت فرسه) أي وثبت. وقال هنا: جالت. فأنث الفرس. وفي
الرواية السابقة: وعنده فرس مربوط. فذكره. وهما صحيحان. والفرس يقع على الذكر
والأنثى. (فخشيت أن تطأ يحيى) أراد ابنه. وكان قريبا من الفرس. أي خفت أن تدوس
الفرس ولدي يحيى. (الظلة) هي ما يقي من الشمس. كسحاب، أو سقف بيت.
(٣٧) بَاب فَضِيلَةِ حَافِظِ الْقُرْآنِ
٢٤٣
- (٧٩٧)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. كِلَاهُمَا
عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. قال:
قال رسول الله ﷺ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ
الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ. رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا
طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ
التَّمْرَةِ. لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي
يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ. رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ.
وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ.
لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».
(الأترجة) هي ثمر جامع لطيب الطعم والرائحة
وحسن اللون. يشبه البطيخ.
(٧٩٧) - وحَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ.
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ. كِلَاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ: (بدل المنافق) الفاجر.
(٣٨) باب فضل الماهر بالقرآن وَالَّذِي
يَتَتَعْتَعُ فِيهِ
٢٤٤
- (٧٩٨)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ.
جَمِيعًا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. قَالَ ابْنُ عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ
عَائِشَةَ. قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
⦗٥٥٠⦘
«الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ
السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ. وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أجران».
(الماهر بالقرآن) هو الحاذق الكامل الحفظ.
الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة، لجودة حفظه وإتقانه. (مع السفرة الكرام
البررة) السفرة جمع سافر، ككتبة وكاتب. والسافر الرسول. والسفرة الرسل لأنهم
يسفرون إلى الناس برسالات الله. وقيل: السفرة الكتب. والبررة المطيعون. من البر.
وهو الطاعة. (ويتتعتع فيه) هو الذي يتردد في تلاوته، لضعف حفظه، فله أجران: أجر
بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته.
(٧٩٨) - وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ.
كِلَاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وقَالَ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ
«وَالَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ».
(٣٩) بَاب اسْتِحْبَابِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
عَلَى أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْحُذَّاقِ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ الْقَارِئُ أَفْضَلَ
مِنَ الْمَقْرُوءِ عَلَيْهِ
٢٤٥
- (٧٩٩)
حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لِأُبَيٍّ:
«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ
أَقْرَأَ عَلَيْكَ» قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ «اللَّهُ سَمَّاكَ لِي»
قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي.
٢٤٦ - (٧٩٩) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. قال: سَمِعْتُ
قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ رسول الله ﷺ لِأُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ
كَفَرُوا» قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ «نَعَمْ» قَالَ فَبَكَى.
(٧٩٩) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ
الْحَارِثِيُّ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ) حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأُبَيٍّ.
بِمِثْلِهِ.
(٤٠) بَاب فَضْلِ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ،
وَطَلَبِ الْقِرَاءَةِ مِنْ حافظ لِلِاسْتِمَاعِ، وَالْبُكَاءِ عِنْدَ
الْقِرَاءَةِ وَالتَّدَبُّرِ
٢٤٧
- (٨٠٠)
وحَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. جميعا عَنْ حَفْصٍ. قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ:
قَالَ لِي رسو اللَّهِ ﷺ «اقْرَأْ
عَلَيَّ الْقُرْآنَ» قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَقْرَأُ عَلَيْكَ،
وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»
فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ. حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ
كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾
[٤/النساء/الآية-٤١]. رَفَعْتُ رَأْسِي. أَوْ غَمَزَنِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي
فَرَفَعْتُ رَأْسِي. فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ.
(٨٠٠) - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ
وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ. جميعا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ،
عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَزَادَ هَنَّادٌ فِي رِوَايَتِهِ: قَالَ
لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، «اقْرَأْ عَلَيَّ».
٢٤٨ - (٨٠٠) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ. وَقَالَ
أَبُو كُرَيْبٍ: عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بن مرة، عن إبراهيم. قال:
قال رسول الله ﷺ لِعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ «اقْرَأْ عَلَيَّ» قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟
قَالَ «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ
مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ. إِلَى قَوْلِهِ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ
كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. فَبَكَى.
قَالَ مِسْعَرٌ: فَحَدَّثَنِي مَعْنٌ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ ﷺ «شَهِيدًا
عَلَيْهِمْ مَا دُمْتُ فِيهِمْ، أَوْ مَا كُنْتُ فِيهِمْ» (شَكَّ مِسْعَرٌ).
٢٤٩ - (٨٠١) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّه. قَالَ:
كُنْتُ بِحِمْصَ فَقَالَ لِي بَعْضُ
الْقَوْمِ: اقْرَأْ عَلَيْنَا. فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ سُورَةَ يُوسُفَ. قَالَ
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَاللَّهِ! مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ. قَالَ قُلْتُ:
وَيْحَكَ. وَاللَّهِ! لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ لِي
«أَحْسَنْتَ».
⦗٥٥٢⦘
فَبَيْنَمَا أَنَا أُكَلِّمُهُ إِذْ
وَجَدْتُ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ. قَالَ فَقُلْتُ: أَتَشْرَبُ الْخَمْرَ
وَتُكَذِّبُ بِالْكِتَابِ؟ لَا تَبْرَحُ حتى أجلدك. قال فجلدته الحد.
(وتكذب بالكتاب) معناه تنكر بعضه جاهلا. وليس
المراد التكذيب الحقيقي. فإنه لو كذب حقيقة لكفر وصار مرتدا يجب قتله. وقد أجمعوا
على أن من جحد حرفا مجمعا عليه من القرآن فهو كافر. تجري عليه أحكام المرتدين.
(٨٠١) - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن
خشرم. قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. جَمِيعًا
عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ:
فَقَالَ لِي «أَحْسَنْتَ».
(٤١) بَاب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي
الصَّلَاةِ وَتَعَلُّمِهِ
٢٥٠
- (٨٠٢)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قال رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ
خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ «فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ
بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ. خَيْرٌ لَهُ من ثلاث خلفات عظام سمان».
(خلفات) الخلفات الحوامل من الإبل إلى أن
يمضي عليها نصف أمدها. ثم هي عشار. والواحدة خلفة وعشراء.
٢٥١ - (٨٠٣) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ. حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيّ. قال: سمعت أبي
يحدث عن عقبة ابن عَامِرٍ. قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ
فِي الصُّفَّةِ. فَقَالَ «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى
بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ،
⦗٥٥٣⦘
فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ
رَحِمٍ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ «أَفَلَا يَغْدُو
أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ عز وجل خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ. وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ
ثَلَاثٍ. وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ. وَمِنْ أعدادهن من الإبل؟».
(الصفة) أي في موضع مظلل من المسجد الشريف
كان فقراء المهاجرين يأوون إليه. وهم المسمون بأصحاب الصفة. وكانوا أضياف الإسلام.
(يغدو) أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار. (بطحان) اسم موضع بقرب المدينة.
(العقيق) واد بالمدينة. (كوماوين) الكوماء من الإبل العظيمة السنام.
(٤٢) بَاب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ
٢٥٢
- (٨٠٤)
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ
(وَهُوَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ) حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (يَعْنِي ابْنَ
سَلَّامٍ) عَنْ زَيْدٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو
أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. قَالَ:
سمعت رسول الله ﷺ يقول «اقرؤوا
الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ.
اقرؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنَّهُمَا
تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا
غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عن
أصحابهما. اقرؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا
حَسْرَةٌ. ولا يستطيعها الْبَطَلَةُ».
قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ
الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.
(الزهراوين) سميتا الزهراوين لنورهما
وهدايتهما وعظيم أجرهما. (كأنهما غمامتان أو: إنهما غيايتان) قال أهل اللغة:
الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه: سحابة وغيرة وغيرهما. قال العلماء:
المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين. (كأنهما فرقان من طير صواف) وفي الرواية الأخرى:
كأنهما حزقان من طير صواف. الفرقان والحزقان، معناهما واحد. وهما قطيعان وجماعتان.
يقال في الواحد: فرق وحزق وحزيقة. وقوله: من طير صواف. جمع صافة، وهي من الطيور ما
يبسط أجنحتها في الهواء. (تحاجان عن أصحابهما) أي تدافعان الجحيم والزبانية. وهو كناية
عن المبالغة في الشفاعة. (ولا يستطيعها) أي لا يقدر على تحصيلها.
(٨٠٤) - وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى (يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ)
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ
«وَكَأَنَّهُمَا» فِي كِلَيْهِمَا. وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعَاوِيَةَ: بَلَغَنِي.
٢٥٣ - (٨٠٥) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عبدربه. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مهاجر، عن الوليد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ
الْكِلَابِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول «يُؤْتَى
بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ.
تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ» وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ. مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ. قَالَ «كَأَنَّهُمَا
غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ. بَيْنَهُمَا شَرْقٌ. أَوْ
كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عن صاحبهما».
(تقدمه) أي تتقدمه. (شرق) هو بفتح الراء
وإسكانها. أي ضياء ونور. وممن حكى فتح الراء وإسكانها القاضي وآخرون. والأشهر، في
الرواية واللغة، الإسكان.
(٤٣) بَاب فَضْلِ الْفَاتِحَةِ وَخَوَاتِيمِ
سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَالْحَثِّ عَلَى قِرَاءَةِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ
الْبَقَرَةِ
٢٥٤
- (٨٠٦)
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنْفِيُّ.
قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رزيق، عن عبد الله ابن
عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ
النَّبِيِّ ﷺ. سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ. فَقَالَ: هَذَا
بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ. لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ.
فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ. فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ. لَمْ
يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ. فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ
أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ. فَاتِحَةُ الْكِتَابِ
وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا
أُعْطِيتَهُ.
(نقيضا) أي صوتا كصوت الباب إذا فتح.
٢٥٥ - (٨٠٧) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ:
لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ عِنْدَ
الْبَيْتِ. فَقُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ فِي الآيَتَيْنِ
⦗٥٥٥⦘
فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ. فَقَالَ:
نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ،
مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ».
(كفتاه) أي دفعتا عنه الشر والمكروه.
(٨٠٧) - وحَدَّثَنَاه إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كِلَاهُمَا عَنْ
مَنْصُورٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
٢٥٦ - (٨٠٨) وحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ
التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عن أبي مسعود
الأنصاري؛ قال:
قال رسول اللَّهِ ﷺ «مَنْ قَرَأَ
هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ».
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ، وَهُوَ يَطُوفُ
بِالْبَيْتِ. فَسَأَلْتُهُ. فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
(٨٠٨) - وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ.
أَخْبَرَنَا عِيسَى (يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ) ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. جَمِيعًا عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ.
(٨٠٨) - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
حَفْصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مثله.
(٤٤) بَاب فَضْلِ سُورَةِ الْكَهْفِ وَآيَةِ
الْكُرْسِيِّ
٢٥٧
- (٨٠٩)
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ؛ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
«مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ
أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف، عُصِمَ من الدجال».
(٨٠٩) - وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار.
قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. ح وحدثني زهير بن
حرب. حدثنا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. جَمِيعًا عَنْ
قَتَادَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ شُعْبَةُ: مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ. وقَالَ
هَمَّامٌ: مِنْ أَوَّلِ الْكَهْف. كَمَا قَالَ هشام.
٢٥٨ - (٨١٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة.
حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي
السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ؛ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «يَا أَبَا
الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ
قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي
أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ قُلْتُ: اللَّهُ لا
إِلَهَ إِلا هُوَ الحي القيوم. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ «وَاللَّهِ!
لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر».
(ليهنك العلم) أي ليكن العلم هنيئا لك.
(٤٥) بَاب فَضْلِ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ
٢٥٩
- (٨١١)
وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالَ زُهَيْرٌ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ
فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القرآن؟ قال
«قل هو الله أحد، يعدل ثلث القرآن».
(يعدل) أي تساوي.
٢٦٠ - (٨١١) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا محمد
بن بَكْرٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة. حدثنا عَفَّانُ. حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ. جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ،
بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَفِي حَدِيثِهِمَا مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ جَزَّأَ الْقُرْآنَ
ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ. فَجَعَلَ قُلْ هُوَ الله أحد جزءا من أجزاء القرآن».
(فَجَعَلَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ جُزْءًا
مِنْ أجزاء القرآن) قال المازري: قيل: معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء: قصص
وأحكام وصفات لله تعالى. وقل هو الله أحد متمحضة للصفات. فهي ثلث وجزء من ثلاثة
أجزاء.
٢٦١ - (٨١٢) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ
وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى. قَالَ ابْنُ حَاتِمٍ:
حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد. حدثنا يزيد ابن كَيْسَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ «احْشُدُوا.
فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ. ثُمَّ
خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. ثُمَّ دَخَلَ.
فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أُرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ.
فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ. ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «إِنِّي
قُلْتُ لَكُمْ: سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. أَلَا إِنَّهَا تعدل ثلث
القرآن».
(احشدوا) أي اجتمعوا. وفي المصباح: حشدت
القوم حشدا من باب قتل. وفي لغة من باب ضرب: إذا جمعتهم. وحشدوا هم. يستعمل لازما
ومتعديا. وقال ابن الأثير: أي اجتمعوا واستحضروا الناس.
٢٦٢ - (٨١٢) وحَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى. حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيل، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
فقال: «أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» فَقَرَأَ قُلْ هُوَ الله أحد. الله
الصمد. حتى ختمها.
٢٦٣ - (٨١٣) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ. حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ؛ أَنَّ أَبَا
الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ
بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ،
عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ. وَكَانَ
يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ). فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ «سَلُوهُ.
لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ». فَسَأَلُوهُ. فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ
الرَّحْمَنِ. فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«أَخْبِرُوهُ أَنَّ الله يحبه».
(٤٦) بَاب فَضْلِ قِرَاءَةِ
الْمُعَوِّذَتَيْنِ
٢٦٤
- (٨١٤)
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «أَلَمْ
تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟ قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».
٢٦٥ - (٨١٤) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ قَيْسٍ،
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
«أُنْزِلَ أَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: المعوذتين».
(لم ير) ضبطناه نر، بالنون المفتوحة وبالياء
المضمومة. وكلاهما صحيح. (المعوذتين) هكذا هو في جميع النسخ. وهو صحيح. وهو منصوب
بفعل محذوف. أي أعني المعوذتين، وهو بكسر الواو.
(٨١٤) - وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ.
كِلَاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيل، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مثله. وفي رواية أبي أسامة عن
عقبة بن عامر الجهني، وَكَانَ مِنْ رُفَعَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ.
(٤٧) بَاب فَضْلِ مَنْ يَقُومُ بِالْقُرْآنِ
وَيُعَلِّمُهُ، وَفَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ حِكْمَةً مِنْ فِقْهٍ أَوْ غَيْرِهِ فعمل
بها وعلمها
٢٦٦
- (٨١٥)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ
بْنُ حَرْبٍ. كُلُّهُمْ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النبي ﷺ. قال «لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ
الْقُرْآنَ. فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ. وَآنَاءَ النَّهَارِ. وَرَجُلٌ
آتَاهُ اللَّهُ مَالًا. فَهُوَ يُنْفِقُهُ آناء الليل وآناء النهار».
(لا حسد إلا في اثنتين) قال العلماء: الحسد
قسمان: حقيقي ومجازي. فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها. وهذا حرام بإجماع
الأمة مع النصوص الصحيحة. وأما المجازي فهو الغبطة. وهو أن يتمنى مثل النعمة التي
على غيره، من غير زوالها عن صاحبها. فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن طاعة
فهي مستحبة. والمراد بالحديث: لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين، وما في
معناهما. (آناء الليل وآناء النهار) أي ساعاته. واحده الآن.
٢٦٧ - (٨١٥) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي سالم بن عبد الله بن
عمر عن أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا حَسَدَ
إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ هَذَا الْكِتَابَ. فَقَامَ بِهِ
آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا.
فَتَصَدَّقَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ».
٢٦٨ - (٨١٦) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنْ قَيْسٍ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي وَمُحَمَّدُ بْنُ بشر.
قالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ قَيْسٍ. قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ:
رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ.
وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها».
(على هلكته) أي إنفاقه في الطاعات.
٢٦٩ - (٨١٧) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عامر بن واثلة؛ أن نافع ابن عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ.
وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ. فَقَالَ:
مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ
الْوَادِي؟ فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى
مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ
قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل. وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. قَالَ عُمَرُ:
أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ ﷺ قَدْ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكتاب
أقواما ويضع به آخرين».
(٨١٧) - وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق. قَالَا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ. قَالَ:
حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ؛ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ
الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ. بِمِثْلِ
حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزهري.
(٤٨) بَاب بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى
سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. وَبَيَانِ مَعْنَاهُ
٢٧٠
- (٨١٨)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَالَ: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عن عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ؛ قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ
حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا. وَكَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَقْرَأَنِيهَا. فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ. ثُمَّ
أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ. ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ. فَجِئْتُ بِهِ
رسول الله ﷺ. فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ
الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ﷺ»أَرْسِلْهُ. اقرأ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ. فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ «هَكَذَا أُنْزِلَتْ» ثُمَّ قَالَ لِي «اقْرَأْ» فَقَرَأْتُ. فَقَالَ
«هَكَذَا أُنْزِلَتْ. إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.
فاقرؤوا ما تيسر منه».
(فكدت أن أعجل عليه) أي قاربت أن أخاصمه
بالعجلة في أثناء القراءة. (ثم لببته) معناه أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته به.
مأخوذ من اللبة. لأنه يقبض عليها. (أنزل على سبعة أحرف) قال العلماء: سبب إنزاله
على سبعة التخفيف والتسهيل. ولذلك قال النبي ﷺ: «هون على أمتي» كما صرح به في
الرواية الأخرى. واختلف العلماء في المراد بسبعة أحرف. قال القاضي عياض: هو توسعة
وتسهيل لم يقصد به الحصر. قال: وقال الأكثرون: هو حصر للعدد في سبعة. ثم قيل: هي
سبعة في المعاني كالوعد والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال
والأمر والنهي. ثم اختلف هؤلاء في تعيين السبعة. وقال آخرون: هي في أداء التلاوة
وكيفية النطق بكلماتها من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة ومد. لأن العرب كانت
مختلفة اللغات في هذه الوجوه. فيسر الله تعالى عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق
لغته ويسهل على لسانه. وقال آخرون: هي الألفاظ والحروف. وإليه أشار ابن شهاب بما
رواه مسلم عنه في الكتاب. ثم اختلف هؤلاء. فقيل: سبع قراءات وأوجه. وقال أبو عبيد:
سبع لغات للعرب يمنها ومعدها. وهي أفصح اللغات وأعلاها. وقيل: بل السبعة كلها لمضر
وحدها: وهي متفرقة في القرآن غير مجتمعة في كلمة واحدة. وقيل: بل هي مجتمعة في بعض
الكلمات. وقال القاضي أبو بكر بن الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت
واستفاضت عن رسول الله ﷺ. وضبطها عنه الأئمة. وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف
وأخبروا بصحتها. وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواترا. وأن هذه الأحرف تختلف
معانيها تارة وألفاظها أخرى. وليست متضاربة ولا متنافية. وذكر الطحاوي أن القراءة
بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب، ومشقة أخذ جميع
الطوائف بلغة. فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة.
٢٧١ - (٨١٨) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بن الزبير؛ أن
المسور ابن مَخَرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أَخْبَرَاهُ؛
أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ
يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وَسَاقَ
الْحَدِيثَ. بِمِثْلِهِ. وَزَادَ: فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصلاة. فتصبرت حتى
سلم.
(فكدت أساوره) أي أعاجله وأواثبه. (فتصبرت)
أي تكلفت الصبر حتى سلم، أي فرغ من صلاته.
(٨١٨) - حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن
حميد. قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ
الزُّهْرِيِّ. كَرِوَايَةِ يُونُسَ بِإِسْنَادِهِ.
٢٧٢ - (٨١٩) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد
الله بن عتبة؛ أن ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
«أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى
حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ. فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي. حَتَّى انْتَهَى
إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: بَلَغَنِي
أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الأَحْرُفَ إِنَّمَا هِيَ فِي الأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ
وَاحِدًا، لَا يَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ.
(٨١٩) - وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا
الإِسْنَادِ.
٢٧٣ - (٨٢٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي
خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى،
عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ:
كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ. فَدَخَلَ
رَجُلٌ يُصَلِّي. فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ. ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ.
فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ. فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ
دَخَلْنَا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَرَأَ
قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ. وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ
صَاحِبِهِ. فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فقرآ. فَحَسَّنَ النَّبِيُّ ﷺ
شَأْنَهُمَا. فسقط
⦗٥٦٢⦘
في نفسي من التكذيب. ولا إذا كُنْتُ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ
فِي صَدْرِي. فَفِضْتُ عَرَقًا. وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ عز وجل فَرَقًا.
فَقَالَ لِي «يَا أُبَيُّ! أُرْسِلَ إِلَيَّ: أَنِ اقْرإِ الْقُرْآنَ عَلَى
حَرْفٍ. فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي. فَرَدَّ إِلَيَّ
الثَّانِيَةَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ
عَلَى أُمَّتِي. فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ
أَحْرُفٍ. فَلَكَ بكل ردة رددتها مسألة تسألينها. فقلت: اللَّهُمَّ! اغْفِرْ
لِأُمَّتِي. وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إلى الخلق كلهم. حتى
إبراهيم ﷺ».
(فَسَقَطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ
وَلَا إِذْ كنت في الجاهلية) معناه وسوس لي الشيطان تكذيبا للنبوة أشد مما كنت
عليه في الجاهلية. لأنه في الجاهلية كان غافلا أو متشككا. فوسوس الشيطان الجزم
بالتكذيب. قال القاضي عياض: معنى قوله: سقط في نفسي، أنه اعترته حيرة ودهشة. قال:
وقوله: ولا إذ كنت في الجاهلية، معناه أن الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا لم يعتقده.
قال: وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها، لا يؤاخذ بها. قال القاضي: قال المازري:
معنى هذا أنه وقع في نفس أبي بن كعب نزغة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال،
حين ضربه النبي ﷺ بيده في صدره ففاض عرقا. (ضرب في صدري ففضت عرقا) قال القاضي:
ضربه ﷺ تثبيتا له حين رآه قد غشيه ذلك الخاطر المذموم قال: ويقال: فضت عرقا وفضت.
بالضاد المعجمة والصاد المهملة. قال وروايتنا هنا بالمعجمة. قال النووي: وكذا هو
في معظم أصول بلادنا. وفي بعضها بالمهملة. (مسألة تسألينها) معناه مسألة مجابة
قطعا. وأما باقي الدعوات فمرجوة، ليست قطعية الإجابة.
(٨٢٠) - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ. حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ؛ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ. إِذْ
دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى. فَقَرَأَ قِرَاءَةً. وَاقْتَصَّ الحديث بمثل حديث ابن
نمير.
٢٧٤ - (٨٢١) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ. ح وحَدَّثَنَاه ابْنُ الْمُثَنَّى وابن بشار. قال ابن
المثنى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ، عن
مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ أَنّ النَّبِيَّ
ﷺ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ. قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام.
⦗٥٦٣⦘
فَقَالَ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ
تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَقَالَ «أَسْأَلُ اللَّهَ
مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ. وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ». ثُمَّ
أَتَاهُ الثَّانِيَةَ. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ
الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ «أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ
وَمَغْفِرَتَهُ. وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ». ثُمَّ جَاءَهُ
الثَّالِثَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ
الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ. فَقَالَ «أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ
وَمَغْفِرَتَهُ. وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ». ثُمَّ جَاءَهُ
الرَّابِعَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ
الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ، فَقَدْ
أَصَابُوا.
(أضاة بني غفار) الإضاة هي الماء المستنقع
كالغدير. وجمعها أضا كحصاة وحصا. وإضاء بكسر الهمزة والمد، كأكمة وإكام.
(٨٢١) - وحَدَّثَنَاه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
(٤٩) بَاب تَرْتِيلِ الْقِرَاءَةِ
وَاجْتِنَابِ الْهَذِّ، وَهُوَ الإِفْرَاطُ في السرعة. وإباحة سورتين فأكثر في
ركعة
٢٧٥
- (٧٢٢)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ. جميعا عَنْ
وَكِيعٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ
بْنُ سِنَانٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ!
كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ. أَلِفًا تَجِدُهُ أَمْ يَاءً: مِنْ مَاءٍ غَيْرِ
آسِنٍ أو من ماء غير يا سن؟ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُلَّ الْقُرْآنِ
قَدْ أَحْصَيْتَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي
رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّا الشعر؟ إن أقواما يقرؤون
الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ. وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ
فَرَسَخَ فِيهِ، نَفَعَ. إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ.
إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرُنُ
بَيْنَهُنَّ. سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ
فَدَخَلَ عَلْقَمَةُ فِي إِثْرِهِ. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: قَدْ أَخْبَرَنِي بِهَا.
⦗٥٦٤⦘
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي
رِوَايَتِهِ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ. وَلَمْ
يَقُلْ: نهيك بن سنان.
(آسن) الآسن من الماء هو المتغير الطعم
واللون. (يا سن) قال في القاموس: اليسن، محركة، أسن البئر. وقد يسن كفرح. (هذا
كهذا الشعر) نصبه على المصدر. أي أتهذ القرآن هذا، فتسرع فيه كما تسرع في قراءة
الشعر. قال النووي: الهذ شدة الإسراع والإفراط في العجلة. وقال النووي: قوله كهذا
الشعر، معناه في حفظه وروايته لا في إنشاده وترنمه. لأنه يرتل في الإنشاد والترنم،
في العادة. (لا يجاوز تراقيهم) أي لا يجاوز القرآن تراقيهم ليصل إلى قلوبهم. فليس
حظهم منه إلا مروره على ألسنتهم. والتراقي جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر
والعاتق، وهما ترقوتان من الجانبين.
٢٧٦ - (٧٢٢) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ. قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إلى عبد الله، يقال له نهيك ابن سِنَانٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِ وَكِيعٍ. غَيْرَ
أَنَّهُ قَالَ:
فَجَاءَ عَلْقَمَةُ لِيَدْخُلَ
عَلَيْهِ. فَقُلْنَا لَهُ: سَلْهُ عَنِ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ بِهَا فِي رَكْعَةٍ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ. ثُمَّ
خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: عِشْرُونَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ. فِي تَأْلِيفِ
عَبْدِ الله.
٢٧٧ - (٧٢٢) وحَدَّثَنَاه إِسْحَاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ فِي هَذَا
الإِسْنَادِ، بِنَحْوِ حديثهما. وقال:
إني لأعرف النظائر التي يَقْرَأُ
بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. اثْنَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ. عِشْرِينَ سُورَةً فِي عشر
ركعات.
٢٧٨ - (٧٢٢) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ.
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ. حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الأَحْدَبُ عَنْ أَبِي
وَائِلٍ. قَالَ:
غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ يَوْمًا بَعْدَ مَا صَلَّيْنَا الْغَدَاة. فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ.
فأذن لنا. قال فمكنا بِالْبَابِ هُنَيَّةً. قَالَ فَخَرَجَتِ الْجَارِيَةُ
فَقَالَتْ: أَلَا تَدْخُلُونَ؟ فَدَخَلْنَا. فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يُسَبِّحُ.
فَقَالَ: مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا وَقَدْ أُذِنَ لَكُمْ؟ فَقُلْنَا: لَا.
إِلَّا أَنَّا ظَنَنَّا أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْبَيْتِ نَائِمٌ. قَالَ ظَنَنْتُمْ
بِآلِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ غَفْلَةً؟ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى ظَنَّ
أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ. فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ! انْظُرِي. هَلْ طَلَعَتْ؟
قَالَ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ لَمْ تَطْلُعْ. فَأَقْبَلَ يُسَبِّحُ. حَتَّى إِذَا
ظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ قَالَ: يَا جَارِيَةُ! انْظُرِي. هَلْ
طَلَعَتْ؟ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هِيَ قَدْ طَلَعَتْ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَقَالَنَا يَوْمَنَا هَذَا. (فَقَالَ مَهْدِيٌّ وَأَحْسِبُهُ قَالَ)
وَلَمْ يُهْلِكْنَا بِذُنُوبِنَا. قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَرَأْتُ
الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّ
الشِّعْرِ؟ إِنَّا لَقَدْ سَمِعْنَا الْقَرَائِنَ. وَإِنِّي لَأَحْفَظُ
الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. ثَمَانِيَةَ عَشَرَ
مِنَ الْمُفَصَّلِ. وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم.
(ابن أم عبد) فإن نفسه. فإن أم عبد الهذلية
أمه. والنبي ﷺ وغيره كانوا يقولون لابن مسعود: ابن أم عبد. (ثمانية عشر من المفصل)
هكذا هو في الأصول المشهورة ثمانية عشر. وفي نادر منها، ثمان عشرة. والأول صحيح
أيضا على تقدير ثمانية عشر نظيرا.
٢٧٩ - (٧٢٢) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ شَقِيقٍ. قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ،
يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ، إِلَى عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: إِنِّي
أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّ
الشِّعْرِ؟ لَقَدْ عَلِمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
يَقْرَأُ بِهِنَّ. سُورَتَيْنِ فِي ركعة.
(٧٢٢) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ؛ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ:
إِنِّي قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ
اللَّيْلَةَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذّ
الشِّعْرِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ. قَالَ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ
الْمُفَصَّلِ. سُورَتَيْنِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
(٥٠) بَاب مَا يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَاتِ
٢٨٠
- (٨٢٣)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ.
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق. قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ الأَسْوَدَ
بْنَ يَزِيدَ، وَهُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: كَيْفَ
تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ؟ فَهَلْ مِنْ مدكر؟ أَدَالًا أَمْ ذَالًا؟ قَالَ: بَلْ
دَالًا. سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ «مُدَّكِرٍ» دالا.
(مدكر) أصله مذتكر. فأبدلت التاء دالا مهملة
ثم أدغمت المعجمة في المهملة، فصار النطق بدال مهملة.
٢٨١ - (٨٢٣) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْف
«فَهَلْ من مدكر».
٢٨٢ - (٨٢٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو
كُرَيْبٍ. (وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ) قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ. قَالَ:
قَدِمْنَا الشَّامَ. فَأَتَانَا
أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ
⦗٥٦٦⦘
أَحَدٌ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا. قَالَ: فَكَيْفَ سَمِعْتَ عَبْدَ
اللَّهِ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ؟ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾. قَالَ: سَمِعْتُهُ
يَقْرَأُ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى قَالَ: وَأَنَا
وَاللَّهِ! هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقْرَؤُهَا. وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ
يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ: وَمَا خَلَقَ. فَلَا أتابعهم.
٢٨٣ - (٨٢٤) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ المغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ:
أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ فَدَخَلَ
مَسْجِدًا فَصَلَّى فِيهِ. ثُمَّ قَامَ إِلَى حَلْقَةٍ فَجَلَسَ فِيهَا. قَالَ
فَجَاءَ رَجُلٌ فَعَرَفْتُ فِيهِ تَحَوُّشَ الْقَوْمِ وَهَيْئَتَهُمْ. قَالَ:
فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي. ثُمَّ قَالَ: أَتَحْفَظُ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ
يقرأ؟ فذكر بمثله.
(تحوش القوم) أي انقباضهم. قال القاضي:
ويحتمل أن يريد الفطنة والذكاء. يقال: رجل حوشي الفؤاد أي حديده.
٢٨٤ - (٨٢٤) وحدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ
السَّعْدِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ قَالَ:
لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ. فَقَالَ
لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: مِنْ أَيِّهِمْ؟
قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: هَلْ تَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فاقرأ: والليل إذا يغشى.
قَالَ فَقَرَأْتُ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى
وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى. قَالَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يقرؤها.
(٨٢٤) - وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى. حَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى. حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ
عَلْقَمَةَ. قَالَ:
أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيتُ أَبَا
الدَّرْدَاءِ. فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ.
(٥١) بَاب الأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ
الصَّلَاةِ فِيهَا
٢٨٥
- (٨٢٥)
حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
حَبَّانَ، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله ﷺ نهى عن الصَّلَاةِ
بَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ
الصُّبْحِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
٢٨٦ - (٨٢٦) وحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ
وإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ. جميعا عَنْ هُشَيْمٍ. قَالَ دَاوُدُ: حَدَّثَنَا
⦗٥٦٧⦘
هُشَيْمٌ. أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ
عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْر وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. وَكَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ؛ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
وَبَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى تَغْرُبَ الشمس.
٢٨٧ - (٨٢٦) وحدثنيه زهير بن حرب. حدثنا يحيى بن
سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ. ح وحَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ. حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ. ح وحَدَّثَنَا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنِي أَبِي. كُلُّهُمْ عَنْ قَتَادَةَ،
بِهَذَا الْإِسْنَادِ. غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ سَعِيدٍ وهِشَامٍ: بعد الصبح حتى
تشرق الشمس.
(حتى تشرق الشمس) ضبطناه بضم التاء وكسر
الراء. وهكذا أشار إليه القاضي عياض رحمه الله في شرح مسلم. وضبطناه أيضا بفتح
التاء وضم الراء. وهو الذي ضبطه أكثر رواة بلادنا. وهو الذي ذكره القاضي عياض رحمه
الله في المشارق. قال أهل اللغة: يقال: شرقت الشمس تشرق، أي طلعت. على وزن طلعت
تطلع وغربت تغرب. ويقال: أشرقت تشرق، أي ارتفعت وأضاءت. ومنه قوله تعالى: وأشرقت
الأرض بنور ربها، أي أضاءت. فمن فتح التاء هنا احتج بأن باقي الروايات قبل هذه
الرواية وبعدها: حتى تطلع الشمس. فوجب حمل هذه على موافقتها. ومن قال بضم التاء
احتج له القاضي بالأحاديث الأخر في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس والنهي عن
الصلاة إذا بدا حاجب الشمس حتى تبرز. قال: وهذا كله يبين أن المراد بالطلوع في
الروايات الأخر ارتفاعها وإشراقها وإضاءتها. لا مجرد ظهور قرصها. وهذا الذي قاله
القاضي صحيح متعين لا عدول عنه للجمع بين الروايات.
٢٨٨ - (٨٢٧) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب.
أَخْبَرَنِي يُونُسُ؛ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ
بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا
صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. وَلَا صَلَاةَ
بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ».
٢٨٩ - (٨٢٨) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مالك عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله ﷺ قال:
«لَا يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ
فَيُصَلِّيَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا».
٢٩٠ - (٨٢٨) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي ومُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. قَالَا. جَمِيعًا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ:
قَالَ
⦗٥٦٨⦘
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا تَحَرَّوْا
بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا. فَإِنَّهَا تَطْلُعُ
بِقَرْنَيْ شَيْطَانٍ».
(فإنها تطلع بقرني شيطان) هكذا هو في الأصول،
بقرني شيطان، في حديث ابن عمر. وفي حديث عمرو بن عبسة، بين قرني شيطان. قيل:
المراد بقرني الشيطان حزبه وأتباعه. وقيل: قوته وغلبته وانتشار فساده. وقيل:
القرنان ناحيتا الرأس، وإنه على ظاهره وهذا هو الأقوى. وسمي شيطانا لتمرده وعتوه.
وكل مارد عات شيطان. والأظهر أنه مشتق من شطن إذا بعد. لبعده من الخير والرحمة.
وقيل: مشتق من شاط إذا هلك واحترق.
٢٩١ - (٨٢٩) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا
أَبِي وابْنُ بِشْرٍ. قَالُوا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إِذَا
بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ. وَإِذَا غَابَ
حَاجِبُ الشَّمْسِ، فأخروا الصلاة حتى تغيب».
(إِذَا بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا
الصَّلَاةَ حَتَّى تبرز) لفظة بدا، هنا، غير مهموزة. معناه ظهر. وحاجبها طرفها.
وتبرز أي تصير الشمس بارزة ظاهرة. والمراد ترتفع.
٢٩٢ - (٨٣٠) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن
خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ
الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ؛ قَالَ:
صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ. فَقَالَ «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا. فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ
مَرَّتَيْنِ. وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ». (والشاهد
النجم).
(بالمخمص) قال النووي: هو موضع معروف.
(٨٣٠) - وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إسحاق.
قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي
حَبِيبٍ عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ، (وَكَانَ ثِقَةً) عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ،
عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ العصر.
بمثله.
٢٩٣ - (٨٣١) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ؛
قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ:
ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ.
⦗٥٦٩⦘
أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ
مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ. وَحِينَ
يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ. وَحِينَ تَضَيَّفُ
الشَّمْسُ للغروب حتى تغرب.
(حين يقوم قائم الظهيرة) الظهيرة حال استواء
الشمس. ومعناه حين لا يبقى للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب. (تضيف)
أي تميل.
(٥٢) بَاب إِسْلَامِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ
٢٩٤
- (٨٣٢)
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ. حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ. حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، أَبُو عَمَّارٍ، ويَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
(قَالَ عِكْرِمَةُ: وَلَقِيَ شَدَّادٌ أَبَا أُمَامَةَ ووَاثِلَةَ. وَصَحِبَ
أَنَسًا إِلَى الشَّامِ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَضْلًا وَخَيْرًا) عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ قَالَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ:
كُنْتُ، وَأَنَا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ. وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا
عَلَى شَيْءٍ. وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ. فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ
يُخْبِرُ أَخْبَارًا. فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي. فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ. فَإِذَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ مستخفيا، جرءاء عَلَيْهِ قَوْمُهُ. فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ
عَلَيْهِ بِمَكَّةَ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ «أَنَا نَبِيٌّ» فَقُلْتُ:
وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ «أَرْسَلَنِي اللَّهُ» فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ
أَرْسَلَكَ؟ قَالَ «أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ
وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ» قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ
عَلَى هَذَا؟ قَالَ «حُرٌّ وَعَبْدٌ» (قَالَ وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ
وَبِلَالٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ) فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ «إِنَّكَ لَا
تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا. أَلَا تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ؟
وَلَكِنْ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ. فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي»
قَالَ فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي. وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ. وَكُنْتُ
فِي أَهْلِي. فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ
⦗٥٧٠⦘
وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ
الْمَدِينَةَ. حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةَ. فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟
فَقَالُوا: النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ. وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ
يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ. فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ «نَعَمْ. أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي
بِمَكَّةَ؟» قَالَ فَقُلْتُ: بَلَى. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي
عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ. أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ
«صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ. ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ. فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ
شَيْطَانٍ. وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ. ثُمَّ صَلِّ. فَإِنَّ
الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ. حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ.
ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ. فَإِنَّ، حِينَئِذٍ، تُسْجَرُ جَهَنَّمُ. فَإِذَا
أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ. فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ. حَتَّى
تُصَلِّيَ الْعَصْرَ. ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ. حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ.
فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ. وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا
الْكُفَّارُ». قَالَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! فَالْوُضُوءَ؟ حَدِّثْنِي
عَنْهُ. قَالَ «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ
وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ
وَخَيَاشِيمِهِ. ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا
خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ
يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ
أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا
رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ
⦗٥٧١⦘
مَعَ الْمَاءِ. فَإِنْ هُوَ قَامَ
فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ
أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ، إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ
كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا
الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ لَهُ أَبُو
أُمَامَةَ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ! انْظُرْ مَا تَقُولُ. فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ
يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ عَمْرٌو. يَا أَبَا أُمَامَةَ! لَقَدْ كَبِرَتْ
سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ
عَلَى اللَّهِ، وَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ ﷺ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (حَتَّى عَدَّ سَبْعَ
مَرَّاتٍ) مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا. وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ
ذَلِكَ.
(٥٣) بَاب لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ
طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا
٢٩٥
- (٨٣٣)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا بَهْزٌ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا
قَالَتْ:
وَهِمَ عُمَرُ. إِنَّمَا نَهَى
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُتَحَرَّى طُلُوعُ الشَّمْسِ وَغُرُوبُهَا.
٢٩٦ - (٨٣٣) وحَدَّثَنَا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن
عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
لَمْ يَدَعْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ. قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ «لَا تَتَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا. فَتُصَلُّوا
عِنْدَ ذَلِكَ».
(٥٤) بَاب مَعْرِفَةِ الرَّكْعَتَيْنِ
اللَّتَيْنِ كَانَ يُصَلِّيهِمَا النَّبِيُّ ﷺ بَعْدَ الْعَصْرِ
٢٩٧
- (٨٣٤)
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو (وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ) عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ
كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وعَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ والْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرْسَلُوهُ إِلَى عائشة
زوج النبي ﷺ. فَقَالُوا:
اقْرَأْ عليها السلام مِنَّا
جَمِيعًا وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ. وَقُلْ: إِنَّا
أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّينَهُمَا. وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
نَهَى عَنْهُمَا. قَالَ ابن عباس: وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها. قَالَ
كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَبَلَّغْتُهَا
⦗٥٧٢⦘
مَا أَرْسَلُونِي بِهِ. فَقَالَتْ:
سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِهَا.
فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي بِهِ إِلَى
عَائِشَةَ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَنْهَى عَنْهُمَا.
ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِمَا. أَمَّا حِينَ صَلَّاهُمَا فَإِنَّهُ صَلَّى
الْعَصْرَ. ثُمَّ دَخَلَ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنْ
الْأَنْصَارِ. فَصَلَّاهُمَا. فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ فَقُلْتُ:
قُومِي بِجَنْبِهِ فَقُولِي لَهُ: تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!
إِنِّي أَسْمَعُكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ. وَأَرَاكَ
تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي عَنْهُ. قَالَ فَفَعَلَتِ
الْجَارِيَةُ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ. فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ. فَلَمَّا انْصَرَفَ
قَالَ «يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ! سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ
الْعَصْرِ. إِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِالْإِسْلَامِ مِنْ
قَوْمِهِمْ. فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ.
فَهُمَا هاتان».
(وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها)
هكذا وقع في بعض الأصول: أضرب الناس عليها. وفي بعض اصرف الناس عنها. وكلاهما
صحيح. ولا منافاة بينهما. فكان يضربهم عليها في وقت ويصرفهم عنها في وقت من غير
ضرب. أو يصرفهم مع الضرب. (يا بنت أمية) يخاطب أم المؤمنين أم سلمة. واسمها هند.
وهي بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية.
٢٩٨ - (٨٣٥) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
وقُتَيْبَةُ وعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ). أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ (وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ)
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ؛ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ
السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ
الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ:
كَانَ يُصَلِّيهِمَا قَبْلَ
الْعَصْرِ. ثُمَّ إِنَّهُ شُغِلَ عَنْهُمَا أَوْ نَسِيَهُمَا فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ
الْعَصْرِ. ثُمَّ أَثْبَتَهُمَا. وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا.
(قَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: قَالَ
إِسْمَاعِيلُ: تَعْنِي داوم عليها).
٢٩٩ - (٨٣٥) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. جميعا عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ.
٣٠٠ - (٨٣٥) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. ح وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ (وَاللَّفْظُ لَهُ)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق الشَّيْبَانِيُّ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أبيه، عن عائشة؛ قالت:
صَلَاتَانِ مَا تَرَكَهُمَا رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ فِي بَيْتِي قَطُّ، سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً. رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ
الْفَجْرِ. وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
٣٠١ - (٨٣٥) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قال ابن
المثنى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
⦗٥٧٣⦘
عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ الْأَسْوَدِ
ومَسْرُوقٍ. قَالَا: نَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا كَانَ
يَوْمُهُ الَّذِي كَانَ يَكُونُ عِنْدِي إِلَّا صَلَّاهُمَا رسول الله ﷺ في
بَيْتِي. تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
(٥٥) بَاب اسْتِحْبَابِ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ
صَلَاةِ الْمَغْرِبِ
٣٠٢
- (٨٣٦)
وحَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. جميعا عَنْ ابْنِ فُضَيْلٍ. قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ.
قَالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ
التَّطَوُّعِ بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ يَضْرِبُ الْأَيْدِي عَلَى
صَلَاةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ. وَكُنَّا نُصَلِّي عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ
رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ. فَقُلْتُ
لَهُ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَّاهُمَا؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا
نُصَلِّيهِمَا. فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا.
٣٠٣ - (٨٣٧) وحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ (وَهُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ. فَإِذَا
أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ.
فَيَرْكَعُونَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ. حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ الْغَرِيبَ
لَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيَحْسِبُ أَنَّ الصَّلَاةَ قَدْ صُلِّيَتْ، مِنْ كثرة من
يصليهما.
(ابتدروا السواري) أي تسارعوا إليها.
والسواري جمع السارية وهي الأسطوانة. أي يقف كل أحد خلف أسطوانة، لئلا يقع المرور
بين يديه في صلاته فردا.
(٥٦) بَاب بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ
٣٠٤
- (٨٣٨)
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
ووَكِيعٌ عَنْ كَهْمَسٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن بريدة عن عبد الله
بن مغفل الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «بَيْنَ
كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» قَالَهَا ثلاثا. قال في الثالثة «لمن شاء».
(بين كل أذانين) أي بين الأذان والإقامة، فهو
من باب التغليب. قال الحافظ: ولا يصح حمله على ظاهره، لأن الصلاة بين الأذانين
مفروضة. والخبر ناطق بالتخيير، لقوله: لمن شاء.
(٨٣٨) - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن بريدة، عن عبد
الله بن مغفل، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فِي
الرَّابِعَةِ «لِمَنْ شَاءَ».
(٥٧) بَاب صَلَاةِ الْخَوْفِ
٣٠٥
- (٨٣٩)
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. أخبرنا عبد الرزاق. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صلاة
الْخَوْفِ. بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً. وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى
مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ. ثُمَّ انْصَرَفُوا وَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ.
مُقْبِلِينَ عَلَى الْعَدُوِّ. وَجَاءَ أُولَئِكَ. ثُمَّ صَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ
ﷺ رَكْعَةً. ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ. ثُمَّ قَضَى هَؤُلَاءِ رَكْعَةً.
وَهَؤُلَاءِ رَكْعَةً.
(٨٣٩) - وحَدَّثَنِيهِ أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ صلاة
رسول الله ﷺ فِي الْخَوْفِ وَيَقُولُ:
صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
ﷺ، بِهَذَا الْمَعْنَى.
٣٠٦ - (٨٣٩) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر؛
قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ
الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ. فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ
بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ. فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ذَهَبُوا.
وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً. ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَتَانِ
رَكْعَةً رَكْعَةً. قال وقال ابن عمر: فإذا كان أخوف أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَلِّ
رَاكِبًا، أَوْ قَائِمًا. تومئ إيماء.
٣٠٧ - (٨٤٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ:
شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
صَلَاةَ الْخَوْفِ. فَصَفَّنَا صَفَّيْنِ: صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. فَكَبَّرَ النَّبِيُّ ﷺ
وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا. ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ
مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا. ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ
الَّذِي يَلِيهِ. وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ. فَلَمَّا
قَضَى النَّبِيُّ ﷺ السجود، وقام النصف الَّذِي يَلِيهِ، انْحَدَرَ الصَّفُّ
الْمُؤَخَّرُ
⦗٥٧٥⦘
بِالسُّجُودِ. وَقَامُوا. ثُمَّ
تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ. وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ. ثُمَّ
رَكَعَ النَّبِيُّ ﷺ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
وَرَفَعْنَا جَمِيعًا. ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ
الَّذِي كَانَ مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى وَقَامَ الصَّفُّ
الْمُؤَخَّرُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ ﷺ السُّجُودَ
وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ. انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ.
فَسَجَدُوا. ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا. قَالَ جَابِرٌ:
كَمَا يَصْنَعُ حرسكم هؤلاء بأمرائهم.
(في نحر العدو) أي في مقابلته. ونحر كل شيء
أوله. (حرسكم) الحرس خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته. وهو جمع حارس. ويقال في
واحده أيضا: حرسى.
٣٠٨ - (٨٤٠) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرٍ. قَالَ:
غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ. فَقَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا. فَلَمَّا صَلَّيْنَا
الظُّهْرَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَوْ مِلْنَا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً
لَاقْتَطَعْنَاهُمْ. فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَلِكَ. فكذكر ذَلِكَ
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ وَقَالُوا: إِنَّهُ سَتَأْتِيهِمْ صَلَاةٌ هِيَ
أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأَوْلَادِ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ، قَالَ
صَفَّنَا صَفَّيْنِ. وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. قَالَ
فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَبَّرْنَا. وَرَكَعَ فَرَكَعْنَا. ثُمَّ سَجَدَ
وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ. فَلَمَّا قَامُوا سَجَدَ الصَّفُّ
الثَّانِي. ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الثَّانِي.
فَقَامُوا مَقَامَ الْأَوَّلِ. فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَبَّرْنَا.
وَرَكَعَ فَرَكَعْنَا. ثم سجد وسجد مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ. وَقَامَ
الثَّانِي. فَلَمَّا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا، سَلَّمَ
عَلَيْهِمْ رسول الله ﷺ.
قال أَبُو الزُّبَيْرِ: ثُمَّ خَصَّ
جَابِرٌ أَنْ قَالَ: كما يصلي أمراؤكم هؤلاء.
(لو ملنا عليهم ميلة) أي لو حملنا عليهم
حملة. (لاقتطعناهم) أي لأصبناهم منفردين واستأصلناهم.
٣٠٩ - (٨٤١) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بن جبير،
عن سهل بن أبي خيثمة؛ إن رسول الله ﷺ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْفِ.
فَصَفَّهُمْ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ. فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً. ثُمَّ
قَامَ. فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ خَلْفَهُمْ رَكْعَةً.
ثُمَّ تَقَدَّمُوا وَتَأَخَّرَ الَّذِينَ كَانُوا قُدَّامَهُمْ. فَصَلَّى بِهِمْ
رَكْعَةً. ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ تَخَلَّفُوا رَكْعَةً. ثُمَّ
سَلَّمَ.
٣١٠ - (٨٤٢) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على
مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ صَلَّى
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، صَلَاةَ الْخَوْفِ؛ أَنَّ
طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ.
⦗٥٧٦⦘
وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ.
فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً. ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ. ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ. وَجَاءَتِ
الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ. ثُمَّ ثَبَتَ
جَالِسًا. وَأَتَمُّوا لأنفسهم. ثم سلم بهم.
(يوم ذات الرقاع) هي غزوة معروفة. كانت سنة
خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد. سميت ذات الرقاع لأن أقدام المسلمين نقبت من
الحفاء. فلفوا عليها الخرق. هذا هو الصحيح في سبب تسميتها. (صفت معه) هكذا هو في
أكثر النسخ. وفي بعضها: صلت معه. وهما صحيحان. (وطائفة وجاه العدو) هو بكسر الواو
وضمها. يقال: وجاهه ووجاهه وتجاهه أي قبالته. والطائفة الفرقة والقطعة من الشيء.
تقع على القليل والكثير.
٣١١ - (٨٤٣) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
عَفَّانُ. حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ:
أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ، قَالَ كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى
شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ. فَأَخَذَ سَيْفَ
نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ فَاخْتَرَطَهُ. فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَتَخَافُنِي؟
قَالَ «لَا» قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ «اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ»
قَالَ فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَأَغْمَدَ السَّيْفَ
وَعَلَّقَهُ. قَالَ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ. فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ.
ثُمَّ تَأَخَّرُوا. وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ
فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ. وَلِلْقَوْمِ ركعتان.
(شجرة ظليلة) أي ذات ظل. (فاخترطه) أي سله.
٣١٢ - (٨٤٣) وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى (يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ)
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (وَهُوَ ابْنُ سَلَّامٍ). أَخْبَرَنِي يَحْيَى.
أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ.
أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الْخَوْفِ. فَصَلَّى رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. وَصَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ.